المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على قلوب أقفالها حتى يفتحها الله عز وجل


طالب الحور
04-09-2012, 07:11 PM
على قلوب أقفالها حتى يفتحها الله عز وجل


سمع غلامٌ شهده عمر رضى الله عنه قوله تعالى :( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) [محمد : 24] فقال اغلام : على قلوب أقفالها ، حتى يفتحها الله عز وجل ، فأعجب به عمر رضى الله عنه ، فلما استخلف استعمله . ومن تأمل حال السلف فى كثرة بكائهم عند سماع القرآن تعجب من حالهم سمع زرارة بن أبى أوفى قوله عز وجل :(فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ(8)فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ(9)عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) [المدثر:8-10] فشهق شهقة فمات .

ولما نزل الموت بمحمد بن المنكدر بكى بكاءً شديداً فأحضروا له أبا حازم الزاهد فسأله أبو حازم عن سبب بكائه فقال : سمعت الله عز وجل يقول :( وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) [الزمر :47] . فأخاف أن يبدو لى من الله ما لم أكن أحتسب . فأخذ أبو حازم يبكى معه . فقالوا له : أتينا بك من أجل أن تخفف عنه ، فزدت فى بكائه ، فأخبرهم بما قال .

وكان عمر رضى الله عنه يسمع الآية من القرآن فيمكث فى بيته ، ويعوده الناس . وكان الحسن كثير البكاء . فسأل عن كثرة بكائه فقال أخاف أن يطرحنى فى النار ولا يبالى .

وكان يزيد الرقاس يبكى ويقول : يا يزيد من يبكى بعدك لك ، من يترضى ربك عنك .

قال ابن الجوزى رحمه الله : من لم يكن له مثل تقواهم ، لم يعلم ما الذى أبكاهم .

ومن لم يشاهد جمال يوسف عليه السلام ، لم يعلم ما الذى آلم قلب يعقوب عليه السلام .

مَنْ لم يَبِت وَالُحبُّ حَشْوُ فُؤاده لم يَدْرِ كَيْفَ تُفَتَّتُ الأكْبَادُ

قال ابن القيم رحمه الله : لابد من سنة الغفلة ، ورقاد الهوى ، ولكن كن خفيف النوم ،فحراس البلد يصيحون : دنا الصباح .

فالعبد قد يمر بأوقات يزداد فيها إيمانه و يقينه ، ويصفو قلبه من الشواغل والشهوات والشبهات ، ويحصل له حضور قوى عند سماع القرآن ، فيمس القرآن شغاف قلبه ، فإذا به يستحضر الآخرة كأنه يرى ويشاهد ، ويحس بشىء من عظمة الله عز وجل الذى تكلم بهذا الكلام المعجز ، فلا يملك نفسه عن البكاء ، وهذة الحال الإيمانية تكرر عند الصالحين ، فكأنهم فى حضور دائم ، وخشوع كامل ، وقد تعرض للمخلطين من أمثالنا الذين خلطوا عملاً صالحاً مع آخر سَيّئاً ، وعسى الله أن يتوب عليهم فى نادر من أحوالهم ، فكان أقفال الغفلة على قلوبنا ، فإذا فتح الله عز وجل هذة الأقفال استشعرنا حلاوة الإيمان ، وعظمة القرآن .

فكأن قفل الغفلة هو الذى عناه الغلام الذى أعجب عمر رضى الله عنه هو المراد فى قوله :( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) [محمد : 24]

قيل لعامر بن عبد قيس : أما تسهو فى صلاتك ؟ فقال : أى حديث أحبُّ إلىَّ من القرآن ، هيهات مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس .

وكان على بن الحسين بي زين العابدين إذا توضأ اصفر لونه . فقيل له : ما هذا الذى يعتريك عند الوضوء ؟ قال : أتدرون بين يدى مَنْ أُريدُ أن أقوم .

وكان مسلم بن يسار أذا وقف فى الصلاة كأنه عودٌ من الخشوع تقف عليه الطير لا تحسبه إلا جذع شجرة ، ولقد انهدمت ناحية من المسجد ، وفزع لها أهل السوق وما التفت .

سلام الله على تلك الأرواح ، ورحمة الله على هذة الأشباح ، لم يتبق منهم إلا أخبار و آثار .

حسبك أن قوماً تحيا بذكرهم النفوس ، وأن قوما أحياء تقسو برؤيتهم القلوب .

كتبه : فضيلة الشيخ د. أحمد فريد

شمس الرائدية
04-09-2012, 07:27 PM


الله يفتح قلوبنآ و ينور بصيرتنا ..
آثآبك الله // و رزقك من حيث لآ تحتسب ..
جُل آلتقدير ..’’

المعز لدين الله
04-09-2012, 08:03 PM
جزاكم الله خيرا ورزقكم الجنة على هذا الموضوع القيم

ثلجة وردية
04-09-2012, 09:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركآته
http://up3.up-images.com/up//uploads4/images/images-993fff8248.gif..

الله يجزآك كل خير ..,
جعله في موآزين حسنآتك ..
دمت بخير❀✿இ

الدووووخي
05-09-2012, 02:32 PM
الله يجزاااااااااااك خير ,,

:101::101:

المونديالي
05-09-2012, 03:13 PM
جزاكك الله خيــر .. وبارك اللـه فيــــكك :101:

مزوون
06-09-2012, 04:46 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .