عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-2005, 12:47 PM   رقم المشاركة : 8
عايض محمد العصيمي
الشيـخ
الملف الشخصي






 
الحالة
عايض محمد العصيمي غير متواجد حالياً

 


 

بالنسبة لأسئلة الأخت ابتسامة ألم / فهي كثيرة جدا ومهمة

أولها عن بعض أؤلئك الذين لا يؤمنون بالرؤى والأحلام ، وينكرونها ولا يعترفون بها أبدا

فأقول لهم جميعا لا سبيل ولا طريق لانكار هذا الباب فإن من الناس أناس لا يعترفون أبدا

بهذا العلم ويعتبرونه دجلا على الناس وعقولهم فإن ما مضى من الأدلة الشرعية من الكتاب

والسنة والأدلة العقلية كذلك دليل واضح لمن كان منصفا يريد الحق واتباعه لكن بقدر جاءت به الشريعة

قال تعالى : " قد جعل الله لكل شيء قدرا " .

وهؤلاء على خطر عظيم في فعلهم هذا لأنهم ينكرون بعض من نصوص الكتاب والسنة الواضحة القاطعة المتواترة

في هذا الباب .

وقد تكلم العلماء رحمهم الله جميعا حول قضايا الرؤى والأحلام ولم يغفلوا هذا الباب لأنه من علم الشريعة


فالله تبارك وتعالى يقول على لسان يوسف عليه السلام : " هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا " .


وقال على لسان ابيه : " لا تقصص رؤياك على أخوتك ، فيكيدوا له كيدا " .


وقال على لسان جده : " إني أرى في المنام أني أذبحك ".


وقال له ربه : " يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ، إنا كذلك نجزي المحسنين " .


ولك أن تعلم مثلا وتنظر في صحيح البخاري تجد أن فيه أكثر من ( 64 حديثا ) في كتاب التعبير من غير المكرر


وغير ذلك في السنن والصحاح والمستدركات والمعاجم الشيء الكثير ...


فكتب السنة صنف فيها كتب للتعبير جمعت أحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذلك .. وما ذاك إلا لأهمية

هذا العلم النفيس .


ويكفينا حديث سمرة بن جندب ـ رضي الله عنه ـ في صحيح البخاري أنه قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

يكثر أن يقول لأصحابه : هل رأى أحد منكم رؤيا ؟ قال : فيقص عليه ماشاء أن يقص " .

وذكر الحديث بطوله في البخاري .

وقد تكلم العلماء أن أهمية هذا العلم من ذلك ما قاله الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله في كتابه ( بهجة قلوب الأبرار )..
: " ومرائي الأنبياء والصالحين لا تحصى ولا يحصى ما شملت عليه من المنافع المهمة والثمرات الطيبة وهي من جمل نعمة الله
على عباده ، ومن المبشرات للمؤمنين وتنبيهات للغافلين وتذكرة للمؤمنين وإقامة الحجة على المعاندين " .


وقال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : " علم التعبير علم صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده ".

وقال ابن خلدون رحمه الله : وهذا العلم من العلوم الشرعية ، حادث في الملة عندما صارت العلووم صنائع وكتب الناس فيها " .


واكتفي بهذا القدر البسيط من كلام العلماء في ذلك .


فيجب على المسلم الإيمان بهذه النصوص وأمثالها بشأن هذا العلم .والله تعالى أعلم



وأما سؤالك الثاني بمن يستهزئ بالرؤى والمنامات فهو على خطر عظيم لأنها مرتبطة كما سبق بالكتاب والسنة

ولا سبيل لإنكارها .. وقد ذكر ابن عبد البر في التمهيد قوله: " وعلم تأويل الرؤيا من علوم الأنبياء ، وأهل الإيمان ، وحسبك

بما أخبر الله من ذلك عن يوسف عليه السلام وما جاء في الآثار الصحاح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأجمع أئمة الهدى

من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين أهل السنة والجماعة على الإيمان بها وعلى أنها حكمة بالغة ونعمة يمن الله بها على

يشاء وهي المبشرات الباقية بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) . انتهى كلامه رحمه الله.


وأما عن الأوقات التي تعبر بها الرؤيا الصالحة فقد سبق أن أجبنا على شيء من هذا ولكن من باب زيادة الخير

نذكر أنه قد روى البخاري في صحيحه باب الرؤيا بالنهار ثم ذكر عن ابن عون عن ابن سيرين : " رؤيا النهار
مثل رؤيا الليل " ثم ذكر الحديث رقم (7001) حول إمكانية الرؤيا بالنهار .

أما سؤالكِ عن البعض الذين يحاولون تفسير الأحلام بغير علم فقد مر معنا قول الإمام مالك عندما سئل : أيعبر الرؤى
كل أحد ؟ قال : أبنبوة يلعب ؟ الرؤيا جزء من النبوة فلا يلعب بالنبوة " .

فلا ينبغي للمسلم أن يعبث بهذا العلم وهو ليس أهلا له .


ويكفي أن العلماء قد ذكروا صفات وآداب وضوابط للمعبر ينبغي أن تكون فيه والله المستعان ..

وقد ذكرنا هذا في مقالنا السابق ( الرؤى والأحلام في ميزان الشريعة وا لإسلام ) فليرجع إليه . والله تعالى أ علم

وأما سؤالكِ عن أهوال القيامة .. فهي تختلف بإختلاف الرؤيا ، فليس لها ضابط معين ، فقد تدل على العدل وقد تدل على التوبة إلى الله تعالى

أو غير ذلك .. والله تعالى أعلم .




وأما رؤيتك المختصرة ـ في أمك وقيام وقت الحساب إلى آخره فقد يدل على برك بوالدتك في وقتها وعلك رزقت هذا .. و الله تعالى أعلم .



أما بالنسبة لتكرار الرؤى وا لأحلام فقد تدل على رموز معينة لكن لا يعرفها إلا أصحاب هذا الفن ( المعبر ) فقد يدل على أهمية هذا الشيء

أو ترك شيء معين ، قد يكون التكرار دال على التبشير بأمر أو التحذير منه وقد لا يدل على شيء .. وذلك بحسب طبيعة الرؤيا وأهميتها .. و الله تعالى أعلم.



أما بالنسبة لطرح بعض من رؤاكم واحلامكم فلا مانع من ذلك .. والله تعالى أعلم .