المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : { . . . اًصٍحاًبٍ الًكٍتًبٍ الًسٍتًةً . . . }


ابوعمر الهمداني
27-09-2007, 02:26 PM
سبحان الله والحمد لله والله اكبر . . . . استغفر الله . ستغفر الله اكثر من ذكر الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الكتب الستة (البخاري)
والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:
أخترت هذا الموضوع ( و الذي سيتكون من ستة أجزاء) للتعريف
بأصحاب الكتب الستة هم :

1- البخاري
2- مسلم
3- أبو داوود
4- الترمذي
5- النسائي
6- ابن ماجة

وإليك تعريفا
أولاً- الإمام البخاري رحمه الله تعالى

هو إمام الأمة أبو عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن بَردِزبَة الجعفي البخاريأصله فارسي ..



فقد كان جده المغيرة مولى لليمان البخاري والي بخارى .. فانتسب إليه بعد إسلامهولد ببخارى سنة 194 هـ ونشأ يتيما و أخذ يحفظ الحديث وهو دون العاشرة



رحــلاتــه في طـلـب الـعلـم

رحل شيخنا في طلب العلم إلى الشام و مصر و الجزيرة و العراق .. وأقام في الحجاز ستة أعوام يأخذ الحديث عن أربابه .. وتلقى عنه الناس الحديث ولم يبلغ الثامنة عشرة من عمره .. سمع من نحو ألف شيخ وأخذ الحديث عنهم .. لا يسمع بشيخ في الحديث إلا رحل إليه وسأل عنه وأخذ عنه علمه

قال عن نفسه مبينا رحلاته إلى الأمصار الإسلامية (( دخلت الشام و مصر و الجزيرة مرتين وإلى البصرة أربع مرات و أقمت بالحجاز ستة أعوام ولا أحصي كم دخلت إلى الكوفة و بغداد مع المحدثين )) ... وجمع من الحديث أكثر من ستمائة ألف حديث .

حـــيـــاتـــه

كان رحمه الله تعالى شديد الورع و التقوى .. قليل الأكل لا ينام من الليل إلا أقله و كان مجدا في تحصيل العلم وتأليف الكتب فيه .. يقوم من الليل ثماني عشرة مرة أو أكثر يسرج المصباح ويتذكر الأحاديث فيكتبها و يدقق البعض الآخر فيعلم عليها

لم يكن له هم سوى الحديث النبوي .. كان شغله الشاغل ليله و نهاره .. كثير الإحسان إلى الطلبة رفيقا بهم , مهذب العبارة حتى مع المخالفين له .. ولم يطلق لسانه في الساقطين متروكي الحديث .. فإذا أراد جرح راوٍ قال : فيه نظر أو سكتوا عنه وكان ينقل رأي النقاد في رواة الحديث .. كتب الله له القبول في قلوب العلماء .. قال محمود بن النضر سهل الشافعي (( دخلت البصرة و الشام و الحجاز و الكوفة و رأيت علمائها .. كلما جرى ذكر محمد بن اسماعيل البخاري فضلوه على أنفسهم ))

كان آيــة في الحفظ والذكاء و الإتـقان .. كأن الله سبحانه قد اختاره لحراسة و حفظ الحديث النبوي ... وقد جرت له في بغداد حادثة مشهورة تشهد له بذلك .. تداولها علماء التاريخ و الحديث في كتبهم ... ذلك أن علماء بغداد أرادوا اختبار حفظه و ذكائه و إتقانه , فجاء أصحاب الحديث بمائة حديث فقلبوا متونها و أسانيدها .. ودفعوها إلى عشرة رجال .. إلى كل رجل عشرة أحاديث .. وأمروهم إذا حضروا الإجتماع يلقون هذه الأحاديث المقلوبة على البخاري فلما اجتمعوا كلهم مع حشد من الناس انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث فقال لا أعرفه , فما زال يلقي عليه حديثا بعد آخر حتى فرغ من عشرته .. وهكذا حتى فرغوا من الأحاديث المائة المقلوبة .. والبخاري لا يزيدهم على (( لا أعرفه )) .. فاستغرب الناس كيف لا يعرف الأحاديث كلها .. فلما علم أنهم فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال : أما حديثك الأول فهو كذا .. وحديثك الثاني فهو كذا و هكذا إلى آخر الأحاديث المائة فرد كل متن إلى إسناده وكل إسناد إلى متنه .. فأقر له الناس بالحفظ و أذعنوا له بالفضل

يقول الحافظ بن حجر رحمه الله عن هذه الحادثة : ليس العجب من رده الخطأ إلى الصواب فإنه كان حافظا .. بل العجب من حفظه الخطأ على ترتيب ماألقوه عليه من مرة واحدة

شهد له العلماء بالفضل و العلم .. قال شيخ البخاري محمد بن بشار الحافظ (( حفاظ الدنيا أربعة : أبو زرعة بالري , ومسلم بن الحجاج بنيسابور , وعبدالله بن عبدالرحمن الدرامي بسمرقند , ومحمد بن اسماعيل ببخارى ))

وقال عنه الإمام الترمذي (( لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل و التاريخ و معرفة الأسانيد أحدا أعلم من محمد بن اسماعيل ))

أشــهـر كـتـبـه

كان كتاب (( الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله وسننه وأيامه )) .. أشهر كتبه على الإطلاق .. وهو أصح كتاب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى .. وهو أول من جمع الأحاديث الصحيحة مجردة عن غيرها .. ولكنه لم يستوعب كل الصحيح .. فقد ترك من الحديث الصحيح أكثر مما أثبته لئلا يطول الكتاب .

