سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 358
" ما كان في الدنيا شخص أحب إليهم رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له , لما كانوا يعلمون من كراهيته لذلك " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 631 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 946 ) والترمذي ( 2 / 125 ) والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 39 ) وأحمد ( 3 / 132 ) وأبو يعلى في " مسنده " ( ق 183 / 2 ) واللفظ له من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد عن # أنس # به .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه " .
قلت : وإسناده صحيح على شرط مسلم .
وهذا الحديث مما يقوي ما دل عليه الحديث السابق من المنع من القيام للإكرام لأن القيام لو كان إكراماً شرعاً , لم يجز له صلى الله عليه وسلم أن يكرهه من أصحابه له , وهو أحق الناس بالإكرام , وهم أعرف الناس بحقه عليه الصلاة والسلام .
وأيضاً فقد كره الرسول صلى الله عليه وسلم هذا القيام له من أصحابه , فعلى المسلم - خاصة إذا كان من أهل العلم وذوي القدوة - أن يكره ذلك لنفسه اقتداء به صلى الله عليه وسلم , وأن يكره لغيره من المسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير " , فلا يقوم له أحد , ولا هو يقوم لأحد , بل كراهتهم لهذا القيام أولى بهم من النبي عليه الصلاة والسلام , ذلك لأنهم إن لم يكرهوه اعتادوا القيام بعضهم لبعض , وذلك يؤدي بهم إلى حبهم له , وهو سبب يستحقون عليه النار كما في الحديث السابق , وليس كذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإنه معصوم من أن يحب مثل هذه المعصية , فإذا كان مع ذلك قد كره القيام له , كان واضحاً أن المسلم أولى بكراهته له .