المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التقوى


سامي العتيبي
27-08-2009, 04:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله أما بعد
فلقد أمرنا الله تعالى بالتقوى فقال (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))[آل عمران:102].
أيها الإخوة كم مرة سمعنا هذه الآية وكم مرة قرأنا هذه الآية في كتاب الله ولكن السؤال المهم ما هي التقوى وكيف نكون من المتقين وما هو موقف المؤمن من التقوى وما هي صفات المتقين ولتسمحوا لي أن أتناول هذه المحاور بشيء من الأسطر عسى أن يجعل الله بها فائدة لكاتبها والآن آن لنا الشروع بموضوعنا.فما هي التقوى؟
التقوى لغة : مأخوذة من الوقاية وما يحمي به الإنسان نفسه .
واصطلاحاً : أن تجعل ما بينك وبين ما حرم الله حاجباً وحاجزاً.
ولقد عرفها علي – رضي الله عنه- فقال(هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل)
وسأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كعباً فقال له ما التقوى ؟ فقال كعب : يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقاً فيه شوك ؟ فقال نعم. قال فما فعلت ؟ قال عمر - رضي الله عنه - أشمر عن ساقي وأنظر إلى مواضع قدمي وأقدم قدماً وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة. فقال كعب : تلك هي التقوى.
هذه لمحة يسيرة عن تعريف التقوى. وهنا قد يجول سؤال في خلدك أخي القارئ وقد تقول كيف أكون من المتقين فالجواب:
لكي تكون من المتقين عليك بالتالي:
الانقياد لشرع الله سبحانه والتسليم لقضاء الله وقدره والتأمل والنظر في بديع صنع الخالق سبحانه
ومما يعين على تحقيق التقوى الحرص على سلامة القلب فلا غل ولا حسد ولا كره ولا بغض وأن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك والإخلاص لله وكم هم أولئك المخلصون الصادقون وكم هم أولئك المراؤون الذين ادعوا الإخلاص والإخلاص منهم براء ومما يعينك على التقوى : هذا القلب لا بد من تنظيفه من كل الأمراض ومن هذه الأوبئة مرض حب الاختلاف والتحزب لغير أولياء الرحمن وهذا يعني حب أولياء الشيطان وموالاة المنافقين والمشركين ومعادات المؤمنين.
إذا علم هذا فاعلم أن على كل مؤمن ومؤمنة مجاهدة هؤلاء المنافقين. في هذا العصر أهمل الكثير من الناس جهاد المنافقين وطبعاً جهادهم لا يكون بقتالهم وإنما بالرد على شبههم وفضحهم للناس وذلك من خلال ذكر صفاتهم وتوضيحها للناس والتحذير من أعيانهم إذا لزم الأمر وليس هذا لأفراد الناس وإنما لعلماء الأمة. فالحكم بالنفاق أمر شرعي لا يطلق إلا على من يستحقه وهم في هذا الزمن كثير والبعض يظن أن المنافقين هم من أظهر الفسق وهذا خطأ بل قد يكون المنافق ظاهره الصلاح وباطنه الكفر والبغض لعباد الله ونعامل المنافقين كما أمرنا الله تعالى في كتابه وكما عاملهم النبي – صلى الله عليه وسلم- .
ومن المنفاقين نعود إلا المتقين .
في الحديث الصحيح( أفضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان . قالوا : صدوق اللسان نعرفه ؛ فما مخموم القلب ؟ قال : التقي النقي ؛ لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد) . وزاد ابن عساكر : قالوا : فمن يليه يا رسول الله ؟ قال : الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة . قالوا : ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالوا : فمن يليه ؟ قال : مؤمن في خلق حسن.
ويعينك على التقوى التعامل مع الآخرين: فلا غش ولا خداع ولا كذب ولا نفاق: لقول النبي
- صلى الله عليه وسلم - : (من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار) والبعض يستخدم اسم الله العظيم لترويج بضاعته أو في أمر تافه ويجعل الله عرضة ليمينه ويغفل هذا المسكين عن قوله تعالى (( وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))[البقرة:224]
وبعض الناس يحلو له أن يستخدم الرشوة لتيسير أمره في أمر لا يحق له و يتناسى حديث النبي صلى الله عليه وسلم لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي وقوله تعالى (( وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ))[البقرة:188]
كل هذه الأدلة وغيرها تدل على حرمتها وإن سميت هدية.
و ويعين على التقوى المطعم المشرب فلا يدخل جوفك الحرام . وإذا أكلت فاحرص على أن يكون أكلك سليماً من الناحية الشرعية كما تحرص على سلامة أكلك من الناحية المادية وفي الحديث (يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة, والذي نفس محمد بيده, إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما, وأيما عبد نبت لحمه من سحت, فالنار أولى به ) .والحديث في سنده نظر.
ومن الأمور المعينة على التقوى الجوارح : ومن تلك الجوارح اللسان قال عقبة بن عامر : يا رسول الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك).
كذلك البصر على المسلم أن يغض بصره قال تعالى ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ))[النور:30].
