المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المُقاطعة والذعر المُتصاعد


احسـ العالم ـاس
05-08-2003, 10:10 PM
بعد أن كشف العالم حقيقة عداء أمريكا لكل ماهووطنيّ خارج سياق الرأسماليّة والعنصريّة الصهيونيّة بحث الناس الأحرار الأخيار عن الكيفيّة التي يُمكن فيها كبح جماح غطرسة الشرطيّ المُزيّف حيث القوّة خارج ميدان التوازن والمُعادلة والرأسماليّة قوّتها في المال، والمال بأيدي الشركات العملاقة التي تنتشر منتجاتها في أصقاع الأرض لفرض هيمنتها وكسر شوكة المنافس الصغير فأدرك حتى البسطاء من الناس مكمن الجُرح فنكأوا الموجع منه وقرروا من ذات أنفسهم مقاطعة المنتجات الأمريكيّة وخصوصاً تلك التي تُغذّي العقرب (اسرائيل) بالسمّ والدسم ، ضحك البعض من خطوة تافهة كهذه، فمن أنتِ ايتها البعوضة التي ستُدمي مُقلة الأسدِ ..؟؟ ما مشترياتكم سوى نقطة في مُحيط ولن يُضير المحيط تبخّر آلاف النقط ولن ينقص من مقدارهِ شيئاً أو هكذا تصوروا ..!!

وضحكنا معهم لا حُبّاً في أمريكا ولكنّ هي الاستهانة بما هو داخل جحور النمل، أما البعض فقد رفض الفكرة لمجرّد تبني تيارات معروفة مُخالفة لتوجهاتهم لتلك المقاطعة، المهم أنه كلّما ازدادت امريكا غطرسة يزداد الناس المؤمنين بقضيتهم تمسّكاً بقناعاتهم وأنهم سيلوون تلك الأذرعة التي تمدّ مجرم الحرب العتيد (شارون) بالمال والسلاح والدعم المعنوي والمواقف السياسيّة المنحازة.

وأمريكا الى عهد قريب كانت تستهين بل وتستخفّ بقدرة أمثال هؤلاء على التأثير في ميزان قوّة الاسم التجاري للشركات الأمريكيّة فقامت مؤسسات قياس الرأي والاستطلاع هُناك بمهامها منذ العام 1998م كما تذكر (كارين لوري ميلر) في مقالة لها تحت عنوان (أسماء المنتجات الأمريكيّة التجاريّة باتت مُطاردة) نُشرت في مجلّة النيوزويك الأسبوع الماضي, وتُشير الكاتبة الى أن إحدى مؤسسات الاستطلاع كانت تسعى منذ ذلك التاريخ للعثور على رابط بين سمعة أمريكا المتردية والجاذبيّة العالميّة لأسماء منتجاتها الأبرز، مثل شركتي (ديزني) و(مايكروسوفت) ولم تعثر على مثل هذا الرابط الاّ العام الحالي حين وجد استطلاع للرأي أُجري على (30000) مُستهلك في (30) دولة ذات اقتصاديات عالية أن من المُرجح لأولئك الذين يشعرون بابتعاد مُتزايد عن الثقافة الأمريكيّة أن يُعبّروا عن عدم توافر ميل لديهم لتناول الطعام في مطاعم (ماكدونالدز) أو شراء أحذية (نايكي) والأكثر مدعاة للذهول هو أن (11) من كبريات (لاحظوا كبريات) الشركات الأمريكيّة مُتعددة الجنسيّة الـ (12) سجلت درجات هابطة أو راكدة لــ (قوّة اسمها التجاري)..!!! فيما شهدت (9) من الشركات الأوربيّة والآسيويّة مُتعددة الجنسيات الـ (12) ارتفاعاً في درجاتها وقال أحد المسؤولين عن مؤسسة الاستطلاع تلك ( إن هذه إشارة إنذار مُبكّر، اننا نرى تحولاً في ميزان قوّة الاسم التجاري) ..!!!الغريب أن البعض في أمريكا لازال رغم تلك الأدلّة الدامغة يتجاهل أمر مُقاطعة الناس لمنتجات بلده ويعزو الانخفاض أو الركود كما يُسميّه نتيجة الركود الاقتصادي في كثير من بلدان العالم كما أن البعض يعزو ذلك الى مرض (سارس) وهذا أمر مضحك بالطبع ويدلّ على عقليّة (حُمر الرقاب) الذين لايعترفون بشيء حتى الوصول الى كسر العظم ..!!! أخيراً أقول لكل من قاطع منتجات الصهاينة: حق لكم الآن أن تفخروا بأن الأيدي التي تُغذّي العقرب بدأت تلتوي بسبب مواقفكم الشجاعة فاستمرّوا حتى يعرفوا أن الله حقّ وأنكم قادرون على إحداث (الصدمة والرعب) لهم بطريقتكم السلميّة الشجاعة.

تقول الحِكمة (الرجل القصير القدّ يستطيع قطع السنديانة الهائلة)