[align=center]....((( نعمة الحاجة و نقمة الاكتفاء )))....

عندما تبرز "الحاجة " يتآلف الناس وينسجم ايقاع التعامل بينهم , فنجد التقارب والتعارف والتراحم والترابط , دليل ذلك ان الفقر والحاجة والعوز الذي مر بابائنا واجدادنا انتج حباً والفة وتعاطفاً بين مكونات المجتمع , " الحاجة " تدفع الناس للتعاون والتكاتف والتأزر في كافة امور حياتهم , هنا تنسج " الحاجة " باصابعها السحرية علاقات الناس ببعضهم وتشكل سلوكهم الواعي والمتزن تجاة مجتمعهم !! وعكس ذلك عندما يشيع " الاكتفاء " يتغير ميزان العلاقات بين الناس وياخذ اتجاةً سلبياً , ذلك لان الجميع يشعر بالاشباع لتوفر احتياجاتة بنسبة كبيرة , ومع " الاكتفاء " ينكفئ افراد المجتمع على انفسهم نتيجة شعورهم بالكفاية وبعدم الحاجة للاخرين , فكل شيئ متوفر لديهم ويمكن نيلة بشكل ذاتي , بل حتى مالا يتوفر لديهم يستطيعون الحصول علية دون الحاجة لمد خيوط العلاقات المستدامة مع الاخرين ! لا شك ان كل شيئ يتغير بما في ذلك القيم والمعايير فما كان يعد سابقاً نعمة تحول الى نقمة والعكس صحيح , نحن اذا نفتقد نعمة الحاجة ونعاني من نقمة الاكتفاء !.[/align]

[mark=#cccc33]نعم صحيح استاذ / عبدالله العوامل التي ذكرت هي جوانب حقيقية ومهمة , غير اني اتعمد في كتابتي لبعض الخواطر ذات الجانب الانساني والاجتماعي ان احيد بعض الفرضيات الخاصة بالدين والاخلاق والقيم , واهتم بـــ الظواهر الاخرى ذات الصبغة السلوكية الفطرية لكي تبرز , ولكي تكون قرأتي لواقع الظاهرة الاجتماعية صحيحةً وحيادية, وهذا منهج علمي صحيح , خاصة عندما يتناول الانسان بعض السوكيات والظواهر الاجتماعي التي تحمل صفة العموم ويشترك فيها المتدين وغير المتدين كما يشترك فيها صاحب القيم او المتجرد منها على حد سواء , شكراً لك استاذ عبدالله على مرورك وتفاعلك مع ما كتبت .[/mark]