أجل أدون بقلمي ..
أي أيّام هذه ؟ لأتربص بها، وهل بينى وبينها خصام إحنة ،؟ لا أجالد الأيام
ولا أمالئها ، ولا أجاملها ولا أمازحها ، بل أنظر إليها كما تنظـر إلي ، أراقب
تصرفاتها تجاهي كما تراقب تصرفاتي تجاهها .
أنظر إليها كزمن مضيئ
يمنحني الصفاء والنقاء
وأنا أمنحها العطاء والنماء ، وإن كنا والأيام كفرسي رهان كل واحد منّا
يحاول بلوغ الغاية في تقدم العمر.
فإذا بليت فقد بليت أيّامي ،ولم تعد تأخذ بزمامي إلى طموحاتي وآمالى
وبزهدى في تلك الآمال الجميلة العذبة الرضاب .
أأسى على مجريات الأيام لأنه حان تقاعدها وانتهت رسالتها للنظر في
أعمالي المجيدة ، التى كانت أيام مجدها تكتب تقريرا عنها وترفعه إلى الله
تعالى ذات صباح و ذات مساء .
وماكانت الأيام الجميلة التى يراها عمر درويش هي لى وحدي أو للإنسانية
وحدها ... بل هي ايام ...
خلقت من الأيام نفسها لها نفس الشعور والإحساس كما لي أنا .
بمعنى لكل عنصر من عناصر الكون تفاضل في بعضه
عن بعضه .
ولا يمكن لأي جزء من ماهية الشيئ وجوهره أن يساوي عناصر ه الأخرى
في الكثافة والوزن والقيمة .
فمن الرمل الذهب ، ومن الماء الأكسجين ، ومن الأرض آدم ومن النار إبليس
هذه هي تركيبة الكون .
وأنا من الكون كله ولولا رحمة ربي كرّم عنصري كإنسان على العناصـر
الأخرى وملكني حرية الاختيار ، وجعلها تحاول إرضائي في السعادة
والغضب .
لما اتخذت من الأيام والشهور والسنين ، مقاعد للربيع والصيف أنفّس فيها
عن آهاتي ومعاناتي عندما
أذنب ذنبا ، أحج وأعتمر ، وعندما أصوم آكل وأفطر ، وعندما تزورني
السعادة أدعو إلى مجلس سمر .
كشكر لله بمولودة جديدة تعتبر كامتداد لصورتي التذكارية ..
عبر ذاكرة تلك الأيام التى عرفتها في سني عمري وعرفتني ..
كل أيامى قد صافيتها وقد صدقتني .
ومهما اتخذت من أشكال وألوان ، فلم تعدو في نظري سوى ، ذكريات وجدت بها
حبيبا وامقا ، أوعدوا عاتبا ، استطعت بقدرة قادر ، أن أوازي بين المسألتين
في خلافي معهما بالصبر والتجاوز .. هذه هي أيامى.
فمن لديه أيّام سعيدة كأيا مي المباركة فليخطّها على رق الزمان بكل وضوح .
وأيامك سعيدة ، بل هي أيام عيد ياعمر ..
أنا متأكد من رحابة صدرك الحنون وتغلبك على مصاعب الأيام فدعها تفل ماتشاء وطب نفسا فسوف تحل عقدها بنفسها بدرجة تعاقب اليل والنهار .
أخوك / أ. محمد العبدلى