عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-2005, 12:48 PM   رقم المشاركة : 18
عايض محمد العصيمي
الشيـخ
الملف الشخصي






 
الحالة
عايض محمد العصيمي غير متواجد حالياً

 


 

أما أسئلة الأخ أبو ذعار فأشكره عليها .. منها هل الأعمى يرى منامات ؟


ذكر العلماء أن الأعمى يرى منامات خاصة به .. لكنهم فرقوا بين رجلين بين ( الأكمه ) الذي خرج من رحم أمه وهو لايبصر.. يعني أنه ما أدرك

الكائنات والحقائق في حياته ولا ميزها وبين ( الأعمى ) الذي طرأ عليه العمى أو عرض عليه العمى في حياته بعد أن أدرك وابصر المدركات وميزها .


فقالوا : بالنسبة للأكمه الذي لم يرى الكائنات فإنه يرى في منامه أمورا يستشعرها ويحسها كما يحسها في يقضته .


وأما الأعمى الذي طرأ عليه العمى فيقولون : ما رأى في حياته واختزن في مخه وعقله فإن هذه قد تساعد على استذكار ما رآه في منامه والله تعالى أعلم .



أما بالنسبة لرؤى غير المسلم ـ فقد تصح وتقع ـ فقد سبق أننا قلنا أن الكافر قد يرى رؤيا وتتحقق وتقع ، والشاهد على ذلك رؤيا ملك مصر في سورة يوسف..


لكن نسبة الكافر أقل من نسبة المؤمن لصحة الرؤيا التي قال عنها ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء ا من النبوة "

فهي باختلاف حال الرائي إيمانا وصدقا . والله تعالى أعلم .


واما رؤيا الأطفال فتكون وتقع كما رأووا .. ولنعلم أن بعضا من الأطفال أصدق في رؤاهم من الكبار وذلك للزوم الصدق في أقوالهم وقربهم من الطاعة

وعدم وقوعهم في وحل المعاصي والذنوب وخلوهم من ذلك ، فيوسف عليه السلام لما رأى احدى عشر كوكبا والشمس والقمر رآهم له ساجدين وقص على أبيه

يعقوب عليه السلام كان عمره سبع سنوات كما ذكر ذلك أهل التفسير . والله تعالى أعلم .



وكذلك بالنسبة المجانين يرون رؤى مادام أنهم ينامون ويستيقضون فهم كالبشر سواء إلا أنهم يختلفون برؤاهم بحسب مداركهم وعقولهم .. بل العجيب أن
( الدميني )في كتابه الحيوان .. ذكر حتى الحيوانات ترى رؤى ومنامات وأحلام خاصة بها .. وا لله تعالى أعلم .



وأما السؤال عن إلتقاء أرواح الأموات بأرواح الأحياء في المنام .. فقد تكلم عن هذه المسألة الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله

في كتابه ( الروح ) ونقل عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في شأن الآية :(الله يتوفى الأنفس حين موتها ...)سورة الزمر آية42

أنه قال : " بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فيتساءلون بينهم ، فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادهم " .

إلى أن قال : " وقد دل على إلتقاء أرواح الأحياء بالأموات أن الحي يرى الميت في منامه فيسختبره ، ويخبره الميت بما لا يعلم الحي ، فيصادف خبره كما
أخبر في الماضي والمستقبل ، وربما أخبره بمال دفعنه الميت في مكان لم يعلم به سواه ، وربما أخبره بدين عليه " . انتهى كلامه رحمه الله .


وسنذكر شيئا من هذه الشواهد والمرآئي في المستقبل إن شاء الله تعالى .. و الله تعالى أعلم .


وأما بالنسبة رؤى الجنب والحائض فهذه كذلك ممكنه ولا يمنع المسلم أو المسلمه الجنب أو الحيض من أنه لا يرى رؤى صادقة .. لا .. بل الكافر أنجس منه

ويرى رؤى تكون في حقه صادقة فما بالك بمن دونه دينا ومرتبة .. والله تعالى أعلم .


وأما عن رؤى الأشياء فهي تختلف باختلاف تعبيرها كما سبق تبعا للفصول والأوقات والأزمنة و المدارك والأفهام فرؤى الليل والنهاروالشتاء و الصيف

والفقر والغنى تختلف باختلاف معانيها وأسرارها .


فمثلا ( النار ) في الشتاء تختلف رؤيتها في الصيف ، ( والثلج ) في الشتاء يختلف في الصيف وهكذا ، وكذلك ( التمر ) والفواكه وا لخضار

تختلف باختلاف وقت الثمر من غيره .


وسبحان الله !! أنا أقول دائما لا بد من توفر ثلاثة أمور اعتبرها أساسية وهي ..

أولا : ( الرؤيا ) ... وما في معناها وصدقها وحقيقتها .

ثانيا : ( الرائي ) ... وطبيعته مؤمنا فاسدقا كافرا .. مكانته .. مهنته .. إلى آخره .

ثالثا : ( المعبر ) ... صفاته .. شروطه .. إلى آخره .


فقد يرى الشخص رؤيا تكون ناقصة مثلا أو ليست له أو يكون المعبر غير صافي الذهن فلا يتحقق التعبير المناسب في هذا ... والله تعالى أعلم .


وأما عن استفسارك عن حصول الرؤيا صافية كما شاهدت .. فهذه من عجائب الرؤى والمنامات .. إذ أن كثيرًا من الرؤى تأتي وكأنها

إن صح التعبير كالزجاجة النظيفة أو العدسة الصافية فيراها المسلم تتحقق في واقعه صورة طبع الأصل لما رأى في منامه .. وهذا من توفيق الله تعالى .

قال تعالى : " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " الأية .

قال أهل التفسير : ( هي الرؤيا يراها العبد فتكون بشارة له أو ترى له ، وهي من المبشرات التي اخبر عنها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ

في حديثه الصحيح). والله تعالى أ علم.



وبالنسبة لسؤالك عن تكرار الرؤيا للشخص فقد مر معنا جواب ذلك على الأخت ابتسامة الم فليرجع لجوابه هناك .. و الله تعالى أعلم


وأخيرا/ بالنسبة لرؤيا القمر والملوك والأمراء فهي مثل ماسبق أن قلنا في بعض الأجوبة السابقة .. لا نستطيع أن نجعل قاموسا معينا يكون للجميع..

فمن رأى كذا كان كذا .. هذا صعب للغاية ! .. فهي تختلف باختلاف حال الرائي .. وحقيقة رؤياه .. فقد يدل القمر على ملك لشخص أو

عزِ أو جاه أو سلطان أو وصول لشيء من القمة إلى غير ذلك .. وقد يكون لغيره خلاف ذلك ... وكذلك بالنسبة لرؤية الملوك والأمراء والأشخاص

تختلف باختلاف الرائي وبطبيعة تلك الرؤيا التي رآها والله تعالى أعلم .