المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير جزء تبارك ... 7


الأسير999
03-08-2008, 10:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أخواني وأخواتي ...

نكمل معكم اليوم ... الجزء السابع من تفسير ... جزء تبارك ...

ومع سورة نوح ...

ومقطع صوتي .. للسورة .. للقارئ الشيخ / عبدالعزيز الزهراني ...

وأترككم الآن مع السورة ... والتفسير ...

سورة نوح ...
*************

إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 1 ) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ( 2 ) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ( 3 ) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( 4 )

إنا بعثنا نوحا إلى قومه, وقلنا له: حذِّر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب موجع. قال نوح: يا قومي إني نذير لكم بيِّن الإنذار من عذاب الله إن عصيتموه, وإني رسول الله إليكم فاعبدوه وحده, وخافوا عقابه, وأطيعوني فيما آمركم به, وأنهاكم عنه, فإن أطعتموني واستجبتم لي يصفح الله عن ذنوبكم ويغفر لكم، ويُمدد في أعماركم إلى وقت مقدر في علم الله تعالى, إن الموت إذا جاء لا يؤخر أبدًا, لو كنتم تعلمون ذلك لسارعتم إلى الإيمان والطاعة.

قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا ( 5 ) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلا فِرَارًا ( 6 ) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ( 7 ) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ( 8 ) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ( 9 ) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ( 10 )

قال نوح: رب إني دعوت قومي إلى الإيمان بك وطاعتك في الليل والنهار, فلم يزدهم دعائي لهم إلى الإيمان إلا هربًا وإعراضًا عنه, وإني كلما دعوتهم إلى الإيمان بك؛ ليكون سببًا في غفرانك ذنوبهم, وضعوا أصابعهم في آذانهم ; كي لا يسمعوا دعوة الحق, وتغطَّوا بثيابهم؛ كي لا يروني, وأقاموا على كفرهم, واستكبروا عن قَبول الإيمان استكبارًا شديدًا, ثم إني دعوتهم إلى الإيمان ظاهرًا علنًا في غير خفاء, ثم إني أعلنت لهم الدعوة بصوت مرتفع في حال, وأسررت بها بصوت خفيٍّ في حال أخرى, فقلت لقومي: سلوا ربكم غفران ذنوبكم, وتوبوا إليه من كفركم, إنه تعالى كان غفارًا لمن تاب من عباده ورجع إليه.

يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ( 11 ) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ( 12 ) مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ( 13 ) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ( 14 ) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ( 15 ) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ( 16 )

إن تتوبوا وتستغفروا يُنْزِلِ الله عليكم المطر غزيرًا متتابعًا, ويكثرْ أموالكم وأولادكم, ويجعلْ لكم حدائق تَنْعَمون بثمارها وجمالها, ويجعل لكم الأنهار التي تسقون منها زرعكم ومواشيكم. مالكم - أيها القوم- لا تخافون عظمة الله وسلطانه, وقد خلقكم في أطوار متدرجة: نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظامًا ولحمًا؟ ألم تنظروا كيف خلق الله سبع سموات متطابقة بعضها فوق بعض, وجعل القمر في هذه السموات نورًا, وجعل الشمس مصباحًا مضيئًا يستضيء به أهل الأرض؟

وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا ( 17 ) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ( 18 ) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطًا ( 19 ) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلا فِجَاجًا ( 20 )

والله أنشأ أصلكم من الأرض إنشاء, ثم يعيدكم في الأرض بعد الموت, ويخرجكم يوم البعث إخراجًا محققًا. والله جعل لكم الأرض ممهدة كالبساط؛ لتسلكوا فيها طرقًا واسعة.

قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلا خَسَارًا ( 21 ) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ( 22 ) وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ( 23 ) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا ضَلالا ( 24 ) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ( 25 )

