حافز يسجل في (حافز)!!
الجمعة 02/12/2011
خالد صالح الحربي
( ١ )
تُجّار محلات الملابس يعرفون أنّ في كل طقم ملابس هناك مقاسًا لا يصلح لأحد؛ تُباع المقاسات الأصغر والأكبر منه ويظَلّ هو في حلق البائع على أمل أن يأتي ذلك الذي تنطبق عليه مقاسات هذا الرداء ذو المقاسات الشاذّة، وفي الأغلب لا يأتي لذا يكون مصيره إلى المخزن أو للتصريف بأي شكلٍ آخر - غير أن يأتي أحدٌ فيشتريه؛ أقرب مثال لهذه القطعة هي ثوب الشروط الذي تم تفصيله للمستفيدين من برنامج الإعانة (حافز)!
( ٢ )
التوقّف عند تلك الشروط (الضيّقة) يحتاج إلى (مِسَاحة)؛ يحتاج لما هو أكثر من ثلاث مائة كلمة، مع كميّةٍ لا بأس بها من علامات التعجّب ومثلها من الاستفهام والجُمل الاعتراضيّة في الحَلْق!؛ فكل بَنْد هو بشكلٍ أو بآخر (نَدْب) حظّ لذلك المواطن العاطل الذي كان ينتظر تطبيق قرار الملك -حفظه الله- مستبشرًا به على أرض الواقع ليتفاجأ.. بما هو واقع!
( ٣ )
ما أكرم قرارات ولاة أمرنا - لكنّها وَبمجرّد أن تمُرّ بمن يُشعرونك أن لا هواية لهم إلاّ الالتفاف على كل قرار في صالح المواطن البسيط - وتحويله إلى قطرات ماء في برواز بعد أن كان نبعًا - إلاّ وتحولت المسألة إلى هذا الشكل:
مواطن يبحث عن رقم (مفسّر واقع) بدلاً عن (مفسّر أحلام)!!
( ٤ )
أحد العاطلين قابلتهُ يُرَدّد هذه الأغنيَة/ بعد أن رَفَضَ البنك الوحيد في مدينته فتح حساب له!
وقد حمّلني أمانة أن أكتُب (كلماتها ولَكماتها) لكم:
«مقادير يا قلبي العنا، مقادير وش ذنبي أنا، مقادير وتمضي حياتي، مشاوير واتمنّى الهنا، مقادير مقادير.. على ميعاد حنّا والفرح كنّا، وكنّا بعاد وعشنا ع الأمل حنّا، وكان الفرح غايب، وأثر الأمل كاذب.. مقادير».
( ٥ )
كلّنا نعلم بأنّ برنامج الإعانة الوطني (حافز) استُحدث وعُمِل عليه وصُرِف عليه أكثر - ليحُلّ ولو مؤقتاً.. مشكلة ذلك العاطل الذي لا ذنب له ليكون عاطلاً - فكيف به يكون مشكلةٌ أخرى؟! ومن المسؤول عن وضع تلك الشروط القاسية؟! سؤالان قصيران بحاجة لإجابةٍ طويلة «كغصّة» أولئك العاطلين الواقفين على جسر الأمل وحب هذه البلاد.
( ٦ )
لا زال بائع الملابس يعلّق تلك (القطعة) في واجهة محلّه، ولكن على أمل أن لا يأتي من تنطبق عليه قياساتها، المشكلة أنّ بعض الآمال تتحقّق!
( ٧ )
ما أخشاه هو أن يكون الوحيد الذي تنطبق عليه شروط وقياسات حافز هو (حافز) نفسه!