الفاروق
15-09-2005, 04:47 AM
دعوة الاسلام خارج مكه
الرسول صلى الله عليه وسلم في الطائف
في شوال سنة عشره من النبوه ]في اواخر مايو او اوائل يونيو سنة 619م [خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف وهي تبعد عن مكه نحو ستين ميلا سارها ماشيا على قدميه جيئتا وذهابا ومعه زيد بن حارثه , وكان كلما مر على قبيله في الطريق دعاهم الى الاسلام فلم تجب اليه واحده منها 0 فلما انتهى الى الطائف عمد ثلاثة اخوه من رؤساء ثقيف وهم عبد ياليل ومسعود وحبيب ابناء عمر بن عمير الثقفي فجلس اليهم ودعاهم الى الله , والى نصرة الاسلام , فقال احدهم هو يمزق الكعبه ان كان الله ارسلك , وقال الاخر , اما وجد الله احدا غيرك , وقال الثالث والله لا اكلمك ابدا , ان كنت رسولا لانت اعظم خطرا من ان ارد عليك الكلام ولا ان كنت تكذب على الله ما ينبغي ان اكلمك , فقام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم اذا فعلتم ما فعلتم فاكتمو عني
واقام الرسول صلى الله عليه وسلم بين اهل الطائف عشرة ايام , لايدع احدا من اشرافهم الا جائه وكلمه فقالوا, اخرج من بلادنا واغرو به سفهاءهم , فلما اراد الخروج تبعه سفهائهم وعبيدهم , يسبونه ويصيحون به حتى اجتمعى عليه الناس , فوقفو له سماطين ]أي صفين[ وجعلو يرمونه بالحجاره وبكلمات من السفه ورجمو عراقيبه حتى اختضب نعلاه بالدماء وكان زيد بن حارثه يحميه بنفسه , حتى اصابه شجاج في راسه ولم يزل به السفهاء كذالك حتى الجاوه الى حائط لعتبه وشيبه ابني ربيعه , على ثلاثة اميال من الطائف , فلما التجا اليه رجعو عنه , واتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حبله من عنب فجلس تحت ظلها الى جدار فلما جلس اليه واطمان , دعا بالدعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كابه وحزنا مما لقى من شده واسفا على انه لايؤمن به احد , قال]الهم اليك اشكو ضعف قوتي , وقلت حيلتي , وهواني على الناس , ياارحم الراحمين , انت رب المستضعفين وانت ربي الى من تكلني ؟ الى بعيد يتجهمني ؟ ام الى عدو ملكته امري ؟ ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي ولاكن عافيتك هي اوسع لي اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات , وصلح عليه امر الدنيا والاخره من ان تنزل بي غضبك او يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حولا ولا قوة الا بك [
فلما راه ابناء ربيعه تحركت له رحمهما فدعو غلاما لهما نصرانيا يقال له عداس وقالا له خذ قطفا من هاذا العنب واذهب به الى هاذا الرجل فلما وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده اليه قائلا ]]بسم الله [[ ثم اكل فقال عداس ان هاذ الكلام ما يقوله اهل هاذه البلاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي البلاد انت ؟ وما دينك ؟ قال انا نصراني من اهل نينوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرية الرجل الصالح يونس بن متى , قال له وما يدريك ما يونس بن متى ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك اخي , كان نبيا وانا نبي فاكب عداس على راس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلهما
فقال ابناء ربيعه احدهما للاخر : اما غلامك فقد افسده عليك فلما جاء عداس قالا له ويحك ما هاذا ؟ قال يا سيدي ما في الارض شيء خير من هاذا الرجل لقد اخبرني بامر لايعلمه الا نبي قالا له ويحك يا عداس لا يصرفنك عن دينك فا ان دينك خير من دينه
ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكه بعد خروجه من الحائط كئيبا محزونا كسير القلب فلما بلغ قرن المنازل بعث الله اليه جبريل ومعه ملك الجبال يستامره ان يطبق الاخشبين على اهل مكه
وقد روى البخاري تفصيل القصه بسنده
عن عروه بن الزبيران عائشه رضى الله عنها حدثته انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم هل اتى عليك يوم كان اشد عليك من يوم احد ؟ قال لقيت من قومك مالقيت وكان اشد ما لقيت منهم يوم العقبه اذا عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبدكلال فلم يجبني الى ما اردت فا انطلقت وانا مهموم على وجهي فلم استفق الا وانا بقرن الثعالب – وهو المسمى بقرن المنازل فرفعت راسي فاذا انا بسحابه قد اظلتني فنظرة فاذا فيها جبريل فناداني فقال ان الله قد سمع قول قومك لك وما ردو عليك وقد بعث الله اليك ملك الجبال لتامره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد ان شئت ان اطبق عليهم الاخشبين أي لفعلت والاخشبان هما جبلا مكه ابو قبيس والذي يقابله وهو قيقعان قال النبي صلى الله عليه وسلم بل ارجو ان يخرج الله عز وجل من اصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئا
وفي هاذا الجواب الذي ادلى به الرسول صلى الله عليه وسلم تتجلى شخصيته الفذه وما كان عليه من الخلق العظيم الذي لا يدرك غوره