ابتدأ تأليفه بالحرم النبوي الشريف ولبث في تصنيفه ست عشرة سنة و أتمه ببخارى .. وماكان يضع حديثا إلا بعد أن يغتسل و يصلي ركعتين ويستخير الله في وضعه .. فقد قال (( ماأدخلت في الصحيح حديثا إلا بعد أن استخرت الله و تيقنت صحته ))

ومما ألف أيضا كتاب (( التاريخ الكبير )) جمع فيه أسامي من روى عنه الحديث من زمن الصحابة إلى زمنه .. وله أيضا (( التاريخ الأوسط )) و (( التاريخ الصغير )) و (( الأدب المفرد )) و (( الكنى )) و (( الوحدان )) و (( الضعفاء ))

وفــــــاتــــه

توفي ليلة السبت بعد صلاة العشاء , وكانت ليلة عيد الفطر , ودفن يوم الفطر .. بعد صلاة الظهر سنة ست وخمسين ومائتين 256 هـ بخَرتَنك وهي قرية بالقرب من بخارى وهي القرية التي ولد فيها

رحمه الله تعالى فقد خدم السنة النبوية , ووقف حياته لها , وخلف تراث الأمة الإسلامية .. أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى : صحيح البخاري .. فجزاه الله عن الأمة خير الجزا

مر البخاري رحمه الله بمحنتين

محنته مع أهل نيسابور

قال الحاكم في تاريخه: قدم الإمام البخاري نيسابور سنة 250 ، فأقام بها مدة يحدث على الدوام، قال فسمعت محمد بن حامد البزار يقول: سمعت الحسن بن محمد بن جابر يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: اذهبوا الى هذا الرجل فاسمعوا منه، قال: فذهب الناس إليه فأقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجلس محمد بن يحيى، قال: فَتُكُلِّمَ فيه بعد ذلك

قال أحمد بن عدي: ذكر لي جماعة من المشايخ، أن محمد بن اسماعيل لما ورد نيسابور واجتمع الناس عنده حسده بعض شيوخ الوقت، فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن اسماعيل يقول: لفظي بالقرآن مخلوق. فلما حضر المجلس قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أو غير مخلوق؟
فأعرض عنه البخاري ولم يجبه ثلاثا، فألح عليه، فقال البخاري: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، و الامتحان بدعة، فشغب الرجل و قال: قد قال: لفظي بالقرآن مخلوق

و قال أبو حامد الشرقي: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق و من زعم لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، و لا يجالس و لا يكلم، ومن ذهب بعد هذا الى محمد بن اسماعيل البخاري فاتهموه فإنه لا يحضر الى مجلسه إلا من كان على مذهبه

وقال الحاكم: ولما وقع بين البخاري وبين الذهلي في مسألة اللفظ، انقطع الناس عن البخاري إلا مسلم بن الحجاج و أحمد بن سلمة

قال أبو عمر أحمد بن نصر النيسابوري يوما للبخاري: يا أبا عبد الله ههنا من يحكي عنك أنك تقول: لفظي بالقرآن مخلوق. فقال: يا أبا عمرو احفظ عني من زعم من أهل نيسابور، وسمى غيرها من البلدان بلادا كثيرة، أنني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإنني لم أقله إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة

محنته مع أمير بخارى

قال أحمد بن منصور الشيرازي: لما رجع عبد الله البخاري الى بخارى نصبت له قباب على فرسخ البلد، واستقبله عامة أهل البلد، حتى لم يبق مذكور، ونثر عليه الدراهم و الدنانير، فبقي مدة ثم وقع بينه وبين الأمير فأمره بالخروج من بخارى، فخرج الى بيكند

و قال الحاكم: سمعت محمد بن العباس الضبي يقول: سمعت أبا بكر بن أبي عمرو يقول: كان سبب مفارقة أبي عبد الله البخاري البلد، أن خالد بن طاهر سأله أن يحضر منزله فيقرأ التاريخ و الجامع على أولاده، فامتنع من ذلك. وقال: لا يسعني أن أخص بالسماع قوما دون قوما آخرين فاستعان خالد بحريث ابن أبي الورقاء و غيره من أهل بخارى حتى تكلموا في مذهبه، فنفاه عن البلد

المرجع : كتاب (( معالم السنة النبوية )) للدكتور عبدالرحمن عتر رحمه الله تعالى .


