المفحطون يتصدرون
سعد الدوسري
أؤكد هنا ما أقوله تلفزيونياً وما أكتبه صحفياً ، بأن ظاهرة التفحيط هي الظاهرة الأكثر إيلاماً لكل بيت من بيوت مجتمعنا . فإذا سلم بيت ما من وجود مفحط فيه ، فإنه لن يسلم من أذية المفحطين له . وإن سلم من أذية المفحطين ، فلن يسلم من الإجراءات التي تتخذ ضد المفحطين ، مثل المطبات الصناعية او إغلاق الشوارع .
إن قضية مثل قضية التفحيط تأخذ هنا عمقاً اجتماعياً وعمقاً فكرياً وتربوياً وإعلامياً وثقافياً وإجرائياً . وسندخل في متاهة مثل متاهات السيرك ، إن وزعنا على هذه الأعماق مسؤولياتها . فإذا نحن حصرنا المسؤولية بالبيت و بتنشئة الوالدين للأبناء ، فسوف نتسامح مع المدرسة او مع المرور او مع المسجد او مع الإعلام . والمطلوب ألا نتسامح مع أحد . يجب أن نكون قساة غلاظ القلوب على الجميع . و سوف أكون أقسى ما أكون على المرور . فلن أستطيع أن أجد مبرراً لهذه الجهة الرسمية التي يُفترض أنها الوحيدة المسؤولة أمام النظام وأمام المجتمع عن المفحطين ، إذا هي تركتهم يغلقون الشوارع في وضح النهار و يسرحون بكفراتهم كيفما يشاءون مهددين كل من حولهم بالموت الحتمي او الإعاقة الدائمة ، دون أن تتدخل لإيقافهم عند حدهم .خذ حي " المونسية " كمثال : شارع الثمامة العام يغلقونه كله لكي يفرجوا الناس عليهم ، دون أي تواجد للمرور . وخذ مثلاً المفحط الذي يقطع الإشارة ويحوس بسيارته أمامها ، دون أن تتحرك سيارة الدورية لملاحقته ، لكون رجل المرور مشغولا بسيجارته او موبايله .
أعرف أن مؤسساتنا مهمومة بهذه الظاهرة القاتلة ، ولكن : هل يكفي أن نكون مهمومين ؟؟!! ألن نتحرك لإيقاف هذه الكارثة اليومية التي تقتل و تشوه و تعوق شبابنا و أطفالنا وتستنزف أكثر مليارات اقتصادنا ؟؟