المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تقضي الإجازة ؟ .......


أبو خالــــــد
27-06-2008, 05:59 AM
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين أما بعد :-


إن الفراغ نعمة لأن استثماره في الطاعه والبر برفع درجة العبد عند ربه ويحصل له بذلك سعادة الدارين وهناء الحياتين فالدنيا مزرعة الأخرة وفيها التجاره التي يظهر ربحها يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين .
ولذلك وجه الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم والامة إلى استثمار الفراغ بالإجتهاد في الطاعة والنصب والتعب فيما يقرب لله تعالى فقال جل وعلا (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب )
وسر هذا التوجيه أن العبد إنما خلق لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له في كل وقت وحين كما قال سبحانه (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون* وله الحمد في السموات ولأرض وعشياً وحين تظهرون ) سورة الروم (18)
وقال تعالى ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) الحجر99
فإذا فراغ الإنسان مما لا بد له منه من اشغال الدنيا فليعد إلى غاية وجوده وهي عبادة الله تعالى , إن الفراغ نعمة مهدرة عند كثير من الناس بل هو سبب كثير من المفاسد والشرور الدينية والدنيونة فمن ذلك : إن الفراغ المهدر سبب لتسلط الشيطان بالوساوس الفاسدة التي ينشأ عنها كثير من الإنحرافات والمعاصي , فنفسك إن لم تشغلها بالحق والخير شغلتك بالباطل والشر
إن الفراغ السائب سبب كثير من الأمراض الجسمية والنقسية الحسية والمعنوية فحق ثم حق على كل مؤمن أن يأخذ بما أمر الله تعالى به وبما أوصى به النبي الكــــريم صلى الله عليه وسلم (( اغتنم خمس قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك)
صححه الألباني رحمه الله في الجامع عن ابن عباس رضي الله عنهما
ومن مضت عليه الإجازة دون أن يحسن قضاءها فقد دخل في الغبن المشار إليه في الحديث الصحيح فعن عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) رواه البخاري . قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
في شرح لهاذا الحديث ( الغبن أن هذين الجنسين من النعم مغبون فيهما كثير من الناس أي مغلوب منهما وهما الصحة والفراغ ولكن لا نعرف هذا الغبن في الدنيا وإنما يعرف الإنسان الغبن إذا حضره اجله وإذا كان يوم القيامة والدليل قوله تعالى ( حــــتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) سورة المؤمنين99
وقال عز وجل ( من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون)
إنتهى شرحه رحمه الله .
وأما كيفية قضاء الإجازة فلها وقفات :

الوقفة الأولى : مع الشباب ذكوراً وإناثاً أنتم عماد الأمة ورصيدها وسر نهضتها فبستقامتكم تصلح الأمة وتستقيم ومن أهم عوامل تحقيق صلاحكم وعيكم بواجبكم وملؤكم أوقاتكم بالنافع والمفيد وهذه الإجازة بين أيديكم فإياكم والفراغ والبطالة فإنهما أصل كثير من الإنحراف كما قال الأول
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة
فاملئوا أوقاتكم بالنافع المفيد في دين أو دنيا ولا تتركوها نهبا للشياطين الإنس والجن وقد يسر الله تعالى في هذا البلد المبارك قنوات عديدة تنمون فيها قدراتكم و علومكم و معارفكم بل وإيمانكم فمنها :-
1. حلقات القران الكريم المنتشرة في المساجد فإنها من رياض الجنة وفيها خير عظيم .
2. ومنها الدروس العملية و الدورات التي تقام هنا وهناك حيث فيها يتعلم الشباب ما يجب عليهم معرفته من علوم الشريعة والدين .
3. ومنها المراكز الصيفية التي يشرف عليها أساتذة فضلاء ومربون نجباء وفيها الأنشطة الترويحية والمهنية والثقافية فإن رغبت عنها فاحرص على شغل وقتك بتجارة أو زراعه أو صناعة وإياك ورفقاء السوء الذين يزينون لك المنكر ويدعونك إليه ففر منهم فرارك من الأسد.