يتبع

حنين
27-09-2007, 03:15 PM
http://www.alraidiah.com/vb/uploaded/mals.gif




جزاك الله خير ابو عمر


وننتظر البقية






http://www.alraidiah.com/vb/uploaded/mals2.gif

ابوعمر الهمداني
27-09-2007, 07:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أصحاب الكتب الستة (مسلم)

الإمام مسلم وصحيحه

نسبه:
هو الإمام أبو الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري نسبا النيسابوري وطنا، قال ابن الأثير في اللباب في تهذيب الأنساب: القشيري بضم القاف وفتح الشين وسكون الياء تحتها نقطتان وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة قبيلة كبيرة ينسب إليها كثير من العلماء فذكر جماعة من هؤلاء ومنهم الإمام مسلم،

ونسبة الإمام مسلم هذه نسبة أصل بخلاف الإمام البخاري فإن نسبته إلى الجعفيين نسبة ولاء ولهذا لما ذكر الإمام أبو عمر بن الصلاح في كتابه علوم الحديث أن أول من ألف في الصحيح الإمام البخاري ثم الإمام مسلم قال: "أول من صنف الصحيح البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي مولاهم وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري من أنفسهم".

رحلته في طلب العلم وسماعه الحديث:
بدأ سماع الحديث سنة ثماني عشرة ومائتين كما في تذكرة الحفاظ للذهبي، وقد رحل لطلبه إلى العراق والحجاز والشام ومصر، وروى عن جماعة كثيرين أذكر فيما يلي عشرة من الذين أكثر من السماع منهم والرواية عنهم في صحيحه مع بيان عدد ما رواه عن كل منهم كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر في تراجمهم في كتابه تهذيب التهذيب:
1- أبو بكر ابن أبي شيبة: 1540 حديثا.
2- أبو خيثمة زهير بن حرب: 1281 حديثا.
3- محمد بن المثني الملقب الزمن: 772 حديثا.
4- قتيبة بن سعيد: 668 حديثا.
5- محمد بن عبد الله بن نمير: 573 حديثا.
6- أبو كريب محمد بن العلاء ابن كريب: 556 حديثا.
7- محمد بن بشار الملقب بندارا: 460 حديثا.
8- محمد بن رافع النيسابوري: 362 حديثا.
9- محمد بن حاتم الملقب السمين: 300 حديثا.
10- علي بن حجر السعدي: 188 حديثا.

وهؤلاء العشرة من شيوخ مسلم روى البخاري في صحيحه مباشرة عن تسعة منهم فهم جميعا من شيوخ الشيخين معا إلا محمد بن حاتم فلم يرو عنه البخاري في صحيحه لا بواسطة ولا بغيرها، وقد قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح في كتابه علوم الحديث: ومسلم مع أنه أخذ عن البخاري واستفاد منه فإنه يشارك البخاري في كثير من شيوخه.

تلمذته على الإمام البخاري:
يعتبر الإمام البخاري من شيوخ مسلم البارزين الذين لهم دور كبير في إفادته وتمكنِّه في معرفة الحديث النبوي والتثبت في نقل الصحيح. قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في ترجمة الإمام مسلم في كتابه تاريخ بغداد، قلت: "إنما قفا مسلم طريق البخاري ونظر في علمه وحذا حذوه، ولما ورد البخاري نيسابور في آخر أمره لازمه مسلم وداوم الاختلاف إليه"، وقال الحافظ ابن حجر في شرحه لنخبة الفكر في معرض ترجيح صحيح البخاري على صحيح مسلم: "هذا على اتفاق العلماء على أن البخاري كان أجل من مسلم وأعرف بصناعة الحديث منه وإن مسلما تلميذه وخريجه ولم يزل يستفيد منه ويتبع آثاره حتى قال الدارقطني: "لولا البخاري لما راح مسلم ولا جاء"". انتهى.
ومع كون الإمام مسلم تتلمذ على الإمام البخاري ولازمه واستفاد منه لم يرو عنه في صحيحه شيئا ويبدو والله تعالى أعلم أن مسلما رحمه الله فعل ذلك لأمرين:

الأول: الرغبة في علو الإسناد وذلك أن مسلما شارك البخاري في كثير من شيوخه فلو روى عنه ما رواه عنهم لطال السند بزيادة راو لكنَّه رغبة منه في علوِّ الإسناد وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم روى مباشرة عن هؤلاء الشيوخ تلك الأحاديث التي رواها البخاري عنهم.

الثاني: أن الإمام مسلما رحمه الله ساءه ما حصل من بعض العلماء من مزج الأحاديث الضعيفة بالأحاديث الصحيحة وعدم التمييز بينهما، فوجه عنايته في تجريد الصحيح من غيره كما أوضح ذلك في مقدمة صحيحه، وإذاً فما كان عند البخاري من الأحاديث قد كفاه مؤونته لأنَّه قد عنى بجمع الحديث الصحيح مع شدة الاحتياط وزيادة التثبت.


تلاميذه:
وللإمام مسلم تلاميذ كثيرون سمعوا منه، كما في تهذيب التهذيب منهم: أبو الفضل أحمد بن سلمة وإبراهيم بن أبي طالب وأبو عمرو الخفاف وحسين بن محمد القباني وأبو عمرو المستملي وصالح بن محمد الحافظ وعلي بن الحسن الهلالي ومحمد بن عبد الوهاب الفراء - وهما من شيوخه - وعلي بن الحسين بن الجنيد وابن خزيمة وابن صاعد ومحمد بن عبد بن حميد وغيرهم.

وروى عنه الترمذي في جامعه حديثا واحدا أخرجه في كتاب الصيام باب ما جاء في إحصاء هلال شعبان لرمضان فقال: حدثنا مسلم بن حجاج حدثنا يحي بن يحي حدثنا أبو معاوية عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أحصوا هلال شعبان لرمضان".

