المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقف تقشعرّ منه الأبدان


الامير باسل
10-09-2013, 01:18 AM
موقف تقشعرّ منه الأبدان


قال التلميذ لأستاذه : ما يفعل الله بالناس يوم الحشر؟



قال الأستاذ :



يجمع الله تعالى الناس ومعهم الجن والحيوان والطير ، وتحيط بهم الملائكة ، وتقترب الشمس منهم قدْر ميل .




قال التلميذ : وهل يتحملون ذلك الحرّ يا أستاذ؟!



قال الأستاذ :




الناس هنالك على قدر إيمانهم وأعمالهم . فمنهم من يصل عَرَقـُه إلى كعبيه ، ومنهم إلى ركبتيه ، ومنهم من يصل العرق إلى صرته ، ومنهم إلى أثدائهم ،ويصل العرق ببعضهم إلى فمه ، يكاد يُغرقـُه .




قال التلميذ : أهنالك يحاسبهم الله على أعمالهم ؟




قال الأستاذ :




لا ؛ إن يوم القيامة مواقف ، والحشر انتظار يطول على الكافروالعاصي ، أما المؤمن فإن الله يُظله تحت ظله ، يوم لا ظلّ إلاظلُه .




قال التلميذ : ماذا يفعل الناس بهذا الموقف ؟




قال الأستاذ :




يشتدّ على الكافرين ما هم عليه ، ويحسبون أنه العذاب الشديد . فيدعون ربّهم أن يخلصهم منه ولو إلى جهنّم .




قال التلميذ : وهل العذاب في جهنّم أقل سوءاً؟! .




قال الأستاذ :




بل أشد بكثير ، إنما طول الموقف وشدّتُه عليهم يدفعهم إلى التعوّذ منه والتخلّص من بلواه ، ولو إلى ما هو أشدّ منه .




قال التلميذ : ما يفعل المؤمنون في ذلك اليوم العصيب؟.




قال الأستاذ :




إنهم أيضاً يرجون الخلاص منه حين يقربهم الله تعالى إلى الجنةفيرونها ويرجونها مشتاقين إليها .




قال التلميذ : فماذا يفعلون إذاً ؟ .




قال الأستاذ :

يذهبون إلى أبيهم آدم يستشفعون به عند ربهم ،ليفتح لهم الجنّة .



قال التلميذ : فهل يفعل آدم ذلك ؟



قال الأستاذ :




يقول آدم : أتريدون دخول الجنة بشفاعة أبيكم ، وهو الذي أخرجكم منها حين عصى أمر ربه فأكل من الشجرة ؟! .. لست صاحب التشريف بهذا المقام المنيف، اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله ، فلعله يشفع لكم عندربكم .




قال التلميذ : فهل يذهبون إلى إبراهيم ، فيجيبهم ويشفع لهم؟




قال الأستاذ :




يذهبون إليه حقاً ، ويقولون : يا خليل الله استفتح لنا الجنة ،فيقول : معتذراً لست صاحب تلك الدرجة الرفيعة التي تؤهلني لما تطلبون . .. يقولون : ولكنّك خليل الله ؛ ألم يرفع ربك مقامك حين قال : (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً )(النساء:125) ؟! ..

فيقول : بلى كنت لله خليلاً ، ولكنه سبحانه لم يكلمني ولم أره . إنما كان ذلك عن طريق سفيره جبريل .




يقولون : فماذا نفعل ، وإلى من نذهبُ؟ ..

فيقول إبراهيم الخليل : اعمدوا إلى موسى ، فقد كلمه الله تكليماً دون وساطة ، واصطفاه على الناس برسالاته وبكلامه ، فأنا وراءه في المنزلة ، ووراءَ منْ وراءه .




قال التلميذ : وهل يذهبون إلى موسى ، ويسألونه أن يشفع لهم بدخول الجنّة؟ .




قال الأستاذ :

لقد ذهبوا ، وسألوه الشفاعة ، وذكّروه بمكانه من الله تعالى .




قال التلميذ : فبم أجابهم ؟ هل شفع فيهم عند الله تعالى ؟




قال الأستاذ :




أجابهم بما أجابهم به من قبلُ آدمُ وإبراهيمُ: لستبذلك المقام الذي يؤهلني لما طلبتم، فاذهبوا إلى عيسى بن مريم ، فإن كان اللهقد كلّمني فهو كلمته ألقاها إلى مريم ، وروح منه.

ثلجة وردية
10-09-2013, 03:40 PM
جزاك الله خير ,وبارك في جهودك
ولا حرمك الاجر ,
دمت بخير
..

دانة الكون
10-09-2013, 04:48 PM
بارك الله فيك

اليفة السهاد
11-09-2013, 07:39 AM
بارك الله فيك ومتعك وايانا متاع الصالحين
لاحرمك اجر هذا الطرح

رباب
12-09-2013, 02:28 PM
شكر جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من الابداع من اقلامكم الرائعه
تحيتي وتقديري لكم
وددي قبل ردي .....!!