عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2013, 01:39 PM   رقم المشاركة : 141
نور الحرف
رائدي فـعـّـال
الملف الشخصي






 
الحالة
نور الحرف غير متواجد حالياً

 


 

سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول

للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى

الحديث رقم 141

عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى أم حرام , فأتيناه بتمر وسمن فقال : " ردوا هذا في وعائه وهذا في سقائه فإني صائم " .

قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 219 :
( عن # أنس بن مالك # ) :
قال : ثم قام فصلى بنا ركعتين تطوعاً , فأقام أم حرام وأم سليم خلفنا , وأقامني عن يمينه , - فيما يحسب ثابت - قال : فصلى بنا تطوعاً على بساط , فلما قضى صلاته , قالت أم سليم : إن لي خويصة : خويدمك أنس , ادع الله له , فما ترك يومئذ خيراً من خير الدنيا والآخرة إلا دعا لي به ثم قال : اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه , قال أنس : فأخبرتني ابنتي أني قد رزقت من صلبي بضعاً وتسعين , وما أصبح في الأنصار رجل أكثر مني مالاً , ثم قال أنس : يا ثابت , ما أملك صفراء ولا بيضاء إلا خاتمي ! " .
قلت : وهذا سند صحيح على شرط مسلم , وقد أخرجه أبو داود ( 608 ) حدثنا موسى ابن إسماعيل حدثنا حماد به , دون قوله " فلما قضى صلاته .... " ثم أخرجه أحمد ( 3 / 193 - 194 ) ومسلم ( 2 / 128 ) وأبو عوانة ( 2 / 77 ) والطيالسي ( 2027 ) من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت به . دون قوله " فأخبرتني ابنتي ... " وزاد : " قال : فقال : قوموا فلأصل بكم في غير وقت صلاة " .
طريق ثالثة : قال أحمد ( 3 / 108 ) : حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس به بتمامه , إلا أنه لم يذكر الإقامة عن يمينه وزاد . " ثم دعا لأم سليم ولأهلها " . وقال : قال : " وذكر أن ابنته الكبرى أمينة أخبرته أنه دفن من صلبه إلى مقدم الحجاج نيفاً على عشرين ومائة " .
قلت : وهذا إسناد ثلاثي صحيح على شرط الشيخين , وشرحه السفاريني في " نفثات صدر المكمد " ( 2 / 34 طبع المكتب الإسلامي ) . وقد أخرجه البخاري ( 1 / 494 ) من طريقين آخرين عن حميد به , صرح في أحدهما بسماع حميد من أنس .
من فوائد الحديث وفقهه :
في هذا الحديث فوائد جمة أذكر بعضها باختصار إلا ما لابد فيه من الإطالة للبيان :
1 - أن الدعاء بكثرة المال والولد مشروع . وقد ترجم البخاري للحديث " باب الدعاء بكثرة المال والولد مع البركة " .
2 - وأن المال والولد نعمة وخير إذا أطيع الله تبارك وتعالي فيهما .
3 - تحقق استجابة الله لدعاء نبيه صلى الله عليه وسلم في أنس , حتى صار أكثر الأنصار مالاً وولداً .
4 - أن للصائم المتطوع إذا زار قوماً , وقدموا له طعاما أن لا يفطر , ولكن يدعو لهم بخير , ومن أبواب البخاري في الحديث : " باب من زار قوماً ولم يفطر عندهم " .
5 - أن الرجل إذا أئتم بالرجل وقف عن يمين الإمام , والظاهر أنه يقف محاذياً له لا يتقدم عليه ولا يتأخر , لأنه لو كان وقع شيء من ذلك لنقله الراوي , لاسيما وأن الاقتداء به صلى الله عليه وسلم من أفراد الصحابة قد تكرر , فإن في الباب عن ابن عباس في الصحيحين وعن جابر في مسلم وقد خرجت حديثيهما في " إرواء الغليل " ( 533 ) , وقد ترجم البخاري لحديث ابن عباس بقوله : " باب يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء , إذا كانا اثنين " .
قال الحافظ في " الفتح " ( 2 / 160 ) : " قوله : سواء " أي لا يتقدم ولا يتأخر , وكأن المصنف أشار بذلك إلى ما وقع في بعض طرقه عن ابن عباس فلفظ : " فقمت إلى جنبه " وظاهرة المساواة . وروى عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : الرجل يصلي مع الرجل أين يكون منه ? قال : إلى شقه الأيمن , قلت : أيحاذي به حتى يصف معه لا يفوت أحدهما الآخر ? قال : نعم قلت : أتحب أن يساويه حتى لا تكون بينهما فرجة ? قال : نعم .
وفي " الموطأ " عن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال : دخلت على عمر ابن الخطاب بالهاجرة فوجدته يسبح , فقمت وراءه , فقربني حتى جعلني حذاءه عن يمينه " .
قلت : وهذا الأثر في " الموطأ " ( 1 / 154 / 32 ) بإسناد صحيح عن عمر رضي الله عنه , فهو مع الأحاديث المذكورة حجة قوية على المساواة المذكورة , فالقول باستحباب أن يقف المأموم دون الإمام قليلاً , كما جاء في بعض المذاهب على تفصيل في ذلك لبعضها - مع أنه مما لا دليل عليه في السنة , فهو مخالف لظواهر هذه الأحاديث , وأثر عمر هذا , وقول عطاء المذكور , وهو الإمام التابعي الجليل ابن أبي رباح , وما كان من الأقوال كذلك فالأحرى بالمؤمن أن يدعها لأصحابها , معتقدا أنهم مأجورون عليها , لأنهم اجتهدوا قاصدين إلى الحق , وعليه هو أن يتبع ما ثبت في السنة , فإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .







رد مع اقتباس