سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 287
" ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة ? النبي في الجنة , والصديق في الجنة , والشهيد في الجنة , والمولود في الجنة , والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله عز وجل , ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها , وتقول : لا أذوق غمضاً حتى ترضى " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 515 :
أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 202 / 1 ) وعنه ابن عساكر ( 2 / 87 / 2 ) بتمامه , وأبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( ق 115 - 116 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 303 ) نصفه الأول , والنسائي في " عشرة النساء " ( 1 / 85 / 1 ) النصف الآخر من طريق خلف بن خليفة عن أبي هاشم يعني الرماني عن سعيد ابن جبير عن # ابن عباس # مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد , رجاله ثقات رجال مسلم غير أن خلفاً - وهو من شيوخ أحمد - كان اختلط في الآخر , ولا ندري أحدث به قبل الاختلاط فيكون صحيحاً , أو بعده فيكون ضعيفاً , لكن للحديث شواهد يتقوى بها كما يأتي بيانه .
والحديث له طريق أخرى عن أبي هاشم , أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 163 / 1 ) وعنه أبو نعيم عن سعيد بن زيد عن عمرو بن خالد أنبأنا أبو هاشم به .
وعمرو هذا هو الواسطي وهو كذاب كما في " المجمع " ( 4 / 313 ) , فلا يفرح بمتابعته .
ومن شواهده ما رواه إبراهيم بن زياد القرشي عن أبي حازم عن أنس بن مالك مرفوعاً به .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 23 ) و " الأوسط " ( 1 / 170 / 1 ) وقال : " لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد , ولم يروه عن أبي حازم سلمة بن دينار إلا إبراهيم .
قلت : وهذا أورده العقيلي في " الضعفاء " ( ص 17 و 18 ) وروى عن البخاري أنه قال : " لم يصح إسناده " . ثم ذكر ما يشعر أنه سيىء الحفظ فقال : " هذا شيخ يحدث عن الزهري , وعن هشام بن عورة , فيحمل حديث الزهري على هشام بن عروة . وحديث هشام بن عروة على الزهري , ويأتي أيضاً مع هذا عنهما بما لا يحفظ " .
وقال الذهبي في " الميزان " : " لا يعرف " .
ونحوه قول المنذري في " الترغيب " ( 3 / 77 ) : " رواه الطبراني , ورواته محتج بهم في الصحيح إلا إبراهيم بن زياد القرشي فإني لم أقف فيه على جرح ولا تعديل . وقد روي هذا المتن من حديث ابن عباس وكعب بن عجرة وغيرهما ".
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 312 ) : " رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " وفيه إبراهيم بن زياد القرشي , قال البخاري : " لا يصح حديثه " , فإن أراد تضعيفه فلا كلام , وإن أراد حديثاً مخصوصاً فلم يذكره , وأما بقية رجاله فهم رجال الصحيح " .
قلت : وأنا أرى أنه لا بأس به في الشواهد . والله أعلم .
وأما حديث كعب بن عجرة الذي أشار إليه المنذري , فلا يصلح شاهداً لشدة ضعفه , قال الهيثمي ( 4 / 312 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك " .
قلت : ومن طريقه أخرج أبو بكر الشافعي في " فوائده " النصف الأول منه .