المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صور من حياة الصحابة


lony_girl
29-11-2003, 03:26 PM
السلام عليكم جميعا أعزائي الأعضاء

يسعدني ان أبدأ معكم موضوع جديد وأتمنى ان يستمر لفترة طويلة بتواجدكم ومشاركتكم فيه

الموضوع وزي ما قريتوا من العنوان, راح يحكي قصص ومواقف من حياة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين

في كل أسبوع راح نتناول قصص وبطولات وكفاح أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم, وبعد مرور اسبوع نبدأ مع قصة صحابي آخر...

وراح نذكر قصص صحابي واحد فقط كل اسبوع, حتى يتسنى للجميع قراءة الموضوع بالكامل والمشاركة فيه والاضافة عليه

راح أختار أحد الصحابة في بداية كل اسبوع, وطبعا اتمنى من الجميع الاضافة الى الموضوع بذكر قصص ومواقف واقوال اخرى عن هذا الصحابي, مع ملاحظة عدم تكرار القصص.

من هم الصحابة؟؟

رجال ونساء عظام من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حملوا معه الأمانة وبذلوا كل غالي ونفيس في سبيل اعلاء كلمة الحق

هل تعلم أن عدد من شهد حجة الوداع مع الرسول صلى الله عليه وسلم قد تجاوز المائة الألف؟؟ غير الذين لم يشاركوا معه..

قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن أصحابه: (خير أمتي قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم), وقال: (‏لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل ‏أحد ‏ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)

أرجو منكم جميعا المشاركة والمساهمة في انجاح الموضوع

ولكم الف تحية

lony_girl
29-11-2003, 03:27 PM
1- طلحة بن عبيدالله



أحد العشرة المبشرين بالجنة

قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: "من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه، فلينظر الى طلحة"

طلحة بن عبيـد اللـه بن عثمان التيمـي القرشي المكي المدني، أبو محمـد, لقد كان في تجارة له بأرض بصرى، حين لقي راهبا من خيار رهبانها، وأنبأه أن النبي الذي سيخرج من أرض الحرم، قد أهل عصره، ونصحه باتباعه وعاد الى مكـة ليسمع نبأ الوحي الذي يأتي الصادق الأميـن، والرسالة التي يحملها، فسارع الى أبي بكر فوجـده الى جانب محمد مؤمنا، فتيقن أن الاثنان لن يجتمعا الا علـى الحق، فصحبه أبـو بكر الى الرسـول صلى الله عليه وسلم حيث أسلم وكان من المسلمين الأوائل.


ايمانه

لقد كان طلحة رضي الله عنه من أثرياء قومه ومع هذا نال حظه من اضطهاد المشركين، وهاجر الى المدينة وشهد المشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم الا غزوة بدر، فقد ندبه النبي صلى الله عليه وسلم ومعه سعيد بن زيد الى خارج المدينة، وعند عودتهما عاد المسلمون من بدر، فحزنا الا يكونا مع المسلمين، فطمأنهما النبي صلى الله عليه وسلم بأن لهما أجر المقاتلين تماما، وقسم لهما من غنائم بدر كمن شهدها وقد سماه الرسول الكريم يوم أحُد ( طلحة الخير ) وفي غزوة العشيرة ( طلحة الفياض ) ويوم حنين ( طلحة الجود )


بطولته يوم أحد

في أحد أبصر طلحة رضي الله عنه جانب المعركة الذي يقف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فلقيه هدفا للمشركين، فسارع وسط زحام السيوف والرماح الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه والدم يسيل من وجنتيه، فجن جنونه وقفز أمام الرسول يضرب المشركين بيمينه ويساره، وسند الرسول وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه، ويقول أبو بكر رضي الله عنه عندما يذكر أحدا : (ذلك كله كان يوم طلحة، كنت أول من جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي الرسول ولأبي عبيدة بن الجراح: "دونكم أخاكم" ونظرنا، واذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة ورمية، واذا أصبعه مقطوعة، فأصلحنا من شأنه)

