عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2013, 12:50 PM   رقم المشاركة : 68
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 68

" لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها : ( إن في خلق السموات والأرض ) الآية " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 106 :
رواه أبو الشيخ ابن حبان في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( 200 - 201 ) وابن حبان في " صحيحه " ( 523 - الموارد ) عن يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي أنبأنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال : " دخلت أنا وعبيد بن عمير على " عائشة " رضي الله عنها , فقال عبد الله ابن عمير : حدثينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبكت , وقالت : " قام ليلة من الليالي فقال : يا عائشة ذريني أتعبد لربي , قالت : قلت : والله إني لأحب قربك , وأحب ما يسرك , قالت : فقام فتطهر , ثم قام يصلي , فلم يزل يبكي حتى بل حجره , ثم بكى . فلم يزل يبكي حتى بل الأرض , وجاء بلال يؤذن بالصلاة , فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ? قال : أفلا أكون عبداً شكوراً ? لقد نزل " الحديث .
قلت : وهذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات غير يحيى بن زكريا قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 145 ) . " سألت أبي عنه ? قال : ليس به بأس , هو صالح الحديث " ? والحديث عزاه المنذري في " الترغيب " ( 2 / 220 ) لابن حبان في " صحيحه " .
وله طريق أخرى عن عطاء .
أخرجها أبو الشيخ أيضاً ( 190 - 191 ) ورجالها ثقات أيضاً , غير أبي جناب الكلبي واسمه يحيى بن أبي حية , قال الحافظ في " التقريب " : " ضعفوه لكثرة تدليسه " .
قلت : وقد صرح هنا بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه .
فقه الحديث :
فيه فضل النبي صلى الله عليه وسلم , وكثرة خشيته , وخوفه من ربه , وإكثاره من عبادته , مع أنه تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , فهو المنتهى في الكمال البشري . ولا جرم في ذلك فهو سيد البشر صلى الله عليه وسلم .
لكن ليس فيه ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم قام الليل كله , لأنه لم يقع فيه بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم , ابتدأ القيام من بعد العشاء أو قريباً من ذلك , بل إن قوله : " قام ليلة من الليالي فقال ... " الظاهر أن معناه " قام من نومه ....‎" " أي نام أوله ثم قام , فهو على هذا بمعنى حديثها الآخر " كان ينام أول الليل , ويحي آخره ... " . أخرجه مسلم ( 2 / 167 ) .
وإذا تبين هذا فلا يصح حينئذ الاستدلال بالحديث على مشروعية إحياء الليل كله , كما فعل الشيخ عبد الحي اللكنوي في " إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس بدعة " , قال ( ص 13 ) : فدل ذلك على أن نفي عائشة قيام الليل كله محمول على غالب أوقاته صلى الله عليه وسلم " .
قلت : يشير بـ " نفي عائشة " إلى حديثها الآخر : " ولم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يتمها إلى الصباح , ولم يقرأ القرآن في ليلة قط " .
أخرجه مسلم ( 2 / 169 - 170 ) وأبو داود ( 1342 ) واللفظ له .
قلت : فهذا نص في النفي المذكور لا يقبل التأويل , وحمله على غالب الأوقات إنما يستقيم لو كان حديث الباب صريح الدلالة على أنه صلى الله عليه وسلم قام تلك الليله بتمامها , أما وهو ليس كذلك كما بينا , فالحمل المذكور مردود , ويبقى النفي المذكور سالماً من التقييد . وبالتالي تبقى دلالته على عدم مشروعية قيام الليل كله قائمة , خلافا لما ذهب إليه الشيخ عبد الحي في كتابه المذكور . وفيه كثير من المؤاخذات التي لا مجال لذكرها الآن .
وإنما أقول : إن طابعه تساهل في سرد الروايات المؤيدة لوجهة نظره , من أحاديث مرفوعة , وآثار موقوفة , وحسبك مثالاً على هذا أنه ذهب إلى تحسين حديث " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " تقليداً منه لبعض المتأخرين . دون أن ينظر في دعواهم , هل هي تطابق الحقيقة , وتوافق القواعد العلمية ? مع ما في التحسين المذكور من المخالفة لنصوص الأئمة المتقدمين كما بينته في " الأحاديث الضعيفة " ( 52 ) فراجعه لتزداد بصيرة بما ذكرنا .







رد مع اقتباس