المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاعمى والمشآكسـه


رباب
20-01-2013, 09:45 PM
الاعمى والمشآكسـه


بسم الله الرحمن الرحيم

كاتب ضرير يبحث عن فتاه تجيد الطباعه للعمل بوظيفه كامله.
استوقفها هذا الاعلان على لوحة الاعلانات في باحة الجامعه ومن عادتها كانت
تخرج الاعلان من مكانه بدلا من الوقوف وقرائته. تقراه ثم تلقي به ارضا.
وبعد ان مزقت الاعلان محتفظه برقم الاهاتف قررت ان تتقدم لهذه الوظيفه
فهي بامس الحاجه لدخل مادي تمول منه دراستها .
بعد ايام قليله جائها خبر قبولها للوظيفه فجمالها اسعفها هذه المره ومثل مرات
عديده فتح امامها الابواب المغلقه . يا سبحان الله .

سجلت العنوان على كف يدها (الطيره شارع الاميرات بيت رقم 3 ) وغادرت
الجامعه قاصده ذلك العنوان غير مهتمه للمحاضره التي ستبداْ بعد قليل .
طرقت الباب ففتح لها الاعمى مرحبا : رحب بها قبل ان تنطق بكلمه .
الامر الذي اخافها واربكها بعض الشيْ .
- اسمي نزار
- اعرف . فانت كاتب معروف . وانا اسمي لميس
- اهلا وسهلا بك يا لميس . امل ان لا اتعبك معي
شربا القهوه معا وبدا يروي لها القصه لتطبعها وسرعان ما شعرت
بالملل وبدات تكتب ما يخطر ببالها غير مهتمه لما يقول .


ان تكون فتاه مشاكسه في حضرة رجل اعمى انه لامر مريح . تتجول كيفما
شائت وتنظر اينما ارادت داخل هذا البيت الفسيح . زد على ذلك حضوره
الخفيف فهو قليل الكلام ودائم السرحان كعادة الكتاب الكبار . اما الامر
المحير والسؤال الذي ظل يطاردها هو كيف انها لم تكن تعلم ان الكاتب
الشهير نزار اعمى . سمعت عنه وعن كتاباته الكثير لكنها لم تكن تعرف انه
عاجز وهي مدركه الان انه ربما يكون عجزه هذا هو سر نجاحه وابداعه
وشهرته .باية حال . تعودت الملل وعدم التركيز عندما كان يملي عليها .
وتعودت ان تكتب ما يدور بخاطرها غير ابهه لما ستقول له اذا ما اكتشف
الامر . ولعل المساله تنتهي بفصلها من العمل .

يملي عليها : في عيد الحب يلتقي العشاق ويتبادلون الورود الحمراء ........
وهي كتبت : يتوسل الورد ان تتاخر اعياد الفلانتاين الى ما بعد الربيع . ما
ذنب الطبيعه ؟ ان احببنا بعضنا تدفع الثمن وان كرهنا واندلعت الحروب
ايضا تدفع الثمن فلنحب ونكره ونترك الاشجار والانهار والبساتين لتحب
وتكره . اليس من حقها الرقص والمرح مع نسمه عابره ؟ اليس من حق
الريح ان تعانق النار ؟ اليس من حق النهر ان يظل لمجراه امينا ؟ ؟؟؟

ادركها الوقت ولم تشعر كيف انقضت الساعات الثمانيه . فطلبت الاذن
للمغادره تاركه كل شيْ على حاله على امل العوده في اليوم التالي وخداع
هذا الكاتب المسكين او التركيز بكلماته ان كان مزاجها يسمح بذلك .

جائت بالموعد المحدد ودون تاخير وكان هذا محض صدفه فهي لا تعرف
دقة المواعيد . او ان فكرة الكتابه استهوتها ووجدت اخيرا ما كانت تبحث
عنه وتحقق ذاتها من خلاله . امتلاْ البيت برائحة عطرها .

ما دفعه للقول : ارى جمالك من خلال هذا العطر الجميل .
واحمد الله لانه لم يفقدني هذه الحاسه التي استطيع ان ارى من
خلالها جمال وقبح العالم من حولي .
ردت عليه بضحكه خفيفه وقالت : هل احببت يوما ؟

سكت لبرهه وكانه لم يكن يتوقع السؤال

ثم قال : الحب امر خطير ومهلك .ننتظره فلا ياتي وفي غفلة منا
يتملكنا وياخذ بطريقه كل ما بطريقه من اشياء قابله للكسر حافظنا
عليها لسنوات . ومع ذلك نكون راضين ولا نتذمر ابدا . احببت فتاه
من النظره الاولى فكانت الاخيره . لانني اغمضت عيني على هذه
النظره ولم استطع ان افتحها من جديد . وانتحلت شخصية كاتب
مشهور يبحث عن مساعده على امل ان تتقدم هي لهذه الوظيفه وهذا ما حصل وانا الان غريق في بحر من العطر لا اقوى على الاستمرار
في الكذب او حتى فتح عيوني ورؤية اي شيْ . ان حدث ورايت من
جديد اخاف ان تبتعدي ولا اراك . اما ان بقيت اعمى فعزائي ان
مخيلتي تحمل صورتك التي اراها من غير ضوء تنام وتصحو معي .

لم تصدق ما سمعته وتملكها غضب شديد فخرجت مسرعه والدموع تملاْ عينيها .
اما نزار فتقدم بخطوات بطيئه وحذره صوب النافذه ممسكا بقضبانها كسجين وهو يردد :
ارى ام لا ارى ليس هذا هو المهم ..فقد كنت اعمى حتى التقيتك ..وكنت ابصر حتى افترقنا .

دانة الكون
21-01-2013, 01:57 AM
حلووووووووه

الف شكر

رانيا
21-01-2013, 02:00 AM
يسلموا. والف شكر

ليث العقيدة
31-01-2013, 03:02 PM
الله يعطيك العافيه

الدووووخي
22-03-2013, 11:39 PM
الله يعطيكـ العافيـــة على القصـــة ..