المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص الاشقياء


أبو سعدية
04-11-2009, 08:17 PM
من قصص الأشقياء


القصة الأولى


نهاية زان

هذه القصة ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه «الجواب الكافي»؛ قال: كان رجل واقفًا بإزاء بابه فمرت امرأة فسألته عن حمام للبخار يقال له حمام منجاب، وكان بابه يشبه باب الحمام فأشار إلى بيته قال: هذا حمام منجاب مشيرًا إلى بابه، فدخلت الدار ودخل وراءها، فلما رأت نفسها في داره وعلمت أنه قد خدعها أظهرت له البشرى والفرح باجتماعها معه، وقالت له: يصلح أن يكون معنا ما يطيب به عيشنا وتقر به عيوننا، فقال لها: الساعة آتيك بكل ما تُريدين وتشتهين. وخرج وتركها في الدار ولم يغلق الباب، فأخذ ما يصلح ورجع، فوجدها قد خرجت وذهبت ولم تخنه في شيء، فهام الرجل وأكثر الذكر لها، وجعل يمشي في الطريق ويقول:
يا رب قائلةٍ يومًا، وقد تعبت




كيف الطريق إلى حمام منجاب



فبينما هو يوم يقول ذلك، وإذا بجارية تجيبه من طاق:
هلا جعلت سريعًا إذ ظفرت بها






حرزًا على الدار أو قفلاً على الباب



فازداد هيمانه وحبه وتعلقه بها، فعندما حضرته الوفاة قيل له: قل لا إله إلا الله. فأجاب:
يا رب قائلة يومًا وقد تعبت




كيف الطريق إلى حمام منجاب



حتى فاضت روحه وما نطق الشهادة والعياذ بالله، والنبي r يقول: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»([1] (http://www.alraidiah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1)). ولكنه حيل بينه وبينها والعياذ بالله؛ لأن الإنسان لا يذكر عند موته إلا ما كان محافظًا عليه في حياته فنسأل الله حسن الختام.

القصة الثانية


نهاية رجل يعمل عمل قوم لوط ([2] (http://www.alraidiah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2))

قال ابن القيم: يروى أن رجلاً أحب شخصًا، فاشتد كلفه به وتمكن حبه من قلبه حتى وقع ألمًا به ولزم الفراش بسببه، وتمنع ذلك الشخص عليه، واشتد نفرةً عنه، فلم تزل الوسائط يمشون بينهما حتى وعده بأن يعوده، فأخبره بذلك الناس، ففرح واشتد فرحه وانجلى غمه، وجعل ينتظره للميعاد الذي ضرب له، فبينما هو كذلك إذ جاءه الساعي بينهما فقال: إنه وصل معي إلى بعض الطريق ورجع. ورغبت إليه وكلمته.
فقال: إنه ذكرني وفرح بي، ولا أدخل مدخل الريبة، ولا أعرض نفسي لمواقع التهم، فعاودته فأبى وانصرف، فلما سمع البائس أسقط في يده، وعاد إلى أشد مما كان به، وبدت عليه علائم الموت، فجعل يقول في تلك الحال:
اسلم يا راحة العليل




ويا شفا المُدنّفِ النحيل


رضاك أشهى إلى فؤادي




من رحمة الخالق الجليل



فقلت له: يا فلان اتق الله، قال: قد كان. فقمت عنه، فما جاوزت باب داره حتى سمعت صيحة الموت، فعياذًا بالله من سوء العاقبة وشؤم الخاتمة.
فلعل في هذه القصة عبرة للذين يعشقون المردان ويحبونهم، والذين قد ينتحر كثير منهم بقيامه بحركات جنونية بالسيارة وهو ما يسمى بالتفحيط، فما ظهرت هذه الظاهرة إلا من أجل هذه الجريمة، فلعل من كان يفعل هذه الجريمة إذا تأمل هذه القصة أن تكون له رادعًا وزاجرًا، وما يتذكر إلا أهل القلوب الحية: }إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ{ [ق: 37].

