المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبايا صراع النفس!!


بسمه
29-12-2012, 10:57 PM
خبايا صراع النفس!! سلسلة هامة (الحلقة الأولى) في النفس البشرية مزيج من المتناقضات المتناحرة!! فما تهواه النفس يعارضه العقل!! وما في الجسد من شهوات وغرائز، يحاول العقل والقلب مجتمعين مغالبتها، غير أن طغيان الغفلة، وسطوة الإغراءات أضحى يمثلان أكبر العوامل المساعدة للشيطان في استثارة تلك الشهوات والغرائز داخل النفس، لاسيما وهو الذي يجري في العروق مجرى الدم من الجسد!! فيواجه العبد الصالح الكثير من معاناته . . ويقع العبد الطالح أسيراً لشهواته!! إذاً فكلُّ واحدٍ منا يُعاني في طيَّات نفسه - ودون أن يشعر به أحد - آثار تلك المعركة الحامية الوطيس بين جنبات نفسه صباح مساء!! وكغيرها من المعارك، فغالباً ما تكون (سجالاً) يوم لك ويوم عليك!! ولكن لماذا لا نحاول سوياً الغور في دهاليز أحداث هذا الصراع وتلك المعارك، فما فيها من أعماق، يحوي خبايا مذهلة!! لا يمكن لأحد حصرها إلا الله تبارك وتعالى!! وعلى الرغم من ذلك؛ دعونا نلقي الضوء على أهم وأخطر تلك الخبايا، لعل الله أن يكشف لنا من مفاتيح الخير ما يعيننا على تهذيب أنفسنا ومغالبتها، وعسى أن يكون ذلك سبباً في أن يمنَّ علينا بحسن الخاتمة سبحانه وتعالى . . إنه جواد كربم الوقفة الأولى : فالنفس تنعم بكثير مما أحله الله لها، تماماً كما كانت الجنة بطولها وعرضها حلالاً لأبينا آدم عليه السلام، غير أن الشيطان استطاع أن يزين له شجرة واحدة فقط!! من بين مليارات الأشجار التي تمتلئ بها الجنة، وهنا لابد لنا من تساؤل!! ما الشي الذي استطاع الشيطان به أن يقلل الحلال على كثرته، ويعظم الحرام على ندرته في عين نبي الله آدم؟! إنه المفتاح الأول الذي نكاد أن نضع أيدينا عليه الآن . . فبمعرفته يمكننا الحذر من تكرارا نفس السيناريو المؤلم معنا . . إذاً . . أتدرون ما هذا الشيء؟! إنه الأماني!!!! التي تمثل خيالاً لا حدود له!! وأوهاماً لا أرض لها!! ونسيجاً لا ملمس له!! ووعوداً لا وفاء لها!! وأحلاماً لا يقظة منها سوى بالموت الذي ليس منه فوت!! فبالأماني يستهوي الشيطان العبد لإدراك متعة وهمية سريعة الزوال!! وبالأماني يُسوِّف الشيطان التوبة لدى العبد أملاً في عمر مديد طويل المآل!! وبالأماني يُزهَّد الشيطان العبد فيما بين يديه من الحلال أملاً في الحصول على لذةٍ أكثر متعة في الحرام!! وبالأماني يَدفع الشيطان العبد إلى الإفراط في إحسان الظن بنفسه؛ حتى يقع في وحل الغرور بالله . . فيكون هلاكه عياذاً بالله !! وبالأماني يُوهمُ الشيطان العبد أن بإمكانه تأخير الحقوق، ريثما يوسع الله عليه بالمزيد، لعله يكرم أصاحبها بزيادة على حقوقهم، فتتخطفه سياط الموت على حين غرَّةٍ، فيقضي؛ ولما يوف ما عليه من حقوق العباد!! الأماني . . إنها أخطر سلاح يستخدمه الشيطان لإهلاك بني آدم، حيث تنتشر خلاياها في النفس البشرية تماماً كما تنتشر خلايا السرطان عياذاً بالله؛ لتهوين كل معصية، وإضعاف العزيمة عن القيام بأي طاعة!! فضعها دوماً نصب عينيك يرحمك الله . . وابذل وسعك في البحث عنها بين خبايا نفسك. . فحيث تكون؛ يكمن الشر عياذاً بالله!! وهذا هو مفتاح الخير الأول الذي أمكننا بفضل الله الوصول إليه، ووضع أيدينا عليه؛ للحيلولة دون خداع انفسنا بهذه الآفة العظيمة . . ألا وهي الأماني الكاذبة!! فتابعوا معي بقية المفاتيح خلال الحلقات القادمة أحبتي في الله . . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . .

شمس الرائدية
29-12-2012, 11:01 PM


عافاكِ الله على آلطرح ..
دمتي برعايته ..’’

