سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 373
" كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر , فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زاداً , فقلت : " يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا , فانطلق أخي ومكثت عند البهم , فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو ? قالا الآخر : نعم , فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بطني , ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين , فقال أحدهما لصاحبه : ائتني بماء ثلج , فغسل به جوفي , ثم قال : ائتني بماء برد , فغسل به قلبي , ثم قال : ائتني بالسكينة , فذره في قلبي , ثم قال أحدهما لصحابه : حصه , فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة , ثم قال أحدهما لصاحبه : اجعله في كفة , واجعل ألفاً من أمته في كفة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم , فقال : لو أن أمته وزنت به لمال بهم , ثم انطلقا وتركاني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وفرقت فرقاً شديداً ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها , بالذي لقيت , فأشفقت أن يكون قد التبس بي , فقالت : أعيذك بالله , فرحلت بعيراً لها فجعلتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت : أديت أمانتي وذمتي , وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك وقالت : إني رأيت خرج مني نوراً أضاءت منه قصور الشام " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 648 :
أخرجه الدارمي ( 1 / 8 - 9 ) والحاكم ( 2 / 616 - 617 ) وأحمد ( 4 / 184 ) من طريق بقية بن الوليد حدثني بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن # عتبة بن عبد السلمي # أنه حدثهم وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رجل كيف كان أول شأنك يا رسول الله ? قال : فذكره .
والسياق للأول وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم . ووافقه الذهبي .
وفيه نظر فإن بقية إنما له في مسلم فرد حديث متابعة كما قال الخزرجي وهذا إسناد حسن فقد صرح بقية بالتحديث . وقد أورده في " المجمع " ( 8 / 222 ) وقال : " رواه أحمد و الطبراني ولم يسق المتن وإسناد أحمد حسن " .
ورواه أيضاً أبو نعيم في " الدلائل " كما في " البداية " ( 2 / 275 ) .
ولهذا الحديث شواهد كثيرة فانظر ( أنا دعوة أبي إبراهيم ) رقم ( 1545 ) .