المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكذب يهدي الي الفجور


درة الخير
03-01-2012, 08:31 PM
الكذب هو الإخبار بما يخالف الواقع ، سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل .

فإذا قال لك قائل : ما اليوم ؟ فقلت يوم الخميس ، أو يوم الثلاثاء ( وهو يوم الأربعاء ) فهذا كذب ؛ لأنه لا يطابق الواقع ؛ لأن اليوم يوم الأربعاء .

والمنافق كاذب ؛ لأن ظاهره يدل على أنه مسلم وهو كافر ، فهو كاذب بفعله .

عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا )) ( متفق عليه ) .

الفجور : الخروج عن طاعة الله ؛ لأن الإنسان يفسق ويتعدى طوره ويخرج عن طاعة الله إلى معصيته ، وأعظم الفجور الكفر ـ والعياذ بالله ـ ؛ فإن الكفر فجرة ، كما قال الله : ( أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) (عبس:42) ، وقال تعالى : (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) (المطففين : 7 ـ 11 ) ، وقال تعالى : (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) (الانفطار:14) .

فالكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار نعوذ بالله منها .

وقوله : (( وإن الرجل ليكذب )) وفي لفظ (( لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا))

الكذب من الأمور المحرمة ، بل قال بعض العلماء : إنه من كبائر الذنوب ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم توعده بأنه يكتب عند الله كذابا .

ومن أعظم الكذب : ما يفعله بعض الناس اليوم ، يأتي بالمقالة كاذبا يعلم أنها كذب ، لكن من أجل أن يضحك الناس ، وقد جاء في الحديث الوعيد على هذا ، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : (( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ، ويل له ، ويل له ))(167) ، وهذا وعيد على أمر سهل عند كثير من الناس .

فالكذب كله حرام ، وكله يهدي إلى الفجور ، ولا يستثنى منه شيء .

ورد في الحديث، أنه يستثنى من ذلك ثلاثة أشياء : في الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث المرأة زوجها وحديثه إياها .

وبعض العلماء يقول : الكذب لا يجوز مطلقا : لا مزحا ، ولا جدا ، ولا إذا تضمن أكل مال أو لا .

وأشد شيء من الكذب أن يكذب ويحلف ليأكل أموال الناس بالباطل ، مثل أن يدعي عليه بحق ثابت فينكر ويقول : والله ما لك علي حق ، أو يدعي ما ليس له فيقول : لي عندك كذا وكذا ، وهو كاذب ، فهذا إذا حلف على دعواه وكذب ؛ فإن ذلك هو اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ، ثم تغمسه في النار والعياذ بالله .
وثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : (( من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر ؛ لقي الله وهو عليه غضبان ))

فالحاصل أن الكذب حرام ، ولا يجوز للإنسان أن يكذب مطلقا ، لا هازلا ولا جادا ، إلا في المسائل الثلاث ،

إذن علينا أن نصدق ، وعلينا أن نكون صادقين ، وعلينا أن نكون صرحاء ، وعلينا أن لا نخفي الأمر عن غيرنا مداهنة أو مراءاة .

كثير من الناس إذا حدث عن شيء فعله وكان لا يرضيه كذب وقال : ما فعلت .

لماذا ؟ لا تستح من الخلق وتبارز الخالق بالكذب ؟ ! قل الصدق ولا يهمنك أحد ، وأنت إذا عودت نفسك الصدق فإنك في المستقبل سوف تصلح حالك ، أما إذا أخبرت بالكذب وصرت تكتم عن الناس وتكذب عليهم ، فإنك سوف تستمر في غيك ، ولكن إذا صدقت فإنك سوف تعدل مسيرتك ومنهاجك .

فعليك بالصدق فيما لك وفيما عليك ؛ حتى تكون مع الصادقين الذين أمرك الله أن تكون معهم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119) .


من كتاب شرح رياض الصالحين المجلد الأول, باب الصدق لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

دانة الكون
03-01-2012, 10:11 PM
جزاك الله خير
و لا حرمك الاجر

بشاش
03-01-2012, 10:33 PM
ألف شكر لك :"

:101:

الدووووخي
04-01-2012, 12:05 AM
الله يجزااااااااك خير وبارك الله فيــكــ ..

الشمعه
05-01-2012, 01:45 AM
يعطيك العافيه وجزاك خير