المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بن عثيمين الله يرحمه


شذى العبير
25-09-2009, 12:53 AM
السلام عليكم ..


في الحقيقة كان موضوع ( شخصيات ) يشغل بالي كثيراً ..


خصوصاً بعد قراءتي في هذه الإجازة عن كثير من الشخصيــات المثيرة للفضول !


تنوعت بين علمائنا الأجلاء ، وبين كبار علماء العلوم التجريبية ، و سير بعض كبار القادة ، وبعض رموز الحركات والثورات !


فأحببت أن تشاركوني ( متعة ) الغوص في سيرهم وتقليب صفحات حياتهم ..


بدأت بــ(ـابن عثيمين ) أولاً لحبي له ، ولكونه عالماً جليلاً نفع الله به وبعلمه وبفكره وبخُلقه الكثير !

ما سـأكتبه مزيج بين ما قرأت في الكتب وبين ما وجدته على صفحات الانترنت وبين ما سمعته من قصص واقعية للشخصيات ..

فأسأل الله الإعانة ..

http://www.cksu.com/vb/uploaded/29816/1223588459.jpg

فضيلة الشيخ الوالد : محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن آل عثيمين من الوهبة من بني تميم .
ولد في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ في عنيزة

نشأته العلمية :

ألحقه والده – رحمه الله تعالى – ليتعلم القرآن الكريم عند جدّه من جهة أمه المعلِّم عبد الرحمن بن سليمان الدامغ – رحمه الله -, ثمَّ تعلَّم الكتابة وشيئًا من الحساب والنصوص الأدبية في مدرسة الأستاذ عبدالعزيز بن صالح الدامغ , وذلك قبل أن يلتحق بمدرسة المعلِّم علي بن عبد الله الشحيتان – رحمه الله – حيث حفظ القرآن الكريم عنده عن ظهر قلب ولمّا يتجاوز الرابعة عشرة من عمره بعد.

وبتوجيه من والده أقبل على طلب العلم الشرعي، وكان فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – يدرِّس العلوم الشرعية والعربية في الجامع الكبير بعنيزة, وقد رتَّب اثنين من طلبته الكبار؛ لتدريس المبتدئين من الطلبة, فانضم الشيخ إلى حلقة الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع ـ رحمه الله ـ حتى أدرك من العلم في التوحيد, والفقه, والنحو ما أدرك.

ثم جلس في حلقة شيخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله, فدرس عليه في التفسير, والحديث, والسيرة النبوية, والتوحيد, والفقه, والأصول, والفرائض, والنحو, وحفظ مختصرات المتون في هذه العلوم.

ويُعدّ فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – هو شيخه الأول؛ إذ أخذ عنه العلم؛ معرفةً وطريقةً أكثر مما أخذ عن غيره, وتأثر بمنهجه وتأصيله, وطريقة تدريسه، واتِّباعه للدليل.

وعندما كان الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان – رحمه الله – قاضيًا في عنيزة قرأ عليه في علم الفرائض, كما قرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي – رحمه الله – في النحو والبلاغة أثناء وجوده مدرّسًا في تلك المدينة.

ولما فتح المعهد العلمي في الرياض أشار عليه بعضُ إخوانه أن يلتحق به, فاستأذن شيخَه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله – فأذن له, والتحق بالمعهد عامي 1372 – 1373هـ.

ولقد انتفع – خلال السنتين اللّتين انتظم فيهما في معهد الرياض العلمي – بالعلماء الذين كانوا يدرِّسون فيه حينذاك ومنهم: العلامة المفسِّر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي, والشيخ الفقيه عبدالعزيز بن ناصر بن رشيد, والشيخ المحدِّث عبد الرحمن الإفريقي – رحمهم الله تعالى -.

وفي أثناء ذلك اتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله -, فقرأ عليه في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية, وانتفع به في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها, ويُعدُّ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – هو شيخه الثاني في التحصيل والتأثُّر به.

ثم عاد إلى عنيزة عام 1374هـ وصار يَدرُسُ على شيخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي, ويتابع دراسته انتسابًا في كلية الشريعة, التي أصبحت جزءًا من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة, حتى نال الشهادة العالية.

تدريسه:

توسَّم فيه شيخه النّجابة وسرعة التحصيل العلمي فشجّعه على التدريس وهو ما زال طالبًا في حلقته, فبدأ التدريس عام 1370هـ في الجامع الكبير بعنيزة.

ولمّا تخرَّج من المعهد العلمي في الرياض عُيِّن مدرِّسًا في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374هـ.

وفي سنة 1376هـ توفي شيخه العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله تعالى – فتولّى بعده إمامة الجامع الكبير في عنيزة, وإمامة العيدين فيها, والتدريس في مكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع؛ وهي التي أسسها شيخه – رحمه الله – عام 1359هـ.

ولما كثر الطلبة, وصارت المكتبة لا تكفيهم؛ بدأ فضيلة الشيخ - رحمه الله – يدرِّس في المسجد الجامع نفسه, واجتمع إليه الطلاب وتوافدوا من المملكة وغيرها حتى كانوا يبلغون المئات في بعض الدروس, وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل جاد, لا لمجرد الاستماع, وبقي على ذلك, إمامًا وخطيبًا ومدرسًا, حتى وفاته – رحمه الله تعالى -.

بقي الشيخ مدرِّسًا في المعهد العلمي من عام 1374هـ إلى عام 1398هـ عندما انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, وظل أستاذًا فيها حتى وفاته- رحمه الله تعالى -.

وكان يدرِّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج ورمضان والإجازات الصيفية منذ عام 1402هـ , حتى وفاته – رحمه الله تعالى-.

وللشيخ – رحمه الله – أسلوب تعليمي فريد في جودته ونجاحه, فهو يناقش طلابه ويتقبل أسئلتهم, ويُلقي الدروس والمحاضرات بهمَّة عالية ونفسٍ مطمئنة واثقة, مبتهجًا بنشره للعلم وتقريبه إلى الناس.

مكانته العلمية:

يُعَدُّ فضيلة الشيخ – رحمه الله تعالى – من الراسخين في العلم الذين وهبهم الله – بمنّه وكرمه – تأصيلاً ومَلَكة عظيمة في معرفة الدليل واتباعه واستنباط الأحكام والفوائد من الكتاب والسنّة, وسبر أغوار اللغة العربية معانِيَ وإعرابًا وبلاغة.

ولما تحلَّى به من صفات العلماء الجليلة وأخلاقهم الحميدة والجمع بين العلم والعمل أحبَّه الناس محبة عظيمة, وقدّره الجميع كل التقدير, ورزقه الله القبول لديهم واطمأنوا لاختياراته الفقهية, وأقبلوا على دروسه وفتاواه وآثاره العلمية, ينهلون من معين علمه ويستفيدون من نصحه ومواعظه.

وقد مُنح جائزة الملك فيصل – رحمه الله – العالمية لخدمة الإسلام عام 1414هـ, وجاء في الحيثيات التي أبدتها لجنة الاختيار لمنحه الجائزة ما يلي:

أولاً: تحلِّيه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع, ورحابة الصدر، وقول الحق, والعمل لمصلحة المسلمين, والنصح لخاصتهم وعامتهم.

ثانيًا: انتفاع الكثيرين بعلمه؛ تدريسًا وإفتاءً وتأليفًا.

ثالثًا: إلقاؤه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة.

رابعًا: مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كثيرة.

خامسًا: اتباعه أسلوبًا متميزًا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, وتقديمه مثلاً حيًّا لمنهج السلف الصالح؛ فكرًا وسلوكًا.

وفاته :

تُوفي ـ رحمه الله ـ في مدينة جدّة قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال عام 1421هـ, وصُلِّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة عصر يوم الخميس, ثم شيّعته تلك الآلاف من المصلّين والحشود العظيمة في مشاهد مؤثرة, ودفن في مكة المكرمة.

وبعد صلاة الجمعة من اليوم التالي صُلِّي عليه صلاة الغائب في جميع مدن المملكة العربية السعودية.


http://www.cksu.com/vb/uploaded/29816/1223588546.jpg


هـــامش :

قضيت جزءاً كبيراً من إجازتي في القراءة في كتاب " لقاءات الباب المفتوح " وهو عبارة عن مجلد جمعت فيه لقاءات الشيخ العلامة محمد بن عثيمين وأسئلة الناس له وطبعت على شكل كتاب ..

وكان كتاباً نافعاً ـ بمعنى الكلمة ـ حيث يستفيد منه العامي قبل طالب العلم ، فيه أسئلة من جميع الأنواع ، إضافة إلى ذلكـ المواقف التي تحصل أثناء السؤال ..

ومما شدني فيه بعض هذه الوقفات :

جاءه السؤال التالي : فضيلة الشيخ محمد نحن أبناؤكم من (...) ونبشركم بأن الدعوة قائمة ... ونريد من فضيلتكم بعض النصائح والتوجيهات التي تفيدنا في الدعوة ..؟

فكان أول إجابة الشيخ ـ رحمه الله ـ أن أوصاهم بالتقوى والإخلاص و الرفق في الدعوة والنصح وأورد حديث (( ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ))

وورد عليه سؤال عن حكم الدش .. وورد في آخر السؤال ( وهل يُحكم على من أدخل الدش في بيته بأنه ديوث ) ؟

فأجاب الشيخ في حكم الدش بحكمة وفقه ونفى أن يُحكم على من أدخل الدش في بيته بالدياثة .. ثم وجّه حديثه للسائل ومن شاكله ( بأنه يجب على السائل أن يتجرد للحق في نقل الـمشكلة وألا يضيف عليها ما ينفّر منها وأن يجعل الحكم للمسؤول ليجيب ، و أن هذا مما ينتقده بعض الناس على الملتزمين من أنهم ينقلون المشكلة ويزيدون عليها ما ينفر منها )

وجاءه مجموعة من أهل الجزائر ـ المعروفين بتشددهم ـ وبعض كثرة الأسئلة ( المتشددة ) غضب الشيخ ووبخهم على تشددهم

وسُئل عن حكم غيبة الفاسق فأجاب بأنها محرمة ؛ لأنه لم يخرج من دائرة الإسلام .

وسئِل عن غيبة ولاة الأمر ، فأجاب بأنها أشد حرمة من غيبة غيرهم لأنها تدعو إلى التمرد عليهم والخروج عن طاعتهم .

وسُـئل عن الموسيقى التي يُجبر طلاب الكليات العسكرية على سماعها ـ بل حتى على أدائها ـ فبدأ إجابته بنصيحة للقائمين على هذه الكليات ، ثم قال بأن على الملتزمين والعقلاء أن يشاركوا في هذه الكليات لأنها إن لم يقم عليها أهل الثقة قام عليها من هو أقل كفاءة وديناً ـ وهذا من فقهه رحمه الله تعالى ـ

وسُئل عن حكم اللغة الانجليزية وتعلمها بـحجة أنها لغة كفار ؟

وبكل عقلانية أجاب الشيخ : بــأنه من قال بأنها لغة كفار ؟ بل هي لغة مثل كل اللغات يتحدث بها المسلم والكافر ، وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر أسامة ـ رضي الله عنه ـ بتعلم لغة اليهود .. وقال الشيخ في أثناء الجواب : بأنه يتمنى لو أنه يتقن اللغة الانجليزية للنفع العظيم الـذي تقدمه هذه اللغة في مجال الدعوة وتبيين الحق ، وأوصى الشيخ من أتقن اللغة العربية بأن يتعلم لغات أجنبية لينشر العلم والدعوة !

وأما عند الحديث عن أخلاق الشيخ فحدّث ولا حرج ..

فقد صلى معه أحد الأشخاص ليسأله سؤالاً فخرج الشيخ من أحد أبواب المسجد فلحقه السائل ـ وكان حـافياً ـ فلما سار مسافة مع الشيخ فوجئ الشيخ محمد بأن السائل يمشي حافياً ، وعلى الفور نزع الشيخ محمد حذاءه ليكون هو والسائل سواء ..

وكان الشيخ إذا أراد أن ينصح أحداً ينصحه بأسلوب مهذب فيسلم عليه ويرفع من قدره ثم يوجهه إلى الصواب بكل أدب واحترام

وكان الشيخ حليماً لا يغضب إذا أسيئ إليه ..

ومما يروى في ذلكـ أن أحد ( المصابين في عقولهم ) أخذ نعال الشيخ وقال له : لا أعيدها حتى تعطيني 100 ريال ، فتبسم الشيخ وأخرج 10 ريالات وقال : أعطيتكـ مئة ريال إلا تسعين !

ويروى أنه صلى في مسجده وأخطأ في القراءة ، فقام أحد المصلين ـ ممن لا يعرفون الشيخ ـ وقال : إذا ما تعرف تقرأ لا تصلي ..
فتبسم الشيخ ولم يعنفه ولم يؤنبه !


بل امتدت أخلاقه لتشمل الحيوانات ..

فكان من عادة الشيخ أن يأخذ معه بقايا الطعام وهو خارج إلى الصلاة ليطعم بها القطط ، وذات يوم خرج ولم يكن معه طعام ففوجئ بالقطط تنتظره عند الباب فرجع الشيخ وخرج من الباب الآخر خشية أن يكسر خاطر الحيوان

وكان الشيخ متواضعاً لا يعرف الكبر ، وخلوقاً مع الناس جميعاً ..

ومما يُروى عنه أن حضر اجتماعاً في الرياض لـهيئة كبار العلماء برئاسة شيخه الإمام : عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ ، فلما انتهى الاجتماع دعا الشيخ عبدالعزيز الحضور إلى وجبة غداء فـ(ـاستأذن ) الشيخ محمد من الشيخ عبدالعزيز في أن يحضر غداء عند بعض طلابه في الرياض ، فأجابه الشيخ عبدالعزيز : بأننا نحب أن تكون معنا لكن ما دام أنهم عزموكـ ما نردكـ !






هذا جزء يسير من حياة وسيرة هذا العلم الكبير ..

وبفقده فقدت الأمة الإسلامية عالماً فذاً ومفكراً كبيراً ورجلاً مربيــاً ..

ومهما قيل في سماحته فلن يوفى قدره ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ


منقول

الرحّال
25-09-2009, 01:09 AM
بصراحة..... إختيار موفق..... شخصيات يجب أن نرجع إليها ....لنستفيد

بارك الله فيك
حركت في نفسي ..... أشياء لا أستطيع التعبير عنها ...


أتمنى منك أن ترسل لنا مصادر موضوعك الرائع

الكـــاتمM
25-09-2009, 01:27 AM
الله يقوي قلبكي بالقوه والايمان
يسلمووووووووووووووووووووووووووووووو