عرض مشاركة واحدة
قديم 19-01-2011, 01:30 PM   رقم المشاركة : 2
عمر الدرويش
-( أديب وكاتب )-
 
الصورة الرمزية عمر الدرويش
الملف الشخصي







 
الحالة
عمر الدرويش غير متواجد حالياً

 


 

أقلتَ الفقد ..؟!!

نعم ـ يا العبدلي ـ إنه الفقد الذي يزلزل



الأرواح ، عندما يتوغل الفقد في الأعماق

نفقد الألم به ولا تكون هناك سوى صرخات

صامتة تبحث عن سبيل لها لتنطلق معبرة

عن الاحتجاج ..

وصدقني يا أبا عبدالواحد .. رائحة الأحبة

وحدها تدخل من النافذة المفتوحة ، فأنهضُ

وأمد يدي نحو مطر أخلاقهم .. فأرغب في

البكاء ..!!



ثمة حزن ليس من أجلي ..!! ليس لي ..

أعمق وأظلم..!!

يتصاعد من الأرض النديّة ..

حتى كدت أُطلقُ صرخةً ، مدركاً أن ذلك

سيُعيد الهدووووء لنفسي ..

لكنني خجلت ..!!



فجدة ـ يا أبا عبدالواحد ـ ترسم لي خطوط

المطر ، وبهجة الغيم ، وتنحت قليلاً بعض

الألم ..!!

فتستوطن ذاكرتي بحرقة المتأمل ..!!



مزهوٌ أنني وإياك كنا من ضمن من نحتوا

وطرزوا جملاً وحُبّاً ..

وحنيني إليكم كحنين ( أوديسيوس ) في

إحدى الروايات ..

فلم يكن أوديسيوس (عوليس) هو وحده الذي خبّأ حنينه

الأزلي لإيثاكا ( قريته الأم ) رغم شتاته في البحر، بما قد

يفهم منه أنها لعنة أبوللو والمغلوبين من أبناء طروادة،

لعشرين سنة ، و برغم الوعد الأسطوري لأميرة البحر

(كاليبسو) بأن تمنحه فرصة أكيدةبالخلود إن هو منحها قلبه

و هدّم آثار (إيثاكا ) فيه ..

..



يا العبدلي .. منحتني فرصاً كثيرة بالتواجد
معك ، استفدتُ من طرحك الواعي ،
وأفكارك النيرة ، ورؤاك الناضجة ..
حاولتُ بصدق رغم تواضع حصيلتي الأدبية
أن أكون لائقاً بإشعاعات عقلك ..!!



لذا فأنا اليوم مصاب بداء الأمل ..!!
الأمل بأن تحدث المعجزة ويرى الآخرون
بعيني ولو للحظة .. عندها سيصدقون ولو
لمرة أنني أعرف واحداً من عُمق الخفجي لا
علاقة له إلا بالحب ..!!



لقد أخجلتني كثيراً بتواضعك الجم ونبلك

الفياض ..

عندي حروف خارج الأبجدية ظللتُ أدخرهادائماً لرائعين لا

يكررهم الزمن كثيراً ، قررتُ أن أخاطبك بها، والآن أفتح

صندوقي
.. وأفرز بين يديّ ما فيه، وأجدك خارج حدود

الادخار، فيتلبسني الخجل إذ ليس عندي ما
يليق!.




ودوماً عندما يميل قرص الشمس الدامي
بين الأطلال


..



اذكرني ..!!










التوقيع :

لملمت جرحك يا أبي
برموش أشعاري
فبكت عيون الناس
من حزني ... و من ناري
و غمست خبزي في التراب ...
وما التمست شهامة الجار !
وزرعت أزهاري
في تربة صماء عارية
بلا غيم ... و أمطار
فترقرقت لما نذرت لها
جرحا بكى برموش أشعاري !
عفوا أبي !
قلبي موائدهم
و تمزقي ... و تيتمي العاري !
ما حيلة الشعراء يا أبتي
غير الذي أورثت أقداري
إن يشرب البؤساء من قدحي
لن يسألوا
من أي كرم خمري الجاري !

محمود درويش

رد مع اقتباس