المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم


ابوعمر الهمداني
03-10-2007, 01:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الموضوع عن
دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم
نقلته لكم من الشيخ عايض القرني حفظه الله
اسال الله ان ينفع به




والعنصر الأول: كيف عرض صلى الله عليه وسلم دعوته للناس.

أولاً: عرض دعوته بأساليب ثلاثة، بالأصالة والعمق، واليسر والسهولة بلا تعقيد.

إننا إذا تكلمنا مع الناس في الدعوة والعلم اليوم، نطنطن بالكلام ونرجف بالحديث، نأتي بكلام فوق المستوى، نقول للناس: العقيدة تنطلق من أطر وتنبثق في بوتقة، وتنصهر في بوتقة، ولا يعرفون الأطر ولا يعرفون الانبثاق، ولا يعرفون البوتقة.......


قصة ضمام بن ثعلبة

في الصحيحين من حديث أنس ، قال: {قدم ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر ، والرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد، فأتى هذا الرجل فعقل ناقته في طرف المسجد، ومضى يخترق الصفوف، وهو يقول: أين ابن عبد المطلب؟ -هو الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ابن عبد الله ولكنه أشهر في العرب بجده من أبيه، لأنه كما قال في حنين :

أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب


قال الصحابة: هو ذاك الرجل الأبيض الأمهق المرتفق -الأمهق: المشوب بحمرة، المرتفق: المتكئ، فنادى الأعرابي لأنه ما تعلم الأدب والإيمان، ولا الحب والطموح، والله يقول: لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً [النور:63]-.

قال: يا ابن عبد المطلب! يا ابن عبد المطلب! -فأخذ صلى الله عليه وسلم بلين ولطف، ويسر وسهولة، لأنه يسبي القلوب، لكن إلى باريها تبارك وتعالى- قال: قد أجبتك، قال: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة -أي: عندي سؤال خطير، وبالفعل أعظم سؤال في تاريخ البشرية! وأجل سؤال في تاريخ الإنسانية هو هذا السؤال! أعظم أطروحة وقعت على الأرض- إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، فتبسم عليه الصلاة والسلام، وقال: سل ما بدا لك؟

قال: يا رسول الله! من رفع السماء؟ قال: الله، قال: من بسط الأرض؟ قال: الله -هذه مسلَّمات- قال: من نصب الجبال؟ قال: الله، قال: أسألك بمن رفع السماء وبسط الأرض ونصب الجبال، آلله أرسلك إلينا رسولاً؟ وكان متكئاً فتربع واحمر وجهه من عظم السؤال، ثم قال: اللهم نعم. قال: أسألك بمن رفع السماء وبسط الأرض ونصب الجبال آلله أمرك أن تأمرنا بخمس صلوات في اليوم والليلة؟ وأخذ يسأله عن أركان الإسلام فلما انتهى، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، آمنت بما جئت به، أنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر ، والله، لا أزيد على ما سمعت ولا أنقص، ثم ولى -والرسول صلى الله عليه وسلم، يتابعه بالنظرات والبسمات والارتياح- ويقول: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا } هذه هي الجنة، هذا هو الطريق الميسور الذي بينه صلى الله عليه وسلم، ليكون قدوةً لدعاة العالم، ومن هذا الدرس، أو من هذا الحديث، نأخذ ثلاثة دروس:

أولها: أن اليسر لا بد أن يصاحب الداعية في طرحه لقضاياه ودعوته بين الناس.

ثانيها: البداية بالأولويات والكبار من المسائل.

ثالثها: أن من أتى بالفرائض واجتنب المحرمات، دخل الجنة بإذن الله.

يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها


لمن؟ لمن أحسن العمل بالكتاب والسنة.