من كتاب الرحيق المختوم
الرسول صلى الله عليه وسلم في الطائف
في شوال سنة عشره من النبوه ]في اواخر مايو او اوائل يونيو سنة 619م [خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف وهي تبعد عن مكه نحو ستين ميلا سارها ماشيا على قدميه جيئتا وذهابا ومعه زيد بن حارثه , وكان كلما مر على قبيله في الطريق دعاهم الى الاسلام فلم تجب اليه واحده منها 0 فلما انتهى الى الطائف عمد ثلاثة اخوه من رؤساء ثقيف وهم عبد ياليل ومسعود وحبيب ابناء عمر بن عمير الثقفي فجلس اليهم ودعاهم الى الله , والى نصرة الاسلام , فقال احدهم هو يمزق الكعبه ان كان الله ارسلك , وقال الاخر , اما وجد الله احدا غيرك , وقال الثالث والله لا اكلمك ابدا , ان كنت رسولا لانت اعظم خطرا من ان ارد عليك الكلام ولا ان كنت تكذب على الله ما ينبغي ان اكلمك , فقام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم اذا فعلتم ما فعلتم فاكتمو عني
واقام الرسول صلى الله عليه وسلم بين اهل الطائف عشرة ايام , لايدع احدا من اشرافهم الا جائه وكلمه فقالوا, اخرج من بلادنا واغرو به سفهاءهم , فلما اراد الخروج تبعه سفهائهم وعبيدهم , يسبونه ويصيحون به حتى اجتمعى عليه الناس , فوقفو له سماطين ]أي صفين[ وجعلو يرمونه بالحجاره وبكلمات من السفه ورجمو عراقيبه حتى اختضب نعلاه بالدماء وكان زيد بن حارثه يحميه بنفسه , حتى اصابه شجاج في راسه ولم يزل به السفهاء كذالك حتى الجاوه الى حائط لعتبه وشيبه ابني ربيعه , على ثلاثة اميال من الطائف , فلما التجا اليه رجعو عنه , واتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حبله من عنب فجلس تحت ظلها الى جدار فلما جلس اليه واطمان , دعا بالدعاء المشهور الذي يدل على امتلاء قلبه كابه وحزنا مما لقى من شده واسفا على انه لايؤمن به احد , قال]الهم اليك اشكو ضعف قوتي , وقلت حيلتي , وهواني على الناس , ياارحم الراحمين , انت رب المستضعفين وانت ربي الى من تكلني ؟ الى بعيد يتجهمني ؟ ام الى عدو ملكته امري ؟ ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي ولاكن عافيتك هي اوسع لي اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات , وصلح عليه امر الدنيا والاخره من ان تنزل بي غضبك او يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حولا ولا قوة الا بك [
فلما راه ابناء ربيعه تحركت له رحمهما فدعو غلاما لهما نصرانيا يقال له عداس وقالا له خذ قطفا من هاذا العنب واذهب به الى هاذا الرجل فلما وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده اليه قائلا ]]بسم الله [[ ثم اكل فقال عداس ان هاذ الكلام ما يقوله اهل هاذه البلاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي البلاد انت ؟ وما دينك ؟ قال انا نصراني من اهل نينوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرية الرجل الصالح يونس بن متى , قال له وما يدريك ما يونس بن متى ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك اخي , كان نبيا وانا نبي فاكب عداس على راس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلهما
فقال ابناء ربيعه احدهما للاخر : اما غلامك فقد افسده عليك فلما جاء عداس قالا له ويحك ما هاذا ؟ قال يا سيدي ما في الارض شيء خير من هاذا الرجل لقد اخبرني بامر لايعلمه الا نبي قالا له ويحك يا عداس لا يصرفنك عن دينك فا ان دينك خير من دينه
ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكه بعد خروجه من الحائط كئيبا محزونا كسير القلب فلما بلغ قرن المنازل بعث الله اليه جبريل ومعه ملك الجبال يستامره ان يطبق الاخشبين على اهل مكه
وقد روى البخاري تفصيل القصه بسنده
عن عروه بن الزبيران عائشه رضى الله عنها حدثته انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم هل اتى عليك يوم كان اشد عليك من يوم احد ؟ قال لقيت من قومك مالقيت وكان اشد ما لقيت منهم يوم العقبه اذا عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبدكلال فلم يجبني الى ما اردت فا انطلقت وانا مهموم على وجهي فلم استفق الا وانا بقرن الثعالب – وهو المسمى بقرن المنازل فرفعت راسي فاذا انا بسحابه قد اظلتني فنظرة فاذا فيها جبريل فناداني فقال ان الله قد سمع قول قومك لك وما ردو عليك وقد بعث الله اليك ملك الجبال لتامره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد ان شئت ان اطبق عليهم الاخشبين أي لفعلت والاخشبان هما جبلا مكه ابو قبيس والذي يقابله وهو قيقعان قال النبي صلى الله عليه وسلم بل ارجو ان يخرج الله عز وجل من اصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئا
وفي هاذا الجواب الذي ادلى به الرسول صلى الله عليه وسلم تتجلى شخصيته الفذه وما كان عليه من الخلق العظيم الذي لا يدرك غوره
من كتاب الرحيق المختوم