قال نوح: ربِّ إن قومي بالغوا في عصياني وتكذيبي, واتبع الضعفاء منهم الرؤساء الضالين الذين لم تزدهم أموالهم وأولادهم إلا ضلالا في الدنيا وعقابًا في الآخرة, ومكر رؤساء الضلال بتابعيهم من الضعفاء مكرًا عظيمًا, وقالوا لهم: لا تتركوا عبادة آلهتكم إلى عبادة الله وحده, التي يدعو إليها نوح, ولا تتركوا وَدًّا ولا سُواعًا ولا يغوث ويعوق ونَسْرا - وهذه أسماء أصنامهم التي كانوا يعبدونها من دون الله, وكانت أسماء رجال صالحين, لما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن يقيموا لهم التماثيل والصور; لينشطوا- بزعمهم- على الطاعة إذا رأوها, فلما ذهب هؤلاء القوم وطال الأمد, وخَلَفهم غيرهم, وسوس لهم الشيطان بأن أسلافهم كانوا يعبدون التماثيل والصور, ويتوسلون بها, وهذه هي الحكمة من تحريم التماثيل, وتحريم بناء القباب على القبور; لأنها تصير مع تطاول الزمن معبودة للجهال. وقد أضلَّ هؤلاء المتبوعون كثيرًا من الناس بما زيَّنوا لهم من طرق الغَواية والضلال. ثم قال نوح - عليه السلام- : ولا تزد- يا ربنا- هؤلاء الظالمين لأنفسهم بالكفر والعناد إلا بُعْدا عن الحق. فبسبب ذنوبهم وإصرارهم على الكفر والطغيان أُغرقوا بالطوفان, وأُدخلوا عقب الإغراق نارًا عظيمة اللهب والإحراق, فلم يجدوا من دون الله مَن ينصرهم, أو يدفع عنهم عذاب الله.

وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ( 26 ) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا ( 27 ) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا ( 28 )

وقال نوح - عليه السلام- بعد يأسه من فهمه: ربِّ لا تترك من الكافرين بك أحدًا حيًّا على الأرض يدور ويتحرك. إنك إن تتركهم دون إهلاك يُضلوا عبادك الذين قد آمنوا بك عن طريق الحق, ولا يأت من أصلابهم وأرحامهم إلا مائل عن الحق شديد الكفر بك والعصيان لك. ربِّ اغفر لي ولوالديَّ ولمن دخل بيتي مؤمنًا, وللمؤمنين والمؤمنات بك, ولا تزد الكافرين إلا هلاكًا وخسرانًا في الدنيا والآخرة.



للأستماع للسورة بصوت القارئ الشيخ / عبدالعزيز الزهراني ...

http://audio3.islamweb.net/quran/abdulazeez_al_zahrani/071.rm

للحفظ ../اضغط يمين الفارة ثم حفظ الهدف بأسم (http://audio3.islamweb.net/quran/abdulazeez_al_zahrani/071.rm)

أبو الوليد
03-08-2008, 07:24 PM
http://www.alraidiah.org/up/up/19626102320071128.gif


الأسير 999




موضوع قيم ومفيد




بارك الله فيك وفي نقلك



سلمت يمناك ، وجعل الله ما كتبته في ميزان حسناتك


لا حرمك الله الأجر والثواب ولا حرمنا النفع والفائدة


بانتظار الجديد من مواضيعك المفيدة



اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما


اللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا


:101:~~ وفقك الباري ~~:101:

http://www.alraidiah.org/up/up/19626104920071128.gif

:101: .. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. .. :101:

• إذا أرهقتك هموم الحياة و مسك منها عظيم الضرر
و ذقت الامرين حتى بكيت و ضج فؤادك حتى أنفجر
و سدت بوجهك كل الدروب و أوشكت تسقط بين الحفر
فيمم إلى الله في لهفة و بث الشكاة لرب البشر

عابدة
03-08-2008, 11:20 PM
ماشاء الله ... الله يجزيك الخير مشكور اخى على الموضوع المميز ربنا يجعله فى ميزان حسناتك

ابتسـ ألم ـامة
04-08-2008, 12:44 PM
http://www.alraidiah.net/up/ar/alm1.gif


:101: هلا وغلا :101:



بارك الله فيك لهذا النقل الطيب



لاحرمنا الله النفع والفائدة ولا حرمك الأجر في الدنيا والاخرة


لاعدمنا تواجدك



اللهم عظم حب القرآن في قلوبنا، وقلوب أبنائنا
واجعلنا ممن تعلم القرآن وعلمه




اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا

اللهم ارفع جهلنا وارحم ضعفنا واجبر كسرنا



دمتم بحفظ الباري

:101: وعلى الخير بإذن الله نلتقي :101:

http://www.alraidiah.net/up/ar/alm2.gif
كلمــات مـن ذهـب
قال أحد الحكماء

لاترض قول امرئ حتى ترض فعله
ولا ترض فعله حتى ترض عقله
ولا ترض عقله حتى ترض حياءه

حنين
06-08-2008, 03:35 AM
http://www.alraidiah.org/up/up/21776624220080803.gif




بارك الله فيك على هالتفاسير الرااائعه



اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وغمومنا




http://www.alraidiah.org/up/up/21776628620080803.gif
http://www.alraidiah.org/up/up/21776625220080803.gif

amalmhmmas
07-08-2008, 12:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

 الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ  الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ  مالِكِ يَومِ الدِّينِ  إِيَّاكَ نَعبُدُ وَإِيَّاكَ نَستَعِينُ  اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ  صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم ولا الضَّآلِّينَ 

 الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ
 معنى الحمد 
قال أبو جعفر بن جرير : معنى ( الحمد لله ) الشكر لله خالصاً دون سائر ما يعبد من دونه , ودون كل مابرأ من خلقه , بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد , ولا يحيط بعددها غيره أحد , في تصحيح الآلات لطاعته , وتمكين جوارح أجسام المكلفين لأداء فرائضه , مع ما بسط لهم في ديناهم من الرزق , وغذاهم من نعيم العيش من غير استحقاق منهم ذلك عليه , ومع ما نبههم عليه ودعاهم إليه من الأسباب المؤدية إلى دوام الخلود في دار المقام في النعيم المقيم , فلربنا الحمد على ذلك كله أولاً وآخراً .
وقال ابن جرير رحمه الله : ( الحمد لله ) ثناء أثنى به على نفسه , وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه , فكأنه قال : قولوا الحمد لله . قال : وقد قيل : إن قول القائل ( الحمد لله ) ثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى , وقوله " الشكر لله " ثناء عليه بنعمه وأياديه .
الفرق بين الحمد والشكر :
والتحقيق أن بينهما عموماً وخصوصاً , فالحمد أعم من الشكر من حيث ما يقعان عليه ؛ لأنه يكون على الصفات اللازمة والمتعدية , تقول حمدته لفروسيته , وحمدته لكرمه , وهو أخص , لأنه لا يكون إلا بالقول , والشكر أعم من حيث ما يقعان عليه ؛ لأنه يكون بالقول والفعل والنية وهو أخص , لأنه لا يكون إلا على الصفات المتعدية لا يقال : شكرته لفروسيته , وتقول : شكرته على كرمه وإحسانه إليّ .
 معنى الرب
الرب هو المالك المتصرف , ويطلق في اللغة على السيد , وعلى المتصرف للإصلاح , وكل ذلك صحيح في حق الله , ولا يستعمل الرب لغير الله بل بالإضافة تقول : رب الدار , رب كذا , وأما الرب فلا يقال إلا لله عز وجل , وقد قيل إنه الاسم الأعظم .
 معنى العالمين
العالمين جمع عالم وهو كل موجود سوى الله عز وجل , والعالم جمع لا واحد له من لفظه , والعوالم أصناف المخلوقات في السموات وفي البر والبحر , وكل قرن منها وجيل يسمى عالماً أيضاً . قال الفراء وأبو عبيد : العالم عبارة عما يعقل , وهم الإنس والجن والملائكة والشياطين , ولا يقال للبهائم عالم . وعن زيد بن أسلم وأبي محيصن : العالم كل ماله روح ترفرف . قال قتادة : ( ربِ العالمين) كل صنف عالم , وقال الزجاج : العالم كل ما خلق الله في الدنيا والآخرة قال القرطبي : وهذا هو الصحيح إنه شامل لكل العالمين كقوله : ] قال فرعون وما رب العالمين  قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين  [
] الرحمن الرحيم[
اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة , ورحمن أشد مبالغة من رحيم , قال القرطبي : والدليل على أنه مشتق ما خرّجه الترمذي وصححه عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه سمع رسول الله  يقول : " قال الله تعالى : أنا الرحمن خلقت الرَّحِمَ وشققتُ لها اسماً من اسمي , فمن وصلها وصلته , ومن قطعها قطعته " . قال : وهذا نص في الاشتقاق , وإنكار العرب لاسم الرحمن لجهلهم بالله وبما وجب له .
قال القرطبي : إنما وصف نفسه بالرحمن الرحيم بعد قوله : رب العالمين , ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب كما قال تعالى : ] نَبِّئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم % وأن عذابي هو العذاب الأليم % [
وقوله تعالى : ] أن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم [ قال : فالرب فيه ترهيب , والرحمن الرحيم ترغيب . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله  :" لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد "
] مالك يوم الدين[
( معنى تخصيص الملك بيوم الدين )
تخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه , لأنه قد تقدم الإخبار بأنه رب العالمين , وذلك عامّ في الدنيا والآخرة , وإنما أضيف إلى يوم الدين لأنه لا يدعي أحد هنالك شيئاً , ولا يتكلم أحد إلا بإذنه , كما قال تعالى : ] يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً % [ وقال تعالى : ] وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً وما رب العالمين % [قال تعالى : ]يوم يأتِ لا تَكَلَّمُ نفسٌ إلا بإِذنه فمنهم شقيٌّ وسعيد % [ وقال الضحاك عن ابن عباس ] مالك يوم الدين[ يقول : لا يملك أحد معه في ذلك اليوم حكما كملكهم في الدنيا .
( معنى يوم الدين )
قال : ويوم الدين يوم الحساب للخلائق , وهو يوم القيامة , يدينهم بأعمالهم إن خيرً فخير وإن شراً فشر إلا من عفا عنه .


( تفسير الدين )
والدين الجزاء والحساب , كما قال تعالى : ] يومئِذً يوفيهم الله دينهم الحق % [ وقال : ] أءنا لمدينون % [ أي : مجزيون محاسبون , وفي الحديث :" الكَيِّسُ من دان نفسه وعَمِلَ لِما بعد الموت " أي : حاسب نفسه , كما قال عمر رضي الله عنه :حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا , وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا , وتأهبوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم ] يومئِذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية % [
] إياك نعبد وإياك نستعين [
( معنى العبادة لغة وشرعاً )
العبادة في اللغة من الذلة , يقال : طريق عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف .
قدم المفعول , وهو إياك , وكرر للاهتمام والحصر , أي : لا نعبد إلا إياك , ولا نتوكل إلا عليك , وهذا هو كمال الطاعة , والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين .
وهذا كما قال بعض السلف : الفاتحة سِر القرآن , وسرها هذه الكلمة ] إياك نعبد وإياك نستعين [ فالأول تبرؤ من الشرك , والثاني تبرؤ من الحول والقوة , وتفويض إلى الله عز وجل , وهذا المعنى في غير آية من القرآن كما قال تعالى : ] فاعبدهُ وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون [ , ] قل هو الرحمن ءامنا به وعليه توكلنا [ , ] ربُ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً % [ وكذلك هذه الآية الكريمة ] إياك نعبد وإياك نستعين [ .
وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب , لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى فلهذا قال ] إياك نعبد وإياك نستعين [ .
] اهدنا الصراط المستقيم [
] سر تأخير الدعاء بعد الحمد والوصف [
لما تقدم الثناء على المسؤول تبارك وتعالى ناسب أن يعقب بالسؤال كما قال : " فنصفها لي ونصفها لعبدي , ولعبدي ما سأل " وهذا أكمل أحوال السائل أن يمدح مسؤوله ثم يسأل حاجته وحاجة إخوانه المؤمنين بقوله : ] اهدنا الصراط المستقيم [ لأنه أنجح للحاجة وأنجح الإجابة , ولهذا أرشد الله إليه , لأنه الأكمل , وقد يكون السؤال بالإخبار عن حال السائل واحتياجه , كما قال موسى عليه السلام : ] ربِ لما أنزلتَ إليّ من خير فقير % [ وقد يتقدمه مع ذلك وصف المسئول كقول ذي النون : ] لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين % [ وقد يكون بمجرد الثناء على المسئول كقول الشاعر
أأذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك إن شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يوماً كفاه من تعرضه الثناء
( معنى الهداية )
الهدية ههنا الإرشاد والتوفيق , وقد تعدى الهداية بنفسها كما هنا ] اهدنا الصراط المستقيم [ فتضمن معنى ألهمنا أو وفقنا أو ارزقنا أو أعطنا , ] وهديناه النجدين % [ أي : بينا له الخير والشر , وقد تعدى بإلى كقوله تعالى : ] اجتباه وهداه إلى صراطٍ مستقيم % [ ] فاهدوهم إلى صراطِ الجحيم % [ وذلك بمعنى الإرشاد والدلالة وكذلك قوله : ] وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم % [ وقد تعدى باللام كقول أهل الجنة ]الحمد لله الذي هدانا لهذا % [ أي : وفقنا لهذا وجعلنا له أهلاً .
( معنى الصراط المستقيم )
وأما الصراط المستقيم فقال الإمام أبو جعفر بن جرير : أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعاً على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه , وذلك في لغة جميع العرب فمن ذلك قول جرير بن عطية الخطفي : أمير المؤمنين على صراطٍ إذا اعوجّ المواردُ مستقيم
قال : والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصر , قال ثم تستعير العرب الصراط فتستعمله في كل قول وعمل وصف باستقامة أو اعوجاج , فتصف المستقيم باستقامته والمعوج باعوجاجه . والمراد به الإسلام .
روى الإمام أحمد في مسنده عن النواس بن سمعان عن رسول الله  قال : " ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً , وعلى جَنْبَتَيِ الصراط سوران , فيهما أبواب مفتحة , وعلى الأبواب سُتورٌ مُرخاةٌ , وعلى باب الصراط داعٍ يقول : ياأيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تعوجُّوا , وداعٍ يدعو من فوق الصراط , فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال : ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تَلِجْه , فالصراط : الإسلام , والسوران : حدود الله , والأبواب المفتحة : محارم الله , وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله , والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم ".