وقد نزل قوله تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا"
تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية أمام الصحابة الكرام، ثم أشار الى طلحة قائلا: (من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض ،وقد قضى نحبه، فلينظر الى طلحة) ما أجملها من بشرى لطلحة رضي الله عنه، فقد علم أن الله سيحميه من الفتنة طوال حياته وسيدخله الجنة فما أجمله من ثواب


عطائه وجوده

وهكذا عاش طلحة وسط المسلمين مرسيا لقواعد الدين، مؤديا لحقوقه، واذا أدى حق ربه اتجه لتجارته ينميها، فقد كان من أثرى المسلمين، وثروته كانت دوما في خدمة الدين، فكلما أخرج منها الشيء الكثير، أعاده الله اليه مضاعفا، تقول زوجته سعدى بنت عوف: (دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما، فسألته: ما شأنك؟ فقال: المال الذي عندي، قد كثر حتى أهمني وأكربني وقلت له: ما عليك، اقسمه فقام ودعا الناس، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهما)

وفي احدى الأيام باع أرضا له بثمن عال، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه من الدمع وقال: (ان رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري مايطرق من أمر ، لمغرور بالله) فدعا بعض أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع يوزعها حتى أسحر وما عنده منها درهما

وكان رضي الله عنه من أكثر الناس برا بأهله وأقاربه، وكان يعولهم جميعا، لقد قيل: (كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مئونته، ومئونة عياله ) ويقول السائب بن زيد: (صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر و الحضر فما وجدت أحدا أعم سخاء على الدرهم، والثوب، والطعام من طلحة)


طلحة والفتنة

عندما نشبت الفتنة في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه أيد طلحة حجة المعارضين لعثمان، وزكى معظمهم فيما ينشدون من اصلاح، ولكن أن يصل الأمر الى قتل عثمان رضي الله عنه، لكان قاوم الفتنة، وما أيدها بأي صورة، ولكن ماكان كان....

أتم المبايعة هو والزبير لعلي رضي الله عنهم جميعا وخرجوا الى مكة معتمرين، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان
وكانت وقعة الجمل عام 36 هجري, طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر، وانهمرت دموع علي عندما رأى أم المؤمنين عائشة في هودجها بأرض المعركة، وصاح بطلحة: (يا طلحة، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها، وخبأت عرسك في البيت؟) ثم قال للزبير: (يا زبير: نشدتك الله، أتذكر يوم مر بك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمكان كذا، فقال لك: يا زبير، الا تحب عليا؟؟ فقلت: ألا أحب ابن خالي، وابن عمي، ومن هو على ديني؟؟ فقال لك: يا زبير، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم)0فقال الزبير: (نعم أذكر الآن، وكنت قد نسيته، والله لاأقاتلك)


الشهادة

وأقلع طلحـة و الزبيـر رضي الله عنهما عن الاشتراك في هذه الحرب، ولكن دفعـا حياتهما ثمنا لانسحابهما، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا، فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته

لما قتل طلحة دفن الى جانب الفرات، فرآه حلماً بعض أهله فقال: (ألا تريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت) قالها ثلاثاً، فأخبر من رآه ابن عباس، فاستخرجوه بعد بضعة وثلاثين سنة ولم يتغير منه شئ, واشتروا له دارا بعشرة الاف درهم ودفنوه فيها, وقبره معروف في البصرة, وكان عمره حين قتل 60 سنة....

بعد أن انتهى علي رضي الله عنه من دفن الزبير وطلحة أول مرة ودعهما بكلمات أنهاها قائلا: (اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمـان من الذين قال الله فيهم: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين) ثم نظر الى قبريهما وقال سمعت أذناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( طلحة و الزبير، جاراي في الجنة)..............