قال العراقي -كما نقله عنه المباركفوري في تحفة الأحوذي-: "لم يرو المصنف في كتابه شيئا عن مسلم صاحب الصحيح إلا هذا الحديث، وهو من رواية الأقران فإنهما اشتركا في كثير من شيوخهما". وقد أشار إليه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب وقال: "ما له في جامع الترمذي غيره". وقال الخزرجي في خلاصة تهذيب الكمال: "وعنه الترمذي فرد حديث". انتهى.

وقد رمز في الخلاصة وتهذيب التهذيب وتقريبه عند الترجمة لمسلم لكونه من رجال الترمذي وذلك من أجل هذا الحديث الواحد الذي أخرجه عنه.


نماذج من ثناء العلماء عليه رحمه الله:
تحدث العلماء عن فضل الإمام مسلم واعترفوا له بقوة المعرفة وعلو المنزلة. قال فيه شيخه محمد بن عبد الوهاب الفراء: "كان مسلم من علماء الناس وأوعية العلم ما علمته إلا خيرا". وقال ابن الأخرم: "إنما أخرجت مدينتنا هذه من رجال الحديث ثلاثة هم: محمد بن يحي وإبراهيم بن أبي طالب ومسلم". وقال ابن عقدة: "قلما يقع الغلط لمسلم في الرجال لأنه كتب الحديث على وجهه". وقال أبو بكر ابن الجارودي: "حدثنا مسلم بن الحجاج وكان من أوعية العلم". وقال مسلمة بن قاسم: "ثقة جليل القدر من الأئمة". وقال ابن أبي حاتم: "كتبت عنه، وكان ثقة من الحفاظ له معرفة في الحديث وسئل عنه أبي فقال صدوق"، وقال بندار: "الحفاظ أربعة أبو زرعة ومحمد بن إسماعيل والدارمي ومسلم". وقال إسحاق بن منصور لمسلم: "لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين". وقال أحمد بن سلمة: "رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما". وقال النووي: "وأجمعوا على جلالته وإمامته وعلو مرتبته وحذقه في هذه الصنعة وتقدمه فيها وتضلعه منها". وقال أيضا: "واعلم أن مسلما رحمه الله أحد أعلام أئمة هذا الشأن وكبار المبرزين فيه وأهل الحفظ والإتقان والرحَّالين في طلبه إلى أئمة الأقطار والبلدان والمعترف له بالتقدم فيه بلا خلاف عند أهل الحذق والعرفان والرجوع إلى كتابه والمعتمد عليه في كل زمان".

وقال الذهبي في العبر: "أبو الحسين النيسابوري الحافظ أحد أركان الحديث".

مؤلفاته:
قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: "وصنَّف مسلم رحمه الله كتبا كثيرة.

1- منها هذا الكتاب الصحيح الذي مَنَّ الله الكريم -وله الحمد والنعمة والفضل والمنة- به على المسلمين أبقى لمسلم به ذكرا جميلا وثناء حسنا إلى يوم الدين مع ما أعد له من الأجر الجزيل في دار القرار وعم نفعه المسلمين قاطبة.
2- ومنها الكتاب المسند الكبير على أسماء الرجال.
3- وكتاب الجامع الكبير على الأبواب.
4- وكتاب العلل.
5- وكتاب أوهام المحدثين.
6- وكتاب التمييز.
7- وكتاب من ليس له إلا راو واحد.
8- وكتاب طبقات التابعين.
9- وكتاب المخضرمين. وغير ذلك". انتهى.
وذكر الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ نقلا عن الحاكم عشرين مؤلفا لمسلم هي بالإضافة إلى ما تقدم:
10- كتاب الأسماء والكنى.
11- كتاب الأفراد.
12- كتاب الأقران.
13- كتاب سؤالات أحمد بن حنبل.
14- كتاب حديث عمرو بن شعيب.
15- كتاب الانتفاع بأهب السباع.
16- كتاب مشايخ مالك.
17- كتاب مشائخ الثوري.
18- كتاب مشائخ شعبة.
19- كتاب أولاد الصحابة.
20- كتاب أفراد الشاميين.

ليس كل الصحيح موجودا في الصحيحين وحدهما:
صحيح البخاري وصحيح مسلم اشتملا على قدر كبير من الحديث الصحيح، وهذا القدر الذي اشتملا عليه ليس هو كل شيء في الحديث الصحيح، فإن الصحيح كما أنه موجود فيهما فهو موجود خارجهما في الكتب المؤلفة في الحديث النبوي كالموطأ وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم وجامع الترمذي وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجه والدارمي والدارقطني والبيهقي وغيرها. وهو أمر واضح غاية الوضوح فلم ينقل عن البخاري ومسلم أنهما استوعبا الصحيح في صحيحهما أو قصدا استيعابه وإنما جاء عنهما التصريح بخلاف ذلك. قال أبو عمرو ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث: "لم يستوعبا - يعني البخاري ومسلما - الصحيح في صحيحهما ولا التزما ذلك، فقد روينا عن البخاري أنه قال: "ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحيح لحال الطول". وروينا عن مسلم أنه قال: "ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا - يعني في كتابه الصحيح - إنما وضعت ههنا ما أجمعوا عليه ..." وقال الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري: "روى الإسماعيلي عنه ـ يعني البخاري ـ قال: "لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيح وما تركت من الصحيح أكثر".

