المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكلمات الأيمانيه لأعضاء و مشرفي الرائدية ( الأسبوع الرابع )


أبو الهنـــــوف
07-04-2007, 02:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحمد لله و الصلاة على المصطفى المختار ................... أما بعد :


مازلنا نواصل معكم في الكلمات الإيمانيه لأعضاء و مشرفي منتديات الرائدية و نحن الآن في الاسبوع


الرابع و سوف تكون هذه الكلمة بعنوان : ][®][^][®][توبوا إلى الله][®][^][®][ لأخونا في الله


الأسير 999 ... و إليكم هذه الكلمة :


إن الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول ، لا إله إلا هو إليه المصير ،

والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :

فإن من أعظم نعم الله عز وجل أن فتح باب التوبة ، وجعله فجراً تبدأ معه رحلة العودة بقلوب منكسرة ،

ودموع منسكبة ، وجباه خاضعة . يقول الله جل وعلا : (( نَبّئ عِبَادِي أَنّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ )) ويقول

الله عز وجل : (( إنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوابِينَ وَيُحِبُّ المَتَطَهِّرِينَ )) ويقول تعالى حاثاً على التوبة والرجوع

والأوبة : (( وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَ المُؤْمِنُونً لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ )) . وصح عنه صلى الله عليه وسلم

كما روى ذلك الإمام مسلم أنه قال : (( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار

ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها )) . وهذا نبي الرحمة وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه

وما تأخر يقول : (( يا أيها الناس ، توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة ))

[ رواه مسلم ] .

وانظر وتأمل أخي الكريم في فضل الله عز وجل على التائب العائد ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم : (( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )) [ رواه ابن ماجه والطبراني ] .]

أخي المسلم :

لا يأخذك الهوى وملهيات النفس فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (( كل أمتي يدخلون الجنة

إلا من أبى )) قالوا : يا رسول الله ! ومن يأبى ؟ قال : (( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد

أبى )) [ رواه البخاري ] .

وهذا الحديث بشارة لجميع المسلمين بالجنة ، إلا صنفاً منهم لا يريدون دخولها ، لا زهداً فيها ،

ولكن جهلاً بالطريق الموصلة إليها ، وتراخياً وتكاسلاً عن دخولها ، وتفضيلاً لهذه المتع الدنيوية

الزائلة على تلك النعم الخالدة في الجنة . فجدَّ في التوبة وسارع إليها فليس للعبد مستراح إلا تحت

شجرة طوبى ، ولا للمُحب قرار إلا يوم المزيد ، فسارع إلى التوبة ، وهبَّ من الغفلة ، واعلم أن خير

أيامك يوم العودة إلى الله عز وجل ، فاصدق في ذلك السير وليهنك حديث الرسول صلى الله عليه

وسلم : (( لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت

منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما

هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ،

أخطأ من شدة الفرح )) [ رواه مسلم ] .

أخي المسلم :

قال يحيى بن معاذ رضي الله عنه : من أعظم الاغترار عندي : التمادي في الذنوب مع رجاء العفو

من غير ندامة ، وتوقع القُرب من الله تعالى بغير طاعة ، وانتظار زرع الجنة ببذر النار ،

وطلب دار المطيعين بالمعاصي ، وانتظار الجزاء بغير عمل ، والتمني على الله عز وجل مع الإفراط .

ومن أحب الجنة انقطع عن الشهوات ، ومن خاف النار انصرف عن السيئات .

وقال الحسن البصري : إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة ،

يقول أحدهم : إني أُحسن الظن بربي ، وكذب ، لو أحسن الظن لأحسن العمل . وقال رحمه الله : إن

المؤمن قوّام على نفسه يحاسب نفسه لله عز وجل ، وإنما خفَّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا

أنفسهم في الدنيا ، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة ، إن

المؤمن يَفجَؤُ الشيء يعجبه فيقول : والله إني لأشتهيك ، وإنك لمن حاجتي ولكن والله ما من صلة إليك

، هيهات ، هيهات ، حيل بيني وبينك ، ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول : ما أردت إلى هذا ،

ما لي ولهذا ! والله لا أعود لهذا أبدأ إن شاء الله ، إن المؤمنين قومٌ أوثقهم القرآن ، وحال بينهم وبين

هلكتهم ، إن المؤمن أسير في الدنيا ، يسعى في فكاك رقبته ، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله عز وجل ،

يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وبصره ولسانه وجوارحه .

أيها السائر في طريق الحياة ..

جهاد النفس جهاد طويل وطريق محفوف بالمكاره ، مذاقه مر وملمسه خشن ، فعليك بالسير في ركاب

التائبين حتى تحط رحالك في جنات عدن .

قال حاتم الأصم : من خلا قلبه من ذكر أربعة أخطار فهو مغتر لا يأمن الشقاء .

الأول : خطر يوم الميثاق حين قال : هؤلاء في الجنة ولا أبالي ، وهؤلاء في النار ولا أبالي ،

فلا يعلم أي الفريقين كان .

الثاني : حين خُلق في ظلمات ثلاث ، فنادى الملك بالشقاوة والسعادة ، ولا يدري أمن الأشقياء

هو أم من السعداء ؟ .

الثالث : ذكر هول المطالع ، فلا يدري أيُبشر برضا الله أم بسخطه ؟ .

الرابع : يوم يصدر الناس أشتاتاً ، فلا يدري أي الطريقين يُسلك به ؟ .

وقال الحسن : ابن آدم .. إنك تموت وحدك ، وتدخل القبر وحدك ، وتُبعث وحدك ، وتحاسب وحدك ..

فينبغي لكل ذي لب وفطنة أن يحذر عواقب المعاصي ، فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابة ولا

رحم ، وإنما هو قائم بالقسط ، حاكم بالعدل ، وإن كان حلمه يسع الذنوب ، إلا أنه إن شاء عفا ، فعفا

كلَّ كثيف من الذنوب ، وإن شاء أخذ وأخذ باليسير ، فالحذر الحذر .


أخي المسلم :

كلنا أصحاب ذنوب وخطايا وليس منا من هو معصوم عن الزلل والخطأ ، ولكن خيرنا من

يسارع إلى التوبة ويبادر إلى العودة : تحثه الخُطى ، وتسرع به الدمعة ، ويعينه أهل الخير رفقاء الدنيا

والآخرة ، فأن من واجب الأخوة في الله عدم ترك العاصي يستمر في معصيته بل يحاط بإخوانه ، ويذكر

ويُنبه ، ولا يُهمل ويترك فيضل ويشقى . أرأيت إن نزل به مرض أو شأن من أمور الدنيا كيف تقف معه

وتعينه ؟! فالآخرة أولى وأبقى . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الذي يضر صاحبه هو ما لم يحصل منه

توبة ، فأما ما حصل منه توبة فقد يكون صاحبه بعد التوبة أفضل منه قبل الخطيئة . ولا تظن أيها

المسلم الصائم أن التوبة في ترك المنكرات والمعاصي فحسب ، بل احرص على التوبة من ترك النوافل

والمداومة على الخير ، فتب عن تفريطك في السنن الرواتب ، وتب عن إضاعتك للتراويح والقيام ،

وتب من بخلك وشحك ، وتب إلى الله من غفلتك وإضاعة وقتك الثمين .

وشروط التوبة أربعة :

1- الإقلاع عن الذنب .

2- الندم على ما فات .

3- العزم على أن لا يعود .

4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره .

وحالنا في هذه الدنيا بين مسوّف ومُفرط ، حتى يفجأنا الموت على حين غفلة ، وتأمل في حال البعض

ممن يؤثر الظل على الشمس ، ثم لا يؤثر الجنة على النار .

جعلني الله وإياكم ممن إذا زل ثاب وتاب ، ورزقنا توبة نصوحاً قبل الممات ، وتجاوز عن تقصيرنا

وآثامنا ، وغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .



و على الخير نلتقي إن شاء الله في موعدنا الأسبوع القادم ( الخامس ) مع خامس كلماتنا الإيمانية.