المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير سورة ق


رضا البطاوى
16-10-2018, 08:59 AM
سورة ق
سميت بهذا الاسم لذكر ق بقوله "ق والقرآن المجيد".
"بسم الله الرحمن الرحيم ق والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شىء عجيب إأذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد "المعنى بحكم الرب النافع المفيد يا محمد و الكتاب العظيم لقد استغربوا أن أتاهم مبلغ منهم فقال المكذبون هذا أمر غريب إأذا توفينا وكنا فتاتا ذلك عود مستحيل ،يخاطب الله ق وهو نبيه (ص)مقسما بالقرآن المجيد والمراد والكتاب العظيم أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد هو أن الناس عجبوا أن جاءهم منذر منهم والمراد أن الناس استغربوا أن أتاهم مبلغ أى مخبر منهم فقال الكافرون وهم المكذبون بحكم الله :هذا شىء عجيب والمراد هذا أمر غريب وهو إأذا متنا أى توفينا وكنا ترابا أى وأصبحنا فتاتا ذلك رجع بعيد أى البعث عود مستحيل وهذا يعنى أنهم يستغربون من البعث ويظنونه أمرا مستحيلا والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ "المعنى قد عرفنا الذى تأخذ الأرض منهم ولدينا كتاب مسجل ،يبين الله لنبيه (ص)أنه قد علم ما تنقص الأرض منهم والمراد أنه قد عرف الذى تبتلع الأرض منهم وهو من يموت وعندنا كتاب حفيظ والمراد ولدينا سجل أى إمام مبين أى ثابت مصداق لقوله بسورة يس"وكل شىء أحصيناه فى إمام مبين "وهو الكتاب الشامل.
"بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم فى أمر مريج"المعنى لقد كفروا بالصدق لما أتاهم فهم فى كفر مستمر،يبين الله لنبيه (ص)أن الناس كذبوا بالحق لما جاءهم والمراد أن الناس كفروا بالعدل لما أتاهم مبلغ به فهم فى أمر مريج والمراد فهم فى شك مريب مصداق لقوله بسورة فصلت"وإنهم لفى شك منه مريب"أى كفر مستمر .
"أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج "المعنى أفلم يفكروا فى السماء أعلاهم كيف شيدناها وجملناها وليس لها من منافذ ،يسأل الله أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم والمراد هل لم يعلموا بالسماء أعلى رءوسهم كيف بنيناها أى شيدناها وزيناها أى وجملناها وما لها من فروج والمراد وليس لها من أبواب مفتحة ؟والغرض من السؤال إخبارنا أن الكفار عرفوا كيفية بناء السماء وتزيينها وأن ليس لها أبواب مفتحة أى منافذ يصعدون منها إليها والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب "المعنى والأرض فرشناها ووضعنا فيها جبال وأخرجنا فيها من كل فرد كريم تفكرة أى آية لكل مملوك طائع لى ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار عرفوا أن الأرض مددناها أى بسطناها أى فرشناها مصداق لقوله بسورة الذاريات"والأرض فرشناها "وألقينا فيها رواسى والمراد ووضعنا فيها جبال تثبتها وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج والمراد وأخرجنا فيها من كل فرد أى مخلوق كريم مصداق لقوله بسورة لقمان"فأنبتنا فيها من كل زوج كريم "وكل هذا تبصرة أى ذكرى والمراد آية أى برهان على وجوب طاعة الله وحده لكل عبد منيب أى لكل مملوك متبع لدين الله مصداق لقوله بسورة سبأ"إن فى ذلك لآية لكل عبد منيب".
"ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج "المعنى وأسقطنا من السحاب مطرا طاهرا فأخرجنا به حدائق وحب المجموع والنخل عاليات لها ثمر متراكب نفعا للخلق وبعثنا به قرية مجدبة هكذا البعث ،يبين الله لنبيه (ص)أنه نزل من السماء ماء مباركا والمراد أسقط من السحاب مطرا طهورا مصداق لقوله بسورة الفرقان"وأنزلنا من السماء ماء طهورا "فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والمراد فأخرجنا به من الأرض حدائق وثمر القرون وهى حاملات الثمار والنخل باسقات لها طلع نضيد والمراد والنخل عاليات لها ثمر متراكب والمراد بلح فوق بعضه وأحيينا به بلدة ميتا أى وبعثنا للحياة أى أنشرنا به قرية مجدبة مصداق لقوله بسورة الزخرف"فأنشرنا به بلدة ميتا "كذلك الخروج والمراد وبتلك الطريقة يحدث البعث وهو العودة للحياة والخطاب للنبى(ص).
"كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون واخوان لوط وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد"المعنى كفر قبلهم شعب لوط(ص)وأهل الرس وثمود وعاد وفرعون وقوم لوط(ص)وأهل الشجرة كل كفر بالأنبياء (ص)فوقع بهم العقاب ،يبين الله لنبيه (ص)أن الناس كذبت قبلهم والمراد كفر قبلهم بحكم الله كل من قوم وهم شعب نوح(ص)وأصحاب الرس وهم أهل البئر وثمود وعاد وفرعون واخوان وهم قوم لوط(ص)وأصحاب الأيكة وهم أهل الشجرة قوم شعيب (ص)وقوم تبع وهم شعب تبع وهم قوم إبراهيم (ص) كل هؤلاء كذبوا الرسل أى كفروا برسالات الأنبياء فحق وعيد أى فوقع عقاب الله عليهم مصداق لقوله بسورة ص"فحق عقاب "والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"أفعيينا بالخلق الأول بل هم فى لبس من خلق جديد"المعنى هل تعبنا من الإنشاء السابق إنهم فى تكذيب لحياة حديثة ،يسأل الله أفعيينا بالخلق الأول والمراد هل تألمنا من الإبداع السابق ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الله لم يتعب من خلق للمخلوقات أول مرة ،ويبين لنبيه (ص)أن الكفار فى لبس من خلق جديد والمراد فى كفر ببعث للحياة مرة أخرى .
"ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"المعنى ولقد أنشأنا الفرد ونعرف الذى تقول له نفسه ونحن أدنى له من وصل النفس حين يستقبل المستقبلان عن اليمين وعن الشمال جليس ما يتحدث من قول إلا عنده راصد عظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أنه خلق الإنسان والمراد أنه أبدع المرء وهو يعلم ما توسوس به نفسه والمراد وهو يعرف الذى تقول له نفسه أى الله يدرى الذى تزين للإنسان نفسه مصداق لقوله بسورة البقرة "إن الله يعلم ما فى أنفسكم "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ونحن أعلم به من علم النفس به وهذا يعنى أن الله أعرف بالفرد من نفسه والسبب إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد والمراد حين يسجل الكاتبان عن اليمين وهو مسجل الخير وعن الشمال وهو مسجل الشر جليس والمراد أن الكاتبين يكتبون وهم لا يبرحون مراقبة نفس الإنسان فما تلفظه من قول والمراد فما تقوله من حديث يوجد لديه رقيب عتيد والمراد يوجد له مسجل متربص للتسجيل
"وجاءت سكرة الموت ذلك ما كنت منه تحيد ونفخ فى الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد "المعنى وأتت إغماءة الوفاة بالعدل ذلك ما كنت به تكذب ونودى فى البوق ذلك يوم العذاب وأتت كل نفس معها سائق وحاكم لقد كنت فى سهوة من هذا فأزلنا عنك حاجزك فنفسك اليوم حسيب،يبين الله لنبيه (ص)أن سكرة الموت وهى إغماءة الوفاة والمراد نقلة الإنسان من الدنيا للحياة الأخرى جاءت بالحق والمراد أتت بالصدق الممثل فى العذاب فيقال للكافر :ذلك أى العذاب ما كنت منه تحيد والمراد ما كنت به تكذب فى الدنيا،ونفخ فى الصور أى نودى فى البوق والمراد"فإذا نقر فى الناقور "كما قال بسورة المدثر يكون ذلك يوم الوعيد وهو يوم العقاب للكفار وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد والمراد وكل فرد أتى أى حضر معه سائق أى قائد يقوده لجهنم مصداق لقوله بسورة الزمر"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا"وشهيد أى حاكم أى حسيب لها هو كتابها فيقال للفرد:لقد كنت فى غفلة من هذا والمراد لقد كنت فى تكذيب بالجزاء فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد والمراد فأزلنا عنك الآن غشاوة الكفر فنفسك اليوم حسيبة أى حاكمة عليك من كتابك مصداق لقوله بسورة الإسراء"اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"والقول محذوف منه أوله.
"وقال قرينه هذا ما لدى عتيد ألقيا فى جهنم كل كفار عنيد مناع للخير معتد مريب الذى جعل مع الله إلها أخر فألقياه فى العذاب الشديد "المعنى وقال صاحبه هذا ما عندى عظيم،اقذفا فى النار كل مكذب جبار حاجز للنفع آثم مكذب الذى عبد مع الرب ربا أخر فأدخلا فى العقاب العظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أن قرين الكافر وهو خليله أى صاحبه وهو شهوته قالت هذا ما لدى عتيد والمراد هذا الذى عندى عظيم والمراد أن سيئات الكافر عند الخليل وهو الشهوة كبيرة ،ويقال للملائكة :ألقيا فى جهنم كل كفار عنيد مناع للخير معتد مريب والمراد ادخلوا فى النار كل مكذب بالوحى أى مفسد أى حاجز للنفع أى آثم أى مكذب الذى جعل مع الله إلها أخر والمراد الذى أطاع مع حكم الرب حكم رب مزعوم فألقياه فى العذاب الشديد والمراد فأدخلاه فى العقاب المهين والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد قال لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد "المعنى قال خليله إلهنا ما أضللته ولكن كان فى كفر مستمر قال لا تختلفوا عندى وقد قلت لكم العذاب ما يغير الحكم عندى وما أنا بمنقص للناس حقا ،يبين الله لنبيه (ص)أن القرين وهو شهوة الكافر أى إلهه الذى هو هواه أى شهوته قال:ربنا ما أطغيته والمراد إلهنا ما أضللته عن الحق ولكن كان فى ضلال بعيد والمراد ولكن كان فى كفر مستمر فى الدنيا ،فقال الله لهم على لسان الملائكة لا تختصموا لدى والمراد لا تختلفوا عندى والمراد لا تتحاكموا عندى وقد قدمت إليكم بالوعيد والمراد وقد أخبرتكم بالعقاب فى الدنيا عن طريق الرسل (ص)،ما يبدل القول لدى والمراد ما يغير الحكم عندى وهذا يعنى أن حكم عذاب الكافر والقرين معا لن يتغير مهما قالوا ،وما أنا بظلام للعبيد والمراد وما أنا بمنقص حق الخلق .
"يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد "المعنى يوم نسأل النار هل شبعت ؟وتجيب هل من طعام أخر ؟يبين الله لنبيه (ص)أن ما سبق ذكره يحدث يوم يقول الله لجهنم والمراد يوم يسأل الله النار :هل امتلأت أى هل شبعت من الكفار ؟فتقول أى فتجيب :هل من مزيد أى هل من طعام أخر وهذا يعنى أنها تريد عدد أكبر مما فيها من الكفار لتنتقم منه والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب "المعنى وأعطيت الحديقة للمطيعين غير قصى هذا ما تخبرون لكل عواد مطيع من خاف النافع بالخفاء وأتى بعقل سليم ،يبين الله لنبيه (ص)أن الجنة وهى الحديقة أزلفت للمتقين والمراد فتحت أبوابها للمطيعين لحكم الله غير بعيد أى غير قصية من النار فيقال لهم :هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ والمراد هذا أى الجنة التى تخبرون نصيب كل عواد لدين الله مطيع لدين الله وهو من خشى الرحمن بالغيب والمراد من خاف عذاب النافع وهو فى الخفاء لا يراه وجاء بقلب منيب أى وأتى بنفس سليمة مصداق لقوله بسورة الصافات"إلا من أتى الله بقلب سليم"والمراد نفس مخلصة لله .
"ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد "المعنى اسكنوها بخير ذلك يوم البقاء لهم ما يريدون فيها وعندنا كثير ،يبين الله لنبيه (ص)أن الملائكة تقول للمتقين :ادخلوها بسلام والمراد اسكنوا الجنة فى خير ذلك يوم الخلود أى البقاء بلا موت،والمتقين لهم ما يشاءون فيها والمراد لهم ما يشتهون فيها أى ما يدعون مصداق لقوله بسورة فصلت"ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون "ولدينا مزيد والمراد وعندنا الرزق الكثير الباقى لهم مصداق لقوله بسورة طه"ورزق ربك خير وأبقى "والخطاب للنبى(ص).
"وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا فى البلاد هل من محيص "المعنى وكم دمرنا قبلهم من قرية هم أعظم منهم بأسا فسيروا فى الأرض هل من منجى ؟يسأل الله وكم أهلكنا قبلهم من قرن والمراد وكم قصمنا قبلهم من كفار قرية مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وكم قصمنا قبلهم من قرية "هم أشد منهم بطشا والمراد هم أكثر منهم قوة مصداق لقوله بسورة الروم"من هم أشد منهم قوة"؟والغرض من القول إخبارنا أن عدد الأمم الهالكة كثير وقد كانوا أقوى من كفار عهد محمد(ص)ويطلب من الناس أن ينقبوا فى البلاد والمراد أن يبحثوا فى الأرض هل من محيص أى هل من منقذ للكفار والغرض من الطلب هو إخبار الكفار أنه لا يوجد منقذ لهم من العذاب والقول حتى بطشا للنبى(ص)وما بعده للناس.
"إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد"المعنى إن فى ذلك لعبرة لمن كان له عقل أى عرف الحكم وهو مطيع ،يبين الله لنبيه (ص)أن فى ذلك وهو هلاك الكفار ذكرى أى عبرة لمن كان له قلب والمراد لمن كان له لب أى عقل مصداق لقوله بسورة الزمر"إن فى ذلك لذكرى لأولى الألباب "وفسر هذا بأنه ألقى السمع وهو شهيد والمراد أنصت للحكم وهو متبع له والخطاب للمؤمن .
"ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام وما مسنا من لغوب"المعنى ولقد أنشأنا السموات والأرض والذى وسطهما فى ستة أيام وما أصابنا من تعب ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله خلق أى أبدع السموات والأرض وما بينهما وهو الجو الذى وسطهما فى مدة قدرها ستة أيام وما مسه من لغوب والمراد وما أصابه من تعب بسبب خلقه للكون والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود"المعنى فأطع رغم ما يزعمون أى اعمل بحكم إلهك قبل ظهور الشمس وقبل الغياب أى من الليل فاتبعه وخلف النجوم ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يصبر على ما يقولون والمراد أن يطيع حكم ربه رغم ما يزعم الكفار مصداق لقوله بسورة القلم "فاصبر لحكم ربك"وفسر هذا بأن يسبح بحمد ربه والمراد أن يعمل باسم وهو حكم خالقه مصداق لقوله بسورة الواقعة "فسبح باسم ربك العظيم" والعمل يكون قبل طلوع الشمس أى قبل ظهور الشمس وهو ما فسره بالليل وقبل الغروب وقبل غياب الشمس وهو النهار الذى فسره بأنه أدبار السجود أى خلف النجوم والمراد الوقت الذى يلى غياب النجوم .
"واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج"المعنى وأنصت يوم يدعو الداع من مقام دان يوم يعلمون الدعوة بالعدل ذلك يوم البعث ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يستمع يوم يناد المناد من مكان قريب والمراد أن يستجيب يوم ينفخ النافخ فى الصور من موضع دانى مصداق لقوله بسورة النبأ"يوم ينفخ فى الصور" وهو يوم يسمعون الصيحة بالحق والمراد يوم يستجيبون للنفخة بالعدل ذلك يوم الخروج وهو يوم البعث وهو العودة للحياة .
"إنا نحن نحى ونميت وإلينا المصير يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير "المعنى إنا نخلق ونتوفى وإلينا العودة يوم تتفتح القبور عنهم سراعا ذلك بعث علينا هين ،يبين الله لنبيه (ص)إنا نحى أى نخلق الخلق ونميت أى ونتوفى الخلق وإلينا المصير وهو الإياب مصداق لقوله بسورة الغاشية "إنا إلينا إيابهم "والمراد وإلى جزاء الله العودة يوم تشقق الأرض عنهم سراعا والمراد يوم تتفتح الأجداث وهى القبور عنهم أحياء مصداق لقوله بسورة المعارج"يوم يخرجون من الأجداث عنهم سراعا "ذلك حشر علينا يسير والمراد ذلك بعث علينا هين أى سهل .
"نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد "المعنى نحن أعرف بالذى يزعمون وما أنت عليهم بمصيطر فعرف بالكتاب من يخشى عقاب ،يبين الله لنبيه (ص)أنه أعلم بما يقولون والمراد أدرى بالذى يزعم الكفار عن الوحى،ويبين له أنه ليس بجبار عليهم والمراد ليس بمصيطر عليهم يكرههم على الإسلام مصداق لقوله بسورة الغاشية "وما أنت عليهم بمصيطر "ويطلب منه أن يذكر بالقرآن من يخاف وعيد والمراد أن يخبر بالوحى من يخشى مقام وهو عذاب ربه مصداق لقوله بسورة الرحمن "ولمن خاف مقام ربه "لأنه هو الذى يطيعه والخطاب للنبى(ص)