قصة الأعرابي الذي أخذ ببرد النبي صلى الله عليه وسلم

الرسول عليه الصلاة والسلام في مجلس آخر يتكلم مع الصحابة، وفجأة دخل أعرابي، يأتي إلى أكرم من خلق الله، وإلى أعظم من عبد الله وأكرم من أوجد الله فيسحبه ببردته -والحديث في الصحيحين - وبردته صلى الله عليه وسلم كانت نجرانية حاشيتها غليظة، فأثر ذلك برقبته، سحبه سحباً، فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم غير مغضب، كان وجهه بساماً، إن وجهه طليق، يقول جرير بن عبد الله في صحيح البخاري : {ما رآني صلى الله عليه وسلم إلا وتبسم في وجهي } هكذا يكون المسلم، وهكذا تكون الدعوة؛ قيل لأحد العلماء: ما هو السحر الحلال؟ قال تبسمك في وجوه الرجال. وأحد الشعراء يذم قوماً بانقباض الوجه وبالغضب وبالتزمت، ويمدح قوماً ببسطة الوجه فيقول:

وجوههم من سواد الكبر عابسة كأنما أوفدوا غصباً إلى النار


هانوا على الله فاستاءت مناظرهم يا ويحهم من مناكيد وفجار


ليسوا كقوم إذا لاقيتهم عرضاً أهدوك من نورهم ما يتحف الساري


من تلق منهم تقل لا قيت سيدهم مثل النجوم التي يسري بها الساري


نعود إلى الحديث: أنه دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسحبه ببردته؛ فالتفت صلى الله عليه وسلم، يضحك كما في رواية أنس سبحان الله! لا تغادره البسمة حتى في هذا الموقف، أي نعم؛ فقال أعطني -والكلام أسوأ من الفعل- قال: أعطني من مال الله الذي عندك لا من مال أبيك ولا من مال أمك، ما هو الداعي لجرح الشعور؟ لماذا يفترض هذه الأسئلة؟ فهمَّ الصحابة أن يقتلوه، وعمر متهيء وجاهز كل لحظة أن يقتله، كان عمر رضي الله عنه وأرضاه، إذا رأى رجلاً يخالف، قال: يا رسول الله! دعني أضرب عنقه، ولو فتح له صلى الله عليه وسلم الباب لقتل نصف الناس، لكنه صلى الله عليه وسلم يهدئ ويقول: دعه يا عمر ! ويأخذه صلى الله عليه وسلم إلى بيته، فيعطيه ثياباً وحباً وزبيباً؛ لأنه ما أراد حباً وإيماناً وطموحاً، فلما أعطاه قال: أحسنت إليك؟ قال: نعم. جزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، قال: اخرج إلى أصحابي وأخبرهم بما فعلت بك ليذهب ما يجدونه في صدورهم عليك، فخرج وقال أمام الصحابة: أحسنت إليك يا أعرابي؟ قال: نعم جزاك الله من أهل وعشيرة خيراً، ثم عاد إلى قبيلته وقال: أيها الناس! أسلموا، فإن محمداً صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة -أو الفقر- فأسلموا عن بكرة أبيهم، فيقول صلى الله عليه وسلم محللاً القصة، ومعلقاً على الحدث أتدرون ما مثلي ومثلكم ومثل هذا الأعرابي؟ قالوا: لا ندري، قال: كرجل كانت له دابة فرت منه، فأخذ يلاحقها فلما رأى الناس هذا الرجل يلاحق الدابة، ذهبوا يبحثون عن الدابة فما زادت إلا فراراً، فقال لهم: يا أيها الناس! اتركوني ودابتي، فإني أعلم بها فأخذ شيئاً من خضار الأرض ولوح للدابة به فأتت وربطها واستسلمت له، فلو تركتكم وهذا الأعرابي لكفر ودخل النار، قال الله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159].


الأصالة والعمق في دعوته صلى الله عليه وسلام

إن عظمته صلى الله عليه وسلم تأتي من عرضه للدعوة، باليسر والسهولة، والأصالة والعمق، والأصالة هي وضع الأمور مواضعها وكان صلى الله عليه وسلم يعرف التخصصات، فيأتيه الرجل يسأله عن أفضل عمل فينظر إليه صلى الله عليه وسلم، في سنن الترمذي عن عبد الله بن بسر : {أنه أتى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطباً بذكر الله } لأنه شيخ كبير، شيخ دنف وقرب من المقبرة لا يستطيع الصيام، ولا يستطيع كثرة الصلاة.

يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم غيلان الثقفي -والحديث صحيح وهو رجل تام البنية- فيقول: {يا رسول الله! دلني على أفضل عمل؟ قال: عليك بالجهاد في سبيل الله } يأتيه رجل له والدان مقعدان، فيقول: أريد أن أجاهد، قال: {أحي والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد } أي أسلوب في الأصالة هذا الأسلوب.

إن كثيراً من الناس يعرضون الدعوة عامة بدون النظر إلى ظروف الناس وطاقاتهم وملابساتهم، أما هو صلى الله عليه وسلم فكان أصيلاً في إيصال المعلومة إلى أذهان الناس.

أما العمق فإنه صلى الله عليه وسلم كان عميقاً في أداء رسالته للناس، يرسل معاذاً إلى اليمن ، والحديث في الصحيحين ، قال: {إنك سوف تأتي قوماً أهل كتاب } -انظر إلى قضية أهل كتاب أي: فاعرف من تخاطب، واعرف أنك في مجتمع متعلم- {فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن أجابوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة... } ثم أخذ يتدرج معه صلى الله عليه وسلم، حتى انتهى، هذه نبذة من عرضه لدعوته للناس، لكن تعالوا ننظر إلى عبادته صلى الله عليه وسلم.

شمس العمر
03-10-2007, 09:32 PM
اللهم صلي وسلم على رسولك الكريم
شكرا على النقل والمعلومات الجيده

امل بكرا
03-10-2007, 11:05 PM
اللهم صلى على سيدنا محمد
بارك الله فيك وجزاك خيرا

جوااهر
03-10-2007, 11:09 PM
اللهم صل على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم


مشكور ابو عمرعلى موضوعك الرائع

عسوووووووووووله
03-10-2007, 11:34 PM
قال: لا يزال لسانك رطباً بذكر الله

يعطيك العافيه اخوي ابوعمر الهمداني

SNDS3
03-10-2007, 11:52 PM
اللهم صل على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
جزاك الله كل خير وجعلها فى موزين حسناتك

أبو الوليد
02-04-2008, 09:45 PM
http://www.alraidiah.org/up/up/19626102320071128.gif


أبو عمر



بارك الله فيك وفي ما كتبت



موضوع رائع ومميز



سلمت على حسن الإختيار



لا حرمك الله الأجر والثواب



ولا حرمنا النفع والفائدة



اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



وفقك ربي ،


http://www.alraidiah.org/up/up/19626104920071128.gif


:101: :101: ومــضــــــــــــة : :101: :101:

:102: (( وتوبوا إلى الله جميعا )) :102:


قال سهــــل بــن عبــــدالله :

التســـــــويف أن يقــــــــول : أتــــــــوب غـــــــــدا, وهــــــذه دعــــــــوى النفــــــس,

كيــــف يتـــــــوب غــداً؟ ! وغـــــداً لايملكــه ؟ !

ama
15-04-2008, 08:57 PM
الف شكر ررررر

أبو رائد
15-04-2008, 09:25 PM
الله يجزاك خير يابوعمر

ويعطيك العافية

على هذا الموضوع

فتى الرائدية
18-04-2008, 09:32 PM
يعطيك العافية يأبوعمر

طليفيح
24-05-2008, 03:03 AM
جزاك الله خير ابو عمر

والله يكتبلك الاجر ان شاءلله

تحياتي

الجوووري
24-05-2008, 03:48 AM
بارك الله فيك


وجزيت الجنان..


موضوع واختيار رائع

:101: