المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ღ·•₪•·.·`نزار قبآنـي .. . `·.·•₪·•ღ


الجوووري
21-08-2008, 02:35 AM
http://www.moheet.com/image/fileimages/2008/file104128/2_324_1627_57.jpg





بالنسبةِ للسيرة الذاتية له

لخصها هو في ثلاث كتابات نثرية وهي كالتالي

:: { أسرتي و طفولتي } ::


في التشكيل العائلي, كنت الولد الثاني بين أربعة صبيان و بنت, هم المعتز و رشيد و صباح وهيفاء.

أسرتنا من الأسر الدمشقية المتوسطة الحال. لم يكن أبي غنياً و لم يجمع ثروة, كل مدخول معمل الحلويات الذي كان يملكه, كان ينفق على إعاشتنا, و تعليمنا, و تمويل حركة المقاومة الشعبية ضدّ الفرنسيين.

وإذا أردت تصنيف أبي أصنفه دون تردد بين الكادحين, لأنه أنفق خمسين عاماً من عمره, يستنشق روائح الفحم الحجري, و يتوسد أكياس السكَّر, و ألواح خشب السحاحير..

وكان يعود إلينا من معمله في زقاق (معاوية) كلَّ مساء, تحت المزاريب الشتائية كأنه سفينة مثقوبة..

وإني لأتذّكر وجه أبي المطلي بهباب الفحم, و ثيابه الملطخة بالبقع و الحروق, كلّما قرأت كلامَ من يتّهمونني بالبرجوازية و الانتماء إلى الطبقة المرفهة, و السلالات ذات الدم الأزرق..

أي طبقة.. و أي دم أزرق.. هذا الذي يتحدثون عنه؟

إن دمي ليس ملكياً, و لا شاهانياً, و إنما هو دم عادي كدم آلاف الأسر الدمشقية الطيبة التي كانت تكسب رزقها بالشرف و الاستقامة و الخوف من اللّه..

وراثياً, في حديقة الأسرة شجرة كبيرة..كبيرة..اسمها أبو خليل القباني. إنه عمّ والدتي وشقيق جدّ والدي.. قليلون منكم ـ ربّما ـ من يعرفون هذا الرجل.

قليلون من يعرفون أنه هزّ مملكة , وهزَّ باب (الباب العالي) وهزَّ مفاصل الدولة العثمانيَّة, في أواخر القرن التاسع عشر.

أعجوبة كان هذا الرجل. تصوروا إنساناً أراد أن يحول خانات دمشق التي كانت تربى فيها الدواب إلى مسارح .. ويجعل من دمشق المحافظة, التقيّة, الورعة..(برودواي) ثانية..

خطيرة كانت أفكار أبي خليل .وأخطر ما فيها أنه نفَّذها.. وصُلب من أجلها..

أبو خليل القبّاني كان إنسكلوبيديا بمئة مجلد ومجلد.. يؤلف الروايات, ويخرجها, ويكتب السيناريو, و يضع الحوار , ويصمم الأزياء, و يغني و يمثل, و يرقص, و يلحّن كلام المسرحيات, و يكتب الشعر بالعربية و الفارسيّة.

و حين كانت دمشق لا تعرف من الفن المسرحيّ غير خيمة (قره كوز) و لا تعرف من الأبطال, غير أبي زيد الهلالي, و عنترة, والزير..كان أبو خليل يترجم لها راسّين عن الفرنسية..

و في غياب العنصر النسائي, اضطر الشيخ إلى إلباس الصبية ملابس النساء, و إسناد الأدوار النسائية إليهم, تماماً مثلما فعل شكسبير في العصر الفيكتوري.

و طار صواب دمشق, و أصيب مشايخها, و رجال الدين فيها بانهيار عصبيّ, فقاموا بكل ما يملكون من وسائل, و سلّطوا الرعاع عليه ليشتموه في غدوه و رواحه, و هجوه بأقذر الشعر, و لكنه ظل صامداً, و ظلّت مسرحياته تعرض في خانات دمشق, و يقبل عليها الجمهور الباحث عن الفن النظيف.

و حين يئس رجال الدين الدمشقيون من تحطيم أبي خليل, ألفوا وفداً ذهب إلى الأستانة وقابل الباب العالي, و أخبره أنَّ أبا خليل القباني يشكل خطراً على مكارم الأخلاق, و الدين , والدولة العليّة, وأنه إذا لم يُغْلَق مسرحه, فسوف تطير دمشق من يد آل عثمان.. و تسقط الخلافة.

طبعاً خافت الخلافة على نفسها, و صدر فرمان سلطاني بإغلاق أول مسرح طليعي عرفه الشرق و غادر أبو خليل منزله الدمشقي إلى مصر, و ودّعته دمشق كما تودّع كلُّ المدن المتحجرة موهوبيها, أي بالحجارة , والبندورة, والبيض الفاسد..

وفي مصر, التي كانت أكثر انفتاحا على الفن, و أكثر فهماً لطبيعة العمل الفني, أمضى أبو خليل بقيَّة أيام حياته, ووضع الحجر الأول في بناء المسرح الغنائي المصري.

إن انقضاض الرجعيّة على أبي خليل , هو أول حادث استشهاد فنيّ في تاريخ أسرتنا..و حين أفكر في جراح أبي خليل, و في الصليب الذي حمله على كتفيه, و في ألوف المسامير المغروزة في لحمه, تبدو جراحي تافهة..و صليبي صغيراً صغيراً

فأنا أيضاً ضربتني دمشق بالحجارة, و البندورة, و البيض الفاسد..حين نشرتُ عام 1954 قصيدتي (خبز و حشيش و قمر)..

العمائم نفسها التي طالبت بشنق أبي خليل طالبت بشنقي..والذقون المحشوّة بغبار التاريخ التي طلبت رأسه طلبت رأسي..

خبز وحشيش وقمر كانت أول مواجهة بالسلاح الأبيض بيني وبين الخرافة وبين التاريخيين0



:101:

الجوووري
21-08-2008, 02:38 AM
***

وخير ما نبدأ به ..

مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

عز الـورود.. وطـال فيـك أوام
وأرقـت وحدي والأنـام نيـام
ورد الجميع ومن سناك تـزودوا
وطردت عن نبع السنى وأقاموا
ومنعت حتى أن أحوم ولـم أكـد
وتقطعت نفسي عليك وحاموا
قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقت
أبواب مدحك فالحـروف عقـام
أدنـوا فأذكرمـا جنيـت فأنثنـي
خجلا تضيق بحملـي الأقـدام
أمن الحضيض أريد لمسا للـذرى
جل المقام فـلا يطـال مقـام
وزري يكبلني ويخرسني الأسـى
فيموت في طرف اللسان كلام
يممت نحوك يـا حبيـب الله فـي
شوق تقض مضاجعي الآثـام
أرجوالوصول فليل عمري غابـة
أشواكـهـا الأوزار والآلام
يا من ولدت فأشرقـت بربوعنـا
نفحات نورك وانجلى الإظـلام
أأعود ظمئآنـا وغيـري يرتـوي
أيرد عن حوض النبي هيـام
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
والنفس حيرى والذنوب جسـام
أو كلمـا حاولـت إلمـام بــه
أزف البـلاء فيصعـب الإلمـام
ماذا أقول وألـف ألـف قصيـدة
عصماء قبلي سطـرت أقـلام
مدحوك ما بلغوا برغـم ولائهـم
أسوار مجـدك فالدنـو لمـام
ودنوت مذهـولا أسيـرا لاأرى
حيران يلجم شعـري الإحجـام
وتمزقـت نفسـي كطفـل حائـر
قد عاقه عمن يحب زحـام
حتى وقفـت أمـام قبـرك باكيـا
فتدفق الإحسـاس والإلهـام
وتوالت الصور المضيئة كالـرؤى
وطوى الفـؤاد سكينـة وسـلام
يا ملءروحي وهج حبك في دمي
قبس يضيء سريرتي وزمـام
أنت الحبيب وأنت من أروى لنـا
حتـى أضـاء قلوبنا الإسـلام
حوربت لم تخضع ولم تخشـى العـدى
من يحمه الرحمن كيف يضـام
وملأت هذا الكون نورا فأختفـت
صور الظلام وقوضـت أصنـام
الحزن يملأ يا حبيـب جوارحـي
فالمسلمون عن الطريق تعامـوا
والـذل خيـم فالنفـوس كئيبـة
وعلى الكبـار تطـاول الأقـزام
الحزن أصبح خبزنـا فمساؤنـا
شجـن وطعـم صباحنا أسقـام
واليـأس ألقـى ظلـه بنفوسنـا
فكـأن وجـه النيريـن ظـلام
أنى اتجهت ففي العيون غشـاوة
وعلىالقلوب من الظلام ركـام
الكـرب أرقنـا وسهـد ليلـنـا
من مهده الأشواك كيـف ينـام
إلـى أن يقـول فـي نهايتهـا
يا طيبة الخيـرات ذل المسلمـون
ولا مجيـر وضيعـت أحـلام
يغضون ان سلب الغريب ديارهـم
وعلى القريب شذى التراب حرام
باتـوا أسـارى حيرة وتمزقـا
فكأنهـم بيـن الورى أغنـام
ناموا فنام الـذل فـوق جفونهـم
لاغرو ضاع الحـزم والإقـدام
يا هادي الثقلين هل مـن دعـوة
تدعى بهـا يستيقـظ الـنـوام

