سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 120
" إن الرؤيا تقع على ما تعبر ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 186 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 391 ) من طريق عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن # أنس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال : " صحيح الإسناد " .
ووافقه الذهبي وحقهما أن يضيفا إلى ذلك " على شرط البخاري " , فإن رجاله كلهم من رجال الشيخين سوى الراوي له عن عبد الرزاق وهو يحيى بن جعفر البخاري فمن شيوخ البخاري وحده . على أن في النفس وقفة في تصحيحه , لأن أبا قلابة قد وصف بالتدليس وقد عنعنه , فإن كان سمعه من أنس فهو صحيح الإسناد , وإلا فلا .
نعم الحديث صحيح , فقد تقدم له آنفاً شاهد لشطره الأخير , وأما شطره الأول , فله شاهد بلفظ : " والرؤيا على رجل طائر , ما لم تعبر , فإذا عبرت وقعت , ( قال الراوي : وأحسبه قال ) ولا يقصها إلا على واد أو ذي رأي " .
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 178 ) وأبو داود ( 5020 ) والترمذي ( 2 / 45 ) والدارمي ( 2 / 126 ) وابن ماجه ( 3914 ) والحاكم ( 4 / 390 ) والطيالسي ( 1088 ) وأحمد ( 4 / 10 - 13 ) وابن أبي شيبة ( 12 / 189 / 1 ) والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 295 ) وابن عساكر ( 11 / 219 / 2 ) عن يعلى بن عطاء سمعت وكيع بن عدس يحدث عن عمه أبي رزين العقيلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي .
ونقل المناوي في " الفيض " عن صاحب " الاقتراح " أنه قال : " إسناده على شرط مسلم " ! وكل ذلك وهم لاسيما القول الأخير منها فإن وكيع ابن عدس لم يخرج له مسلم شيئاً , ثم هو لم يوثقه أحد غير ابن حبان ولم يرو عنه غير يعلى بن عطاء ولذلك قال ابن القطان : مجهول الحال .
وقال الذهبي : لا يعرف . ومع ذلك فحديثه كشاهد لا بأس به , وقد حسن سنده الحافظ ( 12 / 377 ) .
وروى ابن أبي شيبة ( 12 / 193 / 1 ) والواحدي في " الوسيط " ( 2 / 96/ 2 ) عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا بلفظ : " الرؤيا لأول عابر " .
قلت : ويزيد ضعيف .
( على رجل طائر ) أي أنها لا تستقر ما لم تعبر . كما قال الطحاوي والخطابي وغيرهما .
والحديث صريح بأن الرؤيا تقع على مثل ما تعبر , ولذلك أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن لا نقصها إلا على ناصح أو عالم , لأن المفروض فيهما أن يختارا أحسن المعاني في تأويلها فتقع على وفق ذلك , لكن مما لا ريب فيه أن ذلك مقيد بما إذا كان التعبير مما تحتمله الرؤيا ولو على وجه , وليس خطأ محضاً وإلا فلا تأثير له حينئذ والله أعلم .
وقد أشار إلى هذا المعنى الإمام البخاري في " كتاب التعبير " من " صحيحه " بقوله ( 4 / 362 ) : " باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب " .
ثم ساق حديث الرجل الذي رأى في المنام ظلة وعبرها أبو بكر الصديق ثم قال : فأخبرني يا رسول الله - بأبي أنت - أصبت أم أخطأت , قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أصبت بعضاً , وأخطأت بعضاً " .