فضل طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه

شهيد يمشي على الأرض

‏حدثنا ‏ ‏أبو نضرة ‏ ‏عن ‏ ‏جابر ‏ ‏أن ‏ ‏طلحة ‏ ‏مر على النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏شهيد يمشي على وجه الأرض. رواه ابن ماجه

‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كان على ‏ ‏حراء ‏ ‏هو ‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏وعمر ‏ ‏وعثمان ‏ ‏وعلي ‏ ‏وطلحة ‏ ‏والزبير ‏ ‏فتحركت الصخرة فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد. رواه مسلم

طلحة ممن قضى نحبه

حدثنا ‏يزيد بن هارون ‏ ‏أنبأنا ‏ ‏إسحق ‏ ‏عن ‏ ‏موسى بن طلحة ‏ ‏قال ‏ ‏كنا عند ‏ ‏معاوية ‏ ‏فقال أشهد لسمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏طلحة ‏ ‏ممن ‏ ‏قضى نحبه

البشارة لطلحة بالجنة

‏عن ‏ ‏عمر بن سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن حميد ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أن ‏ ‏سعيد بن زيد ‏ ‏حدثه ‏ ‏في نفر ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏عشرة في الجنة ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏في الجنة ‏ ‏وعمر ‏ ‏في الجنة ‏ ‏وعثمان ‏ ‏وعلي ‏ ‏والزبير ‏‏ وطلحة وعبد الرحمن ‏ ‏وأبو عبيدة ‏ ‏وسعد بن أبي وقاص ‏ ‏قال فعد هؤلاء التسعة وسكت عن العاشر فقال القوم ‏ ‏ننشدك ‏ ‏الله يا ‏ ‏أبا الأعور ‏ ‏من العاشر قال ‏ ‏نشدتموني ‏ ‏بالله ‏ ‏أبو الأعور ‏ ‏في الجنة. رواه الترمذي

دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد

‏حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏خالد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن أبي خالد ‏ ‏عن ‏ ‏قيس بن أبي حازم ‏ ‏قال ‏
‏رأيت يد ‏ ‏طلحة ‏ ‏التي وقى بها النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قد شلت. رواه البخاري

حدثنا ‏ ‏المعتمر وهو ابن سليمان ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي عثمان ‏ ‏قال ‏
‏لم يبق مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏غير ‏ ‏طلحة ‏ ‏وسعد ‏ ‏عن حديثهما. رواه مسلم

وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي رحمه الله في المسند: عن عبدالله بن الزبير عن الزبير قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ : أوجب طلحة حين صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع- أي عمل عملا أوجب له الجنة

وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين يذكر يوم أحد يقول : ذلك كان يوم طلحة كله

احسـ العالم ـاس
29-11-2003, 11:53 PM
فكره ممتازة اخت lonly وسيتم تثبيت الموضوع

ونرجوا من جميع الاعضاء والمشرفين المشاركه في هذا الموضوع

حتى يصبح مرجع كامل عن حياة اصحاب رسول الله

بارك الله فيك اختى ولى رجعه والمشاركه في هذا الموضوع

تحياتي

حزن
30-11-2003, 01:20 AM
بالفعل فكره رائعه
لا حرمكم الله الاجر والفائده
ويعطيك العافيه

تحياتي
حزن

lony_girl
30-11-2003, 08:34 AM
تشكر اخي احساس العالم على تثبيتك للموضوع ودمت للمنتدى

لك تحياتي

************
اشكركِ اختي حزن على تايدك لهذا الموضوع ومشكورة على مرورك الكريم
لكِ تحياتي

lony_girl
04-12-2003, 10:05 AM
أحد العشرة المبشرين بالجنة.

قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا بن عوف إنك من الأغنياء، وإنك ستدخل الجنة حبوا، فأقرض الله يطلق لك قدميك"

عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين الى الإسلام، عرض عليه أبو بكر الإسلام فما غم عليه الأمر ولا أبطأ، بل سارع الى الرسول صلى الله عليه وسلم يبايعه وفور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين، هاجر الى الحبشة الهجـرة الأولى والثانيـة ، كما هاجر الى المدينـة مع المسلميـن وشهـد المشاهد كلها، فأصيب يوم أُحد بعشريـن جراحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه، كما سقطت بعـض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه.


التجارة

كان رضي الله عنه محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عجبه فقال: ( لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا ) وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف، وهذا ما نراه حين آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع، فقال سعد لعبد الرحمن: ( أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا، فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلقها وتتزوجها ) فقال عبد الرحمن: ( بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق ) وخرج الى السوق فاشترى وباع وربح.


حق الله

كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده، وإنما لله والمسلمون حقا فيها، فقد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول يوما: ( يا بن عوف إنك من الأغنياء، وإنك ستدخل الجنة حبوا، فأقرض الله يطلق لك قدميك ) ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا، فيضاعفـه الله له أضعافـا، فقد باع يوما أرضا بأربعين ألف دينار فرقها جميعا على أهله من بني زهرة وأمهات المسلمين وفقراء المسلمين، وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة

وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان نصيبا من الوصية فأخذها وقال: ( إن مال عبد الرحمن حلال صفو، وإن الطعمة منه عافية وبركة ) وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف أنه قيل: ( أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله، ثلث يقرضهم، وثلث يقضي عنهم ديونهم، وثلث يصلهم ويعطيهم ) وخلف بعده ذهب كثير، ضرب بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي الرجال.


قافلة الايمان

في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة اليها حسبها الناس عاصفة تثير الرمال، لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم المدينة وترجها رجا، وسألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ( ما هذا الذي يحدث في المدينة ؟) وأُجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من الشام تحمل تجارة له فعجبت أم المؤمنين: ( قافلة تحدث كل هذه الرجة ؟) فقالوا لها: ( أجل يا أم المؤمنين، إنها سبعمائة راحلة )

وهزت أم المؤمنين رأسها وتذكرت: ( أما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا ) ووصلت هذه الكلمات الى عبد الرحمن بن عوف، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة، فحث خطاه الى السيدة عائشة وقال لها: ( لقد ذكرتني بحديث لم أنسه ) ثم قال: ( أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها وأقتابها وأحلاسها في سبيل الله ) ووزعت حمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها.


الخوف

وثراء عبد الرحمن رضي الله عنه كان مصدر إزعاج له وخوف، فقد جيء له يوما بطعام الإفطار وكان صائما، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم قال: ( استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكـفـن في بردة إن غطّت رأسه بدت رجلاه، وإن غطّت رجلاه بدا رأسه، واستشهد حمزة وهو خير مني، فلم يوجد له ما يكـفـن فيه إلا بردة، ثم بسط لنا في الدنيا ما بسـط، وأعطينا منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عجلـت لنا حسناتنا )

كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى، وسألوه: ( ما يبكيك يا أبا محمد ؟) قال: ( لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ما أرانا أخرنا لما هو خير لنا )
وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا، فقد قيل: ( أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه، ما استطاع أن يميزه من بينهم )


الهروب من السلطة

كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده قائلا: ( لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض ) وأشار الجميع الى عبد الرحمن في أنه الأحق بالخلافة فقال: ( والله لأن تؤخذ مدية فتوضع في حلقي، ثم ينفذ بها إلى الجانب الآخر، أحب إلي من ذلك ) وفور اجتماع الستة لإختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي أعطاه إياه عمر، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين، فاختاروه ليكون الحكم بينهم وقال له علي كرم الله وجهه: ( لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفك بأنك أمين في أهل السماء، وأمين في أهل الأرض ) فاختار عبد الرحمن بن عوف ( عثمان بن عفان ) للخلافة، ووافق الجميع على إختياره.


وفاته

في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه رضي الله عنه وأرادت أم المؤمنين أن تخصه بشرف لم تخصّ به سواه، فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا الجوار، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه وكانت يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع: ( إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال ) ولكن سرعان ما غشته السكينة واشرق وجهه وأرهفت أذناه للسمع كما لو كان هناك من يحادثه، ولعله سمع ما وعده الرسول صلى الله عليه وسلم: ( عبد الرحمن بن عوف في الجنة ).

ملك العواطف
13-12-2003, 02:22 PM
مشكوووووووووووووووووووووور

lony_girl
16-12-2003, 07:16 PM
لا شكر على واجب

ديما
17-12-2003, 04:43 PM
يعطيك العافية lonly_girl

و جزاك الله كل خير ...

