عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-2013, 01:24 PM   رقم المشاركة : 1
محمد المهنا
" وفقه الله "
الملف الشخصي






 
الحالة
محمد المهنا غير متواجد حالياً

 


 

التحفةُ الأُنسيَّةُ بخبرِ الرحلةِ التونسيَّة




بسم الله الرحمن الرحيم

التحفةُ الأُنسيَّةُ بخبرِ الرحلةِ التونسيَّة




اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
بقلم : محمد بن سليمان المهنا




الحمد لله وحده ، وبعد : فهذه 55 تغريدة كتبتها إثر رحلةٍ دعوية إلى تونس ، إليكموها مجموعةً ومن الله سبحانه أستمد العون والتوفيق

بحمد الله .. رجعنا فجر هذا اليوم الاثنين من بلاد أفريقية (تونس) بمعية شيخنا الطريفي وإليكم هذه التغاريد المختصرة حول هذه الرحلة الدعوية

عنوان هذه التغاريد ( التحفة الأُنسية بخبر الرحلة التونسية ) ، أكتبها إليكم على عجل ، وهذا أوان الشروع في المقصود

أقلعت طائرتنا الساعة الرابعة من فجر الثلاثاء 11-5-1433 على الخطوط المصرية وكانت الرحلة قرابة 12 ساعة بسبب التوقف في القاهرة

وصلنا مطار قرطاج بمدينة تونس العاصمة قبل العصر فاستقبلنا جمع من طلبة العلم بترحاب كريم واحتفاء بالغ

ثم أخذنا أخواننا لتناول طعام الغداء ، ثم توجهنا إلى مدينة بنزرت 60 ك شمال مدينة تونس وهناك وضعنا متاعنا في (نزل الأندلس) وهو فندق جديد لا يقدم الخمور وكان نزلا نظيفا مريحا جدا

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



الأجواء هذه الأيام (مروحة) وهي صفة مدح باللهجة التونسية  تقول الأجواء مرْوِحة أي طيبة ولطيفة وقد نعمنا فيها بالهواء العليل والمطر المتتابع

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


أما طبيعة تونس هذه الأيام فعجب ، رأينا من جمال الطبيعة والخضرة والنضرة والمياه الجارية والأنعام والحرث مالم أره في كثير من بلاد العالم !

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


وقد أخبرني جمع من الإخوة بأن تونس هذه السنة قد مُطرت مطراً لم تشهد مثله من عقود، فرويت الأرض وكثرت المراعي وطابت الثمار ولله الحمد والفضل

ابتدأ النشاط العلمي والدعوي بعد صلاة المغرب من يوم الثلاثاء بدرس علمي للشيخ عبدالعزيز الطريفي : شرح كتاب ( لمعة الاعتقاد ) للإمام ابن قدامة

كان الحضور كبيراً ، شباب أخيار أتوا من كل فج يطلبون العلم : من أقطار تونس بل ومن ليبيا ، وقد أعد لهم الإخوة نزلا وضيافة طيلة أيام الدروس

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


امتد درس الشيخ من المغرب إلى الساعة العاشرة ليلاً ثم أوى إلى النزل لينام فيومه التالي حافلٌ بالتعليم المتواصل والفتيا جزاه الله خيرا

أتمّ الشيخ شرح لمعة الاعتقاد يوم الإربعاء في خمسة مجالس : مجلس بعد الفجر وآخر في الضحى وثالث بعد العصر ورابع بعد المغرب وخامس بعد العشاء وبه تمّ الكتاب

أما ظهر الإربعاء فقد قمنا بزيارة د. نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية وهو فقيه أصولي مقاصدي درّس سنوات في جامعة الإمام بمدينة الرياض (وكانت زيارة أخوية خاصّة)

أما الخميس فقد كان من نصيب الأربعين النووية فقد شرحها الشيخ كاملة في خمسة مجالس طوال ، تبعها أسئلة طلبة العلم وكالعادة جاءنا الشيخ بعد العشاء بساعتين منهكا

أما فجر الجمعة فقد ألقى الشيخ محاضرة ختامية وأجاب على أسئلة طلاب العلم ثم ودّعهم ليستعد إلى السفر إلى تونس العاصمة حيث خطبة الجمعة هناك

ألقى الشيخ خطبته في جامع كبير بتونس حضرها بضعة آلاف ثم التقينا بعد الصلاة بساعة ويمّمنا جميعا جهة (القيروان) المدينة الإسلامية العريقة

في الطريق أدركنا شئٌ من الجهد والجوع وعند مرورنا بأحدى القرى على الطريق وجدنا لوحات مكتوب عليها (مشوي علّوش) فدخلنا مطعما وأصبنا من طعامه في الهواء الطلق

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



مشوي علّوش ليس اسم مطعم ، فكل مطاعم المشويات يكتب عليها ذلك ، والعلّوش هو الخروف الجذع والكبير منه يسمى البركوس أما التيس فهو العتروس



وصلنا القيروان قبل مغرب الجمعة بساعة فاستقبلنا جمع من طلبة العلم يتقدمهم د. محمد خليف وهو ابن عالم القيروان الشهير عبدالرحمن خليف المتوفى قبل ست سنين رحمه الله

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



دخلنا مسجد القيروان فإذا مسجد كبير عتيق ينبعث من أرجائه عبق التاريخ يذكّرك سحنون صاحب المدونة وابن رشيق صاحب العمدة وقرونا بعد ذلك كثيرا

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



مسجد القيروان بناه عقبة بن نافع رحمه الله فاتح أفريقية عام 55 وهو مسجد كبير محتفظ بطرازه القديم ، وهو ضمن قلعة تاريخية من أجمل قلاع الدنيا

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


قمنا بجولة في أرجاء المسجد العتيق مسجد عقبة بن نافع ثم رجعنا إلى داخل المسجد فإذا بالمصلين قد تقاطروا وملأوا الصف الأول قبل المغرب بمدة !

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



قام الشيخ ليلقي محاضرته التي أُعلن عنها من أيام وتنادى لها طلبة العلم من بلاد بعيدة لكن بعض كبار السن أبوا لأنهم اعتادوا على درس قرآن

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


قام بعض الحضور وطالب كبار السن بالإذن للشيخ بالإلقاء فامتنعوا فحصل بينهم خلاف وارتفعت الأصوات فقام الشيخ وحسم الموضوع بحكمته

وذلك بأن قام إلى موضع الخلاف وأخذ مكبر الصوت وقال أيها الإخوة سأتحدث إليكم دقيقة : نحن ما جئنا هنا إلا لنجتمع على الخير فلا ينبغي أن نختلف

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



فأرى أن نترك الإخوة يقيمون درسهم ونحن نبدأ درسنا بعد فراغهم ونستكمل بعد العشاء ، فسكن الإخوة وبدأ درس القرآن فلما فرغوا بدأت المحاضرة

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


وسبب غضبة الإخوة أنهم يرون أن لهم حقا في حضور الدرس ولأنهم يرون أن بعض مسؤولي المسجد بدأوا درس القرآن ليمنعوا المحاضرة لذا غضبوا ولكن الشيخ احتوى الموقف

أتم الشيخ محاضرته مع إقامة العشاء ، ثم استقبل الأسئلة ومكث في جوابها قرابة ساعة ، ثم خرجنا فدعانا د. محمد خليف إلى العشاء فاعتذر الشيخ

فقال د. محمد خليف : العشاء تم إعداده من أجلكم، فقال الشيخ : إنما اعتذرتُ لأننا لا نريد التكليف فأما وهو معدّ فعساك على القوة، ثم توجهنا إليه

أتينا بيت مضيفنا د. محمد خليف فإذا بيت جديد واسع وإذا به قد مد سفرة طويلة عامرة بالطيبات ، فطعمنا مما أتحفنا به بارك الله له وجاد عليه

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


وقد حضر العشاء جمع من المشايخ منهم الشيخ الخفي الداعية الزاهد المجاهد : محمد القفصي القيرواني شيخ السلفيين في القيروان جزاه الله خيرا

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


الشيخ محمد القفصي رجل قارب السبعين كان يعلّم القرآن والعلوم الشرعية على منهاج السلف خفية وقت التضييق فأخرج الله بسببه جيلا من طلبة العلم

خرجنا من بيت الشيخ محمد خليف وذهبنا إلى النزل الذي استأجرناه وهو فندق القصبة ونمنا بعد يوم شاق من جراء السفر وما سبقه وما لحقه من أعمال

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


بعد فجر السبت ألقى الشيخ درسا مطولا في مسجد آخر من مساجد القيروان شهده جمع من طلبة العلم ؛ و في الثامنة خرجنا إلى العاصمة ولم يكن لدينا سوى 3 دروس بعد العصر مما يعني أن لدينا فسحة قدرها 8 ساعات وهو فراغ لم يتيسر لنا مثله قبل ذلك

مررنا في طريقنا بمروج خضراء تعلوها الزهور بألوانها فاقترح صاحبنا الشيخ عبدالعزيز بن سليمان العريفي أن نقلبها رحلة برية وأن نشتري (علّوشا) يرعى في تلك المروج

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


استحسن الشيخ الفكرة وقبِل (عزيمة) الشيخ عبدالعزيز العريفي فاشترى أخونا - جزاه الله خيراً- علّوشا جذعا طيبا وذبحناه وعلقناه على شجرة ثم جعلناه قطعا للشواء

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


جمعنا حطباً واجتمعنا على القهوة والتمر ثم أصبنا من الشواء اللذيذ ثم صلينا الظهر والعصر ثم توجهنا إلى العاصمة حيث دروس المساء

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


ألقى الشيخ دروسه ورجع إلينا بعد العشاء منهكاً جداً فلم يجلس إلينا كعادته بل نام مباشرة فقد ابتدأ دروسه من الفجر ثم واصلها إلى العشاء

استيقظ الشيخ قبل الفجر وذهب إلى المسجد حيث درس الفجر ثم ألقى درسا وقت الضحى ثم اجتمع بالأئمة والدعاة فلم يتيسر له الرجوع إلا العاشرة ضحى

كان موعد إقلاعنا إلى القاهرة الساعة 2 ظهراً فجمعنا متاعنا وركبنا إلى المطار وودّعنا مرافقينا وبعد ثلاث ساعات من الإقلاع هبطنا في القاهرة

و في القاهرة انتظرنا رحلتنا 6 ساعات ثم أقلعنا ووصلنا مطار الرياض قبيل فجر الاثنين ولله الحمد والمنة


تيسّر لمرافقي الشيخ مشاركات دعوية وعلمية ، منها دورة علمية في كتاب (القواعد المثلى) ودروس في أحكام الصلاة للشيخ المحامي عبدالعزيز العريفي

وجدنا في تونس إقبالا على الخير وحبا للدين واهتماما بالصلاة لا نظير له ووالله لقد رأيت المساجد عامرة بالصفوف تلو الصفوف قبل إقامة الصلاة

أما حماس الشباب للدعوة والعلم ورغبتهم في السنة ودموعهم عند سماع الذكر فأمرٌ لا يمكن وصفه ، ومن البشائر انتشار السنة وكثرة السلفيين هناك

بسبب السنوات العجاف التي مرت بالدعوة تحتاج تونس إلى العلماء الراسخين ، فهم قلة في تلك البلاد : بلاد سحنون وابن خلدون والطاهر بن عاشور

ويحتاج العمل الدعوي هناك إلى المكتبات المرجعية التي تُبث في المساجد ودور العلم وإلى الكتب والمطويات العلمية والدعوية فالرغبة فيها كبيرة .

أقترح على الناشرين كصاحب مكتبة ابن الجوزي ومكتبة الرشد فتح فروع في مدن تونس فطلبة العلم هناك يشتكون من قلة المكتبات التي تعنى بكتب السلف

طلب مني كثير من التونسيين نقل سلامهم وأشواقهم إلى مشايخ بلاد الحرمين ، وخصّوا بالذكر والسلام والاشتياق والرغبة الشيخ محمد العريفي
للشيخ محمد العريفي من الحظوة والمحبة عند التونسيين ما ليس لغيره حتى الفلّاح الذي اشترينا من مزرعته الجزر والفجل يذكره بالخير ويتمنى لقاءه !

رأيت من شيخنا الطريفي في رحلتنا هذه أموراً تستحق التوقف منها حرصه على وقته فهو ضنين به لا تراه إلا معلما أو مصليا أو ذاكرا لله أو مطالعا

فإذا دعوناه للقهوة جاء إلينا بوجه مشرق وابتسامة جميلة وأحاديث في غاية الحلاوة لكنها سريعة كطالب يقتطع من وقته قليلا للنقاهة ليلة الامتحان !

كما رأيتُ من الشيخ ليناً للأصحاب وحباً للناس ورحمةً للضعفاء وحكمةً في توجيه الشباب إلى الرفق واستشارة الكبار وعدم الخروج عن رأي العلماء

أما حبّه للعلم ومنادمته للكتب وكثرة تقييده للفوائد ووقوعه على أنفس الفرائد فعجب لا ينقضي ، وقد اقترحت عليه جمع كُناش ، ولعله أن يستجيب .

هذا ما سمح به الوقت من التغاريد ، ولو نثرتُ كل ما في الجعبة لطال المقال وتسلل الملل ، وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد





ـــــــــــــــ مقالات أخرى للكاتب ــــــــــــــــ



دقيقة في منزل الشيخ الألباني ..!!

الدمعـــة الألبانيـــــــــة

بمناسبة 11 سبتمبر : مشاهدات داعية شهد تلك الحقبة في الولايات المتحدة الأمريكية

قصة إسلام الشيخ يوسف استس الأمريكي

ماذا تعرفون عن اللبنانية سمر ..!؟


هدية العيد : بيني وبين الشيخ محمد الفراج


المتفق والمفترق من أسماء الأعيان


التغريدات الخمسون عن الهيئة المفخرة [أطباء عبر القارات]


البيان المسدد في مجالس الدارمي أبي محمد


تغاريد الشيخ محمد المهنا في وصف مجالس الموطأ | بقلم : طويلبة علم شنقيطية


الشيخ سلمان العودة يكشف سبب انحراف عبدالله القصيمي وإلحاده


ساعةٌ عذبةُ في ضيافة العالم الراحل د. عمر الأشقر - رحمه الله -


الديباجة بين يدي فوائد ابن ماجه
















رد مع اقتباس