أ.محمد العبدلي
22-04-2014, 12:46 PM
زيارتي للباكستان
ـــــــــــــــــــــــــــ
ركبنا بفضل الله
من الرياض على رحلة رقم 907 والمتجهة للبحرين صحبة ثلاثة من الأصدقاء الأوفياء
ووصلناها حوالي الثامنة مساء ثم تحركت بنا رحلة أخرى حوالى 30 /11 ليلا ووصلنا مطار إسلام آباد في تمام 30 /5 فجرا وصلينا بمطار إسلام آباد في صالة الاستقبال حيث كان في استقبالنا الصديق الكريم عبده محمد عتين
رئيس هيئة الإغاثة العالمية الإسلامية التابعة لحكومة خادم الحرمين حفظه الله
ثم حملنا لمنزله فأحسن وفادتنا وكرمنا .
وعند دخولنا مطار إسلام آباد سبقنا المطر إليه فوجدنا ه ، مليئا بالغدير فاستبشرنا خيرا والسحب تملاء السماء صباحا والجو عليلا وجميلا عند مرورنا براولبندي المدينة الصغيرة الريفية الهادئة تحت أغصان الشجر وامتداد المزارع تستهويك أن تمشي بها حافيا لتسمتع بالطبيعة الخضراء وتتعرف على كرم أهلها وبساطتهم وحبهم للغريب .
مدينة تشوق الناظرين في طريقك من المطار لإسلام آباد .
ووصلنا مدينة إسلام آباد في تمام الخامسة وعشرين دقيقة بتوقيت المملكة صباحا لأن الفرق في التوقيت ساعتان بالتمام حيث عدلت ساعتى على التوقيت المحلى بالباكستان .
وفي اليوم الثاني من وصولنا كان هناك حفل ثقافي في الجامعة الإسلامية بالباكستان
في مدينة إسلام آباد مع اشتراك جامعة الإمام بالرياض وطلابها في هذا المهجران الثقافي الرائع الذي حظيت بحضوره وحظيت أن أحد الطلاب أخبرني أنه استفاد من كتابي المرأة في مسرح شوقي في تحضير رسالته الماجستير وكان سعيدا بحضوري كما سعدت أيضا
بالسلام والعشاء مع عميد الجامعة الإسلامية العالمية الدكتور الدريويش
بالباكستان المرشح من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود ، والسفير السعودى الخلوق والملحق الثقافي المتميز بالعلم وحسن المنطق والرزانة ، حيث دارت الأحاديث بيننا عن الشباب والثقافة الوسطية والبعد عن الحزبية والتعصب
وكان الجميع محط تقديري وإعجابي
حيث يجمعهم الولاء والحب فيما بينهم كأسرة واحدة
ويفرحون بمن يزورهم ويمحظونه التوعية اللازمة حول الأماكن الصالحة للزيارة
وكذلك الصالحة للتسوق في باكستان.
والغريب أن الجامعة الإسلامية العالمية بها أكثر من ثمانية آلاف طالب من الصين والفلبين وإفريقيا والباكستان وأندنيسيا وماليزيا .
يتخرج منها الطلاب في القراءات والحديث واللغة العربية والعلوم ماعدا الطب.
وفي إسلام آباد هناك سوق شعبي يشبه عندنا أسواق القطيف يسمى سوق الأحد به كل شئ في مكان واحد ويشبه سوق الجمعة بالكويت
حتى بائعي الخضار لهم به حيز ومكان معلوم ..
وبجانب السوق مقبرة كبيرة تسمى قبر ستان يقبر بها كل من يجاورها من سكان إسلام آباد وراولبندي لم تر عيني مثل مساحتها وهي مسورة بسور عال وقريبة من الجامعة .
وفي اليوم الثالث من وصولنا قمنا بجولة حول مدينة إسلام آباد سريعة لنستكشف
مساحتها ونتعرف على أسواقها ولكنني طلبت من مضيفنا أن يبعدنا عن الأسواق
ويجعلنا نسير في شوارع المدينة مختلطين بالزحام
فقرر أن يصعد بنا جبال مرقلة والتى هي في الجهة الشمالية الشرقية من العاصمة إسلام آباد .
ولجمال طبيعة تلك الجبال فقد استغلها الباكستانيون مواقف للسيارات في حدائق غناء ومطاعم فاخرة ومناظر طبيعية تنسيك مالديك من هموم
ولاتكاد ترفع عينيك عن مناظر الزهور والأشجاروالشعاب الخضرا على مد النظر
سبحان الخالق غابات لاتستطيع الدخول بها لكثرة أشجارها وتنوّع أجناسها الشوكية وغير الشوكية
ويشوقك بها صوت الكناري وصياح السعدان ، ومناظر الخنازير البرية الهاربة .
ونعود للجامعة الإسلامية في الباكستان فهي تحوي الجنسين الذكور والإناث ولا اختلاط فيها بين الجنسين
وهي تقوم على دعم الكثير من الدول وقد ذكر عميدها الدريويش بأنها عجمية الموطن عربية اللسان .
وقد أثنا وزير الشئون الإسلامية بالباكستان سردار محمد يوسف في كلمته على جهود المملكة ووقوفها مع دولة الباكستان في السراء والضراء
كما ذكر السفير العراقي رشدي العاني
أن المملكة يدها بيضاء عند جميع الدول وليست الباكستان فقط وقد ثمنت له هذه الكلمة من قبل الحضور في الحفل الثقافي
وقد تخرج في الدفعة التاسعة كماذ كر الدريويش عميد الجامعة 8500 طالب في البكالريوس والدبلوم والدكتوراه .
وفي أثناء وجودي في هذا اليوم منحت الجامعة الدكتوراه الفخرية لمولاي خادم الحرمين استلمها نيابة عنه
أبالخيل وكانت في السياسة والاقتصاد
وكان عنوان معرض الجامعة الثقافي السادس والعشرين من حيث الترتيب بعنوان الشباب والأمن الفكري وقبول الآخر .
