المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أاكتب لغيرك ِ ، أمجنونة أنا ؟!


د. بنت العليّا
18-10-2009, 05:16 PM
أشفق على الأحاديث التيّ لا تصل يا نورة ، أحيانا ً الشفقة تشمل المُرسل وأحيانا ً أكثر لايطوله شيئا ً منها أما عن الغالب فبالتأكيد سيُحيط بظرف الرسالة ، ذلك أن كٌل الحروف المحبوسة في ذاك الظرف لايمكن أن تكون عرضه للتشمت بالمُرسل إلا أن تجاوزت مُدة الأرسال شهر ، وَ عبر وسيلة تُشبه تماما ً البريد الإلكترونيّ !






أكتب لك بخجل بعد أن جاءني صوتك ِ مُبشرا ً ، و َ مُترددا ً ..


أكتب لك ِ بعد الشهر الثالث من تلك الرسالة المُبكية :101:

د. بنت العليّا
18-10-2009, 05:18 PM
سأبدا ً من الختام يا صديقتي ، ولأنني تماما ً كما أنا لم أتغير مُنذ آخر لقاء بدوت فيه غير مُرتبة ، سأكون كذلك حتى في رسالتيّ ..

( 1 )
لو تعلمين ، كلما تذكرت أن المتبقي ست سنوات ، دعوت لك بالخيرة !
ليس لأن التحويل جاء قرارا ً غير صائب أو أنني شككت بصوابه ، وليس ايضا ً لأن صوتك حال أخباري بالقرار جاء مهرولا ً لا يطلب النُصح ولا المشورة ، بل لأنني كثيرا ً تمنيت أن نتخرج في عام ٍ واحد ، تمنيت كثيرا ً أن لاتتوقف تلك الصداقة التي ربطتني بك عند عتبة مدينتنا ، تمنيتها تستمر في عمل ٍ ظروفه مُتشابهه .. تمنيتك طبيبة يا نورة أكثر مما تمنيتها لنفسي !
أتعلمين حينما أخبرتيني بقرار التحويل ، كانت أشبه بفاجعة حال اغلاقـك هربت إلى النوم ظنا ً أن تخفف الراحة من وطأة الفجيعة التي حلت بيّ .. لم أستطع النوم ، ولم أخبر أحد عن التحويل تكتمت لمدة يوم واحد ، وفي اليوم التالي في غمرة التساؤلات ، أخبرت أمي ، أتعلمين لمّ ؟
لأنها دائما ً تلح على وصلك ، كانت تحبك ِ منذ زيارة المستشفـى تراك ِ تماما ً كما أراك ِ ..
أخبرتها وَ لم تكن ردة الفعل تماما ً كالفاجعة التي حلت بي ربما كان وقت غير مناسب لاجتذاب ردات فعل تليق بخبر صاعق كهذا !
- مهلا ً نورة ، ألم نقسم يوما ما قسم الطبيب ؟! ألم نتحسس عظامته سويا ً ؟
- يجيء صوتك في ذاك الصباح :
يالله يا توس بديت أقتنع بالطب ، المهنة عظيمة بغض النظر عن التعب وبدت تدخل مزاجي وأهلي تقريبا ً مافيه أي رده فعل ، ما أدري مشتته ، بس عاجبني ومقتنعة !
أخبرت ايمان وقتها بقرارك ربما لاتعرفينها جيدا ً لكنها تعرفك ِ تماما ً كما أعرفك وأشد ايضا ً ، مُنذ أن اقتحمت معرفك في ذاك المكان الذي بت ِ لا تطيقينه وبدأت اقرأ لها مواضيعك بدأت معرفتها بك ِ ، كانت تصيبها الدهشة يا نورة ، تقسم أن ما اقرأ ليس لفتاة لم تتجاوز الثامنة عشر ، وَ كنت أخشى عليك ِ من أن تصيبك ِ بشر غير مستقصد ، لاتخافي كُنت حريصة على أن القنها خلف كُل مقال " ماشاء الله " ، إلى أن باتت تسألني حال كٌل مكالمة اغلقها :
- مين نورة ؟
الآن بت أيقن يا نورة أنك ِ ممن أحبهم الله !




( 2 )


هاتفي يا نورة ، لم تكوني غائبة عنه !


و أن كان الغياب مشوها ً عندنا حيث لا مكان للأشتياق الذي تلوثه ( العتابات المُبالغ بها ) ..


أمر كثيرا ً على رقمك ، دون أن أتصل ليس لأنني أجيد استنهاض الشوق بهذه الطريقة القديمة بل لأن مامررت به كان كفيل بالمرور اللحظي ، ذاك المرور الذي يحسبه بعض ممن عاشرت استنجاد شوق !


( 3 )
أمر جميل أن تصلي لتلك المرحلة أغبطك كثيرا ً ،
أمازلتِ تذكرين قناعاتي بالناس ، استنتاجات ردات الفعل التي غالبا ً ما تكون صحيحة تفهمي لمن هم حولي أو على الأقل بمحاذاتي ، لم أعد كذلك يا نورة !
صرت أتكتم كثيرا ً أهرب كثيرا ً للنوم للغناء لكل الأشياء التي لا تعيرني أهتمام ، و أستنجد منها مرحلة أخلاء !
لا أعلم لم ّ ، بل أعلم ولكن لا أريد أن أطيل النقاش في موضوع ِ كهذه ،
اوووووه دعينا نتفق على أنني أدعي العلم ، ولاتحاولي مساعدتيّ !
صرت أهرب للكتابة ، حتى المواقف التي تؤلمني صرت أكتبها ، علما ً أن صديقي الجديد بات يؤنبني على كتابة تلك المواقف ، يشبهها بالكتابة للأختبار ، يقول لي محاولا ً اقناعي :
- ألم تحاولي يوما ً أن تكتبي منهجا ً أو قانونا ً مدرسيا ً لحفظه أو لمحاولة استحضاره حال التورط في أي امتحان ؟
وكعادتي في الهروب من الاقناع المنطقي ، ايماءة تظاهرية ، ليكمل ..
- امممم المواقف تماما ً كالكتابة للأختبار ، ستعود يا توس في وقت ٍ تكونين في أمس الحاجة لنسيانه ، لذلك عاهديني على أن تتوقفي .
وللأسف إلى هذا اليوم لم يأخذ عهدا ً ولم اقتنع !



( 4 )


اممممم نورة أتعلمين بالأمس التاسع والعشرين من رمضان كُنت أردد :


- العيد سيكون الأسوء ، سيكون الأسوء !


كٌنت أردد كي لا اتأمل كثيرا ً به ،


لكن مع صوتك لن يتكرر ، نورة كُنت مُحيية ، كُنت جميلة جدا ً كان صوتك الأكثر خيرا ً ، لم يكن العيد مُحملا ً بالخير بل صوتك ِ هو الخير وتلك البشارات كانت مُبكية من شدة الفرح ..


الآن عُدنا زميلات مهنة الآن فقط بُت أعشق أن أكون عربية من حيث البدايات ، والنهايات ايضا ً .


- ستتزوجين ! يالجمال النون التي تخصك ، ويالفضاضة الكلمة !


ستكونين أما ً أمقتنعة بذلك ، ستنجبين نساء يشبهنني كما آمنت الملائكة !


أفخورة بهن قبل مجيئهن أم تخشين التربية كما أخشاها ؟


دعينا نتحول عن الحديث عن الأنجاب ، مازال الوقت مُبكرا ً


سأعود لصوتك المُبكي .. لو تعلمين فقط كيف يتكرر صوتك ِ كل ثانية مُنذ الأغلاق ، لما ترددتي في أن يكون يوم العيد مُخصصا ً لي ،


نورة كانت البشارة الأجمل ، من امرأة لطالما تمنيت أن نتقاسم أنا وهيّ كُل الصفات !


مُباركا ً لك يا حبيبتي ، لك ِ كُل الحب ، ولوالدتك ايضا ً نصيب منه ..

د. بنت العليّا
18-10-2009, 05:19 PM
- رسالتي هذه كانت ردا ً على رسالة وجهتها صديقتي نورة قُبيل ثلاثة أشهر إلى بريدي ، علما ً أنها تعيّ جيدا ً مدى اهمالي لرسائل البريد .
وبالأمس جاءني صوتها قلقا ً تماما ً كأم .. وَ مُبشرا ً ايضا ًبعودتها لدراسة الطب خارج البلاد وباقتناع تام وَ مُذكرا ً بضرورية قراءة رسالتها عبر خاصية البحث التي أشكر كثيرا ً من قام باختراعها .. ذلك أنها سهلت كثيرا ً علي ّ إيجاد رسالتها بين ألف وخمس مائة رسالة من دون مُبالغة :) !