عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-2003, 01:47 AM   رقم المشاركة : 1
كاتم الاحزان
رائدي مميز
الملف الشخصي






 
الحالة
كاتم الاحزان غير متواجد حالياً

 


 

غــــــزل عبر الهاتف

ألقى برأسه على المسند يشتم عطراً أهدته اليه حبيبته في ليل دافيء تكسوه رخامة صوت تلك الحبيبة .. وفجأة رن جرس الهاتف وكانت عقارب الساعة تشير الى الثالثة صباحاً ، وما أن رفع السماعة حتى فوجيء بصوت أنثوي يعرفه جيداً مخاطباً إياه وبدون مقدمات .. حمد .. إنك تفتقد الى عنصر هام في حياتك .. ردّ عليها بحدّة .. أتتصلين في مثل هذا الوقت لتقولي لي أنني أفتقد ..‍ وما هذا العنصر الهام والخطير الذي لا يحتمل التأجيل الى نهار الغد ، والذي دعاك فقدي له لمهاتفتي في هذه الساعة المتأخرة من الليل .. قالت إنك تفتقد لعنصر المجاملة في تعاملك معي يا حمد .. فأجابها بهدوء مصطنع ، معك حق يا حبيبتي فأنا أعترف بأنني مقصّر في هذا وأرجو أن تغفري لي عدم إدراكي بأن المجاملة باتت مطلب أساسي بل وضروري في حياتنا وأن الفرد في المجتمع العصري يجب أن يكون متقناً لأسلوب وفن المجاملة ، أعذريني مرة أخرى .. فانتعشت من حلاوة كلامه وردت عليه بدلع العاشقة مستغلة مرونته .. أنت تقوم باستمرار بنقد الحب والمحبين ، وتعد نفسك موهوباً في هذا المجال ، فأنت تزن الأشخاص بميزانك الخاص ، وعندما تجد من هو جدير بك ويستحق العناء ، تجند جميع طاقاتك وقدراتك للنيل به .. والفوز بقلبه .

فقال لها .. رغم ان ملاحظتك عادية ، كحالة الطقس التي تغري الموانيء المعلقة على أكتاف البحار ، الا أنني مقتنعاً بأنه لم يعد العيش ممكناً داخل الجدران الملتهبة في وحشة الليل ..

قالت .. أنت إنسان طبيعي جداً ، وأحاسيسك نقية وصادقة ومباشرة ، فأنت تفضل الحب النقي الروحاني البعيد عن التعقيدات .. ألست أنت الذي تلون وتكتب وتغني .. الا يشير هذا الى القمة الحقيقية التي تميزك كشاعر في دنيا الحب .. تعيش فقط من أجل الطرف الآخر ، وتعيش فيه ومن خلاله ، وحياتك معه هي مزيج من الرومانسية والمتعة الحسية والروحية .
منقوول 00

قال .. لقد عشت عمري أحلم بالحب الطاهر أو الصداقة الخالصة ، فمنحني حبك الاثنين معاً .. أنت محبة مخلصة وحارسة ساهرة على سعادة الطرف الآخر وعلى أمان عشكما .. لم تشعري أبداً في الفكاك منه .. تنتظرين من شريكك أن يمنحك حباً صافياً نقياً وقوياً دون أن تصرحين له بذلك .. لا توجد عبارات لوصف حالك كمحبة .. منتهى الرقي والسحر ..

قالت .. أنا الآن أسترجع كلماتك وأعيش لهفة الانصات نفسها ، فمنها ومنك تعلمت من أنا ، بل أين أنا .. فعالمك فتح لقلبي نافذة أطل منها بثوب آخر على الناس ، ولست أبالغ إذا قلت بأن عالمي كله يقف عندك ..

قال .. إنك تتصفين بالتميز والذوق السليم ، وتقابلين ذلك بالترفع والتسامي .. أنت تحبين الحب ذاته ، وتجتذبين القلوب بسحرك وتسيطرين عليها تماماً حتى تصبح أسيرتك ، عندئذ تعيشين الحب بجميع تفاصيله وتسرفين في ذلك حتى ترهقين نفسك والطرف الآخر من كثرة الحب .

قالت .. أنت عبقري حقاً .. فأحياناً تسمو بأحاسيسك ومشاعرك الى أعلى حتى يستحيل على الغير بلوغها ، ويصعب عليهم فهمك ، وأحياناً أخرى تحاول أن تتقرب الى قولبهم ونفوسهم وأرواحهم من جديد ..

قال .. يعزّ عليّ فراق صوتك في هذ اللحظات وذلك لتأخر الوقت ، ولكن عزائي أنني سأتواصل معك من خلال أغاني الفنانة العربية المخملية المخضرمة والرقيقة المطربة فيروز ، فهي تحمل لي كل المعاني التي يمكن أن أتواصل بها معك في هذا السكون المناسب لصوتها .. ومذياعي ينقل لي في هذه اللحظات من أغنياتها .. نحنا ما عنّا حجر .. ولا مزارع ولا شجر .. إنت وأنا يا حبيبي بيكفينا ضو القمر ..

قالت .. أما أنا سأشعر بعد أن تقفل الخط بأن الليل سيطول كثيراً ولا أجد مفراً من أن أغلق المذياع وأضع الوسادة على رأسي لأبحث عنك غداً في وسط الزحام حتى أراك ، فمن المؤكد أنني سأجد جواباً منك على كل التساؤلات التي تدور في مخيلتي .. تصبح على خير ..