في جبال مرقلة حوالي الساعة الثانية ظهرا دخلنا منتزها وبه مطعم يسمى ( دوما نيكو) سمعت أن الشيخ السديس أمام الحرم المكي تناول به وجبة الغداء واجتمع عليه خلق كثير ..
وبعد أن تناولنا الغداء ذهبنا لزيارة نادي الطيران الإكتروني واستمتعنا بتحليق الطيران مع الشابين مهند العتين ، وفيصل العتين وعبد الرحمن العتين وكانوا مبدعين في هذا النوع من الطيران
وقبل الغروب ذهبنا للصلاة في مسجد فيصل التحفة المعمارية وأخذنا له بعض الصور من الداخل والخارج وكان إلإمام صوته جميلا جدا يقرأ بمقام الصبا الفارسي الشجي
يؤذنون ويقيمون الصلاة مباشرة .
وفي أثناء زيارتنا لنادي الطيران استمتاعنا بالطيران جدا وأرأينا طيور الحدّاءات بكثرة تلحق الطائرات وتدور معها محلقة في الجو وبنفس الارتفاع على شكل حلقة فإعجبنا من استئناس الطير بأزيز الطيران والتحليق معه .
وعجبت من التآلف بين الطائرة والطير حول الطيران .
و يقع المطار داخل غابة ظليلة ومن حب الباكستانين للشجر سمعنا في إسلام آباد حديقة تسمى حديقة الملوك كل ملك أورئيس دولة يزرع بها شجرة ويكتب اسمه عليها نصب تذكار من الصخر زرعت بيد رئيس أوملك الدولةالفلانية .
وفي أثناء إقامتنا في إسلام آباد زرنا المسجد الأحمر في منطقة ملودي وهو المسجد الذي اعتصم به مجموعة من الطلاب وأمر بقتحامه برويز مشرف من قبل الجيش كما قيل حينذاكفلم يخرج منهم أحد .
وقمنا بزيارة لمكتب الرابطة .
والتقينا بالشيخ عبد محمد عتين رئيس الرابطة
وسألته عن دور الرابطة وما تقدمه من خدمات لدولة باكستان ومواطنيها فأجابني
قائلا :
بالنسبة لمكتب الرابطة بالباكستان فهو دائما يسعى ويشارك في البرامج والأنشطة التى من شأنها أن تنهض بشباب الأمة الإسلامية في الباكستان إلى ماينوّر عقولهم
وينأى بهم عن سبل الفرقة والشتات والتطرف والبعد عن الأفكار الضالة والمضلة
وفي هذا السياق
يقوم المكتب بدور دعوي من خلال دعاة وعلماء أفاضل وسطيين غير متطرفين بشهادة البلد المضيف
وهم أيضا من أبناء الباكستان دكاترة وأكاديميين مميزين وذلك من خلال الخطب في المساحد والجوامع وإمامة الناس في صلاة التراويح
كما يقوم المكتب باستضافة علماء ومشايخ وشخصيات حكومية لها تأثير علمي وأدبي في المجتمع
تتم لهم استضافة الحج والعمرة ضيوفا على نفقة رابطة العالم الإسلامي
كما تقوم بتوزيع المصاحف على الجوامع والمدارس والجامعات كما تقوم بدورها
في أعمال الإغاثة والخدمات الإنسانية متمثلة في الإغاثة العاجلة في الأزمات والكوارث لاسمح الله .
كما تقوم برعاية الأيتام وتعليمهم وتذليل الصعاب لهم من بعد الثانوية حتى حصولهم على منح دراسية في المملكة وغير جامعات المملكة
كماتقوم بتوزيع الملابس الجاهزة ومكائن الخياطة على الأرامل والمحتاجين من أمهات الأيتام
كما تقوم ببناء المساجد وحفر الآبار السطحية والإرتوازية وإنشاء معاهد تنموية ومهنية لبعض شرائح المجتمع وتسيير قوافل طبية للأماكن الريفية الفقيرة ولديها مستشفيات للنساء والأطفال
وتقديم خدماتها الطبية مجّانا كما تقوم برعاية حلقات تحفيظ القرآن الكريم
وتتابع تخرجهم لأكثر من عشرين ألف حافظ للقرآن الكريم وحافظة من الجنسين
وتنفق الرابطة على هذه الشرائح من إمكانياتها الذاتية من أهل الخير
وممالا شك فيه أنّ القوة الحقيقية لجهود هيئة الإغاثة واستمرارية رسالتها هي الأيادي البيضاء
والدعم السخي من حكومة المملكة وشعبها النبيل ومن هنا وجدت هيئة الرابطة مكانة مشكورة ومقبولة ومقدّرة من جكومة الباكستان وشعبها الشقيق
وفي يوم الإثنين الموافق 20 / 4 / 2014 م الساعة الثامنة والنصف غادرنا إسلام آباد متجهين لزيارة جبل الملح
وهو في طريق لاهور السريع في قرية يقال لها كنداد وبها جبال عالية وصلنا الجبل حول الساعة العاشرة والكهرباء التى يتحرك بها القطار الذي يدخلك وسط الجبل
مقطوعة ولاتشتغل إلا في الساعة الثانية عشرة
فقلت لسائقنا شير باد شاه لايصح أن ننتظرهنا قرب هذا المقهى لساعتين ونحن نحمل معنا قهوتنا وماءنا علينا التمتع بالصعود على الجبال بسيارتنا ولاسيما أن الخطوط ممهدة والسرعة لاتزيد عن ثلاثين كيلو على الإسفلت والتى تشبه عقبة ضلاع بأبها والطائف إلا أن الخط هناك مشترك وبالكاد يحمل سيّارة واحدة إذاكانت سيّارة شحن والصغيرة تقف على الحافة حتى تعبر أختها والسائقون متفاهمون بدون نظام .وبكل احترام
وكان سائقنا مطيعا وشجاعا لايخاف لامرتفع جبل ، ولامنحدر سهل ، ولامنعطف واد
يدخلك في الزحام وسريعا مايتخلص منه ، وفي ظنك لايستطيع العبورمن زحام الرفشة ثلاث كفرات والدّراجات النارية والتى تعد بالألوف
فسمع كلامي وصعدنا في جبل لنصف ساعة حتى وجدنا مكانا ممهدا ومستويا ووقفنا تحت شجرة ظليلة وأخرجنا ماءنا ومامعنى من بسكويت وتمروفاكهة ولاح لي منجم فحم ، في جبل يبعد نزولا حوالي الكيلو والنصف
فقلت لزملائي سوف أذهب لرؤية ذلك المنجم وكان مهجورا ما عدا فتحات الدخول الأربع التى تبدوا من بعد كحفر الذئاب
فقال شير باد إنها بعيدة وتستغرق وقتا للنزول ولكن عند صعودك ستجد مشقة قلت له جئت للباكستان لأمشي وأستمتع بما أرى لا لأجلس فأشار إلي بالنزول فنزلت مسرعا مرة أقف ومرة أجلس والصخور تنها تحت قدمي وتتماسك أحيانا وكان المنظر واضحا بيني وبين زملائي
حتى وصلت المنجم وصعدت على قمة الجبل وأشرت لهم أن التقطوا لي صورة
وكان الجو جميلا وباردا
ونزلت من قمة الجبل الذي به المنجم وصعدت مرة أخرى إلى زملائي
فصادفت انهيار الصخور تحت قدمي ولم يأخذني اليأس ولكن شعرت بانخفاض الأكسجين وتسارع دقات قلبي وتيبس لساني من العطش وأن لاطاقة لي بالصعود
فارتحت قليلا وهم لم يرون عجزي وقد غفلوا عني فأخطأت طريق العودة إليهم وبدلا أن أسير إليهم جنوبا ملت شمالا
ومن حسن حظي صادفتني امرأتان كبيرتان في دغل الجبل وهما يحملان أعلاف الجواميس على رأسيهما فسألاني إلى أين تريد الذهاب فأشرت لهما إلى قمة هذا الجبل وأعنى به مكان رفقائي
فأشارتا أن خذ يمينك قليلا واصعد من هنا فدلتاني على طريق سهل .
حملني إلى زملائي وقد وصلت منهكا من العطش وأنظر إلى تلك المرأتين من أعلى إلى أسفل وهما لازالتا في طريقهما إلى منازلهما دون عناء ولا ونا والعلف على رأسيهما لم ينزل كل هذه المسافة
علما أن كل واحدة منهن أكبر سنا منى
ثم ذهبنا إلى جبل الملح فاستقبلنا المرشد ضيوفا وقطعنا تذاكرنا كل فرد بأربعة آلاف ربية أي كل فرد بحوالي 124 ريالا سعوديا يعاملونا كسياح برفع التذاكر
أما الباكستاني فتذكرته بألف روبية أي 24 ريالا سعوديا دخلناه على قطار خشبي متهالك من بقايا الاحتلال البريطاني ومشيناه لساعتين وهوأعجوبة من أعاجيب الجبال جمع بين الملح والزجاج الكرستال ويتخذون منه زينة كالحلق وبعض التحف والأبجورات الكهربائية لغرف النوم والصالات
وعندهم اعتقاد خاطئ أن من يلعق جداره بلسانه تتحق أمنياته ولايفشل حبه فقال : لي المرشد قلت له لن ألعق مالعقه الناس أنا أومن بقدري
فضحك وقال : الكثير لعق هذا الجدار لتتحقق أمنيته فقلت له هل جاءك أحدهم وقال لك تخققت أمنيتى قال لا .
وكنداد القرية التى بها جبل الملح تقع على سهل ممتد وجبال ممتدة صغيرة والذي لفت انتباهي كثرة شجر السلام والسمر بها ويسمى بلهجتهم كيكر أما الشجر الطويل عند البعض يسمى تردخت
وبقرب جبل الملح قرية أخرى تسمى كيهورى وكأنك بقرية الخوبة أو الخشل بجازان نفس التضاريس والطبيعة وبها شارع واحد للذهاب والإياب ولاتزيد مبانيها على دور أودورين
عابد حسين مسئول جبل الملح والمرشد السياحي أعطانا نبذة عن تاريخ جبل الملح قال أن خيول الغازي ألأسكندر المقدوني اكتشفته باللعق ، ثمّ أيام الاحتلال البريطاني للهند والباكستان فتح به الانجليز نفقا لايتجاوز الكيلو ثم جاء مهندس باكستاني الدكتور وارث وجعله ثلاثة كيلوا
ثم توالت التطورات والحفر حتى بلغ طول نفقه 8 كيلو ولازال الحفر جاريا ومتواصلا وفتح لنا بعض البوابات الممنوعة لنشاهد أعمال الحفر التى تتواصل وبه عيون ملحية وكبريتية تذهب لمصنع مجاور فيستفيدون منه لبعض الصناعات الكيماوية ..
ويعود الفضل في تطويره كمعلم سياحي للمهند الدكتور وارث عام1872 م والحرارة داخل الجبل 18 درجة فقط وبه مطاعم ومقاهي ومسجد جميل من الملح البلوري يتسع لعشرين مصليا ..
ويوجد به مركز إسعاف وأطباء للحالات الطارئة .
وغادرناه عائدين لإسلام آباد فوصلناها في حوالي التاسعة مساء ..
الرحلة إلى مري
مري مصيف إسلام آباد ولابد أن تحجز بها السكن في أكواخ أوشقق فندقية فحجزنا بها أكواخا مستقلة وخطها جميل ومريح ووسيع والكوخ ثلاث غرف وصالة وحمامين الليلة مايعادل 500 ريال سعودي
مزود بالماء الساخن والكهربا ووسائل التدفئة
فقضينابه ليلة وكنا ننوي المزيد لولا كثرة الأمطار والضباب والثلوج وتسمى برف التى تمنعك من التنزه
وهي جزء من كشمير ودخولك لكشمير يستدعي ورقة عبور من الحاكم المحلي لكشمير ولكن ما واجهنا في مري من صعوبات البرد والمطر جعلنا نصرف النظر
عن زيارة كشمير الجزء الباكستاني.
واستبدلنا كشمير بزيارة مدينة لاهور وهند ستان البوابة الحدودية لباكستان والهند والتى لايفصل البوابتين سوى أربعين مترا عن الأخرى ويعيشون في هدوء وصفاء
وتقفل البوابتين دائما باستعراض عسكري بديع في حوالي الساعة الرابعة عصرا
ومن زار إسلام آباد ولم يزر مري فلم يعرف طبيعة باكستان أبدا مري جنة الله في الأرض الناس والشجر والثلج والشلالات والشعاب كلها تجعلك تسبح الخالق على بديع صنعه
وشجر السرو مصطف عى الجبال كما يصطف المصون للصلاة
وحتى السحاب الممطر يوحي إليك بأنك لاتعيش على الأرض مطلقا بل أنت في السماء وفي عالم آخر، لايمكن أن يمحى من الذاكرة .
لاهور
بعد مري ذهبنا إلى لاهور لنستطلع مدينة لاهور فخرجنا من إسلام آباد صحبة سائقنا المغامر الشجاع شير باد خان وتعني الأسد الشجاع ولى معه موقف طريف هو بشتوني
وقد تهولت من سرعته بالسيارة ومغامرته في الزحام يجعلك تضع يدك على قلبك من الدخول على السيارة التى لا تفسح له الطريق حتى يكاد يلتهمها بمقدمة سيّارته فقلت له أنت شو ماخر
وأعنى سائق السباق المشهور فغضب منى وكاد يبطش بي وعندما شرح له صديقي قصدي تأسف مني
وتعني عندهم هذه الكلمة الحمار العاجز شو يعني حمار وخر صوت .. زجر .
في طريقنا إلى لاهور بالخط السريع وجدت أن الخط مهدته شركة كورية وتستثمره لمدة خمس وعشرين سنة مع صيانته مع محطات الاستراحات لمسافرين بمساجدها ومطاعمها الراقية كل شئ تستثمره الشركة بمعنى يدفع السائق رسوم عند دخوله لاهور عبارة عن ألف 15 ريال وفي العودة كذلك والسرعة لاتتجاوز 130 كيلو بعدها بكيلو واحد عليك مخالفة وقد أخذنا قسيمة على سرعة 135 والدفع فوري
عند خروجنا من إسلام آباد لمدينة لاهور في الثامنة صباحا والمطر منهمرا والناس يباشرون أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم ومنهم الماشي والراكب في الشارع وكأنه لم يكن هناك مطر ولا ترى بقعة واحدة بالشارع ..
الباكستانيون شعب عملي نشيط في العمل والعلم .
مررنا في طريقنا بأماكن مثل وادي كهوكر ووقفنا على كبري هناك والوادي متلاطم بالسيل من تحتنا وهو يحمل جذوع الأشجار في منظر مهيب ثم تركناه بعد التقاط بعض الصور التذكارية .
وتحيط بالوادي أشجار الفواكه المنقى والبرتقال والتين والأرز والشعير وغير ذلك ثم وصلنا إلى كبري وادي راوي وهويسيل بالماء وهناك حوله نقطة تفتيش فلم نتأخر بل طلبوا استمارة السيارة وتسجيل بيانات السائق وإعطائه بطاقة كمبيوتر للعودة وتحديد ساعة دخوله .
وحول ضواحي مدينة لاهور منازل غير مرتبة وعشوائية مبنية بالآجر الأحمر
دخلنا لاهور ..
فوجدنا مدينة عصرية جميلة بها كثافة سكانية عالمية تتميز بكثرة صروحها العلمية مثل جامعة البنجاب وبحديقة الحيوان التى يزورها الكثير ومفتوحة طول النهار إلى الليل
وفي لاهور متحف حضاري يشير إلى تاريخ باكستان والهند وبه عرض لبعض الأسلحة القديمة من العصر الحجري حتى الآن وصور المشاهير من الفنانين والملوك العرب مثل الملك عبد العزيز وفيصل وملوك البحرين والكويت والإمارات وعمان .والصومال ومعمر القذافي وغيرهم بالمتحف
وتجولنا بسوقها ورأينا كل شئ معد للبيع حتى حليب الإبل تشتريه من ضرع الناقة مباشرة والتى تحلبه لك امرأة وأنت تنظر بأي مبلغ تريد حسب الكيل
ومدينة لاهور كلها زهور ويسمونها مدينة الزهور وبها مولات تجارية ومطاعم فاخرة
كمطعم فيلج وبعض الماركات العالمية للمطاعم .. لاهور مزدحمة جدا تشبه شوارعها البطحاء عندنا بالرياض .
إلا أنك لاترى البيوت من الأشجار وبها تصريف لمياه الأودية التى تشاهدها تسير في جداول تخدم المدينة في ري أشجارها
وبعد الغداء في مطعم فليج بوفيه مفتوح ذهبنا لبوابة آزاد بادي لمشاهدة العرض والتقاط بعض الصورمع الحرس والخياله .
ثم عدنا ليلا لإسلام آباد وفي ذهننا صورة حسنة عن مدن باكستان وأريافها ورقي شعبها وتعاملهم مع الغريب بما يشعرك أنك لست غريبا وجميعنا مسلمون
وأتمنى أن تسنح لي فرصة أخرى لزيارة باكستان وأكتب عنها الكثير والكثير
للقارئ الكريم مالتحية والتقدير
محمد على طاهر العبدلي
ـــــــــــــــــــــــــــ
ركبنا بفضل الله
من الرياض على رحلة رقم 907 والمتجهة للبحرين صحبة ثلاثة من الأصدقاء الأوفياء
ووصلناها حوالي الثامنة مساء ثم تحركت بنا رحلة أخرى حوالى 30 /11 ليلا ووصلنا مطار إسلام آباد في تمام 30 /5 فجرا وصلينا بمطار إسلام آباد في صالة الاستقبال حيث كان في استقبالنا الصديق الكريم عبده محمد عتين
رئيس هيئة الإغاثة العالمية الإسلامية التابعة لحكومة خادم الحرمين حفظه الله
ثم حملنا لمنزله فأحسن وفادتنا وكرمنا .
وعند دخولنا مطار إسلام آباد سبقنا المطر إليه فوجدنا ه ، مليئا بالغدير فاستبشرنا خيرا والسحب تملاء السماء صباحا والجو عليلا وجميلا عند مرورنا براولبندي المدينة الصغيرة الريفية الهادئة تحت أغصان الشجر وامتداد المزارع تستهويك أن تمشي بها حافيا لتسمتع بالطبيعة الخضراء وتتعرف على كرم أهلها وبساطتهم وحبهم للغريب .
مدينة تشوق الناظرين في طريقك من المطار لإسلام آباد .
ووصلنا مدينة إسلام آباد في تمام الخامسة وعشرين دقيقة بتوقيت المملكة صباحا لأن الفرق في التوقيت ساعتان بالتمام حيث عدلت ساعتى على التوقيت المحلى بالباكستان .
وفي اليوم الثاني من وصولنا كان هناك حفل ثقافي في الجامعة الإسلامية بالباكستان
في مدينة إسلام آباد مع اشتراك جامعة الإمام بالرياض وطلابها في هذا المهجران الثقافي الرائع الذي حظيت بحضوره وحظيت أن أحد الطلاب أخبرني أنه استفاد من كتابي المرأة في مسرح شوقي في تحضير رسالته الماجستير وكان سعيدا بحضوري كما سعدت أيضا
بالسلام والعشاء مع عميد الجامعة الإسلامية العالمية الدكتور الدريويش
بالباكستان المرشح من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود ، والسفير السعودى الخلوق والملحق الثقافي المتميز بالعلم وحسن المنطق والرزانة ، حيث دارت الأحاديث بيننا عن الشباب والثقافة الوسطية والبعد عن الحزبية والتعصب
وكان الجميع محط تقديري وإعجابي
حيث يجمعهم الولاء والحب فيما بينهم كأسرة واحدة
ويفرحون بمن يزورهم ويمحظونه التوعية اللازمة حول الأماكن الصالحة للزيارة
وكذلك الصالحة للتسوق في باكستان.
والغريب أن الجامعة الإسلامية العالمية بها أكثر من ثمانية آلاف طالب من الصين والفلبين وإفريقيا والباكستان وأندنيسيا وماليزيا .
يتخرج منها الطلاب في القراءات والحديث واللغة العربية والعلوم ماعدا الطب.
وفي إسلام آباد هناك سوق شعبي يشبه عندنا أسواق القطيف يسمى سوق الأحد به كل شئ في مكان واحد ويشبه سوق الجمعة بالكويت
حتى بائعي الخضار لهم به حيز ومكان معلوم ..
وبجانب السوق مقبرة كبيرة تسمى قبر ستان يقبر بها كل من يجاورها من سكان إسلام آباد وراولبندي لم تر عيني مثل مساحتها وهي مسورة بسور عال وقريبة من الجامعة .
وفي اليوم الثالث من وصولنا قمنا بجولة حول مدينة إسلام آباد سريعة لنستكشف
مساحتها ونتعرف على أسواقها ولكنني طلبت من مضيفنا أن يبعدنا عن الأسواق
ويجعلنا نسير في شوارع المدينة مختلطين بالزحام
فقرر أن يصعد بنا جبال مرقلة والتى هي في الجهة الشمالية الشرقية من العاصمة إسلام آباد .
ولجمال طبيعة تلك الجبال فقد استغلها الباكستانيون مواقف للسيارات في حدائق غناء ومطاعم فاخرة ومناظر طبيعية تنسيك مالديك من هموم
ولاتكاد ترفع عينيك عن مناظر الزهور والأشجاروالشعاب الخضرا على مد النظر
سبحان الخالق غابات لاتستطيع الدخول بها لكثرة أشجارها وتنوّع أجناسها الشوكية وغير الشوكية
ويشوقك بها صوت الكناري وصياح السعدان ، ومناظر الخنازير البرية الهاربة .
ونعود للجامعة الإسلامية في الباكستان فهي تحوي الجنسين الذكور والإناث ولا اختلاط فيها بين الجنسين
وهي تقوم على دعم الكثير من الدول وقد ذكر عميدها الدريويش بأنها عجمية الموطن عربية اللسان .
وقد أثنا وزير الشئون الإسلامية بالباكستان سردار محمد يوسف في كلمته على جهود المملكة ووقوفها مع دولة الباكستان في السراء والضراء
كما ذكر السفير العراقي رشدي العاني
أن المملكة يدها بيضاء عند جميع الدول وليست الباكستان فقط وقد ثمنت له هذه الكلمة من قبل الحضور في الحفل الثقافي
وقد تخرج في الدفعة التاسعة كماذ كر الدريويش عميد الجامعة 8500 طالب في البكالريوس والدبلوم والدكتوراه .
وفي أثناء وجودي في هذا اليوم منحت الجامعة الدكتوراه الفخرية لمولاي خادم الحرمين استلمها نيابة عنه
أبالخيل وكانت في السياسة والاقتصاد
وكان عنوان معرض الجامعة الثقافي السادس والعشرين من حيث الترتيب بعنوان الشباب والأمن الفكري وقبول الآخر .