الجوووري
21-08-2008, 02:39 AM
***


خمس رسائل إلى أمي

(1)

صباح الخير .. يا حلوة..
صباح الخير .. يا قديستي الحلوة..
مضى عامان يا أمي،
على الولد الذي أبحر
برحلته الخرافية..
وخبأ في حقائبه..
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر..
وخبأ في ملابسه
طرابينا من النعناع والزعتر..
وليلكة دمشقية..

(2)

أنا وحدي ..
دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافير، تفتش بعد عن بيدر
عرفت نساء أوروبا ..
عرفت عواطف الإسمنت والخشب
عرفت حضارة التعب..
وطفت الهند، طفت السند،
طفت العالم الأصفر..
ولم أعثر..
على امرأة تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها إلى عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشلني إذا أعثر
أيا أمي .. أنا الولد الذي أبحر..
ولا زالت بخاطره
تعيش عروسة السكر
فكيف .. فكيف .. يا أمي
غدوت أبا .. ولم أكبر؟

(3)

صباح الخير من مدريد..
ما أخبارها الفلة؟
بها أوصيك يا أماه
تلك الطفلة الطفلة..
فقد كانت أحب حبيبة لأبي.
يدللها كطفلته..
ويدعوها إلى فنجان قهوته..
ويسقيها، ويطعمها
ويغمرها برحمته..
ومات أبي ..
ولا زالت تعيش بحلم عودته
وتبحث عنه في أرجاء غرفته..
وتسأل عن عباءته..
وتسأل عن جريدته..
وتسأل حين يأتي الصيف عن فيروز عينيه
لتنثر فوق كفيه ..
دنانيرا من الذهب..

(4)

سلامات..سلامات..
إلى بيت سقانا الحب والرحمة..
إلى أزهارك البيضاء..
فرحة " ساحة النجمة " ..
إلى تختي، إلى كتبي،
إلى أطفال حارتنا..
وحيطان ملأناها بفوضى من كتابتنا ...
إلى قطط كسولات
تنام ع لي مشارقنا..
وليلكة معرشة على شباك جارتنا..
مضى عامان.. يا أمي
ووجه دمشق ..
عصفور يخربش في جوانحنا
يعض على ستائرنا..
وينقرنا ، برفق، من أصابعنا..
مضى عامان يا أمي ..
وليل دمشق .. فل دمشق ..
دور دمشق ..
تسكن في خواطرنا..
مآذنها .. تضيء على مراكبنا..
كأن مآذن الأموي قد زرعت بداخلنا
كأن مشاتل التفاح تعبق في ضمائرنا
كأن الضوء والأحجار..
جاءت كلها معنا..

(5)

أتى أيلول أماه ..
وجاء الحزن يحمل لي هداياه
ويترك عند نافذتي..
مدامعه وشكواه
أتى أيلول أين دمشق؟
أين أبي وعيناه؟
وأين حرير نظرته، وأين عبير قهوته
سقى الرحمن مثواه..
وأين رحاب منزلنا الكبير. وأين نعماه؟
وأين مدراج الشمشير .. تضحك في زواياه؟
وأين طفولتي فيه ..
أجرجر ذيل قطته..
وآكل من عريشته
وأقطف من " بنفشاه "
دمشق . دمشق .
يا شعرا ..
على حدقات أعيننا كتبناه ..
ويا طفلا جميلا
من ضفائره صلبناه
جثونا عند ركبته
وذبنا في محبته
إلى أن في محبتنا قتلناه..