الوقفة الثانية : مع أولياء الأمور من الأباء والأمهات الكرام
أيها الأفاضل ، إن الله تعالى من عليكم بنعمة الأولاد ذكوراً وإناثاً وحملكم مسؤولية تربيتهم ونشأتهم على الطاعة وما تقومون به اليوم من حسن تربية ورعاية وصيانة لفلذات أكبادكم تجنونه ثواباً وأجراً عند الله في الأخرة وبراً وإحساناً في الدنيا وقد كلفكم الله وأمركم بحفظهم ووقايتهم قال تعالى :- ( يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) التحريم ،
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله علية وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع وهو مسئول والرجل راع على أهله وهو مسئول والمرأة راعيه على بيت زوجها وهي مسئولة والعبد راع على مال سيده وهو مسئول ألا فكلكم راع وكلكم مسئول ) رواه البخاري .

الوقفة الثالثة : مع أولئك الذين شدوا حقائبهم واعدوا أمتعتهم وحجزوا مقاعدهم للسفر إلى بلاد الكفر والبلاء ومواطن الفتنة العمياء في الغرب أو الشرق اتقوا الله تعالى في أنفسكم وأهليكم فإن السقر إلى تلك البلاد محرم لا يجوز إلا بضوابط وضعها العلماء لما فيه من تعريض النفس والأهل و الولد للفتنة ونحن قد أمرنا بالإبتعاد عن الفتن صغيرها وكبيرها أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن .

الوقفة الرابعة : مع ورثة الأنبياء من الدعاة وطلبة العلم أنتم عقدت الأمة عليكم أمالها وهوت إليكم بأفئدتها ، المسؤولية انيطت بكم في توجية الناس جميعاً ولتبصيرهم ، أعظم من مسؤولية غيركم لا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه الباطل والشر فسابقوا إلى كل سبيل واطرقوا كل باب لنشر الخير وحذروا الناس من الفساد والعصيان ،
انشروا الكلمة الطيتة والمحاضرة النافعة والكتاب المفيد ، أقيموا الدروس والكلمات في مساجدكم ومجالسكم واجتماعاتكم أخلصوا في ذلك كله لله تعالى فإن ما كان لله يبقى وما كان لغيره يذهب أدراج الرياح قال تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )

أخي الداعية : لاتحقر من أعمال البر والدعوة شيئا ولو أن تلقى المسلم بوجة طلق ولكم محبتي وتقديري لو كان في السماء لكان قمر منيرا ولو كان في الأرض لكان سندساً وحريرا ولو كان في البحر لكان ماءاً عذباً سلسبيلا .

والسلام عليم ورحمة الله وبركاتة محبكم عطاالله بن عبدالله العتيبي



بشئ من التصرف من كلمة الشيخ خالد المصلح حفظه الله في مجلة الدعوة عدد رقم 2049 3 جماد الأخره.

طليفيح
27-06-2008, 06:48 AM
الله يجزاك خير يابو خالد

والله يكتبلك الاجر

أبو الوليد
27-06-2008, 02:07 PM
http://www.alraidiah.org/up/up/19626102320071128.gif

أبو خالد



بارك الله فيك وفيما نقلت لنا



والشكر للشيخ الفاضل / عطاالله العتيبي



الذي يفرغ جهده ووقته من أجل الدعوة



" ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا "




جعله الله في موازين حسناتكما



لا حرمكما الله الأجر والثواب



ولا حرمنا النفع والفائدة




اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما





:101:~~ وفقك الباري ~~:101:

http://www.alraidiah.org/up/up/19626104920071128.gif

:101: .. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. .. :101:

:102: { انّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} :102:

اذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألف سمعك ؛

احضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه اليه ؛

فإنّه خطاب منه لك ، على لسان رسوله - عليه الصلاة والسلام -