[بتال]

[align=center]
(( الجزء الثاني ))

فقال بطاش :ماذا تريد يا سيدي .. ؟ هل هناك غزوا على قريتكم ..

فقال العمدة :يابطاش أرجوك اسمعني فانا بحاجه إليك ..

فنزل بطاش وقال :ماذا تريد مني يا سيدي..؟! فلقد حيرتني ..!!

فقال العمدة بعد إن اخذ نفس عميق :

يابطاش أرجوك إن تساعد أم رنين فلقد ذهبت إلى مدينة الظلام لكي تحظر الدواء لابنتها ..

ابتسم بطاش قليلا وضحك وهو يقول:وماذا تريدني إن افعل ..؟! هل اتبعها وأقول لها لا تذهبين أرجوكِ ..

ارتفعت حاجبي العمدة :

يابطاش أم رنين ذهبت لتنقذ ابنتها ..!!

ليقول بطاش وهو يضع يده على كتف العمدة :

ياسيدي انا كلفت بحماية قريتكم .. وهذا هو العهد الذي بيننا ..

لينزل بطاش يده ليستدير ويقول : إنا أسف يا ..

ولم يكمل بطاش كلامه حتى ظهر صوت أنين طفل صغير يتعثر مابين الصخور ينادي أمه ..ليلتفت الجميع إلى

ناحية الصوت ليشاهدوا رنين تتعثر بخطواتها وهي تبكي تنادي: أريد أمي أريد أمي أين هيا ..؟!!

فإذ بامرأة تخرج من بين الحضور لتصرخ في وجه بطاش تقول :الا يوجد بقلبك رحمة الا تشاهد هذه الفتاة

المسكينة التي ستفتقد امها الى الابد ..

اندهش ..بطاش قليلاً من كلام المرأة .. التي ذهبت تحمل رنين وتمضي بها الى القرية ليتبعها الاخرون وهم

بحسره وألم بسبب ماأصابهم من خيبت امل فقال العمدة وهو يدير ظهره لبطاش :اسف اذا ازعجناك يابطاش

.. حقاً أنت لم تكلف إلا بحماية القرية ..

فـ ماهية إلا بخطوتين خطاها العمدة ليقول بطاش :يارئيس القرية ..

فأجاب رئيس القرية وهو يسير نحو قريته :اعرف ماذا ستقول يابطاش ..؟! تريد منا ان نجهز لك الطعام والماء

.. لا تقلق سيأتيك في موعده ..

فقال بطاش وهو مصِر على إن يتكلم بجد:يارئيس القرية .. سوف اذهب واحظر الدواء لرنين ..!!

وماهي الا لحظات من سماع تلك الكلمات التي اخترقت أذن رئيس القرية الذي لم يصدق ما قاله بطاش

والدموع تسيل من عينيه وهو يقول:الحمدالله يابطاش انك وافقت على طلب اهالي القرية .. واشكرك من كل

قلبي ..

ابتسم بطاش للاول مرة في حياته في وجه الرئيس وقال بصوت عالي :ايها الرجال انا ذاهب إلى مدينة

الظلام لإحضار الدواء لرنين .. وإحضار أمها .. كل ماعليكم ان تفعلوا ان تكونوا بإمرة سيد القرية الى ان اعود

..

استغرب رجال بطاش من كلامه ليقول احدهم :ياسيدي ..!!

ولم يكمل الرجل كلامه حتى قال بطاش:لا أريد إن أعيد الكلام على الجميع إن يسمعوا وينفذوا ..هيا ..

فتجهز الجميع لمغادرة الجبل والسكن في القرية بجوار الرئيس .. الذي شكر بطاش من كل قلبه .. واستاذنه

بطاش ليجهز نفسه للرحيل وبعد دقائق من التجهيز قال احد الحراس :هل ستذهب ياسيدي ..؟

فقال بطاش نعم سوف اذهب ..!!

فجاء رئيس القرية وقال :هل سترحل يابطاش ..؟ ألان ..!!

فأبتسم بطاش وقال :نعم هل تريدني ان انتظر الى ان يحل الظلام ..

ليودع بطاش العمدة وبقية فرقته بحصانه الأبيض بسرعة البرق وهو يقول :انا قادم يامدينة الظلام ..

فقال احد الحراس :ارجوا ان يعود رئيسنا بخير .. فهذه المدينة مرعبة جدا ..

فقال رئيس القرية :لا تخف على بطاش ..

فأنطلق رئيس القرية ومعه بقية الفرقة إلى المدينة .. وما هي إلا لحظات إلا وأهالي المدينة في حالة ذهول

وغرابه بان فرقة بطاش قادمون .. ليقول رئيس القرية وهو مبتسم : لقد وافق بطاش على ان يذهب الى

مدينة الظلام ويعود بالدواء .. وأم رنين ..

ابتسم اهالي القرية بعد ان سمعوا هذا الكلام الذي أراحهم بعكس الفرقة ..


انتظروا الجزء الثالث ..

[/align]