سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 281
" أشد الناس عذاباً يوم القيامة : رجل قتله نبي , أو قتل نبياً , و إمام ضلالة , وممثل من الممثلين " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 507 :
أخرجه أحمد ( 1 / 407 ) : حدثنا عبد الصمد حدثنا أبان حدثنا عاصم عن أبي وائل عن # عبد الله # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد جيد , وعاصم هو ابن بهدلة أبي النجود .
وله طريق أخرى يرويه أبو إسحاق عن الحارث عن ابن مسعود به ولفظه : " ... أو رجل يضل الناس بغير علم , أو مصور يصور التماثيل " .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 80 / 2 ) وإليه فقط عزاه الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 181 ) وقال : " وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف " .
قلت : الطريق الأولى سالمة منه , ولعل البزار قد أخرجه منها فقد عزاه إليه عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام الكبرى " ( رقم 142 ) باللفظ الأول دون قوله " وممثل من الممثلين " , وسكت عليه مشيراً إلى صحته عنده كما نص عليه في المقدمة .
وقال المنذري ( 3 / 136 ) : " ورواه البزار بإسناد جيد " .
وله طريق ثالثة يرويها عباد بن كثير عن ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود إلا أنه قال : " وإمام جائر " .
أخرجه الطبراني ( 3 / 81 / 1 ) .
قلت : وهذا سند واه جداً , ليث ضعيف , وعباد بن كثير متروك .
وروى عن ابن عباس نحوه بلفظ : " ... أو قتل أحد والديه , والمصورون , وعالم لم ينتفع بعلمه " .
أخرجه أبو القاسم الهمداني في " الفوائد " ( 1 / 196 / 1 ) عن عبد الرحيم أبي الهيثم عن الأعمش عن الشعبي عن ابن عباس به .
قلت : وهذا سند ضعيف , عبد الرحيم هذا هو ابن حماد الثقفي ,قال العقيلي في " الضعفاء " ( 278 ) : " حدث عن الأعمش مناكير , و ما لا أصل له من حديث الأعمش " .
وقال الحافظ في " اللسان " : " وأشار البيهقي في " الشعب " إلى ضعفه " .
وحديث ابن عباس هذا أورده المناوي في " فيض القدير " شاهداً للحديث المشهور : " أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه " فقال متعقباً على السيوطي بعد أن بين ضعفه : " لكن للحديث أصل أصيل , فقد روى الحاكم في " المستدرك " من حديث ابن عباس مرفوعاً ... " قلت : فذكره , ولم أقف على سنده عند الحاكم الآن لننظر فيه , وغالب الظن أنه من طريق عبد الرحيم المذكور , فإن كان كذلك , فالحديث لا يرتفع به عن درجة الضعف . والله أعلم .
والجملة الأخيرة من الحديث أخرجها البخاري في " صحيحه " ( 4 / 104 ) من طريق مسدود عن عبد الله مرفوعاً بلفظ : " إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون " .