المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مِن وصايا الرَسول آلكريم 55 وَصيّة ,, متجدد


شمس الرائدية
28-05-2010, 05:37 AM
وصية من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
من إصدار دار القاسم للنشر والتوزيع
( الطبعة الأولى 1423هـ )
وألفيته كُتيباً قيماً لما يضم من وصايا قيّـمـة ،
كيف لاتكون كذلك وهي من قدوتنا وسيد ولد آدم نبينا المصطفى
محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..
فأحببت أن تشاركونني قرآءة مافيه من وصايا قيمة ..
وسأقوم بعد تيسير الله وتوفيقه بوضع كل يوم وصية
أسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح ،
وأن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ،
وأن ينفع به الكاتب والقارئ ..
وجزاه الله خيرا من قام بكتابة هذه الوصايا
المـقـدمـة
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين ،،
وعلى آله وصحبه وسلم .
وبعد :
فقد جاء في كُتُب الحديث بعضُ الوصايا الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
لبعض أصحابه رضوان الله تعالى عليهم ،،
فأحببنا جمع بعض منها في سفرٍ صغير.
فاخترنا منها خمساً وخمسين وصية من كتاب ( الترغيب والترهيب ) للحافظ المنذري ،
و ( رياض الصالحين ) للإمام النووي ، و كتاب ( التاج الجامع للأصول ) .
وهذه الوصايا الشريفة وإن كانت موجهةً إلى بعض الصحابة
إلاّ أنها تشمل كل المسلمين ،وهي تحث على إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى ،
وعدم الشرك به ، وتُبين ماجاء في فضل التهليل ،
والسجود لله عز وجل ، وفضل الصيام والصلاة ، وقيام الليل ، وفضل طلب العلم ،
وفضل الصدقة والتسبيح ، والحث على رضاء الوالدين ،
ومكارم الأخلاق ، وصلة الرحم ،وتعاهد الجيران ، وإطعام الطعام ،وحب المساكين ،
وما إلى ذلك من الأعمال الصالحة ..،
وقد ذكرت بعض الأحاديث الواردة في نفس المعنى زيادةً في الفائدة ،
و أسأل الله أن يجعل عملنا كله صالحاً متقبلاً ويجعله خالصاً لوجهه الكريم ،
وأن ينفعنا بما جاءفي هذه الوصايا ، ويرزقنا العمل بها ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

شمس الرائدية
28-05-2010, 05:38 AM
الوصية الأولى : فضل لا إله إلاّ الله
عن أبى هريرة رضى الله عنه ، قال : قلت : يارسول الله ، من أسعد
الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أولُ منك ،
لما رأيتُ من حرصك على الحديث . أسعدُ الناس بشفاعتى يوم القيامة
من قال : لا إله إلاّ الله خالصاً من قلبه أو نفسه ) .
وإتماماً للفائدة نروي الحديث الآتي :
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده
ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه ،
والجنّة حقٌ ، والنار حقٌ ، أدخله الله الجنة ، على ما كان من عمل ) .
زاد حباذة : ( من أبواب الجنة الثمانية أيّـهـا شاء ) .
[ رواه البخاري واللفظ له ، ومسلم ]
وفي رواية لمسلم والترمذي : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : ( من شهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمداً رسول الله : حرّم الله عليه النّار ) .
يتبع ...
إن كان في العمر بقية .. إن شاء الله ..
الموضوع منقول للأمــانه

شمس الرائدية
28-05-2010, 05:40 AM
الوصية الثانية : وصية عامة في التوحيد



عن ابن عباس رضى الله عنهما ، قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم :
يوماً فقال :
( يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك،
إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة
لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء
قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) .
[ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ]
وفي رواية غير الترمذي : ( احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في
الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك،
وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر،
وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ) .

(http://www.0zz0.com/)

شمس الرائدية
28-05-2010, 05:44 AM
الوصية الثالثة : فضل طلب الـعـلم
عن قبيصة بن المخارق رضى الله عنه ، قال : أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فقال : ياقَبيصةُ ماجاء بك ؟ قلت : كبُرت سنّي ، ورقّ عظمي فأتيتُك
لتعلّـمني ماينفعُـني الله تعالى به ،
فقال : ( ياقبيصة، ما مررتَ بحجرٍ ولا شجر ولا مدر إلا استغفر لكَ ، ياقبيصةُ
إذا صليت الفجر فقل :
سُبحان الله العظيم وبحمده ، تُعافى من العمى ، والجُذام ، والفلج ،
ياقبيصةُ قل : اللهمّ إنّي أسألك مما عندك
فأفضْ عليّ من فضلك ، وانشر عليّ رحمتك ، وأنزِل عليّ من بركاتك ) .
[ رواه أحمد ]




هذه الوصية الشريفة تدلُّ على شرف العلم ،
وجاء في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقا من طرق الجنة،
وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في
السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء،
وإن فضلُ العالم على العابد كفضل القمر ليلةَ البدر على سائر الكواكب ،
وإنّ العلماء ورثةُ الأنبياء ، وإنّ الأنبياء لم يُرّثوا ديناراً ولا درهماً ، إنّما ورّثوا العلم ،
فمن أخذهُ أخذَ بحظّ وافرٍ ) .
[ عن أبي الدرداء والترمذي وابن حبان في صحيحه]






يتبع ..
إن كان في العمر بقية .. إن شاء الله ..

شمس الرائدية
28-05-2010, 09:39 PM
الوصية الرابعة : في فضل طلب العلم أيضاً
عن صفوان بن عسال المرادي رضى الله عنه ، قال : أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم :
وهو في المسجد متكئٌ على برد له أحمر ، فقلت له :
يارسول اللهإنّي جئت أطلبُ العلم ،
فقال : ( مرحباً بطالبِ العلم ،إنّ طالبَ العلم لتحفُّه الملائكةُ وتُظلُّـه بأجنحتها ،
ثم يركبُ بعضُهم بعضاً حتى يبلغوا السماءَ الدُّنيا من محبّتِهِم لما يطلب ) .



[ رواه أحمد والطبراني بإسناد جيد واللفظ له]





يتبع ...

شمس الرائدية
28-05-2010, 09:40 PM
الوصية الخامسة : فضل السجود لله تعالى
عن معدان بن أبي طلحة رضى الله عنه ،،
قال : لقيتُ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فقلت : أخبرني بعمل أعمله يُدخلني الله به الجنة ، أو قال : قلت :
بأحب الأعمال إلى الله فسكت ، ثم سألته الثالثة
فقال : سألت عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال : ( عليك بكثرة السُّجـود ، فإنك لا تسجُد للهِ سجدةً إلإّ رفعك الله بها درجة ،
وحطّ عنك بها خطيئة ) .
[ رواه مسلم والترمذي عن ثوبان وأبي الدرداء ]
وإتماماً للفائدة نروي الحديثين الآتيين :

الأول :

عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه ،،
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم :
يقول : ( ما من عبد سجد لله سجدةً إلا كتب الله له بها حسنةً ، ومحا عنه بها سيئةً ،
ورفع له بها درجةً ، فاستكثروا من السُّـجود )
[ رواه ابن ماجه بإسناد صحيح ]


الثاني :

عن حذيفة رضى الله عنه ،،
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يقول: ( ما من حالةٍ يكون عليها العبدُ أحبّ إلى الله من أن يراه ساجداً يُعَـفّـر وجهه في التراب )
[ رواه الطبراني في الأوسط ]

يتبع
إن كان في العمر بقية .. إن شاء الله ..

شمس الرائدية
29-05-2010, 07:43 PM
الوصية السادسة : فضل الصدقة
عن كعب بن عجرة رضى الله عنه ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يا كعب بن عجرة ، إنه لا يدخل الجنة لحمٌ ولا دم نبتا من سُحت ،
النار أولى به ، يا كعب بن عجرة ، الناسُ غاديان ، فغادٍ في
فكاك نفسه فـمُـعْـتـقُـها ، وغادٍ فموبقُها ، يا كعب بن عجرة ، الصلاةُ
قربان ، والصوم جُـنّـة ، والصّدقة تطفئُ الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا ) .
[ رواه ابن حبان في صحيحه ]
وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه ،،
قال : ( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر . . .
فذكر الحديث إلى أن قال فيه : ثم قال - يعني النبي صلى الله عليه وسلم -
( ألا أدلُّك على أبواب الخير ؟ قلت : بلى يا رسول الله ،
قال : ( الصّوم جُنّـة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئُ الماءُ النار )
[ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ]
إتماماً للفائدة نروي الحديث الآتي الذي رواه الطبراني في الكبير
والبيهقي :
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الصدقة لتطفئُ عن أهلها حرّ القبور ، إنّمـا يستـظلُّ المؤمن
يوم القيامة في ظلّ صدقته )
[ رواه الطبراني في الكبير والبيهقي عن عقبة بن عامر ]
وروي عن ميمونة بنت سعد أنها قالت : يا رسول الله ، أفتنا عن الصدقة؟
فقال : ( إنها حجابٌ من النار ، امن احتسبها يبتغي بها وجه الله عز وجل )
[ رواه الطبراني ]
يتبع ...

(http://www.0zz0.com/)

شمس الرائدية
29-05-2010, 07:47 PM
http://www.3mints.info/upload/uploads/ca34839d95.gif (http://www.3mints.info/upload)

الوصية السابــعه :|




فضل ركعتي الضحى وصيام ثلاثة أيام من كل شهر

عن أبي هريرة رضى الله عنه ، قال :

( أوصاني خليلي محمد صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة
أيام من كل شهر وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنـام )
[ رواه البخاري ومسلم وأبو داود ، ورواه الترمذي ونحوه ]
وفي رواية أخرى عنه رضى الله عنه ، قال :
( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لستُ بتاركهنّ :
أن لا أنامَ إلاّ على وترٍ ، وأن لا أدعَ ركعتي الضحى ، فإنها صلاةُ الأوّابين ،
وصيامُ ثلاثة أيام من كل شهرٍ ).
[ رواه ابن خزيمة ]
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه ،
قال : ( صومُ ثلاثة أيام من كل شهر:صومُ الدهر كله ).






إتماماً للفائدة نروي الأحاديث الثلاثة الآتية :




عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : ( صومُ ثلاثة أيام من كل شهر صومُ الدهر كله )







الثاني :

عن أبي ذر رضي الله عنه ،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( يُصبح على كلّ سلامى من أحدكم صدقة : فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ ،
وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ ، وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ ، وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ ،
وأمرٌ بالمعروف صدقةٌ ، ونهيٌ عن المنكر صدقة ، ويجزئ من ذلك
ركعتان يركعهما من الضحى )
[ رواه مسلم والنسائي ]






الثالث :

عن ابن عمر رضي الله عنهما :

أنّ رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الصيام ، فقال :
( صيامُ ثلاثة أيام من كل شهر : صيام الدهر )
[ رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات ]
وعنه أيضاً : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عليك بالبيض ،ثلاثة أيامٍ من كل شهر : ثلاثَ عشرة وأربعَ عشرة وخمس عشرة )
[ رواه الطبراني وأحمد والترمذي والنسائي ]







يتبع ...

http://www.3mints.info/upload/uploads/ca34839d95.gif (http://www.3mints.info/upload)

شمس الرائدية
30-05-2010, 02:01 PM
الوصية الثامنة : من آداب الطعام
عن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضى الله عنه - قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إذا دخل الرجل بيته ، فذكر الله عالى عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان :
لا مبيت لكم ولا عشاء ،
وإذا دخل ، فلم يذكر الله تعالى عند دخوله ،
قال الشيطان:
أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء )
[ رواه مسلم ]
حذيفة بن اليمان - رضى الله عنه - ، قال :
كنّا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماًَ ،
لم نضعْ أيديَـنـا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده .
وأنّا حضرنا معه مرةً طعاماً ،فجاءت جارية كأنها تدفع ، فذهبت لتضع يدها في الطعام ،
فأخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيدها ،
ثم جاء أعرابيٌّ كأنما يدفع ، فأخذ بيده ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنّ الشيطان يستحِلُّ الطعام ألا يُذكر (1) اسمُ الله تعالى عليه ،
وأنّه جاء بهذه الجارية ليستحلّ بها ، فأخذت بيدها ،
فجاء بهذا الأعرابي ليستحلّ بها ، فأخذت بيده ،
والذي نفسي بيده إنّ يده في يدي مع يديهما
ثم ذكر اسم الله وأكل .
[ رواه مسلم ]
(1) يستحل الطعام ألا يُذكر : أي يستحلُّ الطعام بأن لا يُذكر اسم الله تعالى ،
فإن ذُكر اسم الله تعالى امتنع عليه ذلك الطعام .
يتبع ...

شمس الرائدية
30-05-2010, 02:08 PM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247605865.gif
الوصية التاسعة :

سلوا الله العفو والعافية


قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( يا عبّاسُ يا عمّ رسول اللهَ ، سل اللهَ العفوَ والعافية في الدنيا والآخرة ))


[ رواه أحمد والترمذي عن العباس رضي الله عنه ]


عن العباس - رضى الله عنه - : قلت :
يا رسول الله ، علّمني شيئاً أسأله الله عز وجل.
قال :
(( سل اللهَ العافية ، فمكثتُ أياماً ثم سألته ثانياً ، فقال لي :
يا عباس يا عمّ رسول الله :سلوا الله العافيةَ في الدنيا والآخرة ))


يتبع ...
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247605865.gif

شمس الرائدية
30-05-2010, 02:10 PM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247606178.gif
الوصية العاشرة : فضل الصيام

عن أبي أمامة - رضى الله عنه - قال : قلتُ يا رسول الله مُرني بعملٍ يدخلني الجنة ،
قال : (( عليك بالصّوم فإنّه لا عدل له ))
قلت : يا رسول الله مرنى بعمل ؟ :
قال : (( عليك بالصوم ، فإنه لا مثل له ))
[ رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه ]
وفي رواية للنسائي قال : أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت :
يا رسول الله ، مرني بأمرٍ ينفعني الله به ؟
قال : (( عليك بالصّيام فإنه لا مثلَ له )) .
ورواه ابنُ حبان في صحيحه في حديثٍ قال : قلتُ :
يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله به ؟
قال : (( عليك بالصيام فإنه لا مثلَ له )) ،
قال :
فكان أبو أمامة لا يُرى في بيته دخانٌ نهاراً إلاّ إذا نزل بهم ضيف .

وإتماماً للفائدة نروي الحديث الآتي :

عن أبي سعيد - رضى الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ما من عبدٍ يصوم يوماً في سبيل الله تعالى ،
إلاّ باعد الله بذلك اليوم وجهَهُ عن النار سبعين خريفاً ))
[ رواه البخاري ومسلم ]


يتبع ...
إن كان في العمر بقية .. إن شاء الله ..

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247606178.gif

شمس الرائدية
31-05-2010, 10:45 AM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247606178.gif
الوصية الحادية عشرة : عدم الشرك بالله

عن عبادة بن الصامت - رضى الله عنه - قال :
أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسبع خصال ، فقال :
(( لا تشركوا بالله شيئاً وإن قُطّعتم أو حُرقتم أو صُلبتم ، ولا تتركوا الصلاة
متعمّدين فمن تركها متعمّداً فقد خرج من الملة ، ولا تركبوا المعصية فإنها سخط الله ،
ولا تشربوا الخمر فإنها رأس الخطايا كلها ، ولا تفرّوا من الموت وإن كنتم فيه ،
ولا تعصِ والديك وإن أمراك أن تخرج من الدنيا كلّها فاخرج ،
ولا تضع عصاك عن اهلك وأنصفهم من نفسك ))


[ رواه الطبراني ومحمد بن نصر بإسنادين لا بأس بهما ]

*********

يتبع ...

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247606178.gif

شمس الرائدية
31-05-2010, 10:47 AM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609021.gif (http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609021.gif)


الوصية الثانية عشرة :
في أركان الإسلام


عن معاذ بن جبل - رضى الله عنه - قال :
كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سفرٍ فأصبحتُ يوماً قريباً منه ونحن نسير ، فقلتُ :
يا رسول الله ، أخبرني بعمل يدخلني
الجنة ويباعدني من النار ؟ قال :

((
لقد سألتَ عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسّره الله تعالى
عليه ، تعبُد الله لا تُشرك به شيئاً ، وتُقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ،
وتصوم رمضان ، وتحج البيت ))
ثم قال : (( ألا أدلّك على أبواب الخير ؟
الصوم جُنّة ، والصدقة تطفئُ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار ،
وصلاة الرجل في جوف الليل ))
ثم تلا ((

تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ( 16 ) ))
حتى بلغ (( يَعْمَلُونَ (17) ))
ثم قال :
(( ألا أخبرُك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ ))
قلت : بلى يا رسول الله ، قال :
(( رأس الأمر الإسلام ، وعمودُه الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ))
ثم قال :
(( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ ))
قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه ، ثم قال :
(( كُفَّ عليك هذا )) قلت يا رسول الله ، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟
فقال :
(( ثكلتك أمّك ، وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ))


[

رواه أحمد والترمذي في صحيحه ]



يتبع...


http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609524.gif (http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609524.gif)

شمس الرائدية
31-05-2010, 10:49 AM
وصآيآ الرسول عليه الصلاة والسلام للصحآبة



[/URL]


عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-
أنه قال :
( يا رسول الله ، مُرْني بِكلماتٍ أقولهُنَّ إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ )
قال :
( قُلْ اللهمَّ فاطر السموات والأرضِ عالم الغيبِ والشهادة ، ربَّ كلِّ شيءٍ
ومَليكَه ، أشهد أن لا إله إلا أنتَ ، أعوذُ بك منْ شـرِّ نفسي وشـر الشيطانِ وشركهِ )
قال قُلها إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ وإذا أخذتَ مَضْجعك )


رواه أبو داود والترمذي ، حديث حسن صحيح


(http://www.0zz0.com/)


وعن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-
أنه قال لرسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- :
( علّمني دُعاءً أدعو به في صلاتي )
قال :
( قُلْ اللهمّ إنّي ظَلَمتُ نفسي ظُلْماً كثيراً ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ،
فاغفر لي مغفرةً من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرّحيم )


متفق عليه





وعن علي -رضي الله عنه-
أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
قال له ولفاطمة -رضي الله عنهما- :
( إذا أوَيْتُما إلى فراشكما ، أوْ أخذتما مَضاجعكما فكَبّرا ثلاثاً وثلاثين ،
وسبّحا ثلاثاً وثلاثين ، واحْمَدا ثلاثاً وثلاثين )


متفق عليه


(http://www.0zz0.com/)


وعن علي -رضي الله عنه- قال :
قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
( قُلْ : اللهمّ اهْدِني و سَدِّدْني )


رواه مسلم





عن أبي ذر-رضي الله عنه- قال :
قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
( ألا أخبرك بأحبِّ الكلام إلى الله ؟000إنَّ أحبّ الكلام إلى الله :
سُبحان الله وبِحَمدِه )


رواه مسلم


(http://www.0zz0.com/)


عن معاذ -رضي الله عنه-
أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أخَذَ بيده وقال يا مُعاذ والله إنّي لأحِبُّك )
فقال :
( أوصيك يا معاذ لا تَدَعنَّ في دُبُر كلّ صلاة تقول :
اللهمّ أعِنّي على ذِكرِك وشُكرك ، وحُسن عبادتك )


رواه أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ





وعن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها-
أن النبي -صلى الله عليه وسلم-
خرج مِنْ عندها بُكرةً حين صلّى الصّبـح وهِيَ في مسجدها ،
ثم رَجَع بَعْـد أن أضحى وهي جالسـة فقال :
( ما زِلْـتِ على الحـال التي فارَقْتُـكِ عليهـا ؟)
قالت نعم )
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- :
( لقد قُلتُ بَعْدك أرْبع كلمات ثلاث مرّات ، لو وُزِنَت بما قلتِ مُنذُ اليوم لوَزَنَتَهُنّ :
سبحان الله وبحمده عَدَدَ خَلْقهِ ، ورِضاءَ نَفْسهِ ، وزِنَةَ عرشه ، ومِداد كلماته )


رواه مسلم


(http://www.0zz0.com/)


عن أبي موسـى -رضي اللـه عنه-
قال : قال لي رسـول اللـه -صلى الله عليه وسلم- :
( ألا أدُلّك على كَنْـزٍ من كنوز الجنّة ؟)
فقلتُ بلى يا رسول الله )
قال لا حول ولا قوة إلا بالله )


متفق عليه





عن عبد اللـه بن خُبَيْب -رضي اللـه عنه-
قال : قال لي رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- :
( اقْرأ : قُل هو اللـه أحدٌ ، والمعوِّذَتَيْن حين تُمسي وحين تُصبح ،
ثلاث مراتِ تَكفيكَ مِنْ كلِّ شيءٍ )


رواه أبو داود والترمذي ، حديث حسن صحيح


(http://www.0zz0.com/)


عن أبي هريرة -رضي الله عنه-
أنَّ فُقراء المهاجرين أتَوْا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا :
( ذَهب أهْلُ الدُّثُور بالدرجات العُلى والنّعيم المقيم : يُصلون كما نُصَلي ،
ويصومون كما نصوم ، ولهم فضل من أموال ، يحجون ويَعتَمرون ، ويجاهدون ويتصدقون )
فقال :
( ألا أعلّمُكم شَيْئاً تُدْركون به مَنْ سَبَقكم ، وتسبقون بِهِ منْ بَعدكم ،
ولا يكون أحَدٌ أفْضَلَ منكم إلا من صَنَع مِثل ما صَنَعْتُم ؟)
قالوا بَلَى يا رسول الله )
قال تُسبِّحون ، وتَحْمدون وتُكبّرون خلفَ كل صلاة ثلاثاً و ثلاثين )


مُتفق عليه





وعن شكَلِ بن حُمَيْد -رضي اللـه عنه-
قال : قُلت يا رسـول اللـه ، علّمني دُعاء )
قال قُل : اللهُمّ إنّي أعوذُ بك من شرّ سمعي ، ومن شرّ بصري ،
ومن شرّ لساني ، ومن شرّ قلبي ، ومن شرّ منِيِّى )


رواه أبو داود والترمذي ، حديث حسن صحيح


(http://www.0zz0.com/)


وعن أبي الفضلِ العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-
قال : قُلت يا رسول الله ، علّمني شيئاً أسأله الله تعالى )
قال سلوا الله العافية )
فمَكثْتُ أياماً ثم جئتُ فقلت :
( يا رسول الله ، علّمني شيئاً أسأله الله تعالى )
قال لي يا عَبّاس يا عم رسول الله ، سلُوا الله العافية في الدنيا والآخرة )


رواه الترمذي ، حديث حسن صحيح


[URL="http://www.0zz0.com/"]


وعن أبي أمامة -رضي الله عنه-
قال : دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
بدُعاءٍ كثير ، لم نحفظ منه شيئاً قُلنا :
( يا رسـول اللـه دعوت بدعاءٍ كثيرٍ لم نحفظ منه شيئاً )
فقال ألا أدُلّكُم على ما يَجْمَع ذلك كُلّه ؟
تقول : اللهمّ إنّي أسألكَ من خيرِ ما سألكَ مِنْه نبيّكَ مُحمّدٌ -صلى الله عليه وسلم-
وأعوذُ بكَ من شرِّ ما اسْتَعاذ منْه نبيكَ مُحمدٌ -صلى الله عليه وسلم- ،
وأنت المُسْتعان ، وعليك البلاغ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله )


رواه الترمذي ، حديثٌ حسن



يتبع ...

شمس الرائدية
01-06-2010, 05:01 AM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247606178.gif


الوصية الأولى .. الإيمان والعمل توأمان

قال تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ) " يونس : 9 "
وقال سبحانه :
( وَالْعَصْر إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا
بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) " العصر".

وقال سبحانه :
( وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً
وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) " البقرة : 25 "

وجميع الآيات الكريمة التي وردت في القرآن قرنت الإيمان المؤدي إلى
الخير و الجنة بالعمل و اعتبرت أنه لا انفصال أبداً بين الإيمان و العمل ،
من هنا جاء تعريف العلماء للإيمان بأنه ما وقر في القلب و صدقه العمل .

فإذا شعرت بالإيمان غضاً طرياً يداعب قلبك و عقلك و رأيت نفسك و قد وقفت
على بوابات التصديق بما أمر الله أن نصدق به ، و أحسست بدبـيب اليقين
يتسرب إلى روحك فاعلمي أن أولى درجات القبول لهذا اليقين أن يقترن بالعمل ،
و العمل هنا معروف و واضح تماماً ، فالقرآن و السنة حافلان بالأوامر والنهي ،
و الإسلام جعل تشريعاً لكل صغيره و كبيره في حياة المسلم .
و ما عليه سوى أن يشد العزم ويدفع بمهمته نحو البحث و المعرفة والسؤال
وطلب النصيحة ليجد الطريق أمامه مفتوحاً .
و أنت يا أخت الإسلام لا تتحرجي من دفع همتك نحو العلم و المعرفة والسؤال ،
و اسألي أهل الذكر إن كنت لا تعلمين ،
فإذا فعلت ذلك و عملت بعلمك انطبق عليك قول الله عز وجل :
(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا)

و لو نظرت قليلاً في الكتب التي تحدثت عن المسلمين و المسلمات في عهد النبوة ،
عهد الرسول صلى الله عليه وسلم و الرجال الذين من حوله وهم خير القرون
في تاريخ البشرية ، و رأيت سيرتهم وسيرتهن لوجدتهن انه لم يرد ولا أي خبر
عن أي مسلم أو مسلمة حدث أن آمن دون عمل أو وصلة حكم من الأحكام ولم
يسارع إلى تطبيقه مهما كانت الصعوبات التي تواجهه و الرغبات التي تحول دونه
و دون تنفيذ هذا الحكم أو ذاك ،
و إلا كيف يمكن أن ينطبق عليهم لفظ الإسلام ؟
أي الاستسلام لأحكام الله و هم لا يطبقون أحكام الله و لا يقيمون شرائعه؟ .
وإن لك في مسلمات القرن الأول قدوة حسنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم
و زوجاته الطاهرات والمطهرات ، اللواتي كن يبحثن في كل الأحكام التي تحفظ
عليهن دينهن دون حرج أو حياء لأنه لا حياء في الدين .

و اعلمي أن من سلك طريقاً يطلب به علماً يزيده يقيناً و عملاً بأحكام الله
فإن الله سوف يـيسر له طريقاً إلى الجنة كما ورد في الحديث الشريف ،
لذا كوني مؤمنه و اعلمي علم اليقين أن إيمانك هذا لا يكفي وحده لينجيك
من عذاب الله و لكن لا بد له من قرين آخر لا يقل عنه أهمية ألا و هو العمل ..
إنهما توأمان لا يعيش أحدهما دون الآخر و هما معاً يحملانك إلى عتبات الجنة
بفضل الله سبحانه و رحمته ..



يتبع ...
..

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247606178.gif

شمس الرائدية
01-06-2010, 05:06 AM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247607056.gifhttp://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247607056.gif
الوصية الثــانيـــة ..

طلب العلــم والحـــرص على التعلم

قالت النساء يوماً للنبي صلى الله عليه وسلم :
{ يا رسول الله ، لقد غلبنا عليك الرجال ، فاجعل لنا يوماً من نفسك ،
فوعدهن يوماً يلقاهن فيه فأمرهن بالصدقة ،
فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم ، و بلال يأخذ بطرف ثوبه . . . }
( رواه البخاري ومسلم )

وقال تعالى :

(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
" المجادلة"

إن الدرجات التي يرتفع بها المسلم والمسلمة عند الله
ليست كدرجات الدنيا و ترقياتها ..
إنما يرفع الله هؤلاء المؤمنين بما عملوا من أمور في دينهم
و ما استقاموا على أصوله و التزموا شرائعه ،
ولا يمكن للمرء أن يلتزم إلا بشيء قد جاءه العلم به ،
لذا حث الإسلام الناس على العلم و التعلم و جعل الذين يعلمون أعلى درجة
من الذين لا يعلمون بل و تساءل سبحانه و تعالى

مؤكداً الجواب في ذات السؤال بقوله :

(هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) " الزمر : 9 "

و لا يمكن لمسلم ولا مسلمة أن يرتقي بإيمانه و يرتفع في معارج التقى
والصلاح ما لم يكن عالماً بأمور دينه باحثاً ،
و بإلحاح لا يتوقف عن تفاصيل الأحكام التي تهمه في حياته و أخرته ،
يؤمن بها و يتعلم منها و يلتزم بها و يكون من الذين لا يستوون مع الذين لا يعلمون ..

وأنتِ يا أختي المسلمة .. لك في النساء المسلمات في عصر النبوة
تلك القدوة الطيبة حيث وقفن أمام النبي صلى الله عليه وسلم
وقدمن احتجاجاً على سيطرة الرجال على مصدر العلم مبينات
أن لهن حقاً كحقوق الرجال في العلم ،
و قلن له بأنهن أيضاً مكلفات شرعاً بالتعلم والتفقه في أمور الدين ،
وأنهن مستعدات أيضاً لتطبيق الأحكام إذا علمنها ..

لذا فعندما حدثهن عن الصدقة و اقترن إيمانهن بالعلم اتجهن الاتجاه الطبيعي
في تنفيذ أحكام الصدقة وقمن بالتبرع بأقراطهن و حيلهن ،
و هي أفضل و أغلى ما تملكه المرأة من زينتها ،
من هنا فإنه يتحتم عليكِ يا أختي المسلمة أن لا يمنعك عن طلب العلم
أي مانع ، و لا يحجزك عن المعرفة أي حاجز ،
لأنها حجابك في مواجهة الجهل و سلاحك في مواجهة الجاهلية الحديثة المعاصرة
التي تحاول أن تستبدل علوم الدين بعلوم الدنيا ،
و علوم الهدى بأفكار الضلال فتطرح عليك وعلى أخواتك أفكاراً غريبة عن دينك
وتستخدم لذلك كل وسائل الإعلام من صحف وإذاعات وتلفزيونات وغيرها ..
و لكن يمكن أن تثـقي بأن هذا الدين لا تمكن هزيمته لأنه محفوظ بحفظ الله
و بجهود المؤمنين و المؤمنات اللذين يؤمنون به ويتعلمون أحكامه
و يلتزمون شرائعه و لا تأخذهم في الله لومة لائم ..

عليكِ أن تقولي لأبيك أو أخيك أو زوجك و خبريهم أن الله يأمرهم أن يعلموها ،
فإن لم يفعلوا فإنها ستخرج إلى المسجد و مجالس العلماء و تتلقى علوم دينها ..

واعلمي يـا أختي المسلمة أن العلم الذي نتحدث عنه ليس علم الدين فقط ،
و علوم القرآن و الفقه فحسب ،
بل كل علم يوصل إلى مزيد من اليقين و الإيمان لأن الله عز وجل يأمر بذلك ،

و ليس هو القائل جل شأنه :

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ،
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) " آل عمران"

إن التفكر في خلق الله يعني دراسة هذا الخلق والتعرف عليه عن قرب ،
هذا التفكر يوجد العلم الذي يعرفك بمقدار عمة هذا الخالق سبحانه في خلقه ،
لذا لا مانع من أن تدرسي الكيمياء و الفيزياء و الأحياء والزراعة وغيرها
من العلوم التي تزيدك معرفة بخلق الله و كائناته فتزدادين علماً وإيماناً و تقرباً إلى الله ..
ولا تسمحي لأي كان يقف دون أن تتعلمي و ترتقي في مدارج العلم ،
وعليك أن لا تسمعي كلام الجهلاء الذين يقولون أن المرأة يجب أن تكون جاهلة ..
إنهم بهذا يسيئون إليك وإلى دينهم الذي حث في آياته الكثيرة على طلب العلم
و على السير في الأرض للبحث في مخلوقات الله الكثيرة للوصول بالمسلم
إلى أرفع درجات العلم ،
وأذكركِ هنا بتلك الفترة الذهبية من تاريخ الإسلام عندما كان المسلمون
منشغلين بعلوم الطب والأحياء و غيرهما و يقدمون للبشرية أرقى الحضارات ..

وأنتِ لا تستطيعين أن تكوني صانعة لها مشاركة فعاله في بناء
حضارة إسلامية قادمةٌ بالعلم الذي يجب أن نطلبه و لو كلن في الصين ..
و كما ورد في الحديث علينا أن نطلبه من المهد إلى اللحد ،
لأنه كما قال صلى الله عليه وسلم (فريضةٌ على كل مسلم)
(رواه البخاري)..


يتبع ...
إن كان في العمر بقية .. إن شاء الله ..

شمس الرائدية
02-06-2010, 11:41 PM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247607470.gifhttp://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247607470.gifhttp://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247607470.gif
الوصية الثــالـثـة .. أين شخصيتــك القويـــة ؟

قال تعالى:
( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) " آل عمران : 139 "
قد وصف النبي صلى الله عليه وسلم المسلم
بأنه إذا سيم خطة خسف أن يقول :
" لا " بملء فيه ولقد جاء الإسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور
ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، و من ضيق الدنيا إلى سعة
الدنيا والآخرة ..
و إن دينا هذا شأنه ليهتم أول ما يهتم بتربية اتباعه على العزة والكرامة
والشخصية القوية التي تثبت في مواجهة التحديات أثناء الصراع المحتدم
بين جيش الإيمان وجيش الكفر ..
لذا وصف سبحانه و تعالى الكافرين بقوله :
( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ
وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) " آل عمران : 112 " ..

كما وصف المؤمنين بقوله:
( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ) " المائدة : 54 ".

و جعل الله نفسه جل جلاله ولياً للمؤمنين ونصيراً ومؤيداً لا يستعينون إلا به
و لا يتمسكون إلا بحبله و لا يخافون إلا منه ، و لا يحسبون حساباً لغيره ..

إن هذه الشخصية المتماسكة المتينة القوية هي صفة ثابتة و أكيدة في
المسلمين جميعاً ، ذكوراً وإناثاً .. لذا فإن المسلمة لا تقل عن شقيقها
المسلم في شخصيتها القوية وتمسكها بموقفها الذي تؤمن به وتتحمل
في سبيله المشاق .. و كم حدثتنا السيرة النبوية عن نساء وقفن بشموخ
أمام طغيان القرشيين ورفضن الانصياع لمطالبهم ، فتعذبهن عذاباً شديداً
وأفضى بعضهن إلى الاستشهاد في سبيل الله ..

وأنت يا أختي المسلمة تذكرين
أسماء بنت أبى بكر و سمية أم عمار بن ياسر الشهيدة وصبر السيدة خديجة
على ما فعله الكفار بزوجها صلى الله عليه وسلم ، هؤلاء النسوة مثلك أرادت
تربية القبيلة العربية أن تعلمهن على الخنوع والطاعة العمياء في الخطأ والصواب
كمال تفعل القبيلة العربية اليوم أيضاً بتربية البنات المسلمات على الذل والخنـوع
والاستكـانة والطاعة العمياء لكل من يملك أو لا يملك عليها حق الطاعة ،
ناسين أن هذه المرأة المسلمة هي التي أمرها الله عز وجل أن تكون عزيزة
وطلب منها أن تكون ذات شخصية قوية لا تستسلم للضغوط و لا تنهار أمام
المغريات ..

أختي المسلمة ..
أرايت كيف يحرص الإسلام على بناء شخصيتك بالعلم و الثقة واليقين
والتماسك و يحرص على أن تبذلي كل جهدك للحفاظ على هذه
الشخصية بعيدة عن الذل و الهوان و لا تستسلم لأية ضغوط و تحتمل
في سبيل دينها ما لا يستطيعه الرجال أحياناً ، و يجب أن تكون كذلك
لأنها المكلفة بنقل هذه الشخصية القوية إلى أبنائها الذين ستنجبهم
وتربيهم على تعاليم العزة و الكرامة و تنمي فيهم شخصيتهم القوية
التي تقف في مواجهة الخصوم ...
وها نحن نردد مع الرسول صلى الله عليه وسلم قوله:
( المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) ..

فهل تحبين أن تكوني أحب إلى الله؟

و هل تريدين أن يعتز زوجك بك وبمواقفك؟

و هل تتمنين أن يفتخر أبناؤك بأمهم القوية؟

إذن عليك أن تكوني قوية بما يكفي للوقوف في وجه الظلم ترفعي
يدك معارضة ، وتمارسي حقوقك كاملة و اعلمي أنك لن تهني و لن
تحزني وأنت من المؤمنين ، من الأعلين ، والله وليك يحميك و يقف
معك و يرعى خطوك الواثق في طريق الإيمان..


يتبع ...




http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247607470.gifhttp://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247607470.gifhttp://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247607470.gif

شمس الرائدية
02-06-2010, 11:44 PM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609021.gif
الوصية الــرابعــة ..

لا تنسي أن لك حقوقاً

قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
( إن لجسدك عليك حقاً و لقلبك عليك حقاً و لأهلك عليك حقاً ،
فأعط لكل ذي حقاً حقه) ..
ما هلكت أمة إلا بعد أن نسى أبناؤها حقوقهم أو سكتوهم عنها ..
هل يقف في وجه الظالم إلا من يعرف حقه المهضوم ؟
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609021.gif
الظلم والعدوان صفة بشرية سائدة في الناس ،
لهذا السبب توضع القوانين والشرائع لكي تحول بين الناس
و بين الأعداء على الآخرين ،
فتعاقب المعتدي و تعيد الحق للمعتدي عليه ولكن..
كيف يمكن للقانون أن يتدخل إذا لم يشك المعتدي عليه؟
وكيف سيعرف الناس أن هناك ظلماً إذا كان صاحب
الحق لا يطالب بحقه و لا يهتم به؟

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609021.gif

لقد وضع الإسلام قوانينه و أحكامه و شرائعه لتطبق ويحول دون
اعتداء الناس على بعضهم البعض ، وعلم المسلم أن لا يسكت
عن حقه إذا حاول أحد أن يعتدي عليه ، و عندما نظم العلاقة
بين الرجل والمرأة جعل للرجل على المرأة حقوقاً يجب على المرأة
يجب عليها أن تؤديها ، لكنه في ذات الوقت جعل للمرأة على الرجل
حقوقاً يجب على الرجل بدوره أن يؤديها ، واعتبر التقصير من الطرفين
في أداء الحقوق هذه اعتداء إثماً من أحدهما على الآخر ،
وعندما سادت التربية الحديثة اللاإسلامية في المجتمعات الإسلامية
تركز وعي الناس على المطالبة بحقوق الرجل على المرأة و توسيع
هذه الحقوق لدرجة الاعتداء على حقوقها و شخصيتها ،
مما أدي إلى هضم حقوقها ،
فسكتت على مضض و استجارت بالله تدعوه ليل نهار ليخفف
عنها ما هي فيه ..
و كان لسان حالها يقول:
"إنني لا أريد حقوقي و لكن خففوا عني هذا العبء الثقيل"
ولم تكن نساء الرعيل الأول يرضين هذا السكوت المهين ،
بل كانت إحداهن تقف في وجه زوجها أو أبيها أو
أخيها إذا هضم حقاً من حقوقها ..

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609021.gif

و قد حدثتنا سيرة هؤلاء النسوة عن امرأة رفضت رأي أبيها في تزويجها
من رجل لا تعرفه ، و شكت إلى النبي عليه السلام ذلك فأنصفها ،
وأظنك تذكرين قصة المرأة التي اعترضت على عمر بن الخطاب حين
أراد أن يحدد لهن المهور ، وواجهته بقوة ،
مدافعه عن حقوق النساء فقال عمر :
أصابت المرأة وأخطأ عمر ولكن..
كيف يمكنك أن تطالبي بحقوقك و تدافعي عنها
في وجه الأعداء و الاستلاب إذا كنت لا تعرفينها ؟
و كيف ستثبتين تمسك بها و أنت لا تعرفينها ؟!!

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609021.gif

اعلمي يا أختي المسلمة...
إن الحقوق التي أعطيت للرجل لا تختلف كثيراً عن تلك التي أعطيت للمرأة ،
وإن الدرجة التي ذكرها القرآن الكريم بقوله:
( وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) "البقـرة228" ..

لا تعدو اختلافاً في موضوعه الإنفاق عندما لا يكون لديك مال خاص بك ،
فإذا كان لك مال خاص و انتفى الإنفاق فإن هذه الدرجة لا تبقى
و تصبحين مالكة لكل حقوق الرجل ، ما عدا الإمامة الكبرى في رأي
بعض الفقهاء ، و هي مسألة خلافيه لا داعي لذكر تفاصيلها هنا ..
فإذا كنت تمتلكين إيماناً راسخاً والتزاماً قوياً و شخصية متماسكة ،
وتتسلحين بعلم طيب بأمور الدين و الدنيا ،
و تعرفين حقوقك التي فرضها الله لك فلن يستطيع أحد أن يظلمك
و لو حاول أن يفعل ذلك فعليك أن تقفي بحزم و تقولي :
" لا " بملء فمك .. لأن الساكت عن حقه يفقده ..

أختي المسلمة .. أخي المسلم :

من أين سنأتي بالعدالة للناس و نحن نظلم أنفسنا وأقرب الناس إلينا ؟
وكيف نطالب بتحقيق العدالة و نحن نمارس الظلم ضد أخواتنا و أمهاتنا
وزوجاتنا و نحولهن إلى جواري بلا حقوق ، ونعلمهن الذل والخضوع والمهانة ؟!.
و كيف يا أختي المسلمة ستعلمين أبناءك العزة و الكرامة
وأنت لا تستطيعين الدفاع عن حقوقك التي فرضها الله لك؟
.. و أين شخصية المسلم القوية التي وصفها القرآن بقوله :
( أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) "سورة المائدة" ..


يتبع ...
إن كان في العمر بقية .. إن شاء الله ..





http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609021.gif

أبو رائد
03-06-2010, 07:03 PM
موضوع طيّب ، ووصايا طيبة

من نبينا .. صلى الله عليه وسلم

الله يجزاك خير

ويعطيك العافية

شمس الرائدية
04-06-2010, 05:47 AM
جزاك الله خير ع المرور المميز

شمس الرائدية
04-06-2010, 05:51 AM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609021.gif
الوصية الخــامسـة ..

العقــل زينــة

قال تعالى :
( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا )
" الحج : 46 "

وقال سبحانه :

( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
" يوسف : 2 "

وجاء في الأثر :

أول ما خلق الله العقل ، فقال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبِر فأدبر ،
فقال سبحانه : وعزتي وجلالي ما خلقت أفضل منك .
بين الإنسان والحيوان فرق واحد تنبثق عنه كافة الفروق .
ألا وهو العقل . أعظم مخلوقات الله على الإطلاق .
هو مناط العلم والتكليف والحساب . بدونه يصبح الإنسان حيواناً
تسيره غرائزه الحيوانية وبه يتنقل الإنسان إلى المرتبة الأعلى
بين مخلوقات الله ،
والعقل آلة المعرفة ومنشؤها ومبدلها ومطورها .
وكبقية الأعضاء وضع الإسلام له قوانين وتشريعات و أنظمة
تليق بمستواه وتضعه عند حدوده وتستفيد من كل طاقاته المخبوءة فيه .

لذا فالعقل زينة الإنسان وهو دليله في البحث والعمل وسراجه في
الظلمات ونجمته الهادية في عتمات الليالي الدهماء .