القصة الثالثة


نهاية غريبة

ذكر لي أحد الإخوان التائبين قال: كنتُ أنا واثنين من زملائي ممن يستخدمون المخدرات، وبالذات الحبوب الحمراء، وفي يوم من الأيام استخدمتها في نهار رمضان حتى سكرت، وبقي معي منها سبع حبات وضعتها في علبة كبريت ووضعتها علي كُمُدينةِ الغرفة، فأتت زوجتي عند الغروب ومعها ابنتي التي تبلغ من العمر سنة، وكانت تحاول إيقاظي من النوم لإيهام أهلي أني صائم، وفي أثناء إيقاظها لي ضُرب الجرس فنزلَت لتفتح الباب، وأثناء نزولها قامت الطفلة الصغيرة متكئة على الكمدينة وتناولت العلبة التي فيها الحبوب المخدرة فوضعتها في فمها، فسال عليها لعابها فانفتحت العلبة في فمها فابتلعت خمس حبات وسقط الباقي على الأرض، فبعدما عادت أمها إليها وإذا بها ساقطة على الأرض، فحملها أخي إلى المستشفى وعملوا لها عملية تنظيف، فبعدما أفقت من سكري وعلمت القصة عقدت العزم على أن أتوب فأخبرت صديقيَّ صديقا السوء بالقصة فقالوا: الأمر هين، اترك الحبوب واستغن عنها بالشراب. وفعلاً أخذت بنصيحتهم ولكن الله امتن علي بأصدقاء دعوني إلى طريق الصلاح والهداية، فاستقمت على دين الله وتحولت من مدمن للمخدرات بعدما طلبت العلم إلى مغسل للموتى، وأخبرت أحد طلبة العلم بخبر صاحبيَّ القدماء اللذين كنت أرافقهم وهم مدمنون للمخدرات؛ ترويجًا واستعمالاً، فنصحني بأن أنصحهم، فإن تابوا وإلا أبلغ عنهم، وفعلاً أخذت بالنصيحة وذهبت إليهم ولكن دون جدوى، فبلغت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمت مراقبتهم، وقبض على أحدهم متلبسًا بجريمته وأدخل السجن وقدر الله له الهداية؛ إذ إنه أتى أحد الدعاة إلى السجن وألقى موعظة كانت سببًا في هدايته، وعندما حدثت أزمة الخليج شمله العفو فخرج من السجن، وبعد خروجه أخذ زوجته وأولاده وذهبوا إلى مكة لأداء العمرة، وبعدما رجعوا إلى الرياض، وبعد بضعة أيام من رجوعه وفي يوم من الأيام أحس بثقل في جسمه فقال لزوجته: إنني سأدخل إلى الغرفة لأقرأ القرآن ثم أسترخي قليلاً، فإذا أردت شيئًا فإني هناك. وفعلاً فتح صاحبي القرآن وأخذ يقرأ حتى أتاه ملك الموت ليقبض روحه وهو قارئ لكتاب الله، ففرحت فرحًا شديدًا عندما علمت بهذه الخاتمة الحسنة.
أما صاحبي الثالث فإني خرجت يومًا من الأيام فوجدت زحامًا شديدًا وسيارات للشرطة مجتمعة عند دورات مياه المسجد القريب من بيتنا فذهبت أنظر الخبر، وإذا به أفاجأ برجال الشرطة يخرجون صاحبي من الحمام ضاربًا لإبرة الهيروين المخدرة وقد مات وبقي في هذا الحمام ثلاثة أيام حتى أنتنت رائحته وتغير شكله وتمزقت ثيابه، فحزنت حزنًا شديدًا على هذا الصاحب الذي مات هذه الميتة التي لا تسر إلا الأعداء، فنسأل الله حسن الخاتمة.

القصة الرابعة


نهاية مدمن([3] (http://www.alraidiah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3))

خرج أحد الإخوان صباحًا باكرًا وإذا بأحد جيرانه يناديه، فيقول: انطلقت إليه مسرعًا فرأيت أمرًا عجبًا! رأيت شابًا يبلغ من العمر أربعًا وعشرين سنة وقد أدخل في كيس نفايات سوداء، وقد ضربت إبر الهيروين في يديه اليمنى واليسرى ودهستا يداه بالسيارة، ورمي على المزبلة، فيقول صاحبنا: دهشت لهذا المنظر الذي ما كان يخطر في بالي أن يقع لشاب من شباب المسلمين وحزنت على نهاية هذا الشاب المؤلمة، فلعل في هذه الحادثة عبرة لمن يتعاطى المخدرات، وأن يعلم كل صاحب معصية أن الأعمال بالخواتيم كما قال عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال بخواتيمها»([4] (http://www.alraidiah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4)).

القصة الخامسة


نهاية شاب لا يصلي

ذكر الشيخ عبد الله حماد الرسي في أحد أشرطته أنه وقع حادث في الرياض على إحدى الطرق السريعة لثلاثة من الشباب يستقلون سيارة واحدة، فتوفي اثنان في الحال وبقي الثالث في آخر رمق، فقال له رجل المرور: قل لا إله إلا الله. ولكن المصيبة أنه أخذ يقول: هو في سقر هو في سقر هو في سقر. حتى مات، فاندهش رجل المرور من هذا الكلام الذي سمعه فسأل: ما هي سقر؟ فوجد الجواب هو قوله تعالى: }مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ{. [المدثر : 42-43]؛ فلعل في هذه القصة عبرة لكل من ضيع الصلاة أو أخر صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، كما هو حال كثير من الناس في هذا الزمان نسأل الله السلامة والعافية.

القصة السادسة


نهاية شاب أدمن سماع الأغاني

ذكر لي أحد الدعاة الذين أثق فيهم قال: كنت يومًا ذاهبًا لقضاء حاجة لي، فعندما صعدت جسر الخليج في الرياض وإذا بي أجده مكتظًا بالزحام، فعندما نظرت إلى الأمام وإذا بي أجد حادث تصادم بين سيارتين، فنزلت لعلي أن أساعد في إسعاف المصابين، فإذا بي أجد شيخًا كبيرًا في السن ذو لحية بيضاء يقوم بإنزال أحد سائقي السيارتين، فإذا به شاب صغير يبلغ من العمر ما يقارب العشرين سنة، وإذا به ملطخ بالدماء، فوضعه الشيخ على ركبته وأسند رأسه بيده وأخذ يردد: لا إله إلا الله. لعله يتلقنها؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله»([5] (http://www.alraidiah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5)).
ولكن المصيبة أن الشاب الذي أدمن سماع الأغنية ما حفظ عند موته إلا هي، فقال له الشيخ: قل لا إله إلا الله. وأخذ يردد أغنية يقول فيها: أنا ما أنساك لو تنسى، أنا ما أنساك لو تنسى. حتى مات، فنسأل الله السلامة والعافية وحسن الخاتمة؛ فلعل في هذه القصة عبرة لكل مسلم يسمع الأغنية التي هي شعر إبليس وهي عدوة القرآن.
حب الكتاب وحب ألحان الغنا
في قلب عبدٍ ليس يجتمعان



* * * *


([1]) تقدم تخريجه.

([2]) كتاب التذكرة ص59 وكتاب الجواب الكافي ص249.

([3]) هذه القصة وقعت في عام 1411ﻫ في الرياض في يوم خمسة من عيد رمضان ذكر القصة لي إمام المسجد وجاره الذي شاهد الحادث.

([4]) رواه البخاري بطوله عن سهل بن سعد فتح الباري ص330 ج11.

([5]) صحيح الجامع ص916 ج2.

ثلجة وردية
04-11-2009, 11:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعطيـك ال ع ــافيـه
ولايحــرمكـ الاجــر والجــنه
دمــت لفعــل الخيــــر..

عزيزة نفس
05-11-2009, 02:56 AM
الله يعطيك العافية



قصص روعه



بانتظار جديدك

فتى الرائدية
07-11-2009, 11:13 AM
تسلم وبارك الله فيك

المــســافــر
07-11-2009, 08:11 PM
الله يعطيك العافية ،،،،،

شمس الرائدية
07-11-2009, 08:23 PM
يعطيك الف عافيه والله يجزاكـ الجنهـ

أبو سعدية
10-11-2009, 12:24 AM
أشكرلكم مروركم جميعا

شموخي عزي
10-11-2009, 01:11 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .