نهار
يأ أخي اسمح لى ، أقف أمامك مكبرا السالفة ، هل تدري ماهو السبب
أجيبك ولا أحوجك للسؤال .
بدأت حديثك بامراة غنية خطب ودها الكثير من الناس ، وكنت جالسا فقعدت ، وقلت هؤلاء الخاطبون
اتبعوا المال والجمال ، تبا لهم وتعسا .
ثم ذكرت رجلا بالخمسين ظفر بهـا دون الآخرين والسبب أنه كان يصغي لها جيدا .
ولـم تحدد عمرها أعتقد أنها في الخمسين هي الأخرى .
فلوكانت أصغر لما وافق ولوكان هو أصغر لما وافقت ، إذن كان هناك توافق في الزمان والمكان وتناسب
في السن بين المتلقى والسامع ، فكان زواجا ناجحا بمعنى كل المقاييس وكانت بداية حديثك عن الاستماع
أو الإصغاء مثمـرا وموفقا .
ثم ادخلتنا بعد ذلك لنظريات تربوية كلنا نعرفها ، ولكن يانهار لايصلح النهار السرمد بدون ليل ينفد
نرد الإنصـات إلى حسن الحديث فالكلام المقنع والمغلف بالرفق يجبرك على الاستماع ، والكلام المغلف
بالقسوة والإلزام يجبرك إلى عدم الإصغاء .
ويعود ذلك إلى المستمع دون المتحدث ، فإذا رأى المستمع أن هذا الكلام في صالحه قبله ولم يناقش ، أما
إذارأى فيه مضرّة وإهانة فلن يستمع ، وسيرد برفع صوت وفنقلة عين بعد ...
وفي قصة نوح عليه السلام
يثبت صدق قولى ، ولهذ لم يستمعوا لنوح عليه السلام .
لأنه طلب منهـم ترك ماكان يعبد آباءهـم ، وجعلوا أصابعهم في آذانهـم الآية .
وكل أولي النفوذ ، إذا نصحوااستشاطوا غضبا لأن النصيحة تقلل من شأنهم كما فعل قارون .
أتمنى لك التوفيق وأعجبت بهذا النص .. تحياتي