تحياتي لك ..


http://www.rashooody.com/me2me/pows.gif

lony_girl
19-12-2003, 12:48 PM
3- الزبيـر بن العوام



أحد العشرة المبشرين بالجنة.

قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حوارياً، وحواري الزبير بن العوام"

الزبير بن العوام يلتقي نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في ( قصي بن كلاب ) كما أن أمه ( صفية ) عمة رسول الله، وزوجته أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين، كان رفيع الخصال عظيم الشمائل، يدير تجارة ناجحة وثراؤه عريضا لكنه أنفقه في الإسلام حتى مات مدينا.


الزبير وطلحة

يرتبط ذكر الزبيـر دوما مع طلحة بن عبيد الله، فهما الاثنان متشابهان في النشأة والثراء والسخاء والشجاعة وقوة الدين، وحتى مصيرهما كان متشابها فهما من العشرة المبشرين بالجنة وآخى بينهما الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجتمعان بالنسب والقرابة معه، وتحدث عنهما الرسول قائلا: ( طلحة والزبيـر جاراي في الجنة )،و كانا من أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب لإختيار خليفته.


أول سيف شهر في الإسلام

أسلم الزبير بن العوام وعمره خمس عشرة سنة، وكان من السبعة الأوائل الذين سارعوا بالإسلام، وقد كان فارسا مقداما، وإن سيفه هو أول سيف شهر بالإسلام، ففي أيام الإسلام الأولى سرت شائعة بأن الرسول الكريم قد قتل، فما كان من الزبير إلا أن استل سيفه وامتشقه، وسار في شوارع مكة كالإعصار، وفي أعلى مكة لقيه الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله ماذا به؟ فأخبره النبأ فصلى عليه الرسول ودعا له بالخير ولسيفه بالغلب.


إيمانه وصبره

كان للزبير رضي الله عنه نصيبا من العذاب على يد عمه، فقد كان يلفه في حصير ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه، ويناديه: ( اكفر برب محمد أدرأ عنك هذا العذاب ) فيجيب الفتى الغض: ( لا والله، لا أعود للكفر أبدا ) ويهاجر الزبير الى الحبشة الهجرتين، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم.


غزوة أحد

في غزوة أحد وبعد أن انقلب جيش قريش راجعا الى مكة، ندب الرسول صلى الله عليه وسلم الزبير وأبوبكر لتعقب جيش المشركين ومطاردته، فقاد أبوبكر والزبير رضي الله عنهما سبعين من المسلمين قيادة ذكية، أبرزا فيها قوة جيش المسلمين، حتى أن قريش ظنت أنهم مقدمة لجيش الرسول القادم لمطاردتهم فأسرعوا خطاهم لمكة هاربين.


بنو قريظة

وفي يوم الخندق قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من رجل يأتينا بخبر بني قريظة ؟) فقال الزبير: ( أنا ) فذهب، ثم قالها الثانية فقال الزبير: ( أنا ) فذهب، ثم قالها الثالثة فقال الزبيـر: ( أنا )فذهب، فقال النبـي صلى الله عليه وسلم: ( لكل نبيّ حَوَارِي، والزبيـر حَوَاري وابن عمتي )
وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا للرسول صلى الله عليه وسلم، أرسل الرسول الزبيـر وعلي بن أبي طالب فوقفا أمام الحصن يرددان: ( والله لنذوقن ماذاق حمزة، أو لنفتحن عليهم حصنهم ) ثم ألقيا بنفسيهما داخل الحصن وبقوة أعصابهما أحكما وأنزلا الرعب في أفئدة المتحصـنين داخله وفتحا للمسلمين أبوابه.


يوم حنين

وفي يوم حنين أبصر الزبيـر ( مالك بن عوف ) زعيم هوازن وقائد جيوش الشرك في تلك الغزوة، أبصره واقفا وسط فيلق من أصحابه وجيشه المنهزم، فاقتحم حشدهم وحده، وشتت شملهم وأزاحهم عن المكمن الذي كانوا يتربصون فيه ببعض المسلمين العائدين من المعركة.


حبه للشهادة

كان الزبير بن العوام شديد الولع بالشهادة، فهاهو يقول: ( إن طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء، وقد علم ألا نبي بعد محمد، وإني لأسمي بني بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون )
وهكذا سمى ولده عبد الله تيمنا بالشهيد عبد الله بن جحش
وسمى ولده المنـذر تيمنا بالشهيد المنـذر بن عمـرو
وسمى ولده عـروة تيمنا بالشهيد عـروة بن عمـرو
وسمى ولده حمـزة تيمنا بالشهيد حمزة بن عبد المطلب
وسمى ولده جعفـراً تيمنا بالشهيد جعفر بن أبي طالب
وسمى ولده مصعبا تيمنا بالشهيد مصعب بن عميـر
وسمى ولده خالـدا تيمنا بالشهيد خالـد بن سعيـد
وهكذا أسماهم راجيا أن ينالوا الشهادة في يوم ما.


وصيته

كان توكله على الله منطلق جوده وشجاعته وفدائيته، وحين كان يجود بروحه أوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلا: ( إذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي ) وسأله عبد الله: ( أي مولى تعني ؟) فأجابه: ( الله، نعم المولى ونعم النصير ) يقول عبدالله فيما بعد: ( فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقضي دينه، فيقضيه )


موقعة الجمل

بعد استشهاد عثمان بن عفان أتم المبايعة الزبير و طلحة لعلي رضي الله عنهم جميعا وخرجوا الى مكة معتمرين، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان، وكانت ( وقعة الجمل ) عام 36 هجري طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر، وانهمرت دموع علي رضي الله عنه عندما رأى أم المؤمنين ( عائشة ) في هودجها بأرض المعركة، وصاح بطلحة: ( يا طلحة، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها، وخبأت عرسك في البيت ؟) ثم قال للزبير: ( يا زبير: نشدتك الله، أتذكر يوم مر بك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمكان كذا، فقال لك: يا زبير، الا تحب عليا؟؟ فقلت: ألا أحب ابن خالي، وابن عمي، ومن هو على ديني؟؟ فقال لك: يا زبير، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم ) فقال الزبير: ( نعم أذكر الآن ، وكنت قد نسيته، والله لاأقاتلك )
وأقلع طلحة و الزبير رضي الله عنهما عن الاشتراك في هذه الحرب، ولكن دفعا حياتهما ثمنا لانسحابهما، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته.


الشهادة

لما كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله و سارع قاتل الزبير الى علي يبشره بعدوانه على الزبير ويضع سيفه الذي استلبه بين يديه، لكن عليا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن وأمر بطرده قائلا: ( بشر قاتل ابن صفية بالنار ) وحين أدخلوا عليه سيف الزبير قبله الإمام وأمعن في البكاء وهو يقول: ( سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله )
وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه من دفنهما ودعهما بكلمات انهاها قائلا اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمان من الذين قال الله فيهم: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين ) ثم نظر الى قبريهما وقال: ( سمعت أذناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( طلحة و الزبير، جاراي في الجنة ).

Rayyan
09-07-2004, 07:45 AM
http://www.qloob.com/vb/images/smilies/bsm.gif

http://hawaaworld.net/images/line-hawaa.gif

اختي العزيزة / lony_girl

اشكر على الموضوع...

بس...

هذا الدرس موجود عندي وبه كلام عن الصحابة...

عندي كتاب مكتوب عليه...

صور من حياة الصحابة...

وهذ الكتاب موجود في المتوسطه...

اشكرك على كل حال...

اخوكي...

(الزعيم)...

http://hawaaworld.net/images/line-hawaa.gif

asssr
15-08-2004, 06:54 AM
كم نحن بحاجة إلى قراءة هذه السير باستمرار ( رضي الله عنهم وأرضاهم ) ونسأل المولى أن يحشرنا وإياكم في زمرتهم.

الساطع
14-10-2004, 05:22 PM
lony_girl

جزاك الله خير الجزاء

وجعله في موازين حسناتك

الساطع