في جبال مرقلة حوالي الساعة الثانية ظهرا دخلنا منتزها وبه مطعم يسمى ( دوما نيكو) سمعت أن الشيخ السديس أمام الحرم المكي تناول به وجبة الغداء واجتمع عليه خلق كثير ..
وبعد أن تناولنا الغداء ذهبنا لزيارة نادي الطيران الإكتروني واستمتعنا بتحليق الطيران مع الشابين مهند العتين ، وفيصل العتين وعبد الرحمن العتين وكانوا مبدعين في هذا النوع من الطيران
وقبل الغروب ذهبنا للصلاة في مسجد فيصل التحفة المعمارية وأخذنا له بعض الصور من الداخل والخارج وكان إلإمام صوته جميلا جدا يقرأ بمقام الصبا الفارسي الشجي
يؤذنون ويقيمون الصلاة مباشرة .
وفي أثناء زيارتنا لنادي الطيران استمتاعنا بالطيران جدا وأرأينا طيور الحدّاءات بكثرة تلحق الطائرات وتدور معها محلقة في الجو وبنفس الارتفاع على شكل حلقة فإعجبنا من استئناس الطير بأزيز الطيران والتحليق معه .
وعجبت من التآلف بين الطائرة والطير حول الطيران .
و يقع المطار داخل غابة ظليلة ومن حب الباكستانين للشجر سمعنا في إسلام آباد حديقة تسمى حديقة الملوك كل ملك أورئيس دولة يزرع بها شجرة ويكتب اسمه عليها نصب تذكار من الصخر زرعت بيد رئيس أوملك الدولةالفلانية .
وفي أثناء إقامتنا في إسلام آباد زرنا المسجد الأحمر في منطقة ملودي وهو المسجد الذي اعتصم به مجموعة من الطلاب وأمر بقتحامه برويز مشرف من قبل الجيش كما قيل حينذاكفلم يخرج منهم أحد .
وقمنا بزيارة لمكتب الرابطة .
والتقينا بالشيخ عبد محمد عتين رئيس الرابطة
وسألته عن دور الرابطة وما تقدمه من خدمات لدولة باكستان ومواطنيها فأجابني
قائلا :
بالنسبة لمكتب الرابطة بالباكستان فهو دائما يسعى ويشارك في البرامج والأنشطة التى من شأنها أن تنهض بشباب الأمة الإسلامية في الباكستان إلى ماينوّر عقولهم
وينأى بهم عن سبل الفرقة والشتات والتطرف والبعد عن الأفكار الضالة والمضلة
وفي هذا السياق
يقوم المكتب بدور دعوي من خلال دعاة وعلماء أفاضل وسطيين غير متطرفين بشهادة البلد المضيف
وهم أيضا من أبناء الباكستان دكاترة وأكاديميين مميزين وذلك من خلال الخطب في المساحد والجوامع وإمامة الناس في صلاة التراويح
كما يقوم المكتب باستضافة علماء ومشايخ وشخصيات حكومية لها تأثير علمي وأدبي في المجتمع
تتم لهم استضافة الحج والعمرة ضيوفا على نفقة رابطة العالم الإسلامي
كما تقوم بتوزيع المصاحف على الجوامع والمدارس والجامعات كما تقوم بدورها
في أعمال الإغاثة والخدمات الإنسانية متمثلة في الإغاثة العاجلة في الأزمات والكوارث لاسمح الله .
كما تقوم برعاية الأيتام وتعليمهم وتذليل الصعاب لهم من بعد الثانوية حتى حصولهم على منح دراسية في المملكة وغير جامعات المملكة
كماتقوم بتوزيع الملابس الجاهزة ومكائن الخياطة على الأرامل والمحتاجين من أمهات الأيتام
كما تقوم ببناء المساجد وحفر الآبار السطحية والإرتوازية وإنشاء معاهد تنموية ومهنية لبعض شرائح المجتمع وتسيير قوافل طبية للأماكن الريفية الفقيرة ولديها مستشفيات للنساء والأطفال
وتقديم خدماتها الطبية مجّانا كما تقوم برعاية حلقات تحفيظ القرآن الكريم
وتتابع تخرجهم لأكثر من عشرين ألف حافظ للقرآن الكريم وحافظة من الجنسين
وتنفق الرابطة على هذه الشرائح من إمكانياتها الذاتية من أهل الخير
وممالا شك فيه أنّ القوة الحقيقية لجهود هيئة الإغاثة واستمرارية رسالتها هي الأيادي البيضاء
والدعم السخي من حكومة المملكة وشعبها النبيل ومن هنا وجدت هيئة الرابطة مكانة مشكورة ومقبولة ومقدّرة من جكومة الباكستان وشعبها الشقيق
وفي يوم الإثنين الموافق 20 / 4 / 2014 م الساعة الثامنة والنصف غادرنا إسلام آباد متجهين لزيارة جبل الملح
وهو في طريق لاهور السريع في قرية يقال لها كنداد وبها جبال عالية وصلنا الجبل حول الساعة العاشرة والكهرباء التى يتحرك بها القطار الذي يدخلك وسط الجبل
مقطوعة ولاتشتغل إلا في الساعة الثانية عشرة
فقلت لسائقنا شير باد شاه لايصح أن ننتظرهنا قرب هذا المقهى لساعتين ونحن نحمل معنا قهوتنا وماءنا علينا التمتع بالصعود على الجبال بسيارتنا ولاسيما أن الخطوط ممهدة والسرعة لاتزيد عن ثلاثين كيلو على الإسفلت والتى تشبه عقبة ضلاع بأبها والطائف إلا أن الخط هناك مشترك وبالكاد يحمل سيّارة واحدة إذاكانت سيّارة شحن والصغيرة تقف على الحافة حتى تعبر أختها والسائقون متفاهمون بدون نظام .وبكل احترام
وكان سائقنا مطيعا وشجاعا لايخاف لامرتفع جبل ، ولامنحدر سهل ، ولامنعطف واد
يدخلك في الزحام وسريعا مايتخلص منه ، وفي ظنك لايستطيع العبورمن زحام الرفشة ثلاث كفرات والدّراجات النارية والتى تعد بالألوف
فسمع كلامي وصعدنا في جبل لنصف ساعة حتى وجدنا مكانا ممهدا ومستويا ووقفنا تحت شجرة ظليلة وأخرجنا ماءنا ومامعنى من بسكويت وتمروفاكهة ولاح لي منجم فحم ، في جبل يبعد نزولا حوالي الكيلو والنصف
فقلت لزملائي سوف أذهب لرؤية ذلك المنجم وكان مهجورا ما عدا فتحات الدخول الأربع التى تبدوا من بعد كحفر الذئاب
فقال شير باد إنها بعيدة وتستغرق وقتا للنزول ولكن عند صعودك ستجد مشقة قلت له جئت للباكستان لأمشي وأستمتع بما أرى لا لأجلس فأشار إلي بالنزول فنزلت مسرعا مرة أقف ومرة أجلس والصخور تنها تحت قدمي وتتماسك أحيانا وكان المنظر واضحا بيني وبين زملائي
حتى وصلت المنجم وصعدت على قمة الجبل وأشرت لهم أن التقطوا لي صورة
وكان الجو جميلا وباردا
ونزلت من قمة الجبل الذي به المنجم وصعدت مرة أخرى إلى زملائي
فصادفت انهيار الصخور تحت قدمي ولم يأخذني اليأس ولكن شعرت بانخفاض الأكسجين وتسارع دقات قلبي وتيبس لساني من العطش وأن لاطاقة لي بالصعود
فارتحت قليلا وهم لم يرون عجزي وقد غفلوا عني فأخطأت طريق العودة إليهم وبدلا أن أسير إليهم جنوبا ملت شمالا
ومن حسن حظي صادفتني امرأتان كبيرتان في دغل الجبل وهما يحملان أعلاف الجواميس على رأسيهما فسألاني إلى أين تريد الذهاب فأشرت لهما إلى قمة هذا الجبل وأعنى به مكان رفقائي
فأشارتا أن خذ يمينك قليلا واصعد من هنا فدلتاني على طريق سهل .
حملني إلى زملائي وقد وصلت منهكا من العطش وأنظر إلى تلك المرأتين من أعلى إلى أسفل وهما لازالتا في طريقهما إلى منازلهما دون عناء ولا ونا والعلف على رأسيهما لم ينزل كل هذه المسافة
علما أن كل واحدة منهن أكبر سنا منى
ثم ذهبنا إلى جبل الملح فاستقبلنا المرشد ضيوفا وقطعنا تذاكرنا كل فرد بأربعة آلاف ربية أي كل فرد بحوالي 124 ريالا سعوديا يعاملونا كسياح برفع التذاكر
أما الباكستاني فتذكرته بألف روبية أي 24 ريالا سعوديا دخلناه على قطار خشبي متهالك من بقايا الاحتلال البريطاني ومشيناه لساعتين وهوأعجوبة من أعاجيب الجبال جمع بين الملح والزجاج الكرستال ويتخذون منه زينة كالحلق وبعض التحف والأبجورات الكهربائية لغرف النوم والصالات
وعندهم اعتقاد خاطئ أن من يلعق جداره بلسانه تتحق أمنياته ولايفشل حبه فقال : لي المرشد قلت له لن ألعق مالعقه الناس أنا أومن بقدري
فضحك وقال : الكثير لعق هذا الجدار لتتحقق أمنيته فقلت له هل جاءك أحدهم وقال لك تخققت أمنيتى قال لا .
وكنداد القرية التى بها جبل الملح تقع على سهل ممتد وجبال ممتدة صغيرة والذي لفت انتباهي كثرة شجر السلام والسمر بها ويسمى بلهجتهم كيكر أما الشجر الطويل عند البعض يسمى تردخت
وبقرب جبل الملح قرية أخرى تسمى كيهورى وكأنك بقرية الخوبة أو الخشل بجازان نفس التضاريس والطبيعة وبها شارع واحد للذهاب والإياب ولاتزيد مبانيها على دور أودورين
عابد حسين مسئول جبل الملح والمرشد السياحي أعطانا نبذة عن تاريخ جبل الملح قال أن خيول الغازي ألأسكندر المقدوني اكتشفته باللعق ، ثمّ أيام الاحتلال البريطاني للهند والباكستان فتح به الانجليز نفقا لايتجاوز الكيلو ثم جاء مهندس باكستاني الدكتور وارث وجعله ثلاثة كيلوا
ثم توالت التطورات والحفر حتى بلغ طول نفقه 8 كيلو ولازال الحفر جاريا ومتواصلا وفتح لنا بعض البوابات الممنوعة لنشاهد أعمال الحفر التى تتواصل وبه عيون ملحية وكبريتية تذهب لمصنع مجاور فيستفيدون منه لبعض الصناعات الكيماوية ..
ويعود الفضل في تطويره كمعلم سياحي للمهند الدكتور وارث عام1872 م والحرارة داخل الجبل 18 درجة فقط وبه مطاعم ومقاهي ومسجد جميل من الملح البلوري يتسع لعشرين مصليا ..
ويوجد به مركز إسعاف وأطباء للحالات الطارئة .
وغادرناه عائدين لإسلام آباد فوصلناها في حوالي التاسعة مساء ..
