سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 285
" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وإذا مات صاحبكم فدعوه " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1/ 513 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 323 ) والدارمي ( 2 / 159 ) وابن حبان ( 1312 ) عن محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه " .
قلت : وإسناده صحيح على شرط الشيخين . وليس عند الدارمي وابن حبان الجملة الوسطى منه . وأخرج أبو داود ( 4899 ) عن وكيع حدثنا هشام بن عروة به الجملة الأخيرة منه وزاد : لا تقعوا فيه .
وله شاهد من حديث ابن عباس به دون الجملة الأخيرة .
أخرجه ابن ماجه ( 1977 ) وابن حبان ( 1315 ) والضياء في " المختارة " ( 63 / 9 / 2 ) من طريق عمارة بن ثوبان عن عطاء عنه .
وأخرجه الحاكم ( 4 / 173 ) مقتصراً على الشطر الأول منه بلفظ : " خيركم خيركم للنساء " . وقال : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي !
وهذا غريب منه فإن عمارة هذا أورده الذهبي في " الضعفاء " , وقال : " تابعي صغير مجهول " .
وقال الحافظ في " التقريب " : " مستور " .
وله شاهد من حديث ابن عمرو بلفظ : " خياركم خياركم لنسائهم " .
أخرجه ابن ماجه ( 1978 ) عن أبي خالد عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عنه .
قلت : وهذا إسناد ظاهره الصحة , ولهذا قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 125 / 1 ) : " وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات " .
قلت : وهو عندي معلول بالمخالفة والوهم من قبل أبي خالد واسمه سليمان ابن حيان الأحمر , وهو وإن كان ثقة محتجاً به في " الصحيحين " فإن في حفظه ضعفاً كما يتبين لمن راجع أقوال الأئمة فيه من " التهذيب " وقد لخصها الحافظ - كعادته - في كتابه " التقريب " فقال : " صدوق يخطىء " .
وخالفه جماعة من الثقات فرووه عن الأعمش بلفظ : " خياركم أحاسنكم أخلاقاً " .
ووافقهم عليه أبو خالد نفسه في رواية عنه كما يأتي , فالظاهر أنه كان يضطرب فيه , فتارة يرويه بهذا اللفظ , وتارة على الصواب , فإليك بيان الطرق التي أشرنا إليها باللفظ الصحيح وهو : " خياركم أحاسنكم أخلاقا " .