المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب هلاك الأمم


درة الخير
07-12-2011, 03:55 PM
إن الله عز وجل قد أخبر في كتابه الكريم
أنه أهلك أمماً وقرى كثيرة،
فلم يبق لهم أثراً، بل صاروا أثراً بعد عين،
وعبرة لمن اعتبر ..
فما هي الأسباب التي أهلكهم الله تعالى لأجلها؟
فقد ذكر أسباباً كثيرة لهلاك الأمم، منها:
الظلم، والترف، وكفر النعم،
وكثرة المنافقين، وموالاة الكافرين،
وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وفشو الربا، وخراب المساجد،
وترك الجهاد، وظهور الفواحش ..
ثم ذكر حديثاً جامعاً لأسباب هلاك الأمم.
هلاك الأمم بالذنوب والمعاصي
وكم.. وكم من القرون.. ومن الأمم..
ومن القرى أهلكها الله جل وعلا!
فمنها قائم إلى الآن، ومنها حصيد حصده الله جل وعلا،
فلا تجد منهم باقياً ولا أثر ولا نفساً منفوسة،
أين هم؟ ذهبوا إلى الله جل وعلا،
وأهلكهم الله تبارك وتعالى،
ودمرهم ولَمْ يُبْقِ منهم أحداً،
وهل هذا ظلم من الله جل وعلا؟!
قال الله تعالى:
وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
[هود:101]^
ما ظلم الله جل وعلا أحداً بل هم الذين ظلموا أنفسهم ..
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ
بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
[الأعراف:96]^.
وكم أهلك الله عز وجل من القرى
ومن الأمم بذنوبهم وبمعاصيهم
وبهذه الأسباب
قال تعالى:
وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ
إنهم كثر وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً
[الإسراء:17]^
الله جل وعلا لا تخفى عليه خافية،
ولا يحابي أحداً على أحد،
وهو العدل الذي إن أهلك أمة
بسبب فإنه يهلك الأمم جميعاً بهذا السبب،
وهذه هي مقتضى حكمته جل وعلا.......