وقال النووي في مقدمة شرحه لصحيح مسلم بعد أن ذكر التزام جماعة لهما إخراج أحاديث على شرطيهما لم يخرجاها في كتابيهما قال: "وهذا الإلزام ليس بلازم في الحقيقة فإنهما لم يلتزما استيعاب الصحيح بل صح عنهما تصريحهما بأنهما لم يستوعباه وإنما قصدا جمع جمل من الصحيح كما يقصد المصنف في الفقه جمع جمل من مسائله لا أنه يحصر جميع مسائله"
انتهى
ويتبع بإذن الله

الجوووري
28-09-2007, 03:14 AM
بارك الله فيك


وجزيت الجنان على الطرح الرائع

بإنتظارك ..

:101:

ابوعمر الهمداني
28-09-2007, 01:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أصحاب الكتب الستة(الأمام ابو داود)


حياة الإمام ابو داود السجستاني (202-275هـ)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .
وبعد.
نتكلم على جبل آخر من هذه السلسلة التي نتطرق من خلالها الى العلماء الذين حملوا هذه الامانة وبلَّغوها للناس بصورة عامة ومنهم الامام ابو داود السجستاني.
1-اسمه ونسبه ومولده:
هو الامام سليمان بن الاشعث بن اسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران ابو داود الازدي السجستاني .وقال إبن كثير :هو بن يحيى بن عمران.
ولد سنة اثنين ومائتين من الهجرة المباركة.
2-طلبه للعلم:
بدأ الامام ابو د اود في طلبه للعلم منذ صباه فطاف في البلاد القريبة والبعيدة واخذ علوم الحديث وغيرها من خيرة المشايخ في زمانه فكتب عن العراقيين والخراسانيين و الشاميين والبصريين والحجاز والمصرين وكان من ابرزهم.
1-عثمان بن ابي شيبة
2-ابي داود الطيالسي
3-عبد الله بن مسلمة التعنبي
4-مسدد بن مسرهد
5-يحيى بن معين
6-احمد بن حنبل
7-سليمان بن حرب
8-احمد بن يونس.وغيرهم
3-تلاميذه:
وبعد هذه الرحلة الطويلة في طلب العلم بدأ صيته يظهر وبدا طلاب العلم يطلبونه في كل مكان وكان من ابرزهم
1-ابنه ابو بكر عبد الله بن ابي داود
2-ابو عبد الرحمن النسائي
3-احمد بن محمد الخلال
4-ابو علي محمد بن احمد الؤلؤي
5-احمد بن سليمان النجار وهو آخر من روى عنه في الدنيا.روى عنه النجار
6-احمد بن خليل سمع منه حديثاً و احداً وغيرهم ممن لا يحصى .
4- تصنيفه للسنن:
سكن الامام ابو داود مدينة البصرة وقدم بغداد غير مرة وحدث بكتاب السنن بها ويقال :إنه صنفه بها وعرضه على الامام احمد بن حنبل فاستجأره واستحسنه.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى حدثني ابو بكر محمد بن علي بن إبراهيم القارئ الدينوري من لفظه قال سمعت ابا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن القرصى قال سمعت ابا بكر بن داسة يقول سمعت ابا داود يقول سمعت ابا داود يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة الف حديث انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن جمعت فيه اربعة آلاف حديث وثمنمائة حديث.
ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ويكفي الانسان لدينه من ذلك اربعة احاديث:
1-حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه(إنما الاعمال بالنيات).
2-وحديث (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه).
3-حديث(لايكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لاخيه ما يرضى لنفسه).
4-حديث (الحلال بيّن والحرام بيّن بين ذلك امور مشتبهات).
قال الخطابي رحمه الله تعالى :كتاب السنن لابي داود كتاب شريف لم يضف في علم الدين كتابا مثله وقد رزق القبول من كافة الناس على اختلاف مذاهبهم فصار حكماً بين العلماء وطبقات المحدثين والفقهاء ولكل واحد فيه ورد ومنه شرب وعليه معوّل اهل العراق ومصر وبلاد المغرب وكثير من مدن واقطار الارض قال :قال ابو داود ما ذكرت في كتابي حديثا اجمع الناس على تركه وقال الخطابي رحمه الله تعالى ايضا: هو احسن وضعا واكثر فقها من الصحيحين .
5-ثناء العلماء عليه:
قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى:سليمان بن الاشعث ابو داود ثقة حافظ مصنف السنن وغيرها. من كبار العلماء من الحادية عشرة انظر تقريب التهذين(ص 25 رقم 2533) قال مصطفى محمد عمارة في شرحه للترغيب والترهيب للامام المنذري رحمه الله تعالى :قال محمد بن اسحاق الصاغاني الين لابي داود الحديث كما الين لنبي الله داود عليه السلام الحديد وذكر هذا القول ابو الفداء اسماعيل بن كثير عن ابراهيم الحربي وغيره.قال الحافظ موسى بن ابراهيم خلق ابو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة ما رأيت افضل منه قال الحاكم رحمه الله تعالى ابو داود امام اهل الحديث في زمانه بلا مدافعة.
قال ابو بكر بن داسة رحمه الله تعالى عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي ان ابا بكر الخلال قال : ابو داود سليمان بن الاشعث الامام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه الى معرفة تخريج العلوم وبصره بمواضعها احد من اهل زمانه رجل ورع مقدم قد سمع منه احمد بن حنبل حديثا واحدا كان ابو داود يذكره وكان ابو بكرالاصبهاني وابو بكر بن حدقة يرفعان من قدره ويذكرانه بما لا يذكران احدا في زمانه بمثله.
قلت الحديث الذي كتبه عنه وسمعه منه الامام احمد بن حنبل وهو ما رواه ابو داود من حديث حماد بن سلمة عن ابي معشر الدارمي عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم .سئل عن العتيرة فحسّنها .
وقال غيره كان ابو داود رحمه الله تعالى احد حفاظ الاسلام للحديث وعلله وسنده وكان في اعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع من فرسان الحديث .
وقال غيره كان الين مسعود رضي الله عنه يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه وسمته وكان علقمه يشبهه وكان ابراهيم يشبه علقمة وكان منصور يشبه ابراهيم وكان سفيان يشبه منصور وكان وتبع يشبه سفيان وكان الامام احمد يشبه وكيعا وكان الامام ابو داود يشبه الامام احمد بن حنبل.
وقال محمد بن بكر بن عبد الرزاق كان لا بي داود كمين كم واسع وكم ضيق فقيل له ما هذا ايرحمك الله؟ قال : هذا الكم الواسع للكتب والآخر لا يحتاج اليه.
6-وفاته:
توفي الامام ابو داود السجستاني في مدينة البصرة يوم الجمعة لاربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين عن ثلاث وسبعين سنة ودفن الى جانب قبر الامام سفيان الثوري رحمه الله تعالى عليهما وعلى سائر علماء الاسلام في كل مجلات العلم الذين خدموا الاسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

يتــــــــــــــــبع

جوااهر
28-09-2007, 03:56 PM
بارك الله فيك اخوي ابوعمر على مواضيعك القيمة


جزاك الله خير

بسووومه
28-09-2007, 09:16 PM
جزاك الله خير.
.

ابوعمر الهمداني
29-09-2007, 03:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الإمام الترمذي
هو الإمام أبوعيسى محمد بن عيسى بن سَورة الترمذيالمولود سنة 209هـ والمتوفى سنة 279هـ .
كان الترمذي من خواص تلامذة البخاري، شهد له العلماء بالعلم والحفظ والمعرفة ، وبالديانة والورع ، حتى إنه لغلبة الخشية عليه كف بصره آخر عمره ، من كثرة بكائه من خشية الله تعالى .
قال الحافظ أبو سعيد الإدريسيعن الترمذي : أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث ، صنف الجامع والتواريخ والعلل تصنيف رجل عالم متقن ، كان يضرب به المثل في الحفظ .
ميزات جامع الترمذي :
وقد عني بجمع أحاديث الأحكام كما فعل أبو داود، ولكنه بين الحديث الصحيح من الضعيف ، وذكر مذاهب الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار .
وذكر الشيخ أحمد محمد شاكر ، في مقدمة تحقيقه لسنن الترمذي أن كتاب الترمذي هذا يمتاز بثلاثة أمور لا تجدها في شيء من كتب السنة ، الأصول الستة أو غيرها :
اولها : أنه يختصر طرق الحديث اختصارًا لطيفـًا ، فيذكر واحدًا ويومئ إلى ما عداه ، يقول الشيخ أحمد شاكر : " بعد أن يروي الترمذيحديث الباب يذكر أسماء الصحابة الذين رويت عنهم أحاديث في هذا الباب ، سواءً أكانت بمعنى الحديث الذي رواه ، أم بمعنى آخر ، أم بما يخالفه ، أم بإشارة إليه ولو من بعيد " . ولا شك أن هذا يدل على إطلاع واسع وحفظ عظيم.
ثانيـًا : أنه في أغلب أحيانه يذكر اختلاف الفقهاء وأقوالهم في المسائل الفقهية ، وكثيرًا ما يشير إلى دلائلهم ، ويذكر الأحاديث المتعارضة في المسألة ، وهذا المقصد من أعلى المقاصد وأهمها ، فإن الغاية من علوم الحديث ، تمييز الصحيح من الضعيف ، للاستدلال والاحتجاج ، ثمَّ الاتباع والعمل .
ثالثـًا : أنه يُعْنَي كل العناية في كتابه بتعليل الحديث ، فيذكر درجته من الصحة أو الضعف ، ويفصل القول في التعليل والرجال تفصيلاً جيدًا ، وبذلك صار كتابه هذا كأنه تطبيق عملي لقواعد علوم الحديث ، خصوصـًا علم العلل وصار أنفع كتاب للعالم والمتعلم ، وللمستفيد والباحث في علوم الحديث .
يقول الشوكاني مثنيـًا على سنن الترمذي : كتاب الترمذيأحسن الكتب وأكثرها فائدة ، وأحكمها ترتيبـًا ، وأقلها تكرارًا ، وفيه ما ليس في غيره من المذاهب ووجوه الاستدلال ، والإشارة إلى ما في الباب من الأحاديث ، وتبيين أنواع الحديث : من الصحة والحسن والغرابة والضعف ، وفيه جرح وتعديل .
ومما امتاز به الكتاب كثرة فوائده العلمية وتنوعها ، وفي ذلك يقول ابن رُشَيد : إن كتاب الترمذي تضمن الحديث مصنفًا على الأبواب وهو علم برأسه ، والفقه وهو علم ثان ، وعلل الحديث ويشتمل على بيان الصحيح من السقيم وما بينهما من المراتب وهو علم ثالث ، والأسماء والكنى وهو علم رابع ، والتعديل والتجريح وهو علم خامس ، ومن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومن لم يدركه ممن أسند عنه في كتابه وهو علم سادس ، وتعديد من روى ذلك وهو علم سابع ، هذه علومه المجملة ، وأما التفصيلية فمتعددة ، وبالجملة فمنفعته كثيرة ، وفوائده غزيرة .
وكتابه الجامع المشهور بـسنن الترمذي يعتبر من أهم مصادر الحديث الحسن ، قال ابن الصلاح : كتاب أبي عيسى الترمذي رحمه الله أصل في معرفة الحديث الحسن وهو الذي نوه باسمه وأكثر من ذكره في جامعه .
ويبلغ عدد أحاديث جامع الترمذي 3956 حديثاً .
شروح سنن الترمذي :
من شروح سنن الترمذي:
(1) عارضة الأحوذي في شرح الترمذي للإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله الإشبيلى ، المعروف بابن العربي المالكي المتوفى سنة (795 هـ) .
(2) قوت المغتذى على جامع الترمذي للحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ( 911هـ).
(3) شرح ابن سيد الناس المتوفى سنة ( 734هـ) ، لكنه لم يتم فقد شرح ثلث الكتاب واخترمته المنية فأكمله الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن حسين العراقي صاحب الألفية المتوفى سنة ( 806هـ)
(4) العرف الشذى على جامع الترمذي هو شرح سراج الدين البلقيني الشافعي المتوفى سنة (805هـ) وشرحه هذا لم يتم .
(5) تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي للعلامة محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى المتوفى سنة 1355هـ وهو من أشهر الشروح في عصرنا الحالي ، وقد وضع الله له القبول والشهرة وهو شرح نفيس مفيد نافع .