الجوووري
21-08-2008, 02:40 AM
***


القدس



بكيت.. حتى انتهت الدموع

صليت.. حتى ذابت الشموع

ركعت.. حتى ملّني الركوع

سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع

يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء

يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء


يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع

يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع

حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول

يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول

حزينةٌ حجارةُ الشوارع

حزينةٌ مآذنُ الجوامع

يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد

من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟

صبيحةَ الآحاد..

من يحملُ الألعابَ للأولاد؟

في ليلةِ الميلاد..


يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان

يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان

من يوقفُ العدوان؟

عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان

من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟

من ينقذُ الإنجيل؟

من ينقذُ القرآن؟

من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟


من ينقذُ الإنسان؟

يا قدسُ.. يا مدينتي

يا قدسُ.. يا حبيبتي

غداً.. غداً.. سيزهر الليمون

وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون

وتضحكُ العيون..

وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..

إلى السقوفِ الطاهره

ويرجعُ الأطفالُ يلعبون

ويلتقي الآباءُ والبنون

على رباك الزاهرة..

يا بلدي..

يا بلد السلام والزيتون

الجوووري
21-08-2008, 02:45 AM
قصيدة الحزن



علَّمَني حُبُّكِ أن أحزن
وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور
لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن
لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها
مثلَ العُصفُور..
لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي
كشظايا البللورِ المكسور

***

علَّمني حُبّكِ.. سيِّدتي
أسوأَ عادات
علّمني أفتحُ فنجاني
في الليلةِ آلافَ المرّات
وأجرّبُ طبَّ العطّارينَ..
وأطرقُ بابَ العرّافات
علّمني.. أخرجُ من بيتي
لأمشِّط أرصفةَ الطُرقات
وأطاردَ وجهكِ..
في الأمطارِ، وفي أضواءِ السيّارات
وأطاردَ طيفكِ..
حتّى.. حتّى..
في أوراقِ الإعلانات

***

علّمني حُبّكِ
كيفَ أهيمُ على وَجهي ساعات
بَحثاً عن شِعرٍ غَجَريٍّ
تحسُدُهُ كُلُّ الغَجريّات
بحثاً عن وجهٍ.. عن صوتٍ..
هوَ كُلُّ الأوجهِ والأصوات

***


أدخلني حبُّكِ سيِّدتي
مُدُنَ الأحزان
وأنا من قبلكِ لم أدخل
مُدُنَ الأحزان..
لم أعرِف أبداً أن الدمعَ هو الإنسان
أن الإنسانَ بلا حزنٍ..
ذكرى إنسان

***

علّمني حبكِ..
أن أتصرَّفَ كالصّبيان
أن أرسمَ وجهك..
بالطبشورِ على الحيطان
وعلى أشرعةِ الصَّيادين
على الأجراسِ..
على الصُّلبان
علّمني حبكِ..
كيف الحبُّ يغيّرُ خارطةَ الأزمان
علّمني.. أنِّي حينَ أُحِبُّ
تكُفُّ الأرضُ عن الدوران..

***

علّمني حُبك أشياءً
ما كانت أبداً في الحُسبان
فقرأتُ أقاصيصَ الأطفالِ..
دخلتُ قصورَ ملوكِ الجان
وحلمتُ بأن تتزوجني
بنتُ السلطان
تلكَ العيناها.. أصفى من ماء الخُلجان
تلك الشفتاها.. أشهى من زهرِ الرُّمان
وحلمتُ بأني أخطِفُها
مثلَ الفُرسان..
علَّمني حُبُّكِ، يا سيِّدتي، ما الهذيان
علّمني.. كيفَ يمرُّ العُمر
ولا تأتي بنتُ السلطان..

***

علّمني حُبُّكِ أن أحزن
وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور
لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن
لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها
مثلَ العُصفُور..
لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي
كشظايا البللورِ المكسور

الجوووري
21-08-2008, 02:48 AM
حقائب البكاء



إذا أتى الشتاء..
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجة إلى البكاء
على ذراعيك..
على دفاتري..
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت ..
كل العصافير بلا منازل
يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.
كأنما الأمطار في السماء
تهطل يا صديقتي في داخلي..
عندئذ .. يغمرني
شوق طفولي إلى البكاء ..
على حرير شعرك الطويل كالسنابل..
كمركب أرهقه العياء
كطائر مهاجر..
يبحث عن نافذة تضاء
يبحث عن سقف له ..
في عتمة الجدائل ..


***

إذا أتى الشتاء..
واغتال ما في الحقل من طيوب..
وخبأ النجوم في ردائه الكئيب
يأتي إلى الحزن من مغارة المساء
يأتي كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء..
وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب
أمنحه السرير .. والغطاء
أمنحه .. جميع ما يشاء


***

من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟
وكيف جاء؟
يحمل لي في يده..
زنابقا رائعة الشحوب
يحمل لي ..
حقائب الدموع والبكاء..


***

الجوووري
21-08-2008, 02:51 AM
نهر الأحزان

عيناكِ كنهري أحـزانِ

نهري موسيقى.. حملاني

لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ

نهرَي موسيقى قد ضاعا

سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني

الدمعُ الأسودُ فوقهما

يتساقطُ أنغامَ بيـانِ

عيناكِ وتبغي وكحولي

والقدحُ العاشرُ أعماني

وأنا في المقعدِ محتـرقٌ

نيراني تأكـلُ نيـراني

أأقول أحبّكِ يا قمري؟

آهٍ لـو كانَ بإمكـاني

فأنا لا أملكُ في الدنيـا

إلا عينيـكِ وأحـزاني

سفني في المرفأ باكيـةٌ

تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ

ومصيري الأصفرُ حطّمني

حطّـمَ في صدري إيماني

أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟

يا ظـلَّ الله بأجفـاني

يا صيفي الأخضرَ ياشمسي

يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني

هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا

أحلى من عودةِ نيسانِ؟

أحلى من زهرةِ غاردينيا

في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني

يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي

فدموعُكِ تحفرُ وجـداني

إني لا أملكُ في الدنيـا

إلا عينيـكِ ..و أحزاني

أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟

آهٍ لـو كـان بإمكـاني

فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ

لا أعرفُ في الأرضِ مكاني

ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني

إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني

تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ

إنـي نسيـانُ النسيـانِ

إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو

جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ

ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني

قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني

ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ

يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ

أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي

عنّي.. عن نـاري ودُخاني

فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا

إلا عينيـكِ... وأحـزاني

الجوووري
21-08-2008, 02:56 AM
طوق الياسمين

شكراً.. لطوق الياسمين

وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين

معنى سوار الياسمين

يأتي به رجل إليك

ظننت أنك تدركين

***

وجلست في ركن ركين

تسرحين

وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين

لحناً فرنسي الرنين

لحناً كأيامي حزين

قدماك في الخف المقصب

جدولان من الحنين

وقصدت دولاب الملابس

تقلعين .. وترتدين

وطلبت أن أختار ماذا تلبسين

أفلي إذن ؟

أفلي أنا تتجملين ؟

ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين

الأسود المكشوف من كتفيه

هل ترتدين ؟

لكنه لون حزين

لون كأيامي حزين

ولبسته

وربطت طوق الياسمين

وظننت أنك تعرفين

معنى سوار الياسمين

يأتي به رجل إليك

ظننت أنك تدركين..

هذا المساء



بدأت أكتشف اليقين

وعرفت أنك للسوى تتجملين

وله ترشين العطور

وتقلعين

وترتدين

ولمحت طوق الياسمين

في الأرض .. مكتوم الأنين

كالجثة البيضاء

تدفعه جموع الراقصين

ويهم فارسك الجميل بأخذه

فتمانعين

وتقهقهين

" لاشيء يستدعي انحناْك

ذاك طوق الياسمين .. "

الجوووري
21-08-2008, 03:00 AM
·••·` كَلَمَاآآآآآآت ·••·.·`

يُسمعني.. حـينَ يراقصُني كلماتٍ ليست كالكلمات

يأخذني من تحـتِ ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات

والمطـرُ الأسـودُ في عيني يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات

يحملـني معـهُ.. يحملـني لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات

وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ كالريشةِ تحملها النسمـات

يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات

يهديني شمسـاً.. يهـديني صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات

يخـبرني.. أني تحفتـهُ وأساوي آلافَ النجمات

و بأنـي كنـزٌ... وبأني أجملُ ما شاهدَ من لوحات

يروي أشيـاءَ تدوخـني تنسيني المرقصَ والخطوات

كلماتٍ تقلـبُ تاريخي تجعلني امرأةً في لحظـات

يبني لي قصـراً من وهـمٍ لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات

وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي لا شيءَ معي.. إلا كلمات

الجوووري
21-08-2008, 03:02 AM
في المقهى

جواري اتخذت مقعدها
كوعاء الورد في اطمئنانها

وكتاب ضارع في يدها
يحصد الفضلة من إيمانها

يثب الفنجان من لهفته
في يدي ،شوقا إلى فنجانها

آه من قبعة الشمس التي
يلهث الصيف على خيطانها

جولة الضوء على ركبتها
زلزلت روحي من أركانها

هي من فنجانها شاربة
وأنا أشرب من أجفانها

قصة العينين .. تستعبدني
من رأى الأنجم في طوفانها

كلما حدقت فيها ضحكت
وتعرى الثلج في أسنانها

شاركيني قهوة الصبح ..
ولا تدفني نفسك في أشجانها

إنني جارك يا سيدتي
والربى تسأل عن جيرانها

من أنا .. خلي السؤالات
أنا لوحة تبحث عن ألوانها

موعدا .. سيدتي! وابتسمت
وأشارت لي إلى عنوانها..

وتطلعت فلم ألمح سوى
طبعة الحمرة في فنجانها

الدر المكنون
21-08-2008, 03:27 AM
يسلمواااااا يا لجوري

ومن ابداع الى ابداع



يعطيك العافيه

!!" الـ غ ـلآ "!!
21-08-2008, 03:35 AM
يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات

يهديني شمسـاً.. يهـديني صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات

يخـبرني.. أني تحفتـهُ وأساوي آلافَ النجمات

و بأنـي كنـزٌ... وبأني أجملُ ما شاهدَ من لوحات




هلآ وغلآآآآآآآ


مساءك / صبآحك ورد جوري منثوور


{ راااااااااااائعــــــــــة يالجـووووري }



موضوع جميل جداً

وشآعر يستحق منآ كل التقدير على كل ماخطـه من كتآبآت راائعة


ومهما فعلنآ لن نوفيه حقـه ..


ومهما شكرتك على روعتك وحضورك الجميل ..

وكتآبآتك انتي الرائعة


لن اوفيك حقـك أيضاً


أسعدتيني بـهذا الموضوع وهذا الطرح


مجهود رائـع من قبلك


بإنتظآرك يالغالية مبدعه دوماً ~ :101:

الجوووري
21-08-2008, 04:32 AM
عـّد النجووم اهلاً..{ الغلا.. الدر المكنون }.!

ازداد المتصفح نوراً وبهجة بمروركم العَطر .. .

تواصلكم يعني لي الكثير .. .
شكراً..

:101:

ناصر الزعبي
21-08-2008, 01:59 PM
هو شاعر المرأة الاول من غير جدال

تسلمين اختي ماقصرتي

الدووووخي
21-08-2008, 02:35 PM
الله يعطيك العافيه يالجوري مبدعه دائما ’’’

الجوووري
21-08-2008, 09:34 PM
هلا وغلا

* سهل المشاعر *

شكراً لمرورك عزيزي .. .

ولاعدمت هذا التواصل الجميل

:101:

الجوووري
21-08-2008, 09:35 PM
هلا وغلا

* الدووخي *

سعيده بتواصلك :)

لاخلا ولاعدم .. .

:101:

نواف الفهاد
21-08-2008, 11:58 PM
:
:

الجووووري ...!!
لا مفردات .. توازي قدومك ........!!
فـ لا تلوميني .. في ...!
صمتي ..!!

:
:

تقبلي .. تقــديري ......!
سلالالالالام ..!!

الجوووري
27-08-2008, 01:15 AM
هلا وغلا

* نواف الفهاد *

يبقى لحضورك هنا الف معنـى

بصمتٍ كان او غيرهـ ..

شكراً.. .. .

:101:

moon1470
25-09-2008, 09:38 AM
يسلمواااااا يا لجوري

ومن ابداع الى ابداع



يعطيك العافيه

moon1470
25-09-2008, 09:52 AM
يسلمواااااا يا لجوري

ومن ابداع الى ابداع



يعطيك العافيه

الجوووري
26-09-2008, 10:40 PM
:
.

هلا وغلا


ربي يعافيك ..

وشكراً على مرورك العطر..

:101: