سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 69
" مثل القائم على حدود الله والواقع ( وفي رواية : والراتع ) فيها والمدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها ( وأوعرها ) فكان الذي ( وفي رواية : الذين ) في أسفلها إذا استقوا من الماء فمروا على من فوقهم فتأذوا به ( وفي رواية : فكان الذين في أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين في أعلاه فقال الذين في أعلاها : لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا ) , فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً فاستقينا منه ولم نؤذ من فوقنا ( وفي رواية : ولم نمر على أصحابنا فنؤذيهم ) فأخذ فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة , فأتوه فقالوا : مالك ? قال : تأذيتم بي ولابد لي من الماء . فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا وأنجوا جميعاً " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 109 :
رواه البخاري ( 2 / 111 , 164 ) والترمذي ( 2 / 26 ) والبيهقي ( 10 / 288 ) وأحمد ( 4 / 268 , 270 , 273 ) من طريق زكريا بن أبي زائدة والأعمش عن الشعبي عن " النعمان بن بشير " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
وقد تابعهما مجالد بن سعيد عند أحمد ( 4 / 273 ) وهو ضعيف و في سياقه زيادة " ... مثل ثلاثة ركبوا في سفينة فصار لأحدهم أسفلها وأوعرها ... " .
وتابعهما غيره فقال ابن المبارك في " الزاهد " ( ق 219 / 2 ) : أنا الأجلح عن الشعبي به و لفظه : " إن قوما ركبوا سفينة فاقتسموها , فأصاب كل رجل منهم مكاناً , فأخذ رجل منهم الفأس فنقر مكانه , قالوا : ما تصنع ? فقال مكاني أصنع به ما شئت ! فإن أخذوا على يديه نجوا ونجا , و إن تركوه غرق وغرقوا , فخذوا على أيدي سفهائكم قبل أن تهلكوا " .
وأخرجه ابن المبارك في " حديثه " أيضا ( ج 2 / 107 / 2 ) ومن طريقه ابن أبي الدنيا في " الأمر بالمعروف " ( ق 27 / 2 ) . لكن الأجلح هذا - و هو ابن عبد الله أبو حجية الكندي - فيه ضعف , لاسيما عن الشعبي , قال العقيلي : " روى عن الشعبي أحاديث مضطربة لا يتابع عليها " .
قلت : وهذا اللفظ هو الذي شاع في هذا الزمان عند بعض الكتاب والمؤلفين فأحببت أن أنبه على ضعفه , وأن أرشد إلى أن اللفظ الأول هو الصحيح المعتمد , وقد ضممت إليه ما وقفت عليه من الزيادات الصحيحة . والله الموفق .