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم ولا الضَّآلِّينَ 
قوله تعالى : ] صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم [ مفسر للصراط المستقيم وهو بدل منه عند النحاة , ويجوز أن يكون عطف بيان والله أعلم . والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في سورة النساء حيث قال تعالى :  ومن يطع الله والرسول فأولئِك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئِك رفيقاً  ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً   وقوله تعالى : ] غير المغضوب عليهم ولا الضالين %  المعنى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ممن تقدم وصفهم ونعتهم وهم أهل الهداية والاستقامة والطاعة لله ورسله , وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره , غير المغضوب عليهم , وهم الذين فسدت إرادتهم فعملوا الحق وعدلوا عنه , ولا صراط الضالين , وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق . وأكد الكلام بلا ؛ ليدل على أن ثَمّ مسلكين فاسدين وهما طريقتا اليهود والنصارى , ليجتنب كل واحد منهما , فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به , واليهود فقدوا العمل , والنصارى فقدوا العلم . ولهذا كان الغضب لليهود والضلال للنصارى , لأن من علم وترك استحق الغضب , بخلاف من لم يعلم , والنصارى لما كانوا قاصدين شيئاً لكنهم لا يهتدون إلى طريقه , لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه , وهو اتباع الحق , ضلوا , وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه , لكن أخص أوصاف اليهود الغضب , كما قال تعالى عنهم : ] من لعنه الله وغضب عليه  وأخص أوصاف النصارى الضلال , كما قال تعالى عنهم : ] قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل  .
]التأمين بعد الفاتحة [
يستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها آمين , ويقال : أمين بالقصر أيضاً ومعناه : اللهم استجب , والدليل على استحباب التأمين ما رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن بن حجر قال : سمعت النبي  قرأ : ] غير المغضوب عليهم ولا الضالين % [ فقال : أمين , مد بها صوته , ولأبي داود : رفع بها صوته , وقال الترمذي هذا حديث حسن , وروي عن علي وابن مسعود وغيرهم . وعن أبي هريرة قال : كان رسول الله إذا تلا ] غير المغضوب عليهم ولا الضالين % [ قال : " أمين" حتى يسمع من يليه من الصف الأول , رواه داود وابن ماجه وزاد فيه : فيرتج بها المسجد . وعن بلال قال : يا رسول الله لا تسبقني بآمين . رواه أبو داود .
ونقل أبو نصر القشيري عن الحسن وجعفر الصادق أنهما شددا الميم من آمين مثل ءآمين البيت الحرام قال أصحابنا وغيرهم : ويستحب ذلك لمن هو خارج الصلاة , ويتأكد في حق المصلي , وسواء كان منفرداً أو إماماً أو مأموماً وفي جميع الأحوال , لِما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال :
" إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا , فإنه من وافق تأمِِنه تأمِين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه " ولمسلم أن رسول الله 
قال : "إذا قال أحدكم في الصلاة آمين والملائكة في السماء آمين , فوافقت إحداهما الأُخرى غُفر له ما تقدم من ذنبه " قيل بمعنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الزمان . وقيل : في الإجابة. وقيل : في صفة الإخلاص . وفي صحيح مسلم عن أبي موسى مرفوعاً " إذا قال – يعني الإمام – وَلا الضالين فقولوا : آمين , يُجِبْكُمُ الله " وقال الترمذي معناه : لا تخيب رجاءنا . وقال الأكثرون معناه : اللهم استجب لنا .

ليآالي
07-08-2008, 05:15 AM
جزاك الله خيرااا

الأسير999
09-08-2008, 10:14 PM
جزاكم الله خير ... وبارك الله فيكم ...


أشكر لكم متابعتكم ...


الله لا يحرمكم أجرها .. ولا يحرمكم الجنة .. إن شاء الله ...

الأسير999
09-08-2008, 10:25 PM
amalmhmmas

جزاك الله خير وبارك الله فيك ...

ونفع الله بك ...


ويعطيك العافية على مداخلتك ...

وتفسير سورة الفاتحة ...

الله لا يحرمك الأجر يا أخي ...