ابوعمر الهمداني
30-09-2007, 03:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الإمام النسائي صاحب السنن

نسبه ونشأته


هو الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام ناقد الحديث أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي صاحب السنن.


ولد بنسا في سنة 215هـ وطلب العلم في صغره فارتحل إلى قتيبة في سنة 230هـ فأقام عنده بمدينة بغلان سنة فأكثر عنه، ومن شيوخه إسحاق بن راهويه وهشام بن عمار ويروي عن رفقائه.

--------------------------------------------------------------------------------

مكانته العلمية


كان من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف رحل في طلب العلم في خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور ثم استوطن مصر ورحل الحفاظ إليه ولم يبق له نظير في هذا الشأن.


حدث عنه أبو بشر الدولابي وأبو جعفر الطحاوي وأبو علي النيسابوري وغيرهم كثير.


قال الحافظ ابن طاهر سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه فقلت قد ضعفه النسائي فقال يا بني إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم قلت صدق فإنه ليَّن جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم.


قال الحاكم كلام النسائي على فقه الحديث كثير ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه، وقال ابن الأثير في أول جامع الأصول كان شافعيا له مناسك على مذهب الشافعي وكان ورعا متحريا قيل إنه أتى الحارث بن مسكين في زي أنكره عليه قلنسوة وقباء وكان الحارث خائفا من أمور تتعلق بالسلطان فخاف أن يكون عينا عليه فمنعه فكان يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع ولذلك ما قال حدثنا الحارث وإنما يقول قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.


قال مأمون المصري المحدث خرجنا إلى طرسوس مع النسائي سنة الفداء فاجتمع جماعة من الأئمة عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن إبراهيم مربع وأبو الآذان فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي وكتبوا كلهم بانتخابه.


وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ من يصبر على ما يصبر عليه النسائي عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة يعني عن قتيبة عن ابن لهيعة قال فما حدث بها.
--------------------------------------------------------------------------------

مناقبه وفضائله


قال محمد بن المظفر الحافظ سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه والانبساط في المأكل وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج.
--------------------------------------------------------------------------------

ثناء العلماء عليه


قال الحافظ أبو علي النيسابوري:الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي.


وقال أبو الحسن الدار قطني أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.


وقال الدار قطني كان أبو بكر بن الحداد الشافعي كثير الحديث ولم يحدث عن غير النسائي وقال رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى


قال أبو سعيد ابن يونس في تاريخه كان أبو عبد الرحمن النسائي إماما حافظا ثبتا.


قال أبو عبد الله بن منده الذين أخرجوا الصحيح وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة البخاري ومسلم وأبو داود وأبو عبد الرحمن النسائي.

--------------------------------------------------------------------------------

وفاته


روى أبو عبد الله بن مندة عن حمزة العقبي المصري وغيره أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق فسئل بها عن معاوية وما جاء في فضائله فقال لا يرضى رأسا برأس حتى يفضل قال فما زالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فتوفي بها كذا قال وصوابه إلى الرملة.


وقال الدار قطني خرج حاجا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة فقال احملوني إلى مكة فحمل وتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة وكانت وفاته في شعبان سنة 303هـ قال وكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث والرجال.
--------------------------------------------------------------------------------

تراث النسائي


ترك النسائي مجموعة من الكتب أهمها كتاب السنن وهو الذي عرف به وجاء في سير أعلام النبلاء عن كتبه الأخرى " قد صنف مسند علي وكتابا حافلا في الكنى وأما كتاب خصائص علي فهو داخل في سننه الكبير وكذلك كتاب عمل اليوم والليلة وهو مجلد هو من جملة السنن الكبير في بعض النسخ وله كتاب التفسير في مجلد وكتاب الضعفاء وأشياء والذي وقع لنا من سننه هو الكتاب المجتنى منه انتخاب أبي بكر بن السني سمعته ملفقا من جماعة سمعوه من ابن باقا بروايته عن أبي زرعة المقدسي سماعا لمعظمه وإجازة لفوت له محدد في الأصل.

يتبع باذن الله

ابوعمر الهمداني
30-09-2007, 07:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الإمام المحدث ابن ماجه


الإمام المحدث ابن ماجه :

اسمه و نسبه و نسبته :

هو الإمام الحافظ المحدث أبو عبد الله محمد بن يزيد المعروف بابن ماجه الربعي القزويني
و اختلفوا في ماجه فقيل : هو لقب والده و قيل بل هو اسم جده و قيل : بل هو اسم لأمه و الله أعلم أي ذلك اصح .
و ماجه كلمة فارسية آخرها هاء ساكنة و ليست بتاء مدورة منقوطة كما يحسب أو يكتب الكثير .
أما الربعي ـ بفتحتين ـ فهو نسبة ولاء إلى ربيعة و ربيعة كثيرون لم يعرف من هو المراد هنا .
أما القزويني ـ بفتح فسكون ـ فهو نسبة إلى قزوين مدينة و منطقة معروفة في إيران .

مولده :
ولد الإمام ابن ماجه سنة تسع و مائتين من الهجرة النبوية .

رحلاته :

له رحلات علمية و سماع للحديث بخراسان و العراق و الحجاز و مصر و الشام فقد ارتحل إلى البصرة و الكوفة و بغداد و مكة و الشام و مصر و الري لكتب الحديث .
مصنفاته :

له عدة مصنفات أعظمها و اشهرها كتابه السنن . و قال الحافظ أبو يعلى الخليلي : " له مصنفات في السنن و التفسير و التاريخ "
و قال الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي : رأيت له بقزوين تاريخاً على الرجال و الأمصار من عهد الصحابة إلى عصره " اهـ .

ثناء العلماء عليه :

أما الإمام ابن ماجه نفسه فكان إماماً كبيراً جليل الشأن عظيم المرتبة .
قال الحافظ الجليل الذهبي : " كان حافظاً ناقداً ، صادقاً ، واسع العلم " .
و وصفه في التذكرة ب " الحافظ الكبير المفسر محدث ديار قزوين " .
و قد نقل عن أبي يعلى الخليلي أنه قال : " هو ثقة كبير ، متفق عليه ، محتج به ، له معرفة بالحديث و حفظ " .
و قال : " و كان عارفاً بهذا الشأن " .
و قال السندي في مقدمة حاشية ابن عابدين :
" هو إمام من أئمة المسلمين كبير ، متقن مقبول بالاتفاق " .

وفاته :

مات الإمام ابن ماجه يوم الإثنين و دفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من شهر رمضان من سنة ثلاث و سبعين و مائتين و له أربع و ستون سنة .
و صلى عليه أخوه أبو بكر و تولى دفنه أخواه أبو بكر و أبو عبد الله و ابنه عبد الله .

رثاه يحيى بن زكرياء الطرائفي بقوله :
أيا قبر ابن ماجه غثت قطراً
مساء بالغداة و بالعشي .

رحمه الله تعالى و رفع درجاته في عليين .

المرجع كتاب السنن لابن ماجه رحمه الله تعالى بإشراف العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ . ط: دار السلام للنشر بالرياض .

ابوعمر الهمداني
30-09-2007, 07:23 PM
تم هذا الموضوع { . . . اًصٍحاًبٍ الًكٍتًبٍ الًسٍتًةً . . . } شامل تعريفي باصحاب الكتب السته وسيرتهم

وتقبلوا مني هذي الهديه المتواضعه . . . .


IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII هدية مميزه لكم فقط IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII

http://www.islam2all.com/upload/islamic-software/h2.jpg
موسوعه اكثر من رائعه للحديث الشريف تحتوي على كتب:



صحيح البخاري
صحيح مسلم
سنن ابي داود
سنن الترمذي
سنن النسائي
سنن ابن ماجه

والعديد من الكتب الاخرى ....

رابط البرنامج
للتحميل اضغط هنا (http://www.islam2all.com/upload/islamic-software/h2.rar)
باسورد فك الضغط
www.islam2all.com

ابوعمر الهمداني
03-10-2007, 01:35 PM
هذا موضوع للاخ / Diaa Saeed

يفيد الموضوع

http://www.alraidiah.com/vb/showthread.php?t=39914

ع1نقت طيفك
03-10-2007, 02:08 PM
جزاك الله خير