عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2013, 01:20 PM   رقم المشاركة : 118
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 118

" يوشك الناس يتساءلون بينهم حتى يقول قائلهم : هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله عز وجل ? فإذا قالوا ذلك , فقولوا : *( الله أحد , الله الصمد , لم يلد , ولم يولد , ولم يكن له كفواً أحد )* ثم ليتفل أحدكم عن يساره ثلاثاً , وليستعذ من الشيطان " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 184 :
( عن # أبي هريرة # ) :
أخرجه أبو داود ( 4732 ) وابن السني ( 621 ) عن محمد بن إسحاق قال : حدثني عتبة بن مسلم مولى بني تميم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا سند حسن رجاله ثقات , وابن إسحاق قد صرح بالتحديث فأمنا بذلك تدليسه .
ورواه عمر بن أبي سلمة عن أبيه به إلى قوله : " فمن خلق الله عز و جل ? " قال : فقال أبو هريرة : فو الله إني لجالس يوماً إذ قال لي رجل من أهل العراق : هذا الله خالقنا فمن خلق الله عز وجل ? قال أبو هريرة : فجعلت أصبعي في أذني ثم صحت فقلت : صدق الله ورسوله ( الله الواحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) .
أخرجه أحمد ( 2 / 387 ) ورجاله ثقات غير عمر هذا فإنه ضعيف .
وله عنده ( 2 / 539 ) طريق أخرى عن جعفر حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة به مرفوعاً مثل الذي قبله , قال يزيد : فحدثني نجمة بن صبيغ السلمي أنه رأى ركباً أتوا أبا هريرة , فسألوه عن ذلك , فقال : الله أكبر , ما حدثني خليلي بشيء إلا وقد رأيته وأنا أنتظره . قال جعفر بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا سألكم الناس عن هذا فقولوا : الله قبل كل شيء , والله خلق كل شيء , والله كائن بعد كل شيء .
وإسناد المرفوع صحيح , وأما بلاغ جعفر وهو ابن برقان فمعضل .
وما بينهما موقوف , لكن نجمة هذا لم أعرفه , وهكذا وقع في المسند " نجمة " بالميم , وفي " الجرح والتعديل " ( 4 / 1 / 509 ) : " نجبة " بالباء الموحدة وقال : " روى عن أبي هريرة , روى عنه يزيد بن الأصم , سمعت أبي يقول ذلك " و لم يزد !
ولم يورده الحافظ في " التعجيل " وهو على شرطه !
فقه الحديث :
دلت هذه الأحاديث الصحيحة على أنه يجب على من وسوس إليه الشيطان بقوله : من خلق الله ? أن ينصرف عن مجادلته إلى إجابته بما جاء في الأحاديث المذكورة , وخلاصتها أن يقول : " آمنت بالله ورسله , الله أحد , الله الصمد , لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفواً أحد . ثم يتفل عن يساره ثلاثاً , ويستعيذ بالله من الشيطان , ثم ينتهي عن الانسياق مع الوسوسة .
وأعتقد أن من فعل ذلك طاعة لله ورسوله , مخلصاً في ذلك أنه لابد أن تذهب الوسوسة عنه , ويندحر شيطانه لقوله صلى الله عليه وسلم : " فإن ذلك يذهب عنه " .
وهذا التعليم النبوي الكريم أنفع وأقطع للوسوسة من المجادلة العقلية في هذه القضية , فإن المجادلة قلما تنفع في مثلها . ومن المؤسف أن أكثر الناس في غفلة عن هذا التعليم النبوي الكريم , فتنبهوا أيها المسلمون , وتعرفوا إلى سنة نبيكم , واعملوا بها , فإن فيها شفاءكم وعزكم .






رد مع اقتباس