بسمه
29-12-2012, 11:02 PM
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


خبايا صراع النفس!!
سلسلة هامة
(مختصر فوائد الحلقات من 1 إلى 6 )

ملخص الحلقة الأولى
§ النفس البشرية مزيج من المتناقضات المتناحرة، وعلى العبد التيقظ الدائم؛ لتغليب الخير على الشر فيها.
§ المعركة بين الخير والشر في أعماق النفس البشرية مستمرة على الدوام، وأشد اسلحة الخير نفعاً المراقبة واليقظة، وأشد أسلحة الشر فتكاً الأماني!!
§ الأماني الكاذبة، عالم لا حدود له، وأوهاماً لا أرض لها!! ونسيجاً لا ملمس له!! ووعوداً لا وفاء لها!! وأحلاماً لا يقظة منها سوى بالموت الذي ليس منه فوت!!
§ فبالأماني يستهوي الشيطان العبد لإدراك متعة وهمية سريعة الزوال!!
§ وبالأماني يُسوِّف الشيطان التوبة لدى العبد أملاً في عمر مديد طويل المآل!!
§ وبالأماني يُزهَّد الشيطان العبد فيما بين يديه من الحلال أملاً في الحصول على لذةٍ أكثر متعة في الحرام!!
§ وبالأماني يَدفع الشيطان العبد إلى الإفراط في إحسان الظن بنفسه؛ حتى يقع في وحل الغرور بالله . . فيكون هلاكه عياذاً بالله !!
§ وبالأماني يُوهمُ الشيطان العبد أن بإمكانه تأخير الحقوق، ريثما يوسع الله عليه بالمزيد، لعله يكرم أصاحبها بزيادة على حقوقهم، فتتخطفه سياط الموت على حين غرَّةٍ، فيقضي؛ ولمَّا يوف ما عليه من حقوق العباد!!

ملخص الحلقة الثانية
§ الأماني الكاذبة تمثل المخدر الذي يحدث في النفس نوعاً من الاسترخاء، كي يهون عليها قبول ارتكاب (المعصية) حين تتغافل عن حجم العاقبة!!
§ أول بند في دستور هذا الكون، هو أنه ينبغي علينا العلم بأن لهذا الكون إله واحد . . عظيم في ملكه . . عظيم في سلطانه . . ولا ينبغي لأحدٍ أن ينازعه في أمره، وعليه فلا ينبغي علينا النظر إلى حجم (المعصية) ولكن علينا أن ننظر إلى عظمة وجلال من (عصينا)؟!
§ قوى الشر تريد الإيقاع بالعبد في أكبر قدر من المعاص، كي تصيب قلبه بالقسوة والغلظة التي تهيئه لارتكاب المزيد منها؛ كي يسهل عليها تدميره!!
§ قوى الخير، تريد إمداد العبد بالزاد الإيماني الذي يجعله يقوى على مواجهة المعاصي، ويبتعد عن ساحاتها؛ كي يسلم من شرورها، ويواصل مسيرته إلى الله في مأمن في سخطه وعقابه!!

ملخص الحلقة الثالثة
§ القلب هو ساحة المنافسة الحقيقية بين خواطر الإيمان ووساوس الشيطان!!
§ جيش الخير تقوده رحمة الله تعالى بالعبد، وجنود تتمثل في (العقل – الروح – النفس اللوامة – الملائكة – الصحبة الصالحة).
§ جيش الشر يقوده إبليس اللعين!! وجنوده تتمثل في (القرين – الشهوة – الهوى - النفس الأمارة بالسوء – صحبة السوء)!!
§ لكل جيش مؤونة وعتاد يستعين بها في معركة الصراع بين الخير والشر، والعبد يغلب أحدهما على الآخر؛ بحسب مقدار الحياة في قلبه!!
§ تنحصر كافة أنواع المعارك الدائرة بين الخير والشر في معركتين فقط، هما معركة الشهوة!! ومعركة الشبهة!!

ملخص الحلقة الرابعة
§ القلوبً ثلاثةٌ : قلبٌ حيٌ، وقلبٌ مريضٌ، وقلبٌ ميتٌ!!
§ صاحب القلب الحي أقام حول قلبه تحصينات منيعة؛ لكي لا يسمح لقوى الشر باختراقه!!
§ صاحب القلب الحي يبذل وسعه في مراقبة أعماله؛ فإذا ما حدث ووقع في مخالفة ما؛ سارع بالتوبة والعودة والإنابة، وربما ولدت شدة ندمه طاقة مضاعفة؛ لبذل المزيد من الطاعات والنفور من المنكرات، والاستفادة من التجربة؛ ببذل أسباب الارتقاء الإيماني؛ حتى لا يعاود تكرار الخطأ بالوقوع في نفس المعصية!!
§ الشبع والغفلة والفراغ من أهم الأسباب المهيئة للوقوع في المعاصي!!
§ صاحب القلب الحي لديه محطات تفريغ لما تراكم على قلبه من ران المعاصي (كزيارة القبور أو تذكر أحوال البعث والنشور)!!
§ صاحب القلب الحي لديه محطات شحن لزيادة الطاقة الإيمانية (كقيام الليل، وقراءة القرآن، والمحافظة على الأذكار لاسيما أذكار الصباح والمساء)!!

ملخص الحلقة الخامسة
§ قطع الشيطان على نفسه عهداً بمحاولة إهلاك بني آدم، وارتضى أن يكون ذلك سبباً في هلاكه وضياع آخرته خالداً مخلداً في نار الجحيم!! وعليه فلن يرتضي منَّا بمجرد صغائر الذنوب، وإنما جعلها فقط مرحلة للوصول إلى الكبائر، ثم إلى الكفر عياذاً بالله، فمن عرف حقيقة عدائه له؛ وجب عليه مجابهة الصراع بمثله، ولكن تكون العاقبة بالفوز إلا لعباد الله المخلصين!!
§ صاحب القلب الحي يقطع على الفتن كافة السبل والطرق المؤدية إلى قلبه، فلا يستعصي على مجرد الفتن فحسب، وإنما حتى على رياحها أن تصل إليه!! فهو مقاتل شديد البأس!! يتخذ من حبل وصاله بالله دوماً؛ مدداً لإزالة أسباب الفتن عنه!!
§ يحاول الشيطان في صراعه الدخول إلى قلب العبد من خلال العديد من المحاور :
المحور الأول : الإيقاع في الشر من طريق الخير!!
المحور الثاني : إشغال العبد في كثير من المباحات لصرفه عن الواجبات!!
المحور الثالث : الحد من شدة ذكر العبد لله بمختلف الوسائل والملهيات؛ لرفع الحصانة عنه!!
المحور الرابع : عرض الفتن على العبد واحدة تلو الأخرى!!
المحور الخامس : إصابة العقل بسهم خلفي لاستدراجه في إشغال حيز من التفكير في تلك الفتن!!
المحور السادس : الاستعانة بشياطين الإنس؛ لإجباره على الممارسة الفعلية للمعاصي!!
المحور السابع : محاولة إيقاع العبد في اقتراف بعض المعاصي ولو كانت من الصغائر!!
المحور الثامن : حرمان العبد من بعض الرزق بسبب وقوعه في تلك المعاصي، وتضييق منافذ نفسه عليه بسبب ذلك الحرمان!!
المحور التاسع : استعظام وقوع العبد في تلك المعاصي في عينيه، وإشعاره بالضياع، وبدء إطلاق سهام القنوط من رحمة الله عليه!!
المحور العاشر : التمهيد لإيقاع العبد في إحدى الكبائر للإجهاز عليه!!
§ صاحب القلب الحي لا يستعظم أبداً مكائد الشيطان؛ طالما كان حبل وصاله ممدود بالله عز وجل وشعاره الدائم هو (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً)!!

ملخص الحلقة السادسة
§ الشيطان يبذل جهده في إيقاع العبد في وحل المعصية، على مراحل، وليس دفعة واحدة!!
§ يستعين الشيطان بالآيات والأحاديث وأقوال العلماء والدعاة أحياناً؛ لإيقاع العبد في الشر من طريق الخير، فلا تستبعد ذلك مطلقاً، وكن حذراً دائماً!!
§ صاحب القلب الحي لديه إشارات تحذيرية تصدر من نبض الحياة في قلبه، كي توقظه عند استشعار أي خطر محدق ولو من على بعد سحيق، بحسب شدة نبض تلك الحياة بين أركان قلبه!!
§ صاحب القلب الحي لديه غرف عمليات لمواجهة كافة أنواع المخاطر، حيث جعلها كمخازن للأسلحة الواقية من كل فتنة، فإذا ما واجهته أي فتنة، فتح عليها أبواب مخازن تلك الأسلحة فأبادتها!! فكن فطناً في تخزين السلاح المناسب لكل فتنة محتملة، تنجو بإذن الله!!
§ (الجنس الآخر) هو أشد فتنة يستخدمها الشيطان في معركته مع العبد، ذكراً كان أم انثى، لذا على المخلصين من عباد الله غلق أبواب تلك الفتنة تماماً، ولا يتهاونون في تسويغ الرعي حول الحمى؛ خشية أن يقعوا فيه!!

------------------------------------------------


رجاء إن رأيت استفادة من تلك الحلقات أن تدعو لكاتبها ووالديه بالعفو والمغفرة
والستر وحسن الخاتمة بالشهادة في سبيل الله والعتق من النيران

دانة الكون
29-12-2012, 11:46 PM
بارك الله فيك

ثلجة وردية
30-12-2012, 11:43 AM
يعطيك الف عافية,,,
بــ التوفيق,,,
ودي ،.
~

المونديالي
01-01-2013, 10:33 PM
بـارك الله فيك .!!
والله يعطيككك العافييييييية .!!




^^

الدووووخي
03-01-2013, 12:18 AM
الله يجزاااااااااك خير ..