المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مليار ريال علاج السعوديين بالأردن


يتيم الامه
24-10-2009, 01:06 PM
لم يكن شارع الخالدي في عمان مجرد شارع عادي في نظر السعوديين بل يمثل لهم بارقة أمل للحصول على صحة أفضل فالشارع يحتوي على 450 عيادة متخصصة يوجد بها نخبة أطباء الأردن.والشارع على قصره يتواجد به العرب بكثرة طلبا للعلاج يمثل السعوديون نسبة 8 % بعدد 15 ألف سعودي محتلين المركز السادس في القائمة ومنفقين أكثر من مليار ريال سنويا في عام 2008، فيما يتوقعون ارتفاع العدد والدخل بنسبة 10 إلى 12% لعام 2009.
ومن جهتها تمنت السفارة السعودية في عمان افتتاح مركز إرشاد صحي تحت المظلة الدبلوماسية لتوعية وإرشاد الأعداد الكبيرة من السعوديين وتوجيههم وتوعيتهم ومتابعة حالاتهم.
وبحسب بعض السعوديين المتواجدين في الأردن للعلاج واغلبهم من المناطق الحدودية ومناطق الشمال والشمال الغربي من السعودية أكدوا أن سبب حضورهم جودة الخدمات الطبية المقدمة لهم في الأردن وانخفاض أسعارها مقارنة بالمستشفيات والمستوصفات السعودية، مشيرين إلى أن بعد مدينة الرياض عنهم وعدم توفر أسرة تنويم في اغلب الأحيان أجبرهم على السفر إلى عمان لقرب المسافة من جهة وانخفاض التكاليف من جهة أخرى.
في الوقت نفسه يتمنى هؤلاء إنشاء مستشفى تخصصي في المنطقة الشمالية الغربية ليخدم منطقة الحدود الشمالية والجوف والقريات ويعفيهم من عناء السفر ومشقته سواء للأردن أو الرياض.
"الوطن" أجرت هذا التحقيق لتبيان الفرق الكبير في الخدمات الصحية المقدمة في المناطق الشمالية والشمالية الغربية ونظيرتها في الأردن ومقارنة أسعار الخدمات الطبية المقدمة من قبل المستوصفات والمستشفيات الخاصة مع المستشفيات الأردنية لنكتشف مدى الفارق الكبير في السعر والنوعية والتي تصل أحيانا إلى أكثر من 90% من تكاليف الخدمات الطبية لصالح الجانب الأردني.
في البداية قال نقيب الأطباء الأردنيين الدكتور أحمد العرموطي لـ"الوطن" أن أهم الأسباب لقدوم السعوديين للعلاج في الأردن الخدمات السريعة المتطورة وامتلاك أطبائنا لخبرة ممتازة على المستوى المحلي والعالمي بالإضافة إلى أن البيئة الأردنية بيئة محافظة وهو سبب مهم للكثير من الإخوة السعوديين والنقطة الأهم هي أن كلفة العلاج والعمليات الجراحية لدينا تقل كثيرا عن كلفتها في الدول الخليجية أو الأوروبية أو بعض الدول العربية المجاورة لنا وتقدم على مستوى متميز بالإضافة إلى قرب عمان نسبيا من الحدود الشمالية الغربية من السعودية.
وأوضح العرموطي إن اغلب السعوديين القادمين للعلاج في الأردن هم من المدن الحدودية القريبة في الشمال والشمال الغربي وان كان هناك سعوديون يحضرون من مناطق بعيدة أيضا.
وبحسب العرموطي فإن السعوديين لا يمثلون الرقم الأول في نسبة المرضى بالنسبة للعرب فالسودان واليمن والجزائر وليبيا في فترة معينة أكثر من السعوديين الذين يقدمون لهدف السياحة الطبية والذين يحضرون لفحوصات مخبرية أو بعض العمليات التي لا تحتاج إلى وقت طويل.
وأوضح العرموطي أن كافة الأمراض يجد السعوديون لها علاجاً في الأردن، ابتداء من أمراض القلب إلى السرطان مروراً بالكلى وغيره وليس هناك مرض معين يقدمون لأجله.
وعرض العرموطي بعض أسعار العمليات والخدمات قائلا إن سعر تشطير القرنية مثلا تكلف بالأردن مبلغ (800 دينار) أي ما يعادل 4000 آلاف ريال (تجرى بالسعودية في المستشفيات الخاصة بما لا يقل عن 10 آلاف ريال) فيما تجرى عملية الزائدة بمبلغ 200 دينار (1100 ريال تقريبا) فيما خدمة أشعة الستي سكان(الرنين المغناطيسي ) 100 دينار (وفي السعودية تتراوح بين 1800 إلى 2500 ريال).
وبحسب العرموطي فإن الأدوية الأردنية ذات جودة عالية ومع ذلك ذات أسعار منخفضة مثل أدوية السرطان والإنجاب وأقل من الدول الخليجية.
وعن حجم إنفاق المرضى السعوديين في الأردن قال العرموطي ضاحكا: يا سيدي الله يبارك فيكم وفي أموالكم"، وقال من واقع الإحصائيات للسياحة الطبية في الأردن تمثل ما مقداره أكثر من 600 مليون دينار (أكثر من 3.5 مليارات ريال) يمثل منها الإنفاق السعودي أكثر من 200 مليون دينار(مليار ومئة مليون تقريبا).

رقابة مشددة

وعن الرقابة على الأسعار أوضح العرموطي أن الأسعار موحدة في الأردن فلا يمكن أن تجد عيادة تختلف عن الأخرى إلا بمقدار بسيط حسب نوع الخدمة وتعقيدها وان الرقابة شديدة من قبل نقابته في مراقبة الأسعار والتي تصدر لائحة سنوية للأسعار وتنشر الجريدة الرسمية وبموافقة وزارة الصحة ويعاقب الدكتور المخالف فيما تقدم المستشفيات العسكرية خدماتها الطبية للعرب بغض النظر عن جنسياتهم بأسعار تقل عن المستشفيات الخاصة.
وأوضح العرموطي إن شارع الخالدي مثلا يوجد به أكثر من 450 عيادة وأكثر من 500 طبيب متخصص فلا يحتاج المريض عناء البحث عن طبيب متخصص لحالته.
وعن مدى التعاون بين المملكة والأردن في المجال الطبي قال العرموطي إنني اسمع وأقرأ عن التطور الطبي الحاصل في السعودية والتقيت بوزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة من خلال زيارته للأردن وأبدينا كل التعاون في تطوير القطاع الصحي في السعودية ومن خلال التواصل بين وزير الصحة الأردني الدكتور نايف الفايز ونظيره السعودي وهناك مشروع تدريب أطباء سعوديين في السعودية بإرسال بعض الأطباء الأردنيين المتميزين في بعض التخصصات لتدريبهم متوقعا إن يؤتي المشروع ثماره قريبا بالإضافة إلى وجود طلب لاستقدام عدة مئات من الأطباء الأردنيين للعمل في مستشفيات المملكة.

تفاوت الأسعار

وأوضح رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الأردنية الدكتور فوزي الحموري إن عدد المرضى المراجعين للمستشفيات الخاصة في الأردن بلغ لعام 2008، 210 آلاف مريض يشكل السعوديون منهم ما نسبته 8% أي ما يقارب 15 ألف مريض ومتوسط ما يدفعه المريض من 3,5 إلى 4 آلاف دولار دون أن يدخل في الإحصائية من يراجعون المستشفيات العسكرية أو الكشفيات والمراجعات العادية.
وعن أسباب تفاوت السعر وتذرع بعض أصحاب المستشفيات من أن شركات الأجهزة الطبية تبيعها لنا بأسعار مرتفعه أوضح الحموري أنه لا يعلم عن أسعارها في السعودية ولكن جهاز الستي سكان (الملتي سلايس) يتراوح سعره بين نصف مليون دولار إلى مليون دولار وبالنسبة لجهاز الرنين المغناطيسي يتراوح سعره بين 750 ألف والمليون وربع دولار وسعر الأشعة للمريض تبلغ 100 دينار للرنين المغناطيسي و50 ديناراً للستي سكان بينما تبلغ لديكم أكثر من هذا السعر بكثير.
وعن أبرز المشاكل التي يتعرض لها السعوديون في الأردن أن البعض منهم يحضر في مراحل متأخرة من المرض مما يضطرنا إلى إبلاغه أنه لا علاج له لدينا والبعض منهم يرسل التقرير الطبي ونحدد له السعر بناء على التقرير الطبي وعند حضوره نكتشف أن لديه مشاكل صحية أخرى لم يتطرق لها التقرير مما يتسبب بفارق كبير في السعر يكون المريض لم يضعها في اعتباره.
وأوضح الحموري أنه حسب علمه فإن الإقامة درجة أولى في بعض مستشفيات مدينة جدة تصل إلى 500 دولار بينما في أرقى المستشفيات الأردنية تصل إلى 100 دولار وهذا يمثل خمسة أضعاف.
وبين الحموري أن الأسعار في المستشفيات الخاصة تخضع إلى مراقبة من وزارة الصحة الأردنية وفي حالة المخالفة فإن مجرد ذكر نوع العلاج أو العملية تعلم اللجنة المخصصة لذلك وجود مخالفة في الأسعار أو لا حتى وصلنا إلى مرحلة الرقابة الذاتية من قبل المستشفى نفسه فلك أن تتخيل أنه من بين 210 آلاف مريض عام 2008 لم يتقدم لنا بشكوى سوى 7 أو 8 حالات فقط فالأسعار محددة سواء الأشعة أو المختبرات أو العمليات ولا يمكن التلاعب بها.
وعن مدى التعاون الطبي بين السعودية والأردن قال الحموري إنه يكفي أن 20% من المتقدمين للبورد الأردني هم أطباء سعوديون لأن البورد الأردني يماثل الزمالة البريطانية.
وعن أنواع الأمراض التي يعاني منها السعوديون قال الحموري إن أمراض القلب والشرايين هي الأكثر وبعدها أمراض العمود الفقري والمفاصل ومن ثم زارعة الكلى وأخيراً الأمراض المختلفة الأخرى.

ملحق صحي إرشادي

وفي تعليقات السفارة السعودية حول الموضوع وعلى لسان المستشار الإعلامي فيها الدكتور علي بن محمد العباد أوضحت أنه لا يوجد رقم معين لعدد السعوديين القادمين للأردن بهدف العلاج في المستشفيات والعيادات الأردنية إلا أننا نعلم علم اليقين إن الكثير من السعوديين وخاصة من المناطق الشمالية والشمالية الغربية من المملكة يطلبون العلاج في الأردن، مضيفا أنه ولله الحمد لم تحضر إلى السفارة أي شكوى من قبل هؤلاء حول الخدمات المقدمة لهم ولم يعانوا من عمليات نصب واحتيال أو خدمات ناقصة مما يدل على جودة الخدمات المقدمة لهم.
وطالب العباد بإقامة ملحق صحي إرشادي على غرار بعض السفارات الأخرى التي تتواجد بها المراكز على الرغم من عدم عملها بشكل جيد نظرا لقلة السعوديين المعالجين في تلك البلدان مضيفا أن هناك ضرورة لافتتاح المركز في المملكة الأردنية تحت المظلة الدبلوماسية لتقديم الخدمات لمواطنينا وتوجيههم وإرشادهم وحتى لا تحصل لهم مخالفات قانونية لا يعلمون بها.
وأوضح العباد أن تفاوت الأسعار بين القطاع الخاص في السعودية مقارنة بالأردن هي أبرز عوامل جذب المرضى السعوديين للأردن ففارق السعر مع نفس الخدمة عامل جذب كبير لهم فلا فرق في الخدمات المقدمة في المستشفيات لدينا وهنا إنما فرق السعر الكبير هو ما يجذبهم بعد عامل الاستغلال الكبير الذي يمارسه القطاع الخاص لدينا موضحا أنه لو كان الفارق 15 إلى 20 % لكان الأمر مقبولا إنما يصل إلى أكثر من 50% فهذا غير مقبول على الإطلاق.
وتمنى العباد وجود لائحة أسعار موحدة في السعودية على غرار المعمول به هنا في الأردن حتى يكون المريض على معرفة تامة بما يدفعه خصوصا أن توجيهات خادم الحرمين واضحة والدليل وجودنا هنا لخدمة مواطنينا أينما كانوا.

مستشفى تخصصي في الشمال الغربي

وقال المواطن سالم الشراري الذي التقته "الوطن" خلال مراجعته في أحد أقربائه الذي لم يجد فائدة من علاجه بالسعودية على حسب قوله إن الخدمات الطبية المقدمه لهم في مدينة القريات ضعيفة وقال (بصراحة لدينا أطباء يتعلمون بنا تعلماً)، مضيفا أن لدينا مرضى تلقوا العلاج بالسعودية لمدة أسبوع وعشرة أيام وبعد إن أحضرناهم للأردن بتروا أطرافهم بعد تعفن بسبب العملية التي أجريت لهم عندنا.
وأضاف الشراري أن الأسعار حتى وإن كانت غالية نسبيا فإني على استعداد للدفع هنا بسبب وجود أطباء ماهرين وعلاج ممتاز موضحا أنه لو وجد مثل هذا المستشفى (في إشارة إلى المستشفى التخصصي في الأردن) وأسعاره مضاعفة لدفعت وأنا مرتاح.
وأوضح الشراري أن لديهم مريضاً في المستشفى قالوا لهم في السعودية إنه لا علاج له بعد إصابته بجلطة إلى مذيبات ومسيلات للدم ولا يمكن أن نوجد له سريراً ويجب أن يبقى في البيت واضطررنا إلى نقله ومازال منوماً في الأردن.
وأوضح الشراري أن الخدمة الطبية في القريات سيئة جدا فهناك أطباء منذ كان عمري 7 سنوات وأنا أعرفهم وما زالوا يعملون على الرغم من أن عمري الآن 32 سنة.
وقال المواطن مبارك السواحلة إن أسباب قدومهم للعلاج في الأردن إن المستشفيات السعودية تحتوي على أجهزة لا توجد في الأردن ولكن تنقصها اليد العاملة المشغلة لها فأكثر الأطباء والمشغلين ليسوا على مستوى عال.
وبين الشراري أن بعد المسافة من القريات إلى الرياض تضطرهم إلى الذهاب إلى الأردن فالحجوزات الخاصة بالطيران والمواصلات بالرياض تشكل مشكلة لنا.
وطالب السواحلة بإيجاد مستشفى تخصصي في القطاع الشمالي الغربي من السعودية ليكفينا عناء السفر ومشقته وتقديم خدمات طبية تفي باحتياجاتنا.

فرق الأسعار أكثر من 80%

وقال المواطن غريب مرزوق الممرط من أهالي مدينة حائل الذي يعاني من دوالي في البطن إنه وبعد الكثير من المحاولات مع أحد المستشفيات الخاصة (تحتفظ "الوطن" باسمه) في مدينة الرياض لتخفيض سعر العملية المراد إجراؤها له إلى سعر معقول لم يتوصل إلى أكثر من 10 آلاف ريال فيما استطاع إجراءها في الأردن بمبلغ 1850 ريالاً فقط في مركز الأمير حسين بن عبدالله لجراحة الكلى وزراعة الأعضاء مستغربا الفرق الكبير بين الأسعار بيننا وبين الأردن على الرغم من إشراف أطباء كبار على العملية. http://www.alwatan.com.sa/news/images/print.gif (javascript:open_win())

AYAWASEL
29-10-2009, 12:14 AM
تسلم على طرحك المميز ...........