سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 365
" احضروا الذكر وادنوا من الإمام , فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 638 :
أخرجه أبو داود ( 1198 ) والحاكم ( 1 / 289 ) وعنهما البيهقي ( 3 / 238 ) وأحمد ( 5 / 11 ) من طريق معاذ بن هشام قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده - ولم أسمعه منه : قال قتادة : عن يحيى بن مالك عن # سمرة بن جندب # أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
وقال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
كذا قالا , ويحيى بن مالك هذا , قد أغفله كل من صنف في رجال الستة فيما علمنا فليس هو في " التهذيب " " ولا في " التقريب " ولا في " التذهيب " .
نعم ترجمه ابن أبي حاتم فقال ( 4 / 2 / 190 ) : " يحيى بن مالك , أبو أيوب الأزدي العتكي البصري المراغي , قبيلة من العرب .
روى عن عبد الله بن عمرو , وأبي هريرة , وابن عباس , وسمرة بن جندب , وجويرية . مات في ولاية الحجاج .
روى عنه قتادة , وأبو عمران الجوني , وأبو الواصل عبد الحميد بن واصل " .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأورده ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 256 ) وقال : " من أهل البصرة , يروي عن عبد الله بن عمر , روى عنه قتادة , مات أبو أيوب في ولاية الحجاج " .
قلت : فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى لتابعيته , ورواية جماعة من الثقات عنه , مع تصحيح الحاكم والذهبي لحديثه . والله أعلم .
وخالفه الحكم بن عبد الملك فقال : عن قتادة عن الحسن عن سمرة به .
أخرجه أحمد ( 5 / 10 ) وكذا الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 70 ) وقال : " لم يروه عن قتادة إلا الحكم " .
قلت : وهو ضعيف كما قال الهيثمي ( 2 / 177 ) , وأشار المنذري في " الترغيب " ( 1 / 255 ) إلى تضعيف الحديث وعزاه للطبراني والأصبهاني . وفاته هو والهيثمي أنه في " المسند " , بل وفي " السنن " و " المستدرك " مصداقاً للقول المشهور : " كم ترك الأول للآخر " .
تنبيه :
لفظ الحكم : " ... فإن الرجل ليكون من أهل الجنة , فيتأخر عن الجمعة , فيؤخر عن الجنة , وإنه لمن أهلها " .
وهذا مخالف للفظ هشام كما هو ظاهر , فهو منكر من أجل المخالفة .
والله أعلم .