وجمع - سبحانه - بين غض البصر وحفظ الفرج ، باعتبارهما كالسبب والنتيجة ، إذ أن عدم غض البصر كثيرا ما يؤدى إلى الوقوع في الفواحش ، ولذا قدم - سبحانه - الأمر بغض البصر ، على الأمر بحفظ الفرج .
وجاء التعبير بقوله - سبحانه - { قُلْ } للإشعار بأن المؤمنين الصادقين ، من شأنهم إذا ما أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر ، فإنهم سرعان ما يمتثلون ويطيعون ، لأنه صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله - تعالى - الذي يجب الامتثال لأمره ونهيه .
وخص - سبحانه - المؤمنين بهذا الأمر ، لأنهم أولى الناس بالمخاطبة . وبالإرشاد إلى ما يرفع درجاتهم ، ويعلى أقدارهم . انظر الوسيط لسيد طنطاوي - (1 / 3072)
أعلم أني أطلت لكن الموضوع يستحق ذلك فلا تمل ولا تعجل علي .
هنا مسألة ما هو موقفك من التقوى؟
موقفك أيها المسلم من التقوى : أن تسأل الله سبحانه أن يجعلك من المتقين بل إماماً للمتقين .
عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى).وقال تعالى (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ))[الفرقان:74]
وأختم يسرد صفات المتقين مكتفياً بذكرها دون ذكر الدليل لأن القصد التذكير لا التعليم ولا الجدال وحتى لا نطيل فنمل فخذها مني سرداً مباركة ً عليك
من صفات المتقين:
ينفقون في السراء والضراء .
يكظمون الغيظ وقليل هم .
يعفون عن الناس .والعفو لا تكاد تجده في هذا الزمان فأصبح عزيزاً فهل تخلو القلوب من الضغناء فيما بينها
ومن صفاتهم إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون .
يخشون ربهم بالغيب وهم من الآخرة مشفقون.
يؤمنون بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين.
يؤتون المال على حبه لمن يحتاجه من ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين المحتاجين وفي عتق رقاب العبيد .
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة .
يوفون بعهدهم إذا عاهدوا .
يصبرون في البأساء والضراء وعند لقاء العدو .
يؤمنون بالغيب وينفقون مما رزقهم الله.
يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم . ويقال أنها صغائر الذنوب أو غير المتعمدة .
لا يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإنما يتناجون بالبر والتقوى .
من صفات المتقين أنهم أخلاء متحابون في الدنيا والآخرة لأن محبتهم لبعضهم وعلاقاتهم كلها لله وليس لغاية دنيوية وأين هي المحبة لله في هذا الزمان قليلة جداً والمحبة في الله لها موضوع آخر ومعناها أعظم مما يتوهم البعض لذلك لا تغضبوا من قولي هذا ومن المحتمل أن يكون رأي هذا خطأ فمن أراد التصويب فلا بأس عليه ولعل بعض الإخوة يكتب في هذا الموضوع ويسرد لنا التعريف والصفات وما هو معنى هذه المحبة وأين هي بيننا في زمن طغت به المنفعة .
والمتقون يعظمون شعائر الله ويجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله.
وفي الختام أصل لنهاية هذه الأسطر التي رفضت أن تقول لي كفى بل كانت تحتمل الكثير ولكن عزم ضعف ووقت ضاق وموضوع كبير جداً وهناك كتاب يستفاد منه ولقد حاولت أن أستفيد منه ولقد كان هو نعم المعين لي بعد الله في كتابة هذه الأسطر فلعلكم ترجعوا له وترجعوا قبل ذلك لكتاب الله وسنة رسوله وتعرضوا أنفسكم عليها لتروا هل أنتم من المتقين أم لا اسم الكتاب هو آيات التقوى في القرآن الكريم
للدكتور/ حسين علي خليف الجبوري
بحث متعدد الأغراض في التقوى بمعانيها المختلفة كما وردت في القرآن الكريم
فلعلكم تقرؤوه وتستفيدوا منه وهذا رابط للكتاب:
http://www.saaid.net/book/open.php?book=3733&cat=101
وفي الختام لعلي أكون قد أخطأت وهذا مؤكد لأن عمل ابن آدم لا بد من نقص فلعلك أخي القارئ أن تصوب لنا وتبين لنا .
وفي الختام أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتقين وأن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأن يرد كيد الحاسدين والحمد لله رب العالم ين والصلاة والسلام رسول الله

عطرالكون
28-08-2009, 03:02 AM
جزاك الله خير

ألم كلي أمل
28-08-2009, 06:02 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Medo0o
28-08-2009, 07:55 PM
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/572-Thansk.gif

ثلجة وردية
28-08-2009, 11:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله جنات الفردوس الأعلى
وجعل ماخطته اناملك في ميزان حسناتك بـأذن الله
بـآرك الله فيكِ ,
لك ودي

فتى الرائدية
29-08-2009, 03:05 PM
الله يجزاك خير ويكتب أجرك

نجمة المستقبل
29-08-2009, 04:50 PM
http://img178.imageshack.us/img178/6940/39976268xf5.gif

ابوعباس
29-08-2009, 05:09 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اخقق حاجه
29-08-2009, 07:20 PM
جزاك الله خير

الثقل
30-08-2009, 01:39 AM
الله يجزاك خير ويكتب أجرك