والمسلم الذي يوصله عقله على أسمى المعارف وأشرفها ،
ويدله على خالقه دلالة اليقين و الاهتداء ،
يجعل من عقله هذا وسيلته للسير على الطريق القويم
لأنه يعلم أن هذا العقل هو مناط التكليف وان المسلم سوف
يؤاخذ إذا لم يستخدم عقله استخداماً كاملاً ليصل به إلى
النتائج المرجوة لزيادة الإيمان وتعميق اليقين .
لذا قرن القرآن عملية التفكر في خلق الله بالنتيجة المحتومة
وهي الإيمان وجعل هذه العملية دلالة العقل السليم وانه ما لم
يصل المرء إلى هذه النتيجة فهو لم يستخدم عقله بالشكل السليم ..

قال تعالى :
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي
الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً
سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
" آل عمران : 190 - 191 "

إنهم أولوا الألباب الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض
ويصلون إلى نتيجة واحدة هي : ربنا ما خلقت هذا باطلاً ..

إنه الإيمان بأن الله لا يخلق شيئاً عبثاً ..

وأنت أيتها الأخت المسلمة :

أين أنت من هذا كله ؟

أنت و الرجل سواء . كلاكما مكلف بالتفكر والتدبر والوصول
إلى هذه النتيجة اليقينية ، لكي يتعمق الإيمان في أرواحكم
ويتغلغل اليقين ويزداد القلب ثباتاً وتمكيناً فلا تهتز جدرانه
ولا تنهار قواعده . أنت مكلفة كشقيقك الرجل .
فاليقين يقين يحمله الجميع ، رجلاً كان أو امرأة .
والإيمان إيمان يعتنقه الطرفان دون فروق
لأن التكليف بعد ذلك تماماً يتساوى للطرفين .
والحساب يوم الدين على هذه الأمور أيضاً للطرفين على حد سواء .

أختي المسلمة ..
لا عمل بلا إيمان ، كما لا إيمان بلا عمل .
وكلاهما العمل والإيمان لا يحصلان بدون العقل النير
الموصل لليقين القوي .

فاعملي على أن يكون عقلك مكتملاً ناضجاً فاعلاً متجهاً
صوب الحقيقة و الإيمان المثمر .
و ستجدين نفسك مع المسابقات المقربات من الصحابيات
المؤمنات اللواتي ما اتبعن الهدى إلا بعد أن استقر في عقولهن
استقرار الجبال الرواسي .لهذا السبب نقول لك دائماً :
العقل زينة ..

فليكن عقلك زينتك وحاديك إلى دروب الهدى واليقين ..


يتبع ...






http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609021.gif

شمس الرائدية
04-06-2010, 05:55 AM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609021.gif
الوصية السـادسـة ..
أفضل من صحابية

قال تعالى :

( إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ
النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِك
َفَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) " المطففين : 22 - 26 "

وعندما حدث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن آخر الزمان
أخبرهم أن هناك أناساً يأتون في آخر الزمان يعملون بسنته و يلتزمون
بنهجه و يتمسكون بالدين في مواجهة الفتنة . و كان فيما أخبرهم به
صلى الله عليه وسلم أن قال أن للعامل من هؤلاء بالدين أجر سبعين صحابياً .
و اندهش الصحابة لهذا الفارق الذي يجعل من أولئك الناس أفضل منهم
فاخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن السبب هو أنهم لا يجدون على
الخير أعواناً ، بل يجدون المنع والفتنة والاضطهاد .
بينما يجد الصحابة في عصر النبوة على إيمانهم و دينهم أعواناً كثرا ،
وحسبهم أن فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقد جاء الإسلام بين أمة العرب في الصحراء فحاربه الناس و لكنه في غضون
سنوات قليلة استطاع أن يملأ قلوب الناس بالإيمان و أن يجمع حول نبيه
مجموعة طيبة من المؤمنين الذين فتنوا عن دينهم فصبروا وحاربهم الناس
فثبتوا و ما هي إلا سنوات قليلة أخرى حتى هاجر هؤلاء المؤمنون مع نبيهم
صلى الله عليه وسلم إلى يثرب و أقام دولة الإسلام ليحمي المؤمنين الذين
وجدوا فيها مكاناً آمناً يعبدون فيه ربهم ، و يدافع عنهم جيشهم ضد الفتن والغزو ،
و بعد سنين معدودة أضاء الإسلام جزيرة العرب كلها وبدأ يستعد للخروج
هادياً الناس مبشراً بكلمة الله . وفاتحاً البلدان . و كان المسلمون والمسلمات
يعيشون في كنف هذه الدولة الفتية لا يعانون من الخوف والفتنة ..
وعندما استدار الزمان وانقلبت الأمور وبدأ الإسلام ينحسر من البلدان التي
فتحها ومن نفوس الناس أيضاً وخاض المؤمنون حروباً ضارية ضد الشيطان
وأعوانه متمسكين ما استطاعوا بدينهم ثابتين على الهدى ..
وكانت الأمور تسوء وسادت جاهلية القرن العشرين بما حملت
رياحها السموم من تغييب للإيمان ومحاربة لأهله بنشر الفتن والفساد .
ووجد المسلمون أنفسهم أقلة ضعافاً يطاردهم أعداؤهم ويفتنونهم
عن دينهم ويفسدون في الأرض . لقد افسدوا النساء و الأولاد و وضعوا لهم
أنظمة و قوانين لا تمت للإسلام بصلة و أجبروهم على إتباعها ..
و في هذه الأثناء و من خلال كل هذه الظلمات التي تراكمت بعضها فوق بعض ،
ظل هذا الدين حياً نابضاً في قلوب فتية لم تغوهم الحياة الجديدة
ولم تضلهم الأفكار الكثيرة ...

قال تعالى:

( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) " االكهف "

حملوا دينهم في قلوبهم وحياتهم وقبضوا عليه بكل صبر واحتمال كما
وصفهم نبيهم أنهم كانوا يقبضون على دينهم كما يقبضون على الجمر .

لقد عاد الإسلام غريبا ً كما بدا .
و لكن غربته الثانية اشدّ و اعتي و أكثر قسوة و إيذاء من غربته الأولى .
والناظر لأحوال المسلمين و المسلمات يرى كم من الأذى و الفتنة
و الاضطهاد يتحمل المسلمون من أجل دينهم في مواجهة جاهلية لا ترحمهم .
تطاردهم في كل مناحي الحياة و لا تسمح لهم بالتقاط أنفاسهم و عبادة ربهم ..
ألا يستحق هؤلاء من الأجر عند الله الذي لا يضيع لديه شيء بمقدار وما تحملوا ؟ .
ولأن كل شيء بأجر و مكافأة . ولأن الأجر قدر المشقة .
فإن أجر هؤلاء الصابرين المرابطين سيكون فعلا أكبر بكثير من أجر
الصحابة الكرام الذين نزل فيهم الدين ورأوا نبيهصلى الله عليه وسلم
ومعجزاته أمامهم وشهدوا انتصاراته وتطبيقاته في حياة
النبي صلى الله عليه وسلم .

وأنت يا أخت الإسلام ..
لك أكثر بكثير مما للصحابيات الطيبات إذا أنت التزمت بهذا الدين
في خصم هذه الجاهلية . تمسكت به رغم الفتن والمغريات
وتشبثت بحبل الله المتين . إن التنافس بين المسلين والمسلمات
على نيل المزيد من الأجر ورضااللهومحبته .
بالتزام أوامره والصبر على المكاره التي تصيب المؤمنات في هذا العصر ..
فإذا صبرت وتمسكت بدينك فإن البشرى قد وصلت إليك لأن لك من الأجر
أفضل من سبعين صحابية .. بإمكانك أن تكوني أفضل منهن إذا أنت آمنت
إيمانا ً لا لبس فيه ولا شك ولا زيغ , وعملت بما فرض الله عليك من فرائض
وانتهيت عما نهى عنه . وصبرت على الفتن والإغراء والإثارة والاضطهاد ..
وكنت كالقابض على الجمر تحتملين كل شيء وتستعينين بالله .
وتربين أبناءك جيلا ً مسلما ً مؤمنا ً فبشرى لك من..
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى حين ،،

قال : (( طوبى للغرباء )) ..
فهل عرفت كيف يكون التنافس و إن بإمكانك الفوز بالدرجات العلى في
الجنة وأنك عند الله تعالى فعلا ً ستكونين أفضل من صحابية؟.


يتبع ...
إن كان في العمر بقية .. إن شاء الله ..



http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609021.gif

شمس الرائدية
05-06-2010, 09:44 PM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609524.gif
الوصية السـابعـة .. لا ..
لست راهبة

قال صلى الله عليه وسلم :
( لا رهبانية في الإسلام) .

وجاء ثلاثة نفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاخبره احدهم أنه يصوم الدهر ولا يفطر وأخبره الثاني
أنه يقوم الليل كله ولا ينام ,
وأخبره الثالث أنه لا يقرب النساء ..
وقد جاءوا إليه مهزولين متعبين من العبادة الكثيرة التي
أستلّت صحتهم وهدمت أرواحهم وتركتهم بلا قوة ولا حول ..
وقد كان هؤلاء يظنون أنهم بهذا يتقربون إلى الله عزوجل
وترتقي درجاتهم عنده ..
فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يفعل
مثلهم وهو نبي ولا يصلي ولا يصوم كما يفعلون ..
وإنما هو بشر مثلهم يصلي ويقعد ويصوم ويفطر ويتزوج النساء ..
وأن حياة المسلم ليس فيها كل هذا التشدد ,
وأن هذا المنهج ليس مطلوبا ً في الإسلام ,
وأن هذا الدين يعتبر الإنسان وملكاته وغرائزه ومطالبه شيئا مهما ً,
وأنه إذا أراد أن يكون مقبولا عند الله فإن عليه أن يعيش حياة طيبة
لا عدوان في تفاصيلها على جسد ولا وقت ولا روح .
وأن العبادة الكثيرة والمرهقة هي اعتداء على النفس والجسد
والوقت وحرمان للزوجة والأولاد والأهل ,
بل وللمسلمين جميعا ً,
من طاقات المسلم التي يجب أن يستغلها في شؤون مهمة
لنصرة هذا الدين والقيام بأعباء الحياة اليومية .

ولكِ أن تتخيلي يا أختي المسلمة لو أن الرجال المسلمين
فعلوا مثل أولئك النفر وغرقوا في العبادة بتلك الطريقة ,
ما الذي سيحدث للأمة الإسلامية التي تواجه الغزو الفكري
والحضاري والفتن بكل أشكالها وألوانها , وتتعرض في كل يوم
لهجمة مريرة تستهدف دينها وحضارتها..
ويواجه المسلمون هذه الهجمات بمثل هؤلاء النفر من
المتعبدين الذين لا حول لهم ولا قوة ....؟

إن منهج هؤلاء النفر ليس هو منهج الإسلام وطريقتهم ليست
هي طريقة الإسلام . وهم ليسوا قدوة صالحة عند المسلمين
ولكن قدوتهم الحسنة في رسولهم صلى الله عليه وسلم
والذي بين أن على المسلم أن يكون قويا لمواجهة الأعداء ,
فيصوم ويفطر ويقوم ويقعد ويتزوج وينجب ويربي أولاده وبناته على الخير .

(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن
كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)
" الأحزاب "

إن الإسلام لا يهرب من مواجهة الحياة ولا يتراجع أمامها.
ويحافظ دائماً على جوهره ونقائه مهما اشتدت حلكة الظلام .
لذا حارب الإسلام بشدة كل النزوعات التي يميل بها بعض
الأفراد للانسحاب من مواجهة الحياة بالرهبنة والعبادة .
وجعل مهمة المسلم هي أن يخوض الحياة ويجربها ويغامر
في اكتشافها ويسير في الأرض يعيش بكل ما يمكنه ذلك
ويعمل للدنيا عمل من يعيش أبدا , وفي الوقت نفسه
يعيش لأخرته كأنه سيموت غدا. من هنا جعل الإسلام
لكل عمل يعمله المسلم أجراً واعتبره جزءا من عبادته
لله عزوجل ,

فقال صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه:

( إن في بضع أحدكم لأجرا ً ,
قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته
و يكون له فيها أجر ؟.
فقال صلى الله عليه وسلم :
أرأيتم لو وضعها في حرام أيكون عليه وزر ؟
كذلك لو وضعها في حلال كان له أجر ).

فلا تغترييا أخت الإسلام بكلام أولئك الذين يريدون للمرأة
أن تترهبن في بيتها وينحصر عالمها بين الجدران فيضيق بها الأفق .
بل عليك أن ترفضي منهج الرهبنة الخبيث الذي يفرضه المتخلفون
المهزومين أمام زحف الجاهلية على المرأة المسلمة ,
وعليها أن تواجههم برغبتها في الإقتداء
برسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي عاش حياته كاملة غير منقوصة ولم يسمح لأتباعه
بالانزواء في زوايا العتمة خوفا من مواجهة الجاهلية.

إعلمي إنكِ لم تخلقي لتحشري كالفئران في الجحور المعتمة
لكي تصلي وتصومي فقط . واعلمي أن معركة الإسلام مع
الجاهلية المعاصرة تحتاج إلى جهودك وجهود كل أخواتك
المؤمنات التقيات اللواتي لا يخشين في الحق لومة لائم ..
واعلمي بعد هذا كله أنك ِ فعلا لست راهبة ,
وأن الحياة التي يريد الإسلام أن يصنعها لا يمكن أن تقوم
بدون جهودك وقدراتك المكبوتة . وعليك أن تتعلمي علوم الدين
والدنيا فتدخلي المدارس والجامعات والكليات وتتخصصي في الطب
والهندسة والكمبيوتر والفيزياء ليعلم الجميع أن الإسلام ليس عدوا ً
للعلم وأن رجاله ونساءه كما جاء في صفهم
(( رهبان في الليل , فرسان في النهار )).

وأنهم أبناء الحياة الكاملة الطيبة ...
إنها سنته إذن . سنة الحياة والعيش الطيب ,
لا عيش الرهبنة والانعزال عن متاع الدنيا الذي
أباحه الله للمؤمنين ومن رغب عن هذه الحياة
فهو ليس من الإسلام في شيء ..


يتبع ...






http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1247609524.gif

شمس الرائدية
05-06-2010, 09:52 PM
http://www.mzaeen.net/upfiles/pec07957.gif (http://www.mzaeen.net/)




خصائص وصايا النبي صلى الله عليه وسلم



أما مِيَز وصاياه صلى الله عليه وسلم عن غيره فثلاث مِيَزْ:




أولها: الأصالة والعمق .




وثانيها: الإيجاز والاختصار .




وثالثها: مراعاة الأحوال .




الأصالة والعمق




أما الأصالة والعمق؛ فإنه أصيل في وصاياه صلى الله عليه وسلم،

فليأت فيران البشرية الذين حطموا الإنسان، وصنعوا وصايا ظنوها وصايا،
إنها تهدم مجد الإنسان، وكرامته، وعزته، وسموا أنفسهم ناصحين كـكانت ،
وديكارت ، ومن لف لفهم مثل ماركس ،
ولينين وغيرهم من الذين أعمى الله بصائرهم وطبع على قلوبهم،
فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
لنأتي لنقارن وصاياه صلى الله عليه وسلم مع وصايا هؤلاء،
فسنجد أن وصاياه تتميز بالأصالة والعمق، فهي عميقة أصيلة،
إن كانت ، وديكارت يوصون الإنسان أن ينام ويستيقظ مبكراً،
وأن يأكل وجبة كذا في وقت كذا، ولكن المنقذ بإذن الله والمعلم بعون الله،
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أوصى الإنسان بما كفل له سعادة الدنيا والآخرة.




الإيجاز والاختصار

والأمر الثاني:
أن وصاياه صلى الله عليه وسلم فيها إيجاز واختصار،
لا إسهاب، ولا إطناب، يقول سامعها:
بالله لفظك هذا سال من عسلٍ أم قد صببت على أفواهنا العسلا فلذلك كانت وصاياه مختصرة عليه الصلاة والسلام،
ويظن كثير من الناس أنهم إذا أوصوا وأكثروا في الكلام أمثالنا،
أن في الكثرة علماً وفهماً، ولكن ماذا نفعل؟
إذا أكثر أهل الضلالات من المحاضرات ومن الكلمات والندوات،
أفلا يتكلم أهل الحق بعشر معشار ما تكلم به أهل الضلالة؟!
يظن كثير من الناس أن في كثرة الوصايا،
وفي طول الكلام عمد وسند وعضد للموصى،
وينقل ابن الجوزي عن رجل يظن أن الدعاء وإنما هو للمسافات الطويلة،
والرجل هذا أحمق، أراد السفر فاستودع الله أهله،
وقال: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه،
فقاموا يدعون له بالعافية والسلامة والعودة والقبول،
فيقول: المكان قريب يعني: السفر لا يحتاج كثرة دعاء لأن المكان قريب.




مراعاة الأحوال

الأمر الثالث: مراعاة الأحوال:
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى
فقد كانت وصاياه عليه الصلاة والسلام تراعي الحال،
يأتيه الرجل وعليه صفة الغضب، وعليه اكفهرار السب والشتيمة،
فيعالجه صلى الله عليه وسلم بدواء يناسبه من صيدلية
محمد صلى الله عليه وسلم، ويأتيه الرجل الذي انعقد كفه على البخل،
فيوصيه النبي صلى الله عليه وسلم بالبذل،
ويأتيه الرجل العملاق القوي البنية والإرادة، فيوصيه بالجهاد في سبيل الله،
ويأتيه الشيخ الكبير المهلهل الفاني المريض فيوصيه بذكر الله،
ويأتيه الرجل المجرم المسرف على نفسه فيحبب له باب التوبة
ويفتحه على مصراعيه.
فأي رجل يعرف هذه المعرفة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولذلك ليست هذه الميزة الثالثة لغيره من الناس،
كثير من الناس يأتون للرجل منحني الظهر من العجز والكسل فيتحدثون له بالجهاد،
ويأتون للمغامر المجرم فيتحدثون له عن فسحة الأمل،
ويأتون للبخيل الشحيح فيتحدثون له عن فضل إمساك المال،
لكن الرسول عليه الصلاة والسلام يعطي كل ذي حق حقه، وكل مقام مقاله.





يتبع ...

إن كان في العمر بقية .. إن شاء الله ..











http://www.mzaeen.net/upfiles/pec07957.gif (http://www.mzaeen.net/)

شمس الرائدية
07-06-2010, 10:10 PM
http://www.mzaeen.net/upfiles/pec07957.gif (http://www.mzaeen.net/)




أبواب وصاياه صلى الله عليه وسلم



وأما أبواب وصاياه صلى الله عليه وسلم وهي الباب الثاني
الذي نقرعه فكثيرة، فما هي هذه الأبواب التي طرقها
صلى الله عليه وسلم؟
أأبواب التصوف والطب
أم أبواب الرياضة والفن عند من لا يعرفون الفن
أم أبواب ماذا؟



إنها أبواب الحياة الدنيا، والحياة الآخرة
إنها أبواب مسيرة العبد إلى الله
إنها أبواب مستقبل الإنسان، يوم يريد أن يشرفه الله عز وجل.



ولذلك روى أهل العلم بأسانيدهم:
أن الله عز وجل نظر إلى الناس فمقتهم جميعاً، عربهم وعجمهم،
إلا بقايا من أهل الكتاب، ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فمن يوم وقف على الصفا ،
ويوم قال: لا إله إلا الله، استفاقت القلوب على لا إله إلا الله،
ومن يوم أن كرر لا إله إلا الله على الأسماع سجدت الرؤوس لرب
لا إله إلا الله:



أبواب وصاياه صلى الله عليه وسلم أربعة أبواب:





أولها: باب التوحيد
ثانيها: باب العبادة
ثالثها: باب الزهد في الدنيا
رابعها: باب الأخلاق والأدب



ولن تجد حديثاً إلا وتدرجه تحت هذه الأبواب،


ولن تجد وصية أو نصيحة إلا ولك أن تلفها تحت هذه المظلة الخضراء،
فتوحيد خالص نقي كالشمس، وعبادة راضية مرضي عن صاحبها،

وزهد في حطام الدنيا، وأخلاق وأدب على منهج الكتاب والسنة.








http://www.mzaeen.net/upfiles/pec07957.gif (http://www.mzaeen.net/)

شمس الرائدية
07-06-2010, 10:14 PM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238259863.gif







أبواب وصاياه صلى الله عليه وسلم أربعة أبواب:





أولها: باب التوحيد


فلنأت الآن إلى موضوع وصاياه صلى الله عليه وسلم في التوحيد،







كيف أوصى بالتوحيد؟ لا يمكن أن ينصح، أو أن يصدق رجل في هذه




الأمة مهما بلغ في الصلاح والنسك كما صدق محمد صلى الله عليه وسلم:





المصلحون أصابع جمعت يداً هي أنت بل أنت اليد البيضاء





فكان ينشئ أصحابه بلمسات التوحيد على قلوبهم،


دعوة عامة في المحافل، يوم يرد صلى الله عليه وسلم سوق عكاظ ،

ويجتاز بـذي المجنة ، وبـذي المجاز ،

فيتفصح صلى الله عليه وسلم بكلمات التوحيد،
ويوم يقف على الصفا ويقول: {يا أيها الناس! قولوا لا إله إلا الله }
ولنكتفي بأحاديث وقف صلى الله عليه وسلم فيها معلماً وداعية،






وناصحاً لأصحابه في التوحيد.




وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس



أولها: حديث ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه، ويا لـابن عباس ،

ويا لثمرة الجهد المتواصل منه صلى الله عليه وسلم

في تربية ابن عباس ، يوم أن فقهه في دين الله،
فأخرجه مشكاة تبعث هداها وسناها ونورها،









ركب ابن عباس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو رديفه على حمار، والرسول صلى الله عليه وسلم يركب الحمار،
لكنه ركب كواكب النصر والفلاح والمجد، فيختلسها صلى الله عليه وسلم فرصة،




ويقول: {يا غلام! فيقول ابن عباس : لبيك وسعديك يا رسول الله، فيقول:

إني أعلمك كلمات -لكنها كلمات نور وهداية وكلمات بشر وخير وسعادة

في الدنيا والآخرة، ليست طويلة ولكنها عميقة أصيلة-
احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك
تعرَّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله
واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء
لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك
ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،
رفعت الأقلام وجفت الصحف } رواه الترمذي وأحمد
وزاد {واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً }
ورواه أيضاً النسائي ، ورواه ابن ماجة بلفظ ...
{يا ابن عباس ! احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك }
من هذا المنطلق ومن هذا الحديث، نأخذ وصية في التوحيد
ونعرضه على الذين يقولون: لا حاجة الآن أن نتدارس التوحيد
فلقد وعى الناس التوحيد، فما هناك حاجة إلى أن يعرفوا مسائل التوحيد
ثكلتك أمك يا بعير! وهل المسألة إلا مسألة توحيد
وهل الدعوة إلا دعوة عقيدة، وهل الرسالة إلا رسالة لا إله إلا الله
فأين أنت من هذا؟!
إن الرسول عليه الصلاة والسلام -كما قلنا- كان يعرف استعدادات الصحابة
فكان يضع كل إنسان في موضعه، لا يضع الأديب في موضع المفتيولا المفتي في موضع القائد، ولا القائد في موضع الزاهد
ولا الزاهد في موضع الجندي، بل يضع كل واحد في مكانه الذي أهله الله له.
أرأيتم أين وضع خالداً يوم أن كان سيفاً من سيوف الله وضعه على الجبهات
يكسر رءوس الملاحدة بسيف الله، وأتى بـحسان يوم كان أديباً ووضعه عند المنبر؛
ليرسل القوافي الفصيحة على المعاندين ليرغم أنوفهم في التراب
وأتى بـزيد بن ثابت يوم كان فرضياً يبرم مسائل الفرائض
فأعطاه التقسيم والتوزيع والميراث، وأتى بـمعاذ يوم كان عالماً في الحلال







والحرام، فأعطاه موضوع الفقه، هكذا كان يفعل صلى الله عليه وسلم.



وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل






رضي الله عن معاذ بن جبل وأرضاه، الشاب الذي وعى التوحيد،


وأرسل صوته بالتوحيد إلى الجند في جنوب اليمن ،

وإلى عسقلان في جنوب فلسطين






ليكون شهيداً هناك، فسبحان الله!



أي أمة كنا يوم كانت اهتماماتنا بلا إله إلا الله؟!




أي أمة كنا يوم كانت رسالتنا رفع لا إله إلا الله؟!





إن الذين يعيشون على مطامع الشهوات والبطون


لا يهتمون بلا إله إلا الله في أربع وعشرين ساعة، بل في الأسبوع




بل في السنة، إنهم يخلفون أثرهم، وانتسابهم إلى معاذ رضي الله عنه وأرضاه



بمعابد الإفرنج كـان أذاننـا قبل الكتائب يفتح الأمصـارا




لم تنس أفريقيا ولا صحراؤها سجداتنا والأرض تقذف نارا




أرواحنا يا رب فـوق أكفنـا نرجو ثوابك مغنماً وجـوارا





{قال صلى الله عليه وسلم لـمعاذ ، وهو راكب معه على حمار:


يا معاذ ! قال: لبيك وسعديك يا رسول الله

قال: أتدري ما حق الله على العباد؟

فقال -وانظر إلى الأدب والحياء والتوقير والإجلال-: الله ورسوله أعلم.
قال: حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً
ثم قال: أتدري يا معاذ ما حق العباد على الله؟
قال: الله ورسوله أعلم
قال: حق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً }
متفق عليه، ورواه أحمد في المسند بلفظ آخر.
وكان هذا الحديث وصية ونصيحة من نصائح التوحيد التي أرسلها
صلى الله عليه وسلم لـمعاذ ، أتدرون متى بلغها الناصح الأمين معاذ ؟
على فراش الموت، يوم أن حضرته الوفاة وهو في عسقلان يرفع
لا إله إلا الله في الشام ، ويطارد كلاب البشرية الذين يحاربون لا إله إلا الله
فاندلعت في كفه بثرة من طاعون، ولكنه يريد الموت، يريد لقاء الله والناس
يريدون الحياة، فقالوا: شافاك الله، عافاك الله، لا ضير عليك
فيقول: [[لا والله لقد أحببت لقاء الله، والله لو كانت روحي في كفي لأطلقتها
اللهم إنك تكثر القليل، وتكبر الصغير، اللهم فكبرها ونمها وكثرها ]]
يعني: البثرة، فاندفعت في جسمه، وأتاه اليقين على فراش الموت
وحق الحق لأهل الحق، وبقي اليقين لأهل اليقين، وخسئ الذين غدروا
مع لا إله إلا الله، وتُبِّر الذين فجروا مع عقيدة لا إله إلا الله
فماذا قال في سكرات الموت؟ هل تأسف على منصبه الذي كان يشغله؟!
هل بكى على ماله وولده؟! هل ندم على قصوره؟!
لا والله، فما كان عنده من الفلل والقصور من شيء
إنما هي قصور من دين وعمل صالح ونوافل وعبادة
وفلل من يقين وخير وحسن خلق، وأشجار من معاملة طيبة ودعوة ناجحة
بكى وهو في فراش الموت، وقال: [[مرحباً بالموت حبيباً جاء على فاقة،
لا أفلح من ندم، اللهم إنك تعلم أني لم أحب الحياة لغرس الأشجار،
ولا لجري الأنهار، ولا لرفع القصور،ولا لعمارة الدور، ولكنني كنت أحب الحياة -
فاسمعوا يا أبناء الحياة- لأعفر وجهي ساجداً لك في الأرض،
ولأزاحم العلماء بالركب في حلق الذكر، ولأدعوك وأتملقك في الليل الداجي ]].
فسلام عليك يا معاذ بن جبل يوم أسلمت، وسلام عليك يوم دعوت إلى الله،






وسلام عليك يوم نصحت ويوم مت ويوم تبعث حياً.




وصية النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي




في الترمذي بسند حسن:


{ أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -والأعراب أهل

مصائب في حياته صلى الله عليه وسلم، الأسئلة الثقيلة، الجفاء،

تعكير جو الهدوء والسكينة في المسجد، الضجة والصجة،
تضييع الوقت والمحاضرات والكلمات على رسول الله صلى الله عليه وسلم-
فيأتي هذا الأعرابي ويتربص بالمسجد ويدخل،
ويتخطى الصفوف ويقف أمام الرسول عليه الصلاة والسلام،
ما ظنكم برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث إلى جماهير تريد أن
ترفع لا إله إلا الله، وتنصر لا إله إلا الله، فيقاطعه هذا الأعرابي.
وفي الأخير يقول الأعرابي لما جلس الرسول صلى الله عليه وسلم
بين الناس كما رواه أهل الصحيحين عن أنس ؛
يقول: أين ابن عبد المطلب -ما كأنه يعرف العلم، وما كأنه يعرف البشير النذير،
فيقول الناس: ذاك الرجل الأبيض الأمهق المرتفق، الأمهق: المشوب بحمرة،
المرتفق: المتكئ، فيتقدم إليه-
فيقول: يا بن عبد المطلب -لا يقول: يا رسول الله:
لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً [النور:63] -
فيقول: قد أجبتك، فقال: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة -
انتبه إن سؤالي صعب، ومشكل، إنه مدهش محير فأجبني-
قال: سل ما بدا لك، فيقول هذا الأعرابي: من رفع السماء؟ -
إن أكبر معجزة عند الأعراب رفع السماء، وهي معجزة حقاً-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله. -وهم يعرفون أنه الله-
قال: من بسط الأرض؟ قال: الله. قال: من نصب الجبال؟ قال: الله.
قال: أسألك بمن رفع السماء، وبسط الأرض، ونصب الجبال، آلله أرسلك إلينا رسولاً؟
قال: اللهم نعم. واحمر وجهه صلى الله عليه وسلم -
إنه سؤال عظيم، داهية من الدواهي أن يسأل عن التوحيد-
فيقول: أسألك بمن رفع السماء، وبسط الأرض، ونصب الجبال، آلله أمرك
أن تأمرنا بخمس صلوات في اليوم والليلة؟
قال: اللهم نعم. ثم أخذ يسأله عن أركان الإسلام فلما انتهى ولى وقال:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، والله لا أزيد على ذلك ولا أنقص }.
فقال صلى الله عليه وسلم: {أفلح الرجل، ودخل الجنة إن صدق }
فإذا بالتوحيد يعرض في خمس دقائق، لا عرض المنطق
ولا الفلسفة وعلم الكلام الذين تبر الله سعيهم
أتوا يعرضون العقيدة في طلاسم، فأفسدوا عقيدة الناس في قلوب الناس
العقيدة تعرض كهذا العرض، لا أحاجي، لا ألغاز ،،
ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
إن الله لا يغفل عن المأمون الخليفة العباسي في إدخاله علم المنطق
على المسلمين، إي والله، لن يغفل الله عنه، ولن يدعه -إن شاء الله-
إلا بحساب، كيف يدخل علماً ماجناً خسيساً رخيصاً عند من أتوا بالوحي






صافياً منقىً من السماء؟!



فإما حياة نظم الوحي سيرها وإلا فموت لا يسر الأعاديا



التوحيد وحصين بن عبيد




عند أبي داود وفي مسند أحمد والترمذي بأسانيد جيدة

أن حصين بن عبيد أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -

والرسول صلى الله عليه وسلم متوقع أن الرجل له آلهة كثيرة،
لأن بعضهم له عشرون وثلاثون من الآلهة، حجارة وخشباً وطلاسم واعتقادات-
فيقول عليه الصلاة والسلام: يا حصين بن عبيد ! كم تعبد؟
قال: سبعة؟! قال: سبعة؟! قال: نعم. قال: أين هم؟
قال: ستة في الأرض، وواحدٌ في السماء..
قال عليه الصلاة السلام: فمن لرغبك ولرهبك؟ -إذا ضاقت بك الضوائق،
إذا نزلت بك الكوارث، واحتدمت عليك الأمور-
قال: الذي في السماء، فقال عليه الصلاة والسلام:
فاترك التي في الأرض واعبد الذي في السماء }:
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ [الزخرف:84]
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ






عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ *بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر:65-66].




وصيته لأبي ذر بالتوحيد



وعند ابن حبان عن أبي ذر قال:

{قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشرك بالله، وإن قتلت، وحرقت }

فكل شيء إلا الشرك بالله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ
يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً [النساء:116]
هذه قطوف من وصاياه صلى الله عليه وسلم في التوحيد،
فيها اليسر والأصالة والعمق والوضوح كل الوضوح، توحيد خالص،
كل كائنة تعرف أن لا إله إلا الله، اللمعة من الضوء، القطرة من الماء،






الورقة من الشجر، البسمة، اللفظة، كل كائن:




وفي كل شيء لـه آيـة تدل علـى أنـه الواحـد




فيا عجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحـده الجاحـد







http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238259863.gif

محترم ولكن
07-06-2010, 10:20 PM
جزاك الله خير

شمس الرائدية
07-06-2010, 10:22 PM
باب العبادة

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238270383.gif

وأما في العبادة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام طرق أبواب العبادة،
وأعطى كل إنسان ما يلائمه، واعلموا: أن أبواب الجنة ثمانية:







توضأ بماء التوبة اليوم مخلصاًبه ترق أبواب الجنان الثمانيا



وقل لبلال العزم إن كنت صادقاًأرحنا بها إن كنت حقاً مصليا





دخول أبواب الجنة بحسب العبادة
روى البخاري في كتاب الجهاد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
{ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للجنة أبواباً ثمانية،
فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من
أهل الصيام دعي من باب الصيام، ومن كان من أهل الجهاد
دعي من باب الجهاد -فينبري أبو بكر رضي الله عنه، وتنبري الهمة العالية-
فيقول أبو بكر : هل يدعى أحد من تلك الأبواب الثمانية؟ -رضي الله عنك،
إنها همة تمر مر السحاب، صنع الله الذي أتقن كل شيء-
فيقول صلى الله عليه وسلم: نعم، وأرجو أن تكون منهم}.

فيأتي عليه الصلاة والسلام فيطرق تلك الأبواب الثمانية لمن أراد أن
يدخل من تلك الأبواب، على قوى الناس، وعلى تأهيلاتهم ورغباتهم،
لأن من رغب في الذكر قد لا يرغب في الصيام، ومن رغب في الصيام
لا يرغب في الصلاة، قالوا لأعرابي: ألا تصوم ثلاثة أيام من كل شهر،
فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:
{من صام ثلاثة أيام من كل شهر أذهب الله عنه وحل الصدر، وكان كصيام الدهر }
فقال الأعرابي: أنا في كلفة وهم من رمضان، وأزيد عليه ثلاثة أيام من كل شهر!
فلما بشروه بطلوع هلال رمضان، كما يتبشر الصوام القوام،
نظر إلى الهلال فكأنه يرى سيفاً في السماء، ثم قال: والله لأشتتنك بالأسفار.

وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الله

الرسول عليه الصلاة والسلام يراعي التأهيلات والقوى عند الناس
فيوجههم إلى الأمور التي يمكن أن يبرعوا فيها،
يأتي إليه عبد الله بن بسر ، كما في الترمذي بسند حسن
وإذا هو شيخ كبير يتكئ على عصاه، فتر من كبر سنه،
فماذا عسى أن يقول له صلى الله عليه وسلم؟
هل يقول له: جاهد في أفغانستان ، أو في فلسطين ؟ لا
{قال: يا رسول الله؛ إن شرائع الإسلام كثرت علي، فأخبرني بباب
أتشبث به من الأعمال -الصلاة شاقة عليه، الصيام كليف عليه-
فقال له عليه الصلاة والسلام: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله }
لأن الذكر يلائم أهل البنية النحيلة، والذين لا يستطيعون المدافعة
ولا المصاولة ولا المجاولة.

يقول ابن تيمية في وصيته لـأبي القاسم المغربي :
واعلم أنه كالإجماع بين العلماء أن الذكر أفضل وأيسر وأسهل عمل،
وصدق رحمه الله، فالرسول صلى الله عليه وسلم يوصي هذا بالذكر،
وإن كان من وصية فالله الله في ذكر الله،
فإنه والله الباب الذي يفتح على الله عز وجل، إنه الغفران والسكينة،
إنه باب المعرفة والتوبة.
يقول ابن القيم في روضة المحبين : يقول تقي الدين بن شقير :
خرجت وراء شيخ الإسلام ابن تيمية فلما أصبح في الصحراء من حيث
أراه ولا يراني، نظر إلى السماء ثم دمعت عيناه، ثم قال: لا إله إلا الله، ثم قال:




وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالسر خاليا



إن الذكر أعظم ما يمكن أن يتقرب به إلى الله، ولذلك
كان صلى الله عليه وسلم يوصي به فيما يقارب سبعين حديثاً صحيحاً
وحسناً، ولذلك يقول ابن رجب عن أبي مسلم الخولاني الذاكر العابد،
كانت لسانه لا تفتر من ذكر الله:





إذا مرضنا تداوينا بذكركـم ونترك الذكر أحياناً فننتكس




يقول: دخل أبو مسلم الخولاني على معاوية ، فإذا أبو مسلم يتمتم بلسانه،
فظن معاوية رضي الله عنه أن الوسواس قد أصاب أبا مسلم ،
قال: أجنون هذا يا أبا مسلم ؟ قال: بل حنون يا معاوية . حنون إلى الله،
حنون إلى روضات الخير والذكر، التي أوجدها الله عز وجل، وأبو مسلم -بالمناسبة
هو الذي وقف موقفاً حازماً أمام الطاغية الكذاب الأثيم الأسود
العنسي ، يوم ادعى النبوة وذكر أن جدته أوحت إليه بطلاسم وخزعبلات من
الإفك والدجل والكذب على الله، فقال له الأسود العنسي : أتشهد أني رسول الله؟
قال: أشهد أنك من الكذابين الثلاثين الذين ذكرهم
الرسول صلى الله عليه وسلم، فجمع له حطباً، وأوقد له ناراً،
وألقاه في النار، لكن سلالة أهل التوحيد،
وسلالة إبراهيم عليه السلام ما انقطعت أبداً.
قال وهو يلقى في النار: حسبنا الله ونعم الوكيل،
فإذا بعناية الله التي كانت لإبراهيم تتكرر ثانية:
يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الأنبياء:69]
وكانت برداً وسلاماً على أبي مسلم الخولاني ،
فاستقبله الصحابة لما نجا من النار، قال الأسود العنسي :
هذا ساحر أخرجوه من اليمن ، واستقبله عمر بحفاوة أيما حفاوة،
وقال: حيهلاً بمن جعله الله شبيهاً بإبراهيم الخليل.

وصية النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه بالجهاد

ويأتي عليه الصلاة والسلام إلى رجل مجاهد، عنده عضلات تؤهله
إلى أن يضرب بسيف الله، وإلى أن ينتقم من أعداء الله،
هو غيلان الثقفي كما عند أبي داود { فقال: يا رسول الله! دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة؟
قال: عليك بالجهاد في سبيل الله }
الجهاد في سبيل الله، رفع راية الله، سكب الدم الغالي، لرفع لا إله إلا الله.
ويأتيه أبو أمامة ، فإذا هو صابر محتسب،
فيقول: {دلني يا رسول الله على عمل إذا عملته دخلت الجنة؟
فيقول: عليك بالصيام فإنه لا عدل له } رواه أحمد ،
لأنه عليه الصلاة والسلام يعرف أن أبا أمامة من الذين يستطيعون الصيام،
ومن الذين يثابرون على الصيام، فبابه باب الصيام، فلا مشاحاة في الأبواب،
بل ادخل وحاول أن تدخل، لكن انظر إلى الباب الذي يناسبك، وتستطيع أن تستمر فيه.
رأس الإسلام وعموده وذروة سنامه

عند الترمذي والإمام أحمد من حديث معاذ رضي الله عنه وأرضاه،
قال: {كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة -قال بعض الحفاظ:
غزوة تبوك - فاقتربت منه، قلت: يا رسول الله!
دلني على عمل يقربني من الجنة، ويباعدني عن النار؟
-ما أحسن السؤال! وما أحسن الإيراد! وما أعجب المقال!-
فقال عليه الصلاة والسلام: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه }
فاسمع إلى مؤهلات الجنة، واسمع إلى الأبواب التي توصل إليها،
واسمع إلى هذه الخصائص التي أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم،
والمفاتيح التي تدخلك أبوابها،لا الشهادات !! لا المؤهلات !! لا المناصب !!
لا الجاه والشهرة والرياء والسمعة!! كلها تسقط هباءً منثوراً:
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً [الفرقان:23].
قال عليه الصلاة والسلام، وهو يتحدث عن الأعمال الموصلة إلى الجنة:
{ تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان،
وتحج البيت ثم قال: ألا أدلك على رأس الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟
قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة،
وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟
قال: قلت: بلى يا رسول الله! قال: الصيام جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة
كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل،
ثم تلا عليه الصلاة والسلام تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [السجدة:16]
ثم واصل الوصية عليه الصلاة والسلام،
فقال: ألا أدلك على ملاك ذلك كله؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله!
قال: كف عليك هذا، وأخذ بلسان نفسه،
فتعجب معاذ -أفي الكلام حساب وعقاب؟! أفي المقال نكال وعذاب؟!- ف
قال: يا رسول الله! أئنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال عليه الصلاة والسلام:
ثكلتك أمك يا معاذ -إلى الآن ما فهمت هذه القضية- وهل يكب الناس في النار
على مناخرهم -أو قال: على أنوفهم- إلا حصائد ألسنتهم }
هذه وصية أهداها صلى الله عليه وسلم، تحمل العبادات، بل مفاتيح الجنة.

ويأتيه عليه الصلاة والسلام شباب فتيان متقاربون في السن،
فيقول: ما حاجتكم؟ -فأهل الأموال طمعوا في الأموال،
وأهل الجاه طمعوا في الجاه، وأهل الثياب طمعوا في الثياب،
لأن بعض الناس يرضيه أن تكسوه ثوباً، لا أن تهدي له علماً أو نصحاً أو فائدة-
فأعطى صلى الله عليه وسلم كل إنسان منهم ما يريده،
إلا ربيعة بن مالك رضي الله عنه قال: { كنت أبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيته بوضوئه وحاجته،
فقال يا ربيعة سل، قلت: أسألك مرافقتك في الجنة؟
قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود }
رواه مسلم ، وفي لفظ آخر: {فإنك لن تسجد لله سجدة، إلا رفعك بها درجة }.
كلما سجدت لله سجدة رفعك بها الله درجة، إن عظمتك أيها المسلم،
وسموك وإخلاصك ونصحك أن تكرم وتعفر هذا الوجه بالسجود لله،
فوالله ثم والله ثم والله إما أن تسجد لله، أو تسجد لغير الله،
إما أن تسجد للواحد الأحد، أو تسجد لمنصبك، ولبطنك، ولشهوتك،
ولزوجتك، ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام:
{ تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار }
فسماه عبداً؛ لأنه عبد هواها وعشقها، وأحبها حباً جماً.
فإما أن تكون عبودية لله، وإما أن تكون عبودية للهوى:
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ
وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ [الجاثية:23]:





ومما زادني شرفاً وفخـراًوكدت بأخمصي أطأ الثريـا



دخولي تحت قولك يا عباديوأن صيرت أحمد لي نبيـا




إزالة الأذى من طريق المسلمين

يأتي أبو برزة كما عند الترمذي ، فيقول:
{يا رسول الله! دلني على عمل؟
قال: أزل الأذى عن طريق المسلمين }
إن أبواب الخير عدد الأنفاس، لكن أين السالكون؟
إن طرق السعادة عدد الشعاع، ولكن أين الماضون؟
إن مفاتيح الخير لا تعد ولا تحصى، ولكن أين الفاتحون؟
أين الذين يريدون الله؟ أين الذين يريدون ما عند الله عز وجل؟
إن هذه الطرق سلكها وأوصى بها صلى الله عليه وسلم،
ولكن بثلاث خصائص:
بالأصالة والعمق، والإيجاز والاختصار، ثم بمراعاة الحال.

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238270383.gif

شمس الرائدية
07-06-2010, 10:23 PM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238933833.jpg (http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238933833.jpg)

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238933872.gif (http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238933872.gif)

الوصية الـثـامنـة ..
كيف توافقين على الزواج

قال تعالى :
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
" الروم : 20
وقال صلى الله عليه وسلم :
( أربع من سنن المرسلين , الحياة والتعطر والسواك والنكاح ) .
(رواه الترمذي)
وقال صلى الله عليه وسلم :
( يا معشر الشباب، من أستطاع منكم الباءة فليتزوج )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه،
إلا تفعلوا ذلك تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ).
عندما يتحدث الناس عن الزواج يتطرقون للشروط المطلوب
توفرها في الفتاة. ويضعون لها مواصفات دقيقة ابتداء من لون
الشعر والعون والطول والوزن وانتهاء بالشهادة الجامعية أو الوظيفة .
وإذا اهتموا قليلا ً سألوا عن دينها وتقواها لا حرصا ً منهم على
دينها وعبادتها ولكن كي يثق الرجل بها .
وهكذا تنقلب الصورة مرتين :
مرة في البحث عن مواصفات غير ذات قيمة والمرة الثانية في نسيان
مواصفات الرجل معتبرين أن القبول به مسألة لا تحتاج إلى نقاش ,
وأنه ما أن يطلب أية فتاة حتى تهرول إلية موافقة .
وقد ساد هذا المفهوم في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة بشكل
مؤذ وفقدت المرأة بندا ًهاما ً من بنود شخصيتها وحريتها واحترامها
لنفسها واختيارها . وهذا كله ليس من الإسلام في شيء .
وما هو إلا من بقايا العهد البائد الذي طغى على ديار المسلمين
وغير مفاهيم الإسلام لديهم ووضع المراة في مرتبة متأخرة عن
الرجل وحولها إلى كائن سلبي لا إرادة له , وأن مهمته في الحياة
هي تلقي رغبات الرجل والاستجابة لمطالبه دون أن يكون لها أية
رغبات أو مطالب ودون أن تكون لها أية شخصية , ولا يمكن بحال
من الأحوال أن يقتنع أحد أن دينا ً يحترم المرأة ويقدرها يسمح
للنساء المؤمنات به أن يكن هذا القدر المهين والمذل ,
لذا فإن الناس قد خرجوا عن تعاليم الإسلام في هذا الشأن
و حرفوا كلماته وأوامره واستلبوا حقوق النساء فيه ورموا بهن
في زوايا الإهمال , ولم تعد المرأة في مجتمعنا إلا وسيلة لقضاء
شهوة الرجل وأداة للتفريخ تنجب له أولاده دون أن يكون لها حق
المناقشة أو الإختيار في هذا الشأن.

إن إحترام الإسلام لشخصية المرأة أكبر مما يتصوره الآخرون
الذين فهموا الإسلام فهما ً مغلوطا ً ,
فهو الذي جعل المرأة مساوية للرجل وشقيقة له ,
يجري عليها ما يجري عليه ,
لها ماله من الحقوق وعليه ما عليها من الواجبات ..
وفي الوقت الذي وضع فيه الإسلام مواصفات المرأة المناسبة
للزواج فإنه أيضا ً وضع مواصفات الرجل المناسب لهذه المهمة ,
حين اخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة تنكح لأربع :
لمالها وجمالها وحسب دينها . وطلب من المسلم أن يظفر
بذات الدين , فإنه أيضا ًيبين لنا أن هناك شروطا ً أخرى يجب
أن تتوفر في الرجل , وأنه بمقدار ما يهتم الرجل بمواصفات
المرأة التي سيقترن بها فإن المرأة تهتم بمواصفات الرجل
الذي ستقترن به .
وأنه ما لم يكن هناك وفاق في المواصفات الطرفين فإن حياتهم
لن تسير في الإتجاه الصحيح .

إن الحياة الزوجية يا أختي المسلمة حياة ثنائية ,
أنت نصفها الكامل وزوجك النصف الآخر ,
وكما له الحق وضع شروط ومواصفات لك يريدها فيك ,
فإنه يجب أن تكون لك شروط ومواصفات تريدينها فيه حتى توافقي ..
والزواج وفاق واتفاق , إذا أردت لحياتك أن تسير في الإتجاه السلم
السعيد وتتقدم من أجل تحقيق الهدف الأسمى للحياة الإسلامية
المثمرة البناءة التي تهدف أول ما تهدف إليه سعادة الزوجين وتعاونهما
في متطلبات الدين والدنيا .
فإن عليك أن تضعي شروطك كاملة واضحة أمام أبيك وأخيك
أو ذاك الذي جاءك خاطبا ً.
وعليك أن تتمسكي بمطالبك هذه وشروطك وليس أحد في الدنيا
يستطيع أن يفرض عليك شخصا ً لا تريدينه أو لا تنطبق عليه الشروط
التي وضعتها له. ولا نريد هنا تعداد هذه الشروط لأنك التي تعرفينها
وتعرفين ما يناسبك من أمور ومواصفات ترينها مناسبة لحياتك .
وأنا على يقين من أن المسلمة المتعلمة المثقفة الملتزمةذات
الشخصية القوية المتماسكة لا تسمح لشيء ,
أن يمر عليها دون أن تناقشه وتتأكد منه لتوافق عليه و ترفضه ..
إذا فهمت يا أختي المسلمة هذه النقطة الهامة فإن موافقتك
على الزوج ستكون قائمة على الفهم الكامل والوعي الشامل
لأمور دينك ودنياك , سعادتك وهناؤك ...
إن المرأة المسلمة الواعية تستطيع أن تؤثر في أبيها وأمها وأخيها ,
وتدلهم على طريق الخير والهدى وتتفاهم معهم على ما تريده لحياتها
مع الزوج المؤمن الملتزم الذي يكرمها ويحنو عليها ويراعي توجيهاتها واتجاه
نفسيتها ويهتم بمطالبها المشروعة في الإرتقاء بما لديها من مواهب
وإمكانات تساعد في تمسكها بدينها ودعوتها لبنات جنسها من أجل
الالتزام بهذا الدين القويم .

أختي المسلمة ...

إعرفي كيف توافقين على زوجك قبل أن يهدمك الخاطبون ويفرض عليك
ولي الأمر شروطا ًلا ترضيك ولا ترين فيها سعادتك , واعلمي أنه لا يكفي
أن يكون الرجل ملتحيا أو لابسا ً دشداشة مقصرة أو يحمل مسواكا ً في
يده حتى يكون زوجا ًمناسبا ً, بل إن هناك شروطا ً أخرى أكثر أهمية من
هذه الشؤون , أنت تحددينها وتطالبين بها .


http://www.mzaeen.net/upfiles/pec07957.gif (http://www.mzaeen.net/)

شمس الرائدية
11-06-2010, 11:17 PM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238933833.jpg











http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238933872.gif



الوصية التـاسعـة ..
افهمي زوجك .. وليفهمك هو أيضاً
قال صلى الله عليه وسلم :
( الناس معادن, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ).
وقال سبحانه وتعالى :
( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ
وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )
" فاطر : 32 "
وقال سبحانه :
( وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا
الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاء وَلا الأَمْوَاتُ) " فاطر : 19 - 22 "
لا يمكن للحياة أن تسير على وتيرة واحدة بين الرجل والمرأة مهما
كان الحب وارف الظلال عليهم ,
لأن شؤون الحياة التي يواجهها كل واحد تجعل مزاجه في بعض الحيان
متعكرا ً منكدا , فتراه لا يحتمل أي شيء و يثور غضبه لأتفه الأسباب .
وهذه مسألة طبيعية في جوهر الخلق كما خلقهم الله تعالى ,
فالاختلاف بين الأمزجة والطبائع يترك دائما مسافة للإشكالات في الحياة ..
من هنا فإن الناس الذين خلقوا من طينة واحدة لا يتمتعون بمزاج واحد
ونفسية واحدة ..
كما أن التربية التي يتلقاها كل واحد في بيته ومدرسته وحارته ,
بين أهله وجيرانه تخلق مساحات جديدة من الاختلاف بين طبائع الناس ,
لذا ترى بعضهم هادئا ًمتسامحاً وقورا ً, والآخر نزقاً عصبياً ,
والثالث نشيطا ًمتحمسا ً والآخر بليدا ًفاترا ً,
هذا يتأمل بعمق و ذاك يعمل
بنشاط و حيوية ..
وهذا يحب بدون حساب , وذاك يكره ..
وهكذا تمتلئ الحياة بنماذج مختلفة ..
وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالمعادن ..
فكما في المعادن ذهب وفضة ورصاص وتنك ونحاس فإن في الناس من
يشابه الذهب أو يساوى التنك ..
وقد تكتشف المرأة أن زوجها الذي اقترنت به يتكون من خليط من المعادن ،
فهو أحيانا كالذهب لمعة وغلاء وقيمة ،
وقد يصبح من التنك باهتا ورخيصا وتافها ..
فإذا أحيانا المرأة عارفة تفاصيل تكوينه وقادرة على التعامل مع هذه
التفاصيل كل واحدة حسب ظهورها فإنها ستجد نفسها في خضم
مشاكل لا أول لها ولا آخر.. لذا فإن من أهم الخطوات التي يفترض في
المرأة المسلمة أن تتخذها في هذا الإتجاه أن تعرف زوجها وتفهمه .
تعرف مكونات معدنه ، ومتى يظهر الذهب على حياته ومتى يظهر التنك ،
متى يكون ظالماً لنفسه ومتى يكون مقتصداً ،
ومتى يكون سابقاً بالخيرات حريصاً على الدين ..
متى يتهاون ومتى يتشدد ..
ماذا يحب وماذا يكره .
ما الذي يغضبه وما الذي يرضيه ما حقه عليها وما حقها عليه ..
متى يمكنها أن تخاطبه باللين ومتى يحتاج الأمر إلى الشدة ..
فإذا عرفت المرأة
مداخل نفسية زوجها ومخارجها والمؤثرات التي تؤثر فيها ،
استطاعت أن تسير حياتها معه بشكل يحفظ لحياتها الإستمرار ويجنبها
الاصطدام والمشاكل التي لا تؤدي إلا إلى دمار حياتهما ..
هذا من جانب .
أما الجانب الآخر فإن الرجل ، النصف الآخر ،
يجب أن يمتلك ذات المعرفة عن نصفه الأول ..
ولأننا نطالب المرأة بكل هذه المعرفة فنحن نفترض أننا يجب أن نطالب
الرجل بمعرفة مقابلة . فيعرف هو أيضاً نفسيتها ،
وماضي تربيتها في بيتها ومدرستها ، يعرف رغباتها ومطالبها .
يعرف ما الذي يؤذيها ويزعجها ويؤثر على أعصابها وما هو معدنها ومكوناته .
ونحن نعرف أن المجتمع الإسلامي المعاصر ألغى شخصية المرأة
من حساب الرجل ، إلا من عصم ربك ..
وصار الإهتمام مركزاً بشكل أساسي على مطالب الرجل ورغباته
وشخصيته ، وهنا يأتي دور المرأة في أن توصل للرجل مكونات
شخصيتها من منطلق قناعتها بإنسانيتها وبحقوقها الكاملة .
يقول تعالى في محكم تنزيله :
( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) " البقرة : 228 "
فبمقدار ما يجب أن تفهم المرأة زوجها وتتعاون معه لتحقيق
ما يريد من رغبات وميول وطموحات يجب عليه هو الآخر أن
يفهم زوجته ويتعاون معها لتحقيق طموحاتها ورغباتها .
وأن لا يسمح لنفسه أن يطغى عليها ويهضم حقوقها
تحت أي ذريعة كانت .
و عليك أختي المسلمة أن تدخلي إلى روح زوجك وعقله
وتدخلي إلى وعيه أن التي تعيش معه إنسانة كاملة لها
حقوق ومطالب ونزعات وطموحات ، وأن الحياة لا تكون هانئة
وسعيدة طالما أهمل أحد الطرفين مطالب الآخر ورغباته .
عليك أن تفهمي زوجك فهماً عميقاً شاملاً ،
وأن تفهميه نفسك وشخصيتك فهماً عميقاً شاملاً ،
وتذكريه دائماً كلما نسي شيئاً أو تجاهله ،
والفهم والتفهم منهج أساسي وضروري لبناء
حياة إنسانية يتعاون فيها الطرفان لتحقيق
الطموحات المنشودة لكليهما في حياتهما .
ليست كل البيوت تبنى على الحب ،
كما قال الفاروق عمر رضي الله عنه ،فأين الرعاية والتذمم والتفاهم ؟
أين حدود الله التي يقف عنها المسلمون والمسلمات ويتحاكمون إليها ؟
يقول سبحانه :
( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ
فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ) " النساء : 65 "



http://www.mzaeen.net/upfiles/pec07957.gif (http://www.mzaeen.net/)

شمس الرائدية
11-06-2010, 11:18 PM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238933833.jpg

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238933872.gif

الوصية العـاشـرة ..
أطيعي فيما لا معصية فيه
قال سبحانه وتعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ
فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) " النساء : 59 "

وقال صلى الله عليه وسلم
( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) .

عندما نظر الإسلام شؤون المجتمع الإسلامي أقامه على قاعدة
التراتب بين الناس وأولياء الأمور وجعل لكل فرد مسؤوليته
فقال صلى الله عليه وسلم :
( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) .

وطلب من كل رعية أن تطيع راعيها ما دام يأمرها بما أمر به الله ورسوله .
وجعل الأجر للإثنين في الأمور التي فيها مصلحة للمسلمين .
وجعل الإثم على المسؤول عندما يكون هناك خطا في التطبيق ،
لكنه طلب من المسلمين أن يكونوا حذرين في طاعتهم .
فليس كل ولي الأمر يستحق الطاعة وليس كل أمر يصدره ولي
الأمر يجب أن ينقذ ،
لأن هناك شرطاً أساسياً يفرق بين المسلم وغيره .
هذا الشرط هو صمام الأمان الذي يحمي المسلم من النحول
نعجة في قطيع يقوده راع ما إلى حيث يشاء...
إنه عدم الطاعة في أمر فيه معصيه لله عزوجل .
وما عدا ذلك فالمسلم مطالب بالطاعة المستنيرة التي يتحمل
مسؤوليتها أمام ضميره وأمام الله عزوجل يوم القيامه.