بيان أسباب هلاك الأمم
فاسمع -يا عبد الله-
إلى هذه الأسباب التي سوف نسردها
في هذه الموضوع سرداً،
وهذه الأسباب إن وجد منها سبب؛
فاعلم أن هذه القرية وهذا البلد
وذلك المجتمع وهذه الأمة تنتظر الهلاك من الله جل وعلا
، إنْ عاجلاً أو آجلاً.......
الظلم
السبب الأول: الظلم:
إن الظلم من أعظم الأسباب التي يهلك الله عز وجل
بها القرى، قال الله تعالى:
وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى
وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ
[هود:102]^.
وكم يحصل في بعض الأمم وفي بعض القرى من الظلم ..
ظلم الناس لربهم جل وعلا،
وظلم الناس بعضِهم بعضاً،
تجد كثيراً من العمال والموظفين ومن الأجانب
ومن المغتربين من يمكث عدة أشهر
ولا يحصل من مسئوله ومديره وكفيله على دينارٍ واحد
، وكم جاءنا ممن يبكي بين أيدينا
ويشتكي من كفيله الذي حرمه لقمة العيش لأولاده!
يقول بعضهم:
مكثت ستة أشهر ولم يعطنِي ديناراً واحداً،
ولو اشتكيت عليه لهدَّدني بالسفر
وبالرجوع والطرد إلى بلادي..
وكم هو الظلم الذي يحصل في بعض البلاد
لصغار الناس والموظفين والعمال والمواطنين
الذين لا يستطيعون أن يحصلوا على بعض حقوقهم
فضلاً عنها كلها، إنه الظلم يا عباد الله!
ومن أعظم الظلم ما يكون على المؤمنين الموحدين
، وعلى الدعاة إلى الله جل وعلا، وعلى أولياء الرحمن
، وإن وقع الظلم على هؤلاء فاعلم أن هذه القرية
تحارب الله جل وعلا،
وهذه القرية تنتظر بعث الله تبارك وتعالى يأتيها صباحاً
أو مساءً، بياتاً أو هم قائلون،
واسمع إلى قوله تعالى:
وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا
وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً
[الكهف:59]^.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله:
"إن الدول تزول مع الظلم
ولو كانت مسلمة"،
ولو كان أهلها مسلمون، ولو كانوا مصلين،
ولو كانوا راكعين، ولو كانوا ساجدين،
فإنهم يزولون؛ لأن فيهم الظلم.
عباد الله: إياكم إياكم والظلم!
فإن الله تعالى حرم الظلم على نفسه
وجعله بين عباده محرماً.
السبب الثاني: الترف وكثرة النعم:
تجد بعض الناس يلبس من الملابس
، ويسكن من القصور، ويركب من المراكب،
ويسكن في الأثاث الوثير الذي لا يعقله عاقل
ولا يستحسنه إنسان عنده مَسْكَة مِن عقل ..
اسمع كيف يؤدي الترف بكثير من الناس
إلى الفجور والعصيان والفسوق،
حتى إنه لَمَّا يسكن في قصره البهيِّ،
ويركب مركبه الفاخر؛ ينسى دين الله جل وعلا،
وينسى أوامر الله ولا يرضى ولا يقبل أن يُؤمَر بمعروف
أو يُنهَى عن منكر.
قال الله جل وعلا:
وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً
[الإسراء:16]^
أي: إذا أردت أن تعرف أن هذه القرية
أراد الله أن يهلكها فاسمع إلى هذه العلامة:
أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا
[الإسراء:16]^
أمر الله المترفين بأداء الزكاة،
بإقام الصلاة، بالستر والعفاف،
أمر الله المترفين بالحكم بكتابه،
وبطاعة نبيه عليه الصلاة والسلام
أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا
[الإسراء:16]^
أي: عارضوا أمر الله، وعاندوا شرع الله جل وعلا ..
لا تنظر إلى الفقراء، لا تنظر إلى المساكين،
لا تنظر إلى الضعفاء؛ فهم أتباع الرسل،
وهم يتَّبعون أمر الله،
وإذا أردت أن تعرف أمر هذه القرية هل هو إلى زوال
أو إلى بقاء فانظر إلى المترفَين،
وانظر إلى الملأ الأعلى، وانظر إلى الأغنياء ..
هل هم على شرع الله؟ هل يقيمون حدود الله؟
أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ
فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً
[الإسراء:16]^
أتعرف ما هو القول؟
إنه قول العذاب وكلمة العذاب والعياذ بالله
السبب الثالث : كفر النعم:
تجد بعض الناس يُنعم الله عليه فلا يَشكر الله تعالى،
ينعم الله عليه فينسى حق الله عز وجل
عليه في هذه النعمة، قال تعالى:
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً
يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ
فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ
[النحل:112]^
وهما مقترنان، فكثير من الناس
وكثير من الأمم لَمَّا أذاقها الله لباس الجوع
ولم ترجع أذاقها الله لباس الخوف،
وكثير من القرى لَمَّا أذاقها الله لباس الخوف
فذهب الأمن وذهبت الطمأنينة
ولم ترجع أذاقها الله لباس الجوع
فَأَذَاقَهَا اللَّهُ
لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
[النحل:112]^
إنه بسبب كفر النعمة يا عباد الله!
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
[إبراهيم:7]^
يحصل الواحد منهم على الملايين،
بل على المليارات ولا يؤدي زكاة أمواله،
ولا يُعطِي النفقة من ماله، ولا يُطعِم المسكين،
ولا يُنعِم على اليتيم،
ولا يُؤدِّي حق الله عز وجل في أمواله.

كريم الشـمري
07-12-2011, 06:26 PM
جزاك الله خير على الموضوع الجميل

صانع الإبداع
07-12-2011, 08:00 PM
؛


الله يجزاك الجنة يا درة الخير .ْ.
وفي انتظار جديدك .ْ.
تحياتي .ْ.

http://www.trateal.com/vb/images/xx/gRb66634.gif (http://www.trateal.com/vb/images/xx/gRb66634.gif)

الدووووخي
08-12-2011, 12:37 AM
الله يجزآآآآآآآآآآآآك خير ..

بشاش
08-12-2011, 07:04 AM
الله يجزاك الخير

المــســافــر
08-12-2011, 01:46 PM
... جزاك خير ...

بنت الشيوخ
08-12-2011, 02:43 PM
جزاك الله خير

دانة الكون
09-12-2011, 12:39 AM
الله يجزاك خير و يبارك فيك.