الرحلة إلى مري
مري مصيف إسلام آباد ولابد أن تحجز بها السكن في أكواخ أوشقق فندقية فحجزنا بها أكواخا مستقلة وخطها جميل ومريح ووسيع والكوخ ثلاث غرف وصالة وحمامين الليلة مايعادل 500 ريال سعودي
مزود بالماء الساخن والكهربا ووسائل التدفئة
فقضينابه ليلة وكنا ننوي المزيد لولا كثرة الأمطار والضباب والثلوج وتسمى برف التى تمنعك من التنزه
وهي جزء من كشمير ودخولك لكشمير يستدعي ورقة عبور من الحاكم المحلي لكشمير ولكن ما واجهنا في مري من صعوبات البرد والمطر جعلنا نصرف النظر
عن زيارة كشمير الجزء الباكستاني.
واستبدلنا كشمير بزيارة مدينة لاهور وهند ستان البوابة الحدودية لباكستان والهند والتى لايفصل البوابتين سوى أربعين مترا عن الأخرى ويعيشون في هدوء وصفاء
وتقفل البوابتين دائما باستعراض عسكري بديع في حوالي الساعة الرابعة عصرا
ومن زار إسلام آباد ولم يزر مري فلم يعرف طبيعة باكستان أبدا مري جنة الله في الأرض الناس والشجر والثلج والشلالات والشعاب كلها تجعلك تسبح الخالق على بديع صنعه
وشجر السرو مصطف عى الجبال كما يصطف المصون للصلاة
وحتى السحاب الممطر يوحي إليك بأنك لاتعيش على الأرض مطلقا بل أنت في السماء وفي عالم آخر، لايمكن أن يمحى من الذاكرة .
لاهور
بعد مري ذهبنا إلى لاهور لنستطلع مدينة لاهور فخرجنا من إسلام آباد صحبة سائقنا المغامر الشجاع شير باد خان وتعني الأسد الشجاع ولى معه موقف طريف هو بشتوني
وقد تهولت من سرعته بالسيارة ومغامرته في الزحام يجعلك تضع يدك على قلبك من الدخول على السيارة التى لا تفسح له الطريق حتى يكاد يلتهمها بمقدمة سيّارته فقلت له أنت شو ماخر
وأعنى سائق السباق المشهور فغضب منى وكاد يبطش بي وعندما شرح له صديقي قصدي تأسف مني
وتعني عندهم هذه الكلمة الحمار العاجز شو يعني حمار وخر صوت .. زجر .
في طريقنا إلى لاهور بالخط السريع وجدت أن الخط مهدته شركة كورية وتستثمره لمدة خمس وعشرين سنة مع صيانته مع محطات الاستراحات لمسافرين بمساجدها ومطاعمها الراقية كل شئ تستثمره الشركة بمعنى يدفع السائق رسوم عند دخوله لاهور عبارة عن ألف 15 ريال وفي العودة كذلك والسرعة لاتتجاوز 130 كيلو بعدها بكيلو واحد عليك مخالفة وقد أخذنا قسيمة على سرعة 135 والدفع فوري
عند خروجنا من إسلام آباد لمدينة لاهور في الثامنة صباحا والمطر منهمرا والناس يباشرون أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم ومنهم الماشي والراكب في الشارع وكأنه لم يكن هناك مطر ولا ترى بقعة واحدة بالشارع ..
الباكستانيون شعب عملي نشيط في العمل والعلم .
مررنا في طريقنا بأماكن مثل وادي كهوكر ووقفنا على كبري هناك والوادي متلاطم بالسيل من تحتنا وهو يحمل جذوع الأشجار في منظر مهيب ثم تركناه بعد التقاط بعض الصور التذكارية .
وتحيط بالوادي أشجار الفواكه المنقى والبرتقال والتين والأرز والشعير وغير ذلك ثم وصلنا إلى كبري وادي راوي وهويسيل بالماء وهناك حوله نقطة تفتيش فلم نتأخر بل طلبوا استمارة السيارة وتسجيل بيانات السائق وإعطائه بطاقة كمبيوتر للعودة وتحديد ساعة دخوله .
وحول ضواحي مدينة لاهور منازل غير مرتبة وعشوائية مبنية بالآجر الأحمر
دخلنا لاهور ..
فوجدنا مدينة عصرية جميلة بها كثافة سكانية عالمية تتميز بكثرة صروحها العلمية مثل جامعة البنجاب وبحديقة الحيوان التى يزورها الكثير ومفتوحة طول النهار إلى الليل
وفي لاهور متحف حضاري يشير إلى تاريخ باكستان والهند وبه عرض لبعض الأسلحة القديمة من العصر الحجري حتى الآن وصور المشاهير من الفنانين والملوك العرب مثل الملك عبد العزيز وفيصل وملوك البحرين والكويت والإمارات وعمان .والصومال ومعمر القذافي وغيرهم بالمتحف
وتجولنا بسوقها ورأينا كل شئ معد للبيع حتى حليب الإبل تشتريه من ضرع الناقة مباشرة والتى تحلبه لك امرأة وأنت تنظر بأي مبلغ تريد حسب الكيل
ومدينة لاهور كلها زهور ويسمونها مدينة الزهور وبها مولات تجارية ومطاعم فاخرة
كمطعم فيلج وبعض الماركات العالمية للمطاعم .. لاهور مزدحمة جدا تشبه شوارعها البطحاء عندنا بالرياض .
إلا أنك لاترى البيوت من الأشجار وبها تصريف لمياه الأودية التى تشاهدها تسير في جداول تخدم المدينة في ري أشجارها
وبعد الغداء في مطعم فليج بوفيه مفتوح ذهبنا لبوابة آزاد بادي لمشاهدة العرض والتقاط بعض الصورمع الحرس والخياله .
ثم عدنا ليلا لإسلام آباد وفي ذهننا صورة حسنة عن مدن باكستان وأريافها ورقي شعبها وتعاملهم مع الغريب بما يشعرك أنك لست غريبا وجميعنا مسلمون
وأتمنى أن تسنح لي فرصة أخرى لزيارة باكستان وأكتب عنها الكثير والكثير
للقارئ الكريم مالتحية والتقدير
محمد على طاهر العبدلي