المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. رمـــــضـــان و الــــتـــمـــيــز ..


فتى الرائدية
13-09-2008, 07:43 PM
.. رمـــــضـــان و الــــتـــمـــيــز ..


إن مظاهر التميز في شهر رمضان كثيرة ،

و آفاق الرقي فيه متعددة ، و خصائص التجديد و الحيوية فيه ظاهرة ،
بحيث يمكن أن يقال : إن رمضان هو شهر التميز في حياة المسلمين .

فمن مظاهر التميز في شهر رمضان :



اولا : التميز العبادي :


إن تميز هذا الشهر بتنويع العبادات ، جعل منه دوحة غناء بما لا يمل منه المسلم

من أزهار العبادات ، و ثمار الطاعات ، و رياحين القربات ...

فهو شر القرآن كما قال تعالى :
~((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن))~
[البقرة:185] ،

و كان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه و سلم

القرآن في شهر رمضان ، و لذلك فإنه يستحب في هذا الشهر

تلاوة القرآن و حفظه و تدبره و دراسته و الاستماع إليه .

- و هو شهر الصيام : ~((فمن شهد منكم الشهر فليصمه))~
[البقرة:185] .

- و هو شهر القيام : "من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له

ما تقدم من ذنبه" (رواه مسلم)

- و هو شهر الجود و الصدقات : "فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس ، و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، فيدارسه القرآن ، فالرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة"
(متفق عليه)

- و هو شهر العمرة و التوجه إلى الديار المقدسة : "عمرة في رمضان تعدل حجة"
(متفق عليه) ، و في رواية : "حجة معي" .

- و هو شهر الذكر و الدعاء : "إن لكل مسلم في كل يوم و ليلة دعوة مستجابة"
(رواه البزار و صححه الألباني) .


ثانيا : التميز النفسي و الروحي :


إن شهر رمضان يعين المسلم على الصدق مع نفسه ،

في معرفة أسباب صلاحها و فسادها ، و الانتقال بها إلى حال السمو و الكمال ،

فهو يوفر الأجواء للاختلاء بالنفس و محاسبتها

و مناقشتها و مشاركتها ،

بغية الوصول إلى آفاتها ، و محاولة علاج هذه لآفات ،

حتى تزكو النفس و تشرق ،

فيسهل على المرء بعد ذلك قيادها و التوجه بها

إلى آفاق السمو و المعالي و الخيرات .

ففي رمضان تفتح أبواب الجنة ، و تغلق أبواب الجحيم

و تسلسل الشياطين ،و هذا يعني إضعاف بواعث الشر في النفس الإنسانية

فإن الشياطين تعمل على إشعال تلك البواعث في النفس و إذكاء نارها

حتى تصبح النفس البشرية أسيرة

الشهوات و الغفلات.



ثالثا : التميز الخلقي :


إن صيام رمضان له تأثير إيجابي على سلوك الصائم و أخلاقه

فهو يهذب الأخلاق ،و يزكي الأنفس ، و يرقق المشاعر ،

و يدعو إلى الحلم ، و الصفح و العفو و الصبر على الأذى ،

و قد أشار النبي صلى الله عليه و سلم إلى هذا التميز الخلقي

الذي يضيفه الصيام على سلوك الصائم ،

فقال صلى الله عليه و سلم :"فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يفسق و لا يرفث ، فإن سابه أحد أو قاتله

فليقل : إني صائم ، إني صائم" (متفق عليه)

و بين النبي صلى الله عليه و سلم أن هذا ليس من نافلة القول

بل هو حتم لازم لكل من أراد أن ينتفع من صيامه

فمن تهاون في هذا الجانب الخلقي فقد عرض صيامه للخطر و عدم القبول

قال صلى اله عليه و سلم : "من لم يدع قول الزور و العمل به و الجهل

فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه" (رواه البخاري)

إن أناسا يهتكون حرمة الصيام – فتسفل أخلاقهم ، و تسوء طباعهم

فيسيئون معاملة الخلق ،و يقسون على الصغير و الكبير ، و يعتدون على الحرمات

ثم بعد ذلك يتذرعون بالصيام في تبرير أفعالهم – لأناس قد جهلوا حقيقة الصيام و حكمه و ثمراته

و لم يعرفوا من معناه شيئا سوى الامتناع عن الطعام و الشراب فترة من الزمن .



رابعــا : التميز التربوي :


إن صيام رمضان لا يجب على الطفل حتى يبلغ ، و مع ذلك فقد استغل أصحاب النبي

صلى الله عليه و سلم مواسم الصيام في تربية أبنائهم على معاني الصبر و القدرة على التحمل

منذ نعومة أظفارهم .