عرض مشاركة واحدة
قديم 25-05-2006, 08:03 PM   رقم المشاركة : 2
كنت صغيرة
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية كنت صغيرة
الملف الشخصي







 
الحالة
كنت صغيرة غير متواجد حالياً

 


 

Lightbulb * 1 *

[frame="7 80"]
[B]


للتنويه القصة حقيقية :
عاشها انسان اسمه "محمد الرمضاني "
و انسانة غير عادية.. اسمها ( ن. ق).

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
إبنة غير شرعية..!







للتنويه سأورد بعض المقاطع باللهجة المحلية..
.
.



تعلقت بي كثيرا ..كانت تحدثني عن حجرتها المليئة بالدببة تحدثني عن صديقاتها عن شعرها الطويل, كنت أطلب منها أن أقوم بتمشيطه بكلتا يداي..كانت تخبرني حتى عن أبسط جزئيات حياتها عن كل شيء حتى المصائد و المقالب التي تقوم بوضعها لـ " البشكارة" الخادمة, أضحك معها قليلا و أقوم بتأنيبها أحيانا ..لم أكن أقول لها " متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرار" .. كنت آخذها برفق الأبوة أقوم بتمشيط شعرها و تقبيل جبينها .. كنا نعيش و نحيا كـ أب و طفلة.. بكل براءة و أيضا بكل شقاوة ..
ذات يوم جاءت لتخبرني عن خطبتها و عن خطيبها كانت تسهب في الحديث عنه..كنت أنصت إليها بكل تؤدة و بكل تركيز.. أبتسم لابتسامتها ..أحزن لحزنها كنت أسب خطيبها أحيانا..!! و أحيانا أخرى أثني عليه..! لا لشيء سوى لأزرع ابتسامة على شفتيها..كانت تحب السوق و التبضع و شراء كل ما تهفو إليه..تحدثني عن لباسها الجديد و عن "الستايل" الجديد..و عن الموضة..! كنت أنصت إليها نعم أنصت حتى لثرثرتها الجميلة حتى ( دفاشتها كانت جميلة )..كتبتني كإنسان و كتبتها كعنوان..علمتني معاني الشعور الإنساني اختزلت عمري لمسافات طوال ..علمتني أن أعيش أبوة لم أعشها حتى قبل أن أخدش حياء زوجتي التي أبحث عن ملامحها ...!


كانت من أسرة ارستقراطية شيوخية المنبت..أميرة من أميرات عصر ٍ و وطن ..كل ذلك لم يكن ليهمني ما كان يهمني هو إحساس أبوة ..نعم كنت والدها ..! عرفتها عن طريق همس الأنامل و حفيف القصائد ..لا تعرف عني شيئا .. أحبتني و أحببتها ..ذات رد كتبت لي ردا طويلا ..و في النهاية ذيلته بعبارة " أحبك كثيرا أبي" ... ياااااااااااااه "أبــي" ..!! صدقت ذلك فكم كنت أنتظرها أن تنطق تلك العبارة.. مارست دور الأبوة .. لم تكن تجربة عن قصد إنما كانت تجربة عفوية عابرة.. و صادقة وروحية أكثر..! بعيدا عن هذا العالم المادي..

أخبرتني عن وفاة والدها قبل سنتين و كيف آلت حياتها بعده إلى جحيم كانت في أمس الحاجة إلى حنان أب ٍ إلى حضن اب إلى ابتسامة أب و منبعا ترتوي منه إحساسا و شعورا ساميا نبيلا ..مع الأيام وجدت ضالتها في (...) ..صادقتها و صدقتها الإحساس و الشعور ..نعم عشت أبا لفترة شهـــــور..!!
بعد فترة شهور مرت ضحكا و حزنا و ابتسامات و شيء من الشعور الانساني الذي كان يطفو من حين الى اخر ..على قلبي جاءتني تصعقني بخبر..

بعد أسبوعين بالضبط سيعقد قرانها و مباشرة ستزف الى رجل آخر جاء و انتزعها مني دون اذني..! نعم دون إذني..بربه كيف يفعل ذلك ..!!؟ ألست والدها ألا تنكح المرأة بأمر ولي أمرها..! لماذا أنا لا..! ألم أكن أبا بارا..!؟ أكنت جاحدا دور الأبوة..! فكم كنت أرتب نصوصها و أشاركها الحلم..وكم كنت أراجع و اتابع كتاباتها.. وكنت أوجهها وأحاول تهدئتها عند الغضب أحثها على الأخلاق على الفضيلة وكم كنت أسمع همس اناملها وكم كنت أربت على كتفيها..! طيب.. الا يشفع لي كل ذلك؟ لماذا اذن..!؟ أيحرمونني من حضور زفافها وأنا والدها.. كيف بهؤلاء القوم ..! كيف ينتهكون حرمة الأبوة ..!

لم يبق على الزفاف سوى خمسة أيام تبعث لي برسالة عاجلة جاءت مودعة.. تشاء الأقدار أن أكون متواجدا على قناة التواصل (المسنجر) أقصد بيتنا العتيق هناك أين كنت أمارس حنين الأبوة و أقبل جبينها .. تدخل فتسلم ..وأنا في حوار ذاتي لينتقل الحوار و يصبح خطابا ثنائيا.. أخاطبها " ن " هل ستغضبين مني يوما ما.. هل ستكرهينني يوما ما ..! هل ستعودين الي يوما ما ..!! يااااه قاتل هذا البعد إنها ابنتي اقسم انني شعرت بذلك.. أقسمت لي أنها لن تنساني ما حيت وأنني أبوها الروحي ..! عبارة كانت جديدة علي و لكنني مضطر لابتلاعها..! خوفا من صفعة الحقيقة المرة..

قبل العرس بـ يوم .. تدخل تسلم قائلة " باباتي اشتقت لك.. تولهت عليك..بالأمس بكيت كثيرا ..لا أستطيع تقبل حقيقة فراقك " من جانبي يدب الصمت..تسألني .. تستفسر صمتي ..تلح .. ترجو .. تستفهم و ...
أجيبها : " ن " لا تناديني بــ أبي ..! فـ ترد بشقاوتها المعهودة.. "باباتي بليز لا توترني و لا بزعل و بخليك تشتري لي هدية عشان تراضيني..!! " أكرر : أنا لست أباك... و ....


,

,

,


ياااه كم كنت غبيا عندما صارحتها بالحقيقة المرة..


وأن الفرق بين عمري و عمرها..
سنتين فقط لا غير...!!




,,







,
[/frame]







التوقيع :
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
مازلتُ أحملُ أكفاناً ممزقـةً..
وحفنةً منْ رمالٍ خبأتْ وجعـي..
أمشي وخلفيَ تمشي ألفُ عاصفةٍ..
كأنّها ولدتْ في كربـلاءَ معـي..

رد مع اقتباس