المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير سورة الرحمن


رضا البطاوى
27-10-2018, 09:40 AM
سورة الرحمن
سميت بهذا الاسم لذكر الرحمن فيها بقوله "الرحمن علم القرآن".
"بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان "المعنى بحكم الرب النافع المفيد النافع عرف الكتاب أبدع الفرد عرفه الكلام،يبين الله للجن والإنس أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد هو أن الرحمن علم القرآن والمراد أن النافع أنزل الكتاب وهو الوحى مصداق لقوله بسورة الإنسان"إنا نحن نزلنا القرآن تنزيلا"وخلق الإنسان والمراد وأنشأ آدم (ص)فعلمه البيان أى فعرفه الكلام وهو الأسماء مصداق لقوله بسورة البقرة"وعلم آدم الأسماء كلها "والخطاب فى كل السورة للجن والإنس.
"الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا فى الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان"المعنى الشمس والقمر بتقدير والنجم والشجر يطيعان والسماء علاها وشرع العدل ألا تكفروا بالعدل أى أطيعوا الحكم بالعدل أى لا تخالفوا العدل،يبين الله للجن والإنس أن الشمس والقمر بحسبان والمراد يجريان بتقدير معين بحيث لا يلحق أحدهم بالأخر وخلق النجم وهو الكواكب فى السماء والشجر وهو النبات فى الأرض يسجدان أى يطيعان حكم الله وخلق السماء فرفعها أى فعلاها عن الأرض ووضع الميزان أى وشرع قانون الرفع ويطلب الله من الناس ألا يطغوا فى الميزان والمراد ألا يكذبوا بالعدل ويفسر هذا بأن يقيموا الوزن بالقسط والمراد أن يطيعوا العدل بالإخلاص وهو تصديقه وفسره بألا يخسروا الميزان أى ألا يخالفوا الحكم وهو العدل .
"والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى والأرض خلقها للناس فيها فاكهة والنخل ذات الثمار والحب صاحب الورق والريحان فبأى آيات إلهكما تكفران ،يبين الله للجن والإنس أن الأرض وضعها للأنام والمراد خلقها للناس مصداق لقوله بسورة البقرة"هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا "وهذا يعنى عدم صلاحية أى مكان غير الأرض لمعيشة الناس وفيها فاكهة وهى نباتات يختلف البشر فى تصنيفها والنخل ذات الأكمام والمراد صاحبة الطلع وهو ثمار البلح والحب ذو العصف والمراد ومحاصيل الحبوب صاحبة الورق المغلف للحبوب والريحان وهو الزرع صاحب الرائحة ويسألهما الله فبأى آلاء ربكما تكذبان أى فبأى آيات خالقكما تكفران ؟والغرض من السؤال هو إخبار الجن والإنس بواجبهم وهو عدم الكفر بأى شىء من آيات الله ولن نكرر تفسير السؤال مرة أخرى فى السورة .
"خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار فبأى ألاء ربكما تكذبان "المعنى أبدع البشر من طين كالخزف وأبدع الجان من بقايا من نار فبأى آيات إلهكما تكفران ؟يبين الله للناس أنه خلق أى أنشأ الإنسان وهو آدم (ص)من صلصال أى طين وهو يشبه الفخار وهو الخزف أى الطين المشوى مصداق لقوله بسورة ص"إنى خالق بشرا من طين "وخلق الجان والمراد وأنشأ الجان وهو أبو الجن من مارج من نار والمراد من بقايا من وقود والمراد من التراب المتخلف عن النار .
"رب المشرقين ورب المغربين فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى خالق المنيرين وخالق المغيبين فبأى آيات إلهكما تكفران؟ يبين الله للناس أن الله رب المشرقين أى خالق المنيرين ورب المغربين وهم المظلمين وهما نصفى الكرة الأرضية فالنصف الأول يكون مشرقا والنصف الثانى يكون مظلما ثم يتبادلان المواقع ومن ثم فهما مشرقان ومغربان فى نفس الوقت
"مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأى آلاء ربكما تكذبان وله الجوار المنشئات فى البحر كالأعلام فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى ماء النهرين يتقابلان بينهما حاجز لا يطغيان فبأى آيات إلهكما تكفران؟وله السائرات المبنيات فى الماء كالرايات فبأى آيات إلهكما تكفران ،يبين الله للناس أن مرج البحرين يلتقيان والمراد أن ماء البحرين العذب والمالح يتقابلان بينهما برزخ لا يبغيان والمراد بينهما حاجز لا يجعلهما يختلطان وإنما كل واحد منهما واقف عند مكان التقابل مصداق لقوله بسورة النمل"وجعل بين البحرين حاجزا"،والله له الجوار المنشئات فى البحر كالأعلام والمراد والله يملك السفن السائرات المبنيات فى الماء وهن يشبهن الرايات المهتزة بفعل الهواء .
"كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى كل من فوقها ميت ويظل جزاء إلهك صاحب العظمة أى الكبرياء فبأى آيات إلهكما تكفران،يبين الله لنبيه (ص)أن كل من عليها فان والمراد أن كل نفس فوق الأرض ميتة مصداق لقوله بسورة آل عمران"كل نفس ذائقة الموت "ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام والمراد ويظل جزاء الله وهو الجنة والنار موجودا بدليل قوله تعالى فى سورة ص "هذا ما توعدون ليوم الحساب إن هذا لرزقنا ما له من نفاد "والله هو صاحب العظمة أى الكبرياء.
"يسئله من فى السموات والأرض كل يوم هو فى شأن فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى يطالبه من فى السموات والأرض كل وقت هو فى حكم فبأى آيات إلهكما تكفران ؟يبين الله للناس أن من فى السموات والأرض يسألون الله والمراد يدعون الله طالبين منه ما يريدون وهو كل يوم فى شأن والمراد والله كل وقت هو فى إصدار للأوامر وهى الأحكام فى الخلق
"يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان مبين فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى يا أفراد الجن والبشر إن قدرتم أن تخرجوا من أبواب السموات والأرض فاخرجوا لا تخرجون إلا بقوة عظمى فبأى آيات إلهكما تكفران يبعث لكما قطع من نار ونحاس فلا تغلبان فبأى آيات إلهكما تجحدان؟ ،يخاطب الله الناس فيقول:يا معشر أى يا أفراد الجن والإنس:إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض والمراد إن قدرتم أن تخرجوا من طبقات السموات والأرض وهذا يعنى أن يخرجوا من طبقة إلى طبقة أعلى أو أسفل من طبقات السموات السبع أو طبقات الأرض السبع فهم لا يخرجون من الكون ، فانفذوا أى فاخرجوا ،لا تنفذون إلا بسلطان مبين والمراد لا تخرجون إلا باختراع عظيم وهذا يعنى أن يخترعوا آلة عظيمة للسفر وفى حاله النفاذ يرسل عليكم شواظ من نار ونحاس والمراد يبعث عليكم قطع من نار ونحاس تدمركم فلا تنتصران أى فلا تهربان والمراد فلا تقدران على الهرب منى وهذا يعنى أن كل صعود للسماء أو نزول للأرض مقضى عليه فلا أحد ينجو من الهلاك فيهما.
"فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى فإذا انفتحت السماء فكانت وردة كالطلاء فبأى آيات إلهكما تكفران ؟يبين الله للناس أن السماء إذا انشقت أى تفتحت فى يوم القيامة أبوابا مصداق لقوله بسورة النبأ"وفتحت السماء فكانت أبوابا"فكانت وردة كالدهان والمراد فأصبحت متفتحة مثل الدهان وهو الطلاء الذى كله خروم .
"فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى فيومذاك لا يستخبر عن خطيئة إنس ولا جان فبأى آيات إلهكما تجحدان ؟يبين الله للناس أن يوم القيامة لا يسئل عن ذنبه والمراد لا يستفهم عن جريمته إنس ولا جان فكل واحد يعرف جريمته .
"يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والأقدام فبأى آلاء ربكما تكذبان هذه جهنم التى يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى يعاقب الكافرون بسيئاتهم فيمسك بالرءوس والأرجل فبأى آيات إلهكما تكفران ؟هذه النار التى يكفر بها المكذبون يدورون بينها وبين غساق مؤلم فبأى مخلوقات خالقكما تجحدان؟يبين الله للناس أن فى يوم القيامة يعرف المجرمون بسيماهم والمراد يعذب الكافرون بذنوبهم فيؤخذ بالنواصى والأقدام والمراد فيمسك بالرءوس والأرجل والمراد فيربطون من رقابهم وأرجلهم ويقال للمسلمين هذه جهنم أى النار التى يكذب بها المجرمون والمراد التى يكفر بها الكافرون يطوفون بينها وبين حميم آن والمراد يدورون فى النار وفى الغساق المحرق لهم .
"ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما من كل فاكهة زوجان فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى ولمن خشى عذاب خالقه حديقتان فبأى آيات إلهكما تجحدان صاحبتا أشجار فبأى آيات خالقكما تكفران فيهما نهران يتحركان فبأى آيات إلهكما تجحدان فيهما من كل متاع نوعان فبأى آيات خالقكما تكفران؟يبين الله للناس أن لمن خاف مقام ربه جنتان والمراد لمن خشى عذاب خالقه حديقتان فى الآخرة وهما ذواتا أفنان والمراد صاحبتا أشجار والمراد فيهم نباتات كبيرة وفيهما عينان تجريان والمراد نهران يتحركان صاحبا أشربة لذيذة وفيهما من كل فاكهة أى نوع للمتاع زوجان أى صنفان متشابه وغير متشابه.
"متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأى آلاء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى راقدين على أسرة حشاياها من حرير وثمر الحديقتين قريب فبأى آيات إلهكما تجحدان فيهن غضيضات البصر لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان فبأى آيات خالقكما تكفران كأنهن الياقوت والمرجان فبأى آيات ربكما تكفران ،يبين الله للناس أن المسلمين متكئين على فرش بطائنها من استبرق والمراد راقدين على أسرة حشاياها وهى المراتب والمخدات من حرير له بريق وجنى الجنتين دان والمراد وثمر وهو قطوف الأشجار ذليل أى قريب مصداق لقوله بسورة الإنسان"وذللت قطوفها تذليلا"وفى الحدائق قاصرات الطرف وهن غضيضات البصر لم يطمثهن أى لم يجامعهن إنس من قبلهم ولا جان وهذا يعنى أن هذه النساء ليست نساء الدنيا على حالتهن فى الدنيا وإنما هن نساء الدنيا مع خلقهن من جديد عربا أترابا وهن يشبهن الياقوت والمرجان فى تعدد أشكالهن وألوانهن .
"هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى هل ثواب الصلاح إلا الجنة فبأى آيات إلهكما تكفران ؟يسأل الله هل جزاء الإحسان إلا الإحسان والمراد هل ثواب الإسلام سوى الجنة ؟والغرض من السؤال إخبار الناس أن جزاء الإسلام هو الجنة.
"ومن دونهما جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان مدهامتان فبأى ألاء ربكما تكذبان فيهما عينان نضاحتان فبأى ربكما تكذبان فيهما فاكهة ونخل ورمان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهن خيرات حسان فبأى ألاء ربكما تكذبان حور مقصورات فى الخيام فبأى آلاء ربكما تكذبان لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأى آلاء ربكما تكذبان متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان فبأى آلاء ربكما تكذبان "المعنى ومن بعدهما حديقتان فبأى آيات خالقكما تجحدان خضراوان فبأى آيات إلهكما تكفران فيهما نهران معطيان فبأى آيات خالقكما تجحدان فيهما فاكهة ونخل ورمان فبأى آيات إلهكما تكفران فيهن منافع جميلات فبأى آيات إلهكما تجحدان حسان مقيمات فى البيوت فبأى آيات إلهكما تجحدان لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان فبأى آيات خالقكما تكفران مستريحين على أسرة حرير ونمارق جميلة فبأى آيات إلهكما تجحدان؟يبين الله للناس أن من دون الجنتين جنتان والمراد أن من بعد الحديقتين حديقتان أقل درجة منهما مدهامتان وهما خضراوان اللون فيهما عينان نضاحتان والمراد نهران متحركان بالأشربة اللذيذة وفيهما فاكهة أى نباتات مشتهاة وثمار نخل ورمان وفيهن خيرات حسان والمراد وفيهن نساء جميلات حور مقصورات فى الخيام والمراد غضيضات الطرف مقيمات فى البيوت وهى قصور الجنة لم يطمثهن أى لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان وهم متكئين على رفرف خضر والمراد وهم راقدين على فرش من حرير أخضر اللون وعلى عبقرى حسان والمراد وعلى وسائد جميلات الشكل
"تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام "المعنى دام حكم إلهك صاحب العظمة أى الكبرياء،يبين الله لنبيه (ص)أن اسم الرب وهو حكم الله وهو الجنة والنار قد تبارك أى دام أى بقى موجودا والله هو ذو الجلال أى الإكرام والمراد صاحب العظمة وهى الكبرياء