المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع الشيخ سلمان العودة ( التـــذمـــر )


ناصر الزعبي
28-07-2010, 12:21 AM
رائع وجدير بالقراءة..!


الــتــذمــر




http://www.alraidiah.org/s//uploads/images/alraidiah-de0f9dc449.jpg (http://www.alraidiah.org/s//uploads/images/alraidiah-de0f9dc449.jpg)






الكاتب: فضيلة الشيخ الدكتور/ سلمان بن فهد العودةحفظه الله


السبت 02 محرم 1431الموافق 19 ديسمبر 2009






أحد أصدقائي كان يوماً عرضة لبعض الضغوط الرسمية, تمنى معها أن يكون مجهولاً طليقاً, لا يعرفه أحد ولا يسأل عنه.


ثم توثقت صلاته ببعض أولي الأمر, فصار يتذمّر من كثرة الاتصال، وسيل الأسئلة، والتمنيات التي هي توجيهات لابد من تنفيذها في نهاية المطاف.


ثم تراخت الصلة ؛ فصار يعتب على التجاهل والنسيان, وكأنني لست من أهل هذا البلد, ولا أحد يسأل عني، ولا أحد يدري أين ذهبت ومتى عدت !


داعية نشط يشكو من الناس الذين افترسوا وقته، واستنفدوا طاقته، وألَحّوا في الطلب, ما بين سائل ومعجب, وصديق ومريد وقريب، هذا لشفاعة، وذاك لمسألة، وثالث لنصيحة، ورابع وخامس.


حتى إذا هدأت عنه الرِّجْل وخف الزحام؛ بدا عليه القلق وصار يتساءل : أين الناس ؟



انشغالك عنوان أهميتك، وأن يكون لديك مواعيد عدة متزاحمة، وبرامج كثيرة، ولديك أكثر من جوال، ومحمول، والعديد من البشر يتصلون ويطلبون اللقاء ؛ يشعرك بأن لحياتك معنى، حتى إذا تمادى الشغل بدأ الضيق والتبرم ؛ هؤلاء شغلوني حتى عن نفسي وأهلي..!


وحينما يصادف وقت فراغ أو إجازة ويخلو المرء بنفسه وأسرته بعيداً عن ضغوط الارتباط الاجتماعي؛ يتسلل الملل إلى نفسه، ويشعر بثقل الوقت ووطأته, وهو من دون عمل يعانيه، ومن ترك عادته فقد سعادته !


حين يجلس الأب مع أولاده وبناته, ويتكرر اللقاء, ويطول اللبث ؛ يتضجر من الإزعاج وصراخ الأطفال, ويتململ من كثرة الطلبات، ويحس أن الاجتماع جعل العلاقة تفتر ؛ فإذا ذهب بعيداً تذكّرهم بشوق, وسالت دموعه, وحن إلى لثغة الصغار وضحكهم, بل وحتى صراخهم وبكاؤهم يصبح أمنية جميلة !



حين تكون طالباً في مرحلة ما ؛ تحسّ بثقل الدراسة, وتنتظر الإجازة الصيفية، وتحسب الأيام والليالي متى أتخرج ؟ ومتى أنتهي من الدراسة, وأصبح موظفاً أو أباً أو تاجراً أو..


فإذا تخرج حنّ إلى أيامها , وردد ذكرياتها باغتباط، وتمنى لو تعود الأيام السالفات!



حين تدق طبول الحرب، وترتفع وتيرة المخاوف؛ يتذمر الناس من القادم المجهول، ويضيقون ذرعاً إزاء العجز عن فعل شيء مؤثر في مجريات الأحداث، وهم لا يملكون حولاً ولا طولاً، فإذا بسط السلام جناحه وطال الهدوء، وامتد الاستقرار إلا من منغصات يسيرة هنا أو هناك، بدأت بعض النفوس تتضجر من الرتابة والأيام المتشابهة والحياة العادية.



أحد الشباب مُولع بالمطر، هو في أول الذاهبين لصلاة الاستسقاء، وأحد المتابعين لأخبار السيول، ومن عشاق الربيع والصحراء، يطبّق سنن الغيث بدقّة، « مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ » رواه البخاري ومسلم...


يخرج من دون غُترة؛ ليبل المطر رأسه, وهو يقول « حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى » رواه مسلم.


فإذا زاد المطر قال : « اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا » رواه البخاري ومسلم.


اتباعاً للسنة وإن كان في داخل قلبه لا يزال يطمع بالمزيد !


سافر مبتعثاً إلى بلد غربي، وما هي إلا أيام وليالي حتى بدأ ينتظر الشمس بفارغ الصبر، ويشعر بالضيق حين يصحو فيجد الجو غائماً أو مطيراً.. وصار يردد:



الشمس أجمل في بلادي من سواها


و الظلام


حتى الظلام - هناك أجمل


موجة البرد تصنع الشوق للشمس ولو كانت حارقة، وشدة الحر تجدد اللهفة للبرودة.


وفي الحديث في مسند الإمام أحمد بسند صحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: « ابْنُ آدَمَ إِنْ أَصَابَهُ الْبَرْدُ قَالَ حِسّ وَإِنْ أَصَابَهُ الْحَرُّ قَالَ حِسّ » وحس: كلمة يقولها مَن إذا أصابه ما مضّه وأحرقه...



هل المرء يريد الوسط ؟


كلا.


بل هو يريد التبدل والتنوع، شاب يريد أن يكبر، وكبير يود لو يصغر.



صغير يطلب الكبرا......... وشيخ ودّ لو صغرا


وخال يشتهي عملاً....... وذو عمل به ضجرا


ورب المال في تعب..... وفي تعب من افتقرا


وذو الأولاد مهموم......... وطالبهم قد انفطرا


ومن فقد الجمال شكى... وقد يشكو الذي بهرا


ويشقى المرء منهزماً.... ولا يرتاح منتصرا


ويبغي المجد في لهف.... فإن يظفر به فترا


شكاة مالها حكم... سوي الخصمين إن حضرا



ولعله في النهاية لا يعرف ما يريد، أو لا يريد أن يعرف.


ولذا جاء في صفة الجنة :


(خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً) (الكهف:108)


وكأن الخلود مظنة الملالة في لزوم حال واحدة، فكان من البلاغة الاحتراس بأنهم لا يطلبون تحولاً عنها، أما أحوالها فلهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون، فكلما تاقت النفس لشيء من الأحوال أو الأشكال أو المتع تحقق لها.


وهكذا في الزواج والعزوبة..


وفي الثراء والكفاف..


وفي الصحة والمرض..


(إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ).


(وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)(العنكبوت: من الآية45).



من ايميلي

أبو الوليد
28-07-2010, 12:28 AM
.

http://www.alraidiah.org/up/up/22951235720081217.gif




كلام جميل للشيخ سلمان العودة



وسلمت على موضوعك الطيب



والله يجزاك الخير




::


:101: وفقك الباري :101:

http://www.alraidiah.org/up/up/22951247020081217.gif

:101: .. .. ومضـــــــــــــــــــــة .. .. :101:

من شجرة واحده تصنع مليون عود كبريت ..!!
ويمكن لعود كبريت واحد أن يحرق مليون شجرة ..!
لذلك
لا تدع أمر سلبي واحد يؤثر على ملايين الإيجابيات في حياتك .

عاشق القمم
28-07-2010, 12:56 AM
...
موضوع رآآئع
حفظك المولى ورعاك
وجعل الجنة مثواك
وفي انتظار جديدك
دمت بخير ’’
...

ابتسـ ألم ـامة
28-07-2010, 01:56 AM
http://www.alraidiah.net/up/ar/alm1.gif

:101: هلا وغلا :101:



نقل رائع



بوركت لا حرمك الله الأجر ولا حرمنا الفائدة




يعطيك العافية



دمتم بحفظ الباري
:101: وعلى الخير بإذن الله نلتقي :101:
http://www.alraidiah.net/up/ar/alm2.gif
كلمــات مـن ذهـب
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ يَعْنِي الْمَوْتَ)) .
إنّه أمرٌ نبويٌّ ، أكثروا ذكر هاذم اللذات ، مفرق الأحباب ، مشتت الجماعات .
عش ما شئت فإنك ميت .
وأحبب ما شئت فإنك مفارقه .
واعمل ما شئت فإنك مجزي به .

صانع الإبداع
28-07-2010, 12:44 PM
تسلم وبارك الله فيك
على موضوعك القيم

شمس الرائدية
28-07-2010, 02:12 PM
ابداع وتميز متناهي
عاجزه عن وصف روعته وجماله
ففي حضرة الجمال تتختل لغة الكلام
ادامك الله وادام مواضيعك الشيقة

لك احترامي وتقديري

ناصر الزعبي
30-07-2010, 02:51 PM
مروركم اسعدني

ليث العقيدة
04-08-2010, 01:31 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


جزاك الله خير

ناصر الزعبي
04-08-2010, 06:01 PM
مروركم اسعدني