وزوجك يا أختي المسلمة واحد من ولاة الأمر والرعاة الذين
تجب عليك طاعتهم طاعة متفتحة واعية تقوم على التفاهم
المشترك بين الطرفين . ونركز هنا على الطاعة القائمة على
التفاهم لا على الإستبداد والظلم . وقد تحدثنا فيما مضى
عن العلاقة بين المرأة المسلمة وزوجها وأن عمادها التفاهم .
وليس صحيحاً ما يروى من حكايات تفرض على المرأة أن تكون
نعجة لا عقل لها ولا إرادة وأنها فقط تجلس في زاوية تنتظر صدور
الأوامر من ولي الأمر .. إن سلطة الزوج في الإسلام ليست
استبداداً وطغياناً .
وإلا ما معنى الأحاديث التي أمرت الأزواج بالإحسان إلى زوجاتهم
ومعاملتهن معاملة حسنة ؟
أليس هو صلى الله عليه وسلم القائل :
( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ).
أو ليس هو نفسه الذي قال صلى الله عليه وسلم :
( رفقاً بالقوارير ).
أو لم يقل سبحانه و تعالى :
( وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ ) " البقرة : 231 "
والإسلام هو الذي جعل من المرأة إنساناً رفيع القيمة ومنحها
الحق في أن تفكر في سلوكها وحملها مسؤولية هذا السلوك
وأخبرها انه سيحاسبها حساباً عسيرا إذا هي لم تفكر فيما
تفعل وانه لا يشفع لها أن ولي أمرها قد أمرها ،
لأن ولي الأمر قد يزيغ أو يضل أو يخرج بسلطته عن التعاليم والشرائع
فيطلب من رعيته ما لا يرضاه الله منهم .
عندها يجب أن يقولوا ( لا ) ويقفوا في وجه الإنحراف عن طريق الله وشرائعه.

وأنت يا أختي المسلمة مسؤولة أمام الله عن تنفيذ شرائع الله
وعدم الإنحراف عنها وبالتالي عليك أن لا تطيعي إلا ما عندك
فيه من بـينات على أنه من أمر الله ، وكل ما ليس من الأمر
الإلهي وحاك في صدرك منه شيء ولم تطمئني ،
فتوقفي حتى تتبيني صحة الحكم واستقامته مع أوامر الله . .
أما ما عدا ذلك من أمور شرعية يطلبها منك زوجك ،
فعليك بالطاعة القائمة على التفاهم والحب بينكما .

http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1238259863.gif

شمس الرائدية
14-06-2010, 10:37 PM
http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1239138206.gif




باب الزهد



ويأتي صلى الله عليه وسلم إلى الزهد، والناس في الزهد بين غال وجاف ..



وأحسن من عرفه -فيما أعلم-شيخ الإسلام ابن تيمية :



لأن بعض الناس قال: أن تزهد في الحرام..



إذا: فما زهدت إذا لم تزهد إلا في الحرام،


لأن الدنيا أكثرها حلال إذاً: فابتن ما شئت،


واسكن فيما شئت،


وكل ما شئت، والهى بما شئت،


فإذا لم يكن الزهد إلا في ترك الحرام فلا زهد في الدنيا ..،


وقال غيرهم: الزهد في المباحات وأخطئوا، وقال غيرهم:


الزهد ألا يكون عندك شيء، وهؤلاء هم غلاة الصوفية الذين يتربع


أحدهم إلى تلاميذه، فيقول:


الحمد لله أصبحنا وأصبح الملك لله، قالوا:ماذا حدث؟


قال: تذكرت البارحة ما أكلت رطباً من أربعين سنة!!


ومن أحرمك الرطب من أربعين سنة،،


والرسول صلى الله عليه وسلم ..!


أكل الرطب..


وأكل اللحم..


وتزوج النساء..


ونام، وقام، وأكل الحلوى والعسل..


فهل أنت أفضل منه !


يقول الذهبي لما قال رجل من غلاة الصوفية :


لقد جعت ثلاثة أيام، فرأيت صوراً غريبة عجيبة أمام عيني


فاستبشرت بذلك !!


قال الذهبي معلقاً:


والله ما كانت صوراً ولكن عقلك خاش وفاش من الجوع


فتصور لك الشيطان، إنهم يخيسون من الجوع


فيأتون بوساوس ويقولون:


إلهامات، حتى ما بقي عليهم إلا أن يقولوا نزل عليهم جبريل عليه السلام..،


فأوحى إليهم وحياً، وإنما نزل عليهم ما نزل على مسيلمة الكذاب في اليمامة


يوم أن أخرج الوساوس من رأسه سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه.


حقيقة الزهد عند ابن تيمية


يقول ابن تيمية الزهد هو:


ترك ما لا ينفع في الآخرة، جملَّ الله حالك، وبيض وجهك..


وهل التأليف إلا هذا!


وهل الكلام إلا مثل هذا! هو ترك ما لا ينفع في الدار الآخرة،


أما ما ينفع فالزهد فيه حمق وجنون وسفه، فكل ما ينفعك فلا تزهد فيه،


لأنه يقربك من الله..


ويقول ابن الجوزي في صيد الخاطر :


تركت أكلات كنت آكلها عجيبة طرية شهية -


يسيل معها اللعاب، هذه من كيسي ليست من كيسه-


فما استطعت أن أقوم الليل، ولا أن أقرأ القرآن،


فعدت إلى مألوفي في الطعام، فقرأت خمسة أجزاء في كل يوم.


إن بعض الطعام والمنام والملبس والمسكن والمركب يعينك على تقوى الله


فتركه ليس من الزهد، وأبواب الزهد التي طرقها صلى الله عليه وسلم


ما يقارب أربعة أبواب:


زهد في الدنيا وفي الحطام..


وزهد في الإمارة والشهرة..


وزهد في الناس وما أدراك ما الناس؟


وهي الخلطة التي يكسب منها الرياء والسمعة..


ثم زهد الملهيات والمضيعات..


الزهد في الدنيا


أما أروع حديث في الزهد فهو لـابن عمر في البخاري ، يقول:


كنت في السوق، فأخذ صلى الله عليه وسلم بمنكبي وقال:


{ يا عبد الله ! كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل }


فارتسمت هذه الكلمة في ذهن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه،


نسي كلام الناس إلا هذه الكلمة


{ كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل }


فكان غريباً بمعنى الكلمة، ترك كل شيء بمعنى الغربة...


التي يريدها صلى الله عليه وسلم، حتى كان يسجد في الحرم ويمرغ


وجهه وهو يبكي ويقول:


[[اللهم إنك تعلم أني ما تركت الخلافة لقريش إلا من مخافتك ]]


إي والله، وإلا فباستطاعته أن ينال الخلافة


فإنه ابن عمر بن الخطاب :



نسب كأن عليه من شمس الضحى نوراً ومن فلق الصبـاح عمـودا



فترك هذا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له:


{ كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل }


فكان دائماً غريباً في ملبسه وخلطته وكلامه، وبيته، وكان غريباً في منهجه


يقول: ما شبعت منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر سنة،



يأكل دون الشبع وفوق الجوع، أورد ذلك ابن رجب في جامع العلوم والحكم .


ولذلك أتاه رجل من أهل العراق ، فما وجد هدية إلا جوارش،


والجوارش حبوب تحبب الأكل إلى الإنسان ليأكل أضعاف ما كان يأكله


لئلا يبقي شيئاً في الصحفة ولا في القدر..


فأتى لـابن عمر رضي الله عنه وقال:


هذه جوارش يا عبد الله قال ابن عمر :


وما الجوارش؟ قال: حبوب تحبب لك الأكل، وتضريك على الطعام،


قال: والله ما شبعت منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم


وتريدني أن أشبع الآن؟ فلسنا في هذا الكلام، ولا في هذا المنهج،


ولكن انظر كيف وجهه صلى الله عليه وسلم إلى الزهد في الدنيا عامة.


الزهد فيما عند الناس


عند ابن ماجة بسند حسن، عن سهل بن سعد قال:


{أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:


يا رسول الله! دلني على عمل إذا عملته أحبني الله، وأحبني الناس }


إن السؤال يدل على السائل، ولذلك تكتشف عقل الرجل ونباهته ويقظته


من سؤاله وإيراده، وبعض الناس يبهر بالمظهر،


فإذا تكلم فإذا هو ليس بذاك، فيعود إلى تقويمه وإلى وزنه:




لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والـدم



جاء رجل إلى أبي حنيفة ، فإذا عليه لباس ما شاء الله تبارك الله


طول وجسامة وثياب براقة لماعة، وعمامة مكورة


فجلس أمام أبي حنيفةوكان أبو حنيفة ماداً رجله اليمنى



فردها متأدباً مع هذا الرجل الداهية، فطال المجلس،


وأبو حنيفة مستحٍ متوقر خجول، فالتفت إلى الرجل فقال:


ألك حاجة؟ قال: الرجل سؤال يا أبا حنيفة


سؤال أكربه وأسهره في الليل


قال: ما هو سؤالك؟ قال: متى يفطر الصائم؟


قال: إذا غربت الشمس


قال: فإذا لم تغرب الشمس إلا نصف الليل فمتى يفطر؟


فمد رجليه وقال: آن لـأبي حنيفةأن يمد رجليه كلتيهما، ليست رجلاً واحدة.


وهل يأتي الليل إلا بعد غروب الشمس، فالرجل من عقله وحصافته يقول:


{ دلني على عمل إذا عملته أحبني الله، وأحبني الناس؟


قال: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس }


كأن السؤال على وزن الجواب، لا زيادة ولا نقص


لكنه أعظم وأنفع وأبرك وأنور


فهذه وصاياه عليه الصلاة والسلام في الزهد في الدنيا.


الزهد في الإمارة


وأما في الإمارة فالرسول صلى الله عليه وسلم


كان يتطلع في الصحابة، ومن غرائز الناس حب الشهرة،


وحب الظهور، وحب الترأس، نسأل الله العافية والسلامة.


ذكر الذهبي في ترجمة عبد الله بن الزبير :


أنه رحمه الله ورضي عنه كان يحب أن يتقدم ويتصدر،


حتى أرسله أبو بكر رضي الله عنه بسارق ليؤدبه هو وشباب معه


من المدينة ، فذهبوا به إلى ضاحية،


فقال: من أميركم في هذه الرحلة؟


يريد أن يقولوا: أنت،


فقالوا: أنت فأخذ يأمر فيهم وينهى من المدينة حتى عاد إلى المدينة .


فالمقصود:


أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلمح في وجوه أصحابه هذه الغرائز،


فكان يعالجها ويداويها عليه الصلاة والسلام،


أتى له عبد الرحمن بن سمرة العبسي القرشي الشهير،


كما في الصحيحين فقال صلى الله عليه وسلم وهو يوصيه:


{ يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة -احذر- فإنك إن أعطيتها عن مسألة


وكلت إلى نفسك، وإن أعطيتها بلا سؤال أعنت عليها }


فكان يقول صلى الله عليه وسلم:


احذر الترأس، احذر التصدر وازهد، وبالفعل كان هذا الرجل لا يحرص


على الإمارة، وأخذ بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم،


فرزقه الله عز وجل الإنابة، وكان أميراً وهو الذي فتح سجستان ،


فاسألوا عن سجستان ، واسألوا كابول ،


واسألوا عن الذين عفروا وجوههم هناك سجداً لله،


وسكبوا دماءهم هناك لتشهد لهم عند الله،


من هم إلا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم:


ومن الذي باع الحياة رخيصـة ورأى رضاك أعز شيء فاشترى


ومن رمى نار المجوس فأطفأت وأبان وجه الصبح أبيض نيـراً




فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وعند الترمذي وغيره من أهل السنن قال:


{ قلت: يا رسول الله ما النجاة؟ -


ما هو الأمر الذي ينجيني من عذاب الله-



فقال عليه الصلاة والسلام:


كف عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك }


وكانت من أعظم الوصايا له وأرضاها،


فأوصاه بقلة الخلطة التي لا تنفع، وتضيع الوقت،


يوم لا وقت عند المسلمين إلا في الهراء، والغيبة والنميمة،


وشهادة الزور، الوقت الذي أصبح أرخص سوق له هو السوق عند المسلمين،


وأصبحوا يتعاملون بالوقت أرخص من الدراهم والدنانير، ونسوا قوله تبارك وتعالى:


أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ *


فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون:115-116].


فأين الوقت يا أمة الوقت؟


وأين الساعات الطويلة التي كل ساعة كفيلة بأن ينتج فيها العالم كتاباً،


والداعية دعوة، والتاجر تجارة رابحة، والمعلم مهنة طيبة،


أين هذه؟


إنها ساعات رخيصة، إ


إن شيخ الإسلام ابن تيمية -كما تعلمون-


ألف كتاب التدمرية من صلاة الظهر إلى صلاة العصر،


وجئنا لندرسه فأخذنا فيه سنة وما فهمناه التدمرية :


تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ [الأحقاف:25].


هذا الوقت الصغير القصير لا يتحمل إلا قيلولة عند المترفين منا،


ويضيع الوقت من صلاة العصر إلى صلاة المغرب في شرب الشاي،


وأما من المغرب إلى العشاء ففي الجولات والصولات التي لا تنفع في


دنيا ولا في آخرة، وأما من بعد العشاء، ففي السهرات وما أدراك


ما السهرات وما السمرات في أعراض الأحياء والأموات!!


ولا تنفع هذه الأوقات إلا أن تؤهل بتأهيل الله عز وجل،


يقول عليه الصلاة والسلام:


{لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع }


وذكر العمر والشبابا.




نـروح ونغـدو لحاجاتنـا وحاجة من عاش لا تنقضي


تموت مع المـرء حاجاتـه وتبقى له حاجة مـا بقـي



يقولون -كما تعرفون ذلك-:


إن ابن عقيل الحنبلي ألف كتاب الفنون ثمانمائة مجلد في وقت الراحات،


ولذلك كان هذا الكتاب عجباً من العجب، ما ألفه إلا في أوقات الراحة،


فهل نستطيع أن نقرأ ثمانمائة مجلد.





http://www.al-amakn.net/vb/uploaded/17365_1239138206.gif

عالم خيال
24-09-2010, 12:50 PM
بارك الله فيك

تقبل مروري