المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسن الظن راحه للقلب


الأسير
24-04-2007, 11:53 PM
ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.

إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا * ( صحيح ) _ الترمذي 2072 : وأخرجه البخاري ومسلم ، غاية المرام 417 ، صحيح الجامع 2679

وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المشرقة فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا، ولن يستطيعوا أن يتبعوا معهم سياستهم المعروفة: فرِّق تَسُد ؛ لأن القلوب متآلفة، والنفوس صافية.


من الأسباب المعينة على حُسن الظن:

هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين، ومن هذه الأسباب:

1) الدعاء:

فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا.




2) إنزال النفس منزلة الغير:

فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12]. وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد ، حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور:61].





3) حمل الكلام على أحسن المحامل:

هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً".

وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.




4) التماس الأعذار للآخرين:

فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً.

وقال ابن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه.

إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك:

تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. ... .. لعل له عذرًا وأنت تلوم




5) تجنب الحكم على النيات:

وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه، والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ.




6) استحضار آفات سوء الظن:

فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه ؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين ، مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32].

وأنكر سبحانه على اليهود هذا المسلك: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49].
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين.

ارزقنا اللهم قلوبًا سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا، والحمد لله رب العالمين.

دمتم بحفظ الرحمن

الروح
25-04-2007, 12:45 AM
الأسير


جزاك الله الجنة ع الموضوع ...

حنين
25-04-2007, 01:57 AM
http://www.alraidiah.com/vb/uploaded/mals.gif





الله يجزاك خير الاسير


وجعله الله في ميزان حسناتك





http://www.alraidiah.com/vb/uploaded/mals2.gif

عسوووووووووووله
25-04-2007, 05:22 PM
ارزقنا اللهم قلوبًا سليمة

وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا

يعطيك العافيه اخوي الاسير

الأسير
29-04-2007, 11:03 AM
الله يعافيكم جميع

ومشكورين على المرور الرائع

لكم خالص الشكر والاحترام

من : الأســـــــــــــــيـــــــــــــــر

أبو رائد
29-04-2007, 03:35 PM
الأسير .. الله يجزاك خير

ويعطيك العافية على هذه الفائدة الطيبة



من الأسباب المعينة على حُسن الظن:
1) الدعاء.
2) إنزال النفس منزلة الغير.
3) حمل الكلام على أحسن المحامل.
4) التماس الأعذار للآخرين.
5) تجنب الحكم على النيات.
6) استحضار آفات سوء الظن.



اللهم اجعلنا ممن يحسن الظن

اللهم آمين


والله الموفق،

الأسير999
30-04-2007, 10:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير أخي وحبيبي في الله الأسير ..

والله يعطيك العافية على الموضوع القيم ..

بارك الله فيك .. وسدد الله خطاك .. وجعل الجنة مثوانا ومثواك ..

ولا حرمك الله الأجر .. وجعله الله في موازين حسناتك ..

ونفع الله بك الأسلام والمسلمين ....

rocJl-Jlgo
30-04-2007, 11:21 PM
جزاك الله خير

وجعله في ميزان